الفصل الثامن

11.1K 732 66
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
نظرت جوري بتأثر لوالدتها لتتمهل قليلا قبل أن تقول بقلق : طيب وبابي فين دلوقتي ؟
نكست زينه راسها قائله : سيف طمني عليه وقالي أنه في المكتب
أومات جوري قائله : انا هروح اطمن عليه ...التفتت الي والدتها وتابعت : متزعليش مني يامام ي بس حضرتك كنتي قاسيه اوي علي بابي ... هو مش السبب ولا حاجه
تنهدت وتابعت بعقلانيه : ماهو انا مثلا شخصيه غير عمر ....ليا قواعد ونظام وحاطه خطط لحياتي غير عمر خالص وكمان سيف شخصيه وسطيه بيننا انا وعمر هل ده معناه أن بابا السبب ...لا يامامي ..احتدت نبرتها قليلا بدفاع عن ابيها :
جايز بابي شديد مع عمر شويه بس ده من خوفه عليه ولو كان الوضع متبادل وبابي كان مكانك وبيوافق عمر علي كل تصرفاته كنتي حضرتك هتعملي زي بابي وتقفي قصاده
هزت زينه راسها بدفاع عن نفسها : انا مش يوافق عمر علي تصرفاته بالعكس ...وبعدين ياجوري انتي بتهاجميني وكأني مش بحب ابوكي .... انا كل اللي بقوله إن بعده عن عمر وعدم كلامه معاه السبب في اللي وصله
هزت جوري راسها باقتناع بتفكيرها : اللي عمر فيه ده بسبب تصرفاته مش بسبب بابي
نظرت زينه إلي ابنتها بعتاب لتسحب جوري نفس عميق وتختم حديثها : عموما يا مامي انا مش بهاجم حضرتك والمفروض اصلا محدش فينا يهاجم التاني ...احنا عيله واحده
أمسكت بحقيبتها واعتدلت واقفه : انا هروح لبابي اطمن عليه
...........
....
نظرت جوري إلي هاتفها الذي يرن برقم مراد لتتوقف جانبا بسيارتها وتجيب وعلي الفور كان يأتيها صوت مراد الغاضب بينما للحظه تسرب إليه الشك أنها قد أخبرت أهلها بشيء مما حدث بينهم وكانت بالفعل جوري تنتوي هذا ولكنها تراجعت حينما رأت أن عائلتها ليست بحاجه للمزيد من المشاكل
: انتي فين ؟
قالت جوري بهدوء : بعتلك مسج اني رايحه لمامي ودلوقتي بعتلك اني رايحه اشوف بابي بعد كده هرجع البيت
حمحم مراد يريد سؤالها عن سبب ذهابها المفاجيء لعائلتها بينما نبرتها الهادئه لا تساعده علي استنتاج شيء
ليقول بمراوغه : هو عمي مش في البيت
: لا عنده شغل فقولت اروح له الشغل اشوفه
قال بلهفه انفضحت بنبرته : ليه ...قصدي يعني في حاجه ضروري ؟
قالت بهدوء كعادتها : لا ابدا بس عاوزة اشوفه
اوما مراد قائلا : طيب لو تحبي انا خلصت شغل وممكن اقابلك ونروح له سوا
ارتسمت ابتسامه ساخره علي جانب شفاه جوري بينما فهمت قلقه من أن تخبر أهلها بشيء عما حدث بينهم لتقول باقتضاب : مفيش داعي ....انا خلاص قربت اوصل
قبل أن يقول شيء كانت تقول : هقابلك في البيت وتبقي نروح سوا عزومه طنط نور
بضع كلمات ذكيه منها كانت بمثابه كلمات مطمئنه له بأن لا شيء سيحدث وأنها ستعود للمنزل
...........
....
نظر صادق الي نديم بعيون غاضبه : يعني ايه تتنازل ...ده حقك ! ناوي تسيب حقك
تدخل رشدي سريعا قائلا بخبث : ومين قال كده ياصادق ....حق نديم هيتجاب بس مش دلوقتي
احتدت نظرات صادق تجاه رشدي الذي لم يجد مبرر لتدخله فلم يمنع تعليقه : انا بتكلم مع ابني يا رشدي
التفت الي نديم الذي نظر إلي رشدي باعتذار : بابا ميقصدش يا اونكل
ابتلع رشدي كلمات صادق السخيفة قائلا بهدوء : عارف ....وبعدين هو نديم ايه يا صادق ماهو ابني انا كمان
انتفخ وجه صادق بالغيظ الذي لاحظه نديم وسرعان ما قال بنبره قاطعه : بابا انا اخدت قراري ....كور قبضته وتابع : وحقي من ابن السيوفي هاخده بس بأيدي
زفر صادق وقام من مكانه هاتفا بسخط : انت حر ...اعمل اللي يعجبك
خرج صالح من باب غرفه ابنه بالمشفي وصفق الباب خلفه ليلتفت نديم تجاه رشدي الذي قال بتأكيد : انا مش عاوزك تشغل بالك باللي اسمه عمر ده خالص ...خليك بس في صحتك
تنهد نديم وتمهل قبل أن يقول : انا بقيت احسن ...اونكل حضرتك منستش اتفاقنا مش كده
حاول رشدي المراوغه : لا طبعا ....انا بس بقول نستني لغايه ما تخرج من المستشفي ...اهو عشان نعمل حفله مناسبه ....ابتلع وتابع بمكر : انت عارف أن الحاجات دي بتفرق مع البنات وريم
هز نديم رأسه وتغيرت نظراته خوفا من أن يتراجع رشدي عن كلمته معه ليقاطعه قائلا : نكتب الكتاب وبعد ما اخرج هعملها اللي هي عاوزاه
اوما رشدي علي مضض ليرسم ابتسامه : اتفقنا
.............
....
زفر سيف بينما يتصل بأخيه مجددا ولا يجيب ليقوم من مكانه ويتجه الي مكتب أبيه الذي كان جالس بوجوم خلف مكتبه
: بابا ...انا بكلم عمر ...قبل أن يقول شيء كان عاصم يقوم من مكانه ويشير الي أحد الملفات أمامه قائلا وهو يغلق اي حديث متعلق بعمر : ابقي وقع الشيكات دي بدالي
نظر سيف الي ملامح الالم التي ارتسمت علي وجه عاصم وهو يسير ليسأله بقلق : بابا حضرتك كويس
اوما عاصم وتحامل علي الالم الذي يشعر به في ساقه : اه
اتجه الي الباب ليسأله سيف : حضرتك هتروح
هز عاصم رأسه : لا عندي شغل مع مهندسين التجمع هخلصه وابقي ارجع
هز سيف رأسه بصمت بينما يشعر بالضيق لكل ما يحدث في العائله ودون إرادته شعر بقلبه يلقي اللوم علي عمر تماما كما فعلت جوري التي قابلت ابيها لدي خروجه وكم تمزق قلبها لرؤيه حالته ولكنها أضافت في قائمه لومها وعلي رأسها والدتها ....تري ابيها هو الضحيه وليس عمر فما الصعب في أن يكون شخص مسؤول ويتوقف عن تصرفاته الصبيانيه...!
...........
....( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
صففت هنا خصلات شعرها الناعمه ورفعتها اعلي راسها لتخرج من غرفتها التي بقيت بها الايام الفائته بينما تشعر أنها أفضل كثيرا اليوم ...اتجهت الي غرفه اختها التي كانت بعالم اخر وهي تعزف تلك الأنغام فوق البيانو الاسود الكبير الذي أخذ حيز واسع من غرفتها
توقفت حلا عن العزف حينما دخلت اختها : ايه يا نونو حاسه انك احسن النهارده
أومات هنا قائله : اه جدا ....انا زهقت ايه رايك نخرج نتغدي سوا
تحمست حلا قائله : ماشي هكلم بابي واشوف رأيه
لم يرفض ايهم بالرغم من الضيق الذي يشعر به بعد ما حدث بينه وبين عمر ولكنه بكل الاحوال وافق علي طلب ابنته ليقول : ماشي يا لولو اجهزي انتي واختك وانا عندي مشوار هخلصه واعدي عليكم
...........
....أوقف سيارته اسفل تلك العمارة الضخمه واندفع منها الي الاعلي ....أصدرت الاساور الذهبيه بيد عزه صوت بينما تصفق علي انغام الموسيقي مع ابنتها وغرام التي تعالت ضحكتها هي الأخري وهي تقول : ياه يا طنط ده اليوم عدي بسرعه محستش بيه
ضحكت عزه قائله : امال ايه ....ده الضحك والفرفشه بتعدي اليوم ....انتي بس كل يوم والتاني تعالي عندنا
أومات غرام بتردد : ما انتي عارفه ماما
ضحكت عزه قائله بسخريه : عارفاها تموت في النكد
مالت فيفي علي إذن غرام قائله : اهو زي ما خرجتي النهارده كل كام يوم اخرجي وهي هتعرف منين
أومات غرام بينما تزيل اي أثر للندم من داخلها لأنها كذبت علي والدتها واخبرتها انها ذاهبه لمقابله عمل .....هلعت نظرات غرام ما أن تعالي رنين جرس الباب لتقول بخوف : دي اكيد ماما
طمأنتها عزه قائله : وهي امك هتعرف البيت منين ....ظلت غرام تشعر بالخوف لتقول عزه لابنتها : خديها اوضتك واقفلوا الباب
هزت غرام راسها بخوف وأسرعت تأخذ حقيبتها وتسرع خلف فيفي الي الممر المؤدي الي الغرف
وما إن تعالي صوت عزه ترحب بأحد حتي اطمأنت غرام للحظه
: اهلا اهلا يا ايهم بيه ....ده ايه النور ده
هتف ايهم بسخط : ايه اللي جاب البت دي عندي تاني يا عزه ....مش قولتلك انهي الموضوع
أومات عزه سريعا : حصل يا باشا وانتهي .....هي ناديه جت عندك
اوما ايهم بغضب لتقول عزه سريعا باعتذار : حقك عليا. ....انا مش هسكت لها
زم ايهم شفتيه قائلا بوعيد : لو اللي حصل اتكرر تاني حسابي هيكون معاكي
قالت عزه بخوف : مش هيحصل ...انت بس روق دمك
أسرعت فيفي تحاول ايقاف غرام التي دق قلبها بجنون ما أن تعالي رنين هاتفها برقم والدتها لتسرع خارج الغرفه : لازم امشي
: استني ...استني ياغرام ...
بنفس اللحظه كانت عزه تحاول اللحاق بايهم هي الأخري لتكاد تصطدم بغرام التي كانت تتجه الي الباب
شهقت غرام وامسكت بها عزه قبل أن تقع لتقول : واحده واحده يا بنتي هتقعي
تجاوزهم ايهم بخطواته القويه تجاه الباب الذي سرعان ما صفقه خلفه وهو يخرج لتتسمر غرام مكانها وهي تلمح هذا الرجل ذو الهيئه الجذابه بصورة لا تقاوم
لتقول بتعلثم ما أن خرجت من تلك اللحظه علي تعالي رنين هاتفها مجددا : اصل ...اصل ماما ...ماما بتتصل
لازم امشي
أسرعت فيفي خلفها : يابت استني هوصلك ....
ارتدت غرام حذاءها ونزلت برفقه فيفي التي لم تكد تتحرك بالسيارة حتي سألتها غرام : مين ده ؟
عقدت فيفي حاجبيها : قصدك مين ؟!
قالت غرام ومازالت تحاول رسم باقي ملامحه في خيالها : ده ...اللي كان عندكم
هزت فيفي كتفها : تلاقيه واحد من معارف ماما
.............
....
اشار صالح الي ابنته قائلا : اهو مش بيرد تاني
نكست ثراء راسها بخزي : ماشي يابابا شكرا
خرجت من غرفتها ومجددا تبخرت أحلامها لتنظر دلال الي زوجها: مالها ثراء
هتف صالح بامتعاض : مقموصه ....
: ليه ؟!
هتف صالح بغيظ : انا عارف. ...اهو جيت علي نفسي وعملت اللي طلبته واتصلت بعمر بيه اطلب منه أنه يتوسط ليها عند أبوه وتشتغل بس مدرش اعمل ايه
جذبت دلال وشاح راسها من فوق شعرها واعادت عقده مجددا بينما تقول بتهكم مبطن : وهو عمر بيه هيفتكرنا اصلا ... ولا هو هيقولك حاضر ويشغلها ....هو الشغل بالبساطة دي
نظر لها صالح لتتابع وهي تقوم تتظاهر بالانشغال بطي الثياب : ده ماجد طلعت عينه علي ما لقي شغل ولا نسيت فضل سنين متمرمط اد ايه
فهم ما ترمي إليه بينما تتابع : واهو الحمد لله شوف دلوقتي بقي ايه
قال صالح باقتضاب : ربنا يصلح حاله ويبعت لها رزقها هي كمان
التفتت دلال إليه واعادت فتح الحديث : وهو ابن حلال وربما بعته ليها
قاطعها صالح بنبره قاطعه : وانا مش موافق ولا هي موافقه يا دلال .. اقفلي كلام في الموضوع ده
نظرت له دلال بغضب : وهو اخويا ايه عيبه
هتف صالح بحنق: ولا عيبه ولا حاجه .....البنت مش موافقه يبقي انتهي الكلام
...........
.....

بعيون ناعسه اجاب علي هاتفه الذي يرن يلا توقف : عمر بيه انا نهال ....حبيت بس ابلغ سيادتك أن الشيك بتاع الانسه وسيله اتوقع
عقد حاجبيه باستفهام : وسيله ؟!
أومات نهال : اه ...اللي حضرتك قولت ليا اتابع موضوعها وابلغك
حك رأسه يحاول التذكر : اه افتكرت
طيب تمام
قالت نهال : تحب اتصل بيها وابلغها
فكر عمر لحظه قبل أن يتذكر نظرات الفتاه المعاتبه له
ليقول : لا ابعتي ليا رقمها وانا هبلغها ...
..........
... قام عمر من مكانه واتجه الي طاوله الافطار التي وصلت إليه قبل قليل ليبدأ بتناول أفطاره وهو يعبث بهاتفه ....
: الو
عقدت الفتاه حاجبيها ورفعت الهاتف امامها تنظر إلي الرقم الغريب لتنطق مجددا بنبرتها الناعمه : الوو
أعاد عمر كلمته : الو ....وسيله
بعدم تصديق قفز من ملامحها كانت تقول : عمر !
تلك النبره التي تنطق بها اسمه وكأنها تعرفه لسنوات جعلت نظرتها له تتراقص امام عيناه مجددا ويحاول بجهد أن يعتصر عقله ليتذكر من اين يعرفها
............
...
رفعت جوري عيناها تجاه مراد الذي بدون مقدمات اغلق حاسوبها قائلا : سيبيي اللي في ايدك وقومي جهزيلي الاكل
تمهلت جوري قبل أن تسأله بينما حدود علمها لقد تناولوا للتو العشاء بمنزل عائلته ولكنها بكل الأحوال لم تعترض  : تحب اعمل ايه ؟
ابتلع مراد بينما خالفت توقعه ولم تعترض ليقول : في ايه جاهز
هزت جوري كتفها : اللي تحب تأكله هجهزة
وليتها لم تترك سقف الطموحات مفتوح فهاهو يطلب : ماما كانت عامله الكفته حلوة اوي النهارده كلميها خدي منها الطريقه وياريت لو جنبها تشوي ليا صدر وسلاطات وممكن رز بالمكسرات
فغر فاه جوري من قائمه الطعام التي يطلبها الان وهم بمنتصف الليل بل وللتو كان قد تناول العشاء .....!
بينما لمعت نظرات التحدي بعيون مراد ليزيد قليلا من ضغطه : واه يا جوري ...ابقي اعملي حاجه حلوة خفيفه بعد الاكل
انتفخ وجه جوري بالحمرة ونظرت إليه لحظه قبل أن تقوم من مكانها وهي تتحامل علي نفسها ....لن تنجرف الي مشاجره معه ...احتفظت بهدوءها وقامت تعد له الطعام الذي طلبه وليت هدوءها كان كافي لمراد الذي شعر بالغضب يسري بعروقه ....لايعرف ماذا تخفي خلف صمتها وعدم تطرقها لعتاب ولو من بعيد عما فعله معها هذا الصباح ......بغيظ واندفاع اهوج كان يمسك بحقيبتها يفتش بها لتدخل جوري بنفس اللحظه لتخبره أنها انتهت من تجهيز الطعام لتتفاجيء بفعلته التي ايضا تقبلتها بهدوء بالرغم من الغضب المتوهج الذي اشتعل بعروقها ... لتبتلع وتقول بهدوء زائف : اطمن مش معايا حبوب تانيه
نظر لها مراد بحنق بينما ظهر هو بتلك الصورة ليقول باحتدام وهو يلقي بحقيبتها : جهزتي الاكل
أومات جوري واتجهت لتجذب حقيبتها من علي الأرض وتضعها مكانها بصمت نافي الثوران بداخلها ....لماذا تصمت والي متي ؟!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

الفصل التاسع هينزل قريب إن شاء الله.....عمر يعرف وسيله منين ......وسيله ولا ثراء البطله .....جوري ساكته ليه وهدوؤها مع مراد صح ولا غلط ..مراد هيتمادي ولا هيتراجع قدام سكوت جوري علي تصرفاته

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن