الثامن عشر

11.7K 614 31
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تحركت عفاف بعصبيه يمينا ويسارا بينما تهتف بزوجها المريض بغضب : سمعته بيبهدلني ومهنش عليك تقوم ياعبد القادر
اشاح الرجل وجهه بامتعاض هاتفا : الراجل مقالش حاجه غلط .... بناته وهو حر فيهم وانا حذرتك كتير يا عفاف
هتفت عفاف بسخط : ولاده يبقوا احفادي ....غص حلقها وتابعت وهي تتطلع لتلك الصورة المعلقه بأحد الاطارات علي الحائط لامرأه شابه : بنات بنتي الغاليه
غص حلق عبد القادر لينكس رأسه قائلا : الله يرحمها
رفع عيناه ونظر الي زوجته برفق قائلا : ياعفاف البنات مصلحتهم مع ابوهم
هزت راسها برفض : انا أولي بيهم بدل امهم هو ولا عارف حاجه ولا عارف يتعامل معاهم
زم الرجل شفتيه بقله حيله ليتعالي رنين جرس الباب
اتجهت لتفتح الباب ليدخل ابنها حسام الذي اتصلت به ليأتي علي الفور
قال بقلق ؛ في ايه يا امي ...بابا كويس ؟!
أومات عفاف قائله : كويس ...انا كلمتك عشان
عاوزاك تشوف ليا حل مع ايهم
عقد حاجبيه باستفهام : ماله ايهم ....عمل ايه ؟
هتفت بامتعاض وهي تخبره بما حدث : أخذ البنات
قال ابنها : ماهما بناته ياامي
هتفت عفاف بغضب : هو كل واحد يقولي بناته ....دول بنات بنتي ....بنتي اللي اتحرمت منها وهي في عز شابها
رفعت عيناها التي امتلئت بالدموع وتابعت : عاوزاهم يبقوا في حضني يعوضوني عن بنتي ...ده البيت بقاله حس لما كانوا قاعدين معايا اليومين دول
ازداد بكاءها لينظر لها ابنها برفق ويربت علي كتفها
: وحدي الله ياامي ....ربنا يرحمها
مسح دموعها بحنان وتابع : طيب عاوزة ايه ؟
قالت عفاف بحزم وهي تمسح وجهها من آثار دموعها : طالما مش هيديني بالذوق هرفع عليه قضيه واخد البنات
قال ابنها باحتواء : وليه بس ياامي نوصل بينا الموضوع لكده
قالت بإصرار : مفيش الا كده ....ارفع ليا قضيه
قال ابنها برفض : هتخسريها يا امي
عقدت حاجبيها باستفهام : ليه ؟!
قال ابنها بشرح : عشان هو ابوهم ومفيش عليه حاجه تخلي بناته يبعدوا عنه.... حتي مش متجوز عشان نقول انك أولي بيهم ...ربت علي يدها وتابع : امي طلعي الموضوع من دماغك وانا هكلم ايهم يبقي يخليهم يقعدوا عندك كل فتره وانتي ابقي روحي زوريهم
هزت راسها برفض  : ولا في يوم من الايام هدخل بيته بعد اللي عمله
تعالي رنين جرس الباب قبل أن يقول حسام شيء ليتجه ليفتح ....
اجتاحت الابتسامه ملامحه حينما وجد أمامه تلك المرأه التي ارتدت عباءه سوداء وعقدت حجاب جول وجهها بنفس اللون ليقول بلهفه : ساره  
ابتسمت المراه الثلاثينية وسرعان ما ارتمت بين ذراعيه : حسام وحشتني 
ضمها إليه : حمد الله علي السلامه ....عامله ايه ياساره
وحشتيني اوي
قالت بابتسامه : الحمد لله
قال سريعا وهو يفسح لها المجال : ادخلي ...جيتي في وقتك
دخلت الفتاه ليسرع يحمل الحقيبه عنها ويدخلها هاتفا بصوت عالي : ساره رجعت يا امي
هبت عفاف من مكانها بعدم تصديق لتركض بخطواتها تستقبل ابنتها التي وصلت لتوها من السفر حيث تعيش بالسعوديه مع زوجها
ضمتها إليها باشتياق : ساره بنتي وحشتيني اوي
احتضنت والدتها : وانتي كمان ياماما ...
أسرعت تجاه إليها الذي تحامل علي نفسه وقام من فراشه يستقبل ابنته : ساره
احتضنته ببكاء :  بابا حبيبي ... الف سلامه عليك
.............
...
ابتسمت زينه لعاصم وهي تمسح فمه برفق بعد أن تناول إفطاره من يدها ليبتسم لها عاصم قائلا : تسلم ايدك يا حبيتي 
ابتسمت زينه ومالت تقبل جبينه : بالهنا والشفا ياروحي
نظر حوله يسألها : جوري فين ؟
تلفتت زينه حولها قائله : نزلت تفطر
اشار عاصم لها : طيب هاتي التليفون اكلمها
استغربت زينه لتسأله : عاوز حاجه ؟
هز رأسه قائلا  : هاتي يازينه التليفون وبعد كده متسبيهاش تنزل لوحدها
أعطته له بعدم فهم وقله حيله بينما لا تريد أن تجادل معه : وفيها ايه ياعاصم دي نزلت من شويه صغيرين تفكر وتشم هوا وهترجع علي طول
هز رأسه وأخذ الهاتف من يد زينه التي مررت يدها علي الهاتف تطلب رقم ابنتها ليمر من امامها رقم عمر  لتشرد زينه بعيونها وتغزو قلبها تلك الغصه وهي تتذكر لحظه قسوتها عليه
......
وضعت جوري من يدها فنجان الشاي بعد أن ارتشفت منه القليل ثم تابعت التطلع حولها لهذا المنظر الجميل الواضح من النافذه الزجاجيه الضخمه التي جلست خلفها
لم تكد ترتاح ملامحها حتي كشرت سريعا حينما رأت مراد يتقدم ناحيتها
اخرجت من حقيبتها بضعه اوراق ماليه لتضعهم علي الطاوله وتهم بالمغادره ولكنه كان يتوقف امامها
: جوري
قالت وهي تشيح بوجهها عنه : عاوز ايه
قال بإصرار وهو يمنعها من المغادره : عاوز اتكلم معاكي
رفعت عيناها إليه : نتكلم في ايه وليه
قال وهو يتطلع لعيونها التي حرمته من النظر إليها وهي تبعدها عن عيناه :  نتكلم في اللي بيحصل في حياتنا ولا عاجبك اللي وصلنا له
بعتاب نظرت له قائله : السؤال ده تسأله لنفسك لانك انت اللي وصلتنا لكده
قال باستنكار : انا ؟!
قابلت جوري استنكاره باستنكار اكبر وهي تسأله : انت شايف ايه ؟!
هزت راسها بعتاب وتابعت : افتكر اني اكتر واحده كنت بقولك نحل مشاكلنا مع بعض وبلاش حد يتدخل بينا
هتف بامتعاض : انا مدخلتش حد.... انتي اللي حكيتي لعيلتك
اتسعت عيناها باستهجان بينما يظن أنها من أخبرت والدها : انا لا طبعا
هتف مراد باحتدام : امال عرف منين  ....محدش غيري انا وانتي يعرف موضوع الطلاق
امتعضت ملامحها من اتهامه لتهتف به بانفعال بينما طفح الكيل وهو مازال لا يري نفسه مخطيء ولو بشيء واحد : بلاش تلميحات .....انا مقولتش حاجه لبابي ولو عاوزة اقول كنت قولت من زمان
قبل أن يفتح فمه بكلمه كانت تتابع بعصبيه : كنت قولتله علي كل تصرفاتك معايا مش بس موضوع الطلاق ..... انت متخيل أن بابي زعلان بس عشان عرف بتهديدك ليا امال لو عرف الباقي
قاطعها مراد بحنق بينما رأي مقدار ضأله صورته : جوري
....كفايه انا مش عيل صغير هتهدديه
رفعت جوري عيناها إليه متهكمه : لا واهددك ليه ....عندك حق انت راجل طبعا وعشان كده الموضوع كله في ايدك وانت اللي تقدر تحله
قال بتلهف بينما ظنها تقدم له الحل :  ازاي
هزت كتفها ببرود : معرفش شوف انت .... بالنسبه ليا انا بنفذ كلام بابي
قال بامتعاض : وانا ماليش كلمه
هزت راسها ونظرت له بتحدي : للاسف حاليا مبقاش ليك  كلمه عليا الموضوع كله في ايد بابي
خطت خطوة لتغادر لتتفاجيء به يمسك يدها بتملك هاتفا : ارجعي معايا ومحدش هيتدخل طالما اخدتي  قرارك ووافقتي نرجع لبعض
نظرت له باستنكار وجذبت يدها من يده : اسفه مقدرش احط بابي في الموقف ده
قال بعتاب مستنكر : وتحطيني انا في الموقف ده
اشاحت بوجهها عنه هاتفه : انت اللي حطيت نفسك
علقت حقيبتها بكتفها واستدارت لتغادر ليظل مراد واقف مكانه بضياع ايقنه الان .... مراد
التفت اليها حينما نادت اسمه لتلقي بوجهه حقيقه يعرفها بالتأكيد ولكنها غابت وسط نوبه غضبه كالعاده :  اونكل سيف كمان عارف موضوع الطلاق
زم مراد شفتيه بحنق وغضب حينما أدرك كالعاده متأخرا أنه سار خلف اندفاعه وخيط اخر بينهم انقطع بواسطته .
............
....
لم يظن أنه سيفعلها يوما ولكن هاهو ما أن فتح عيناه حتي كانت يده تطلب رقمها باشتياق لسماع صوتها والحديث معه وكأن ساعات نومه ايام
: صباح الخير
ضحكه رقيقه اطربت أذنه وجعلت الشمس التي أشرقت منذ ساعات تشرق من جديد
: صباح الخير ايه قول صباح العصر.
ضحك عمر وهو ينظر في ساعته : اه ده احنا العصر فعلا
: صحي النوم يا استاذ ...ايه معندكش شغل
هز رأسه وفرك شعره لتنفلت منه اهه حينما لامست أصابعه الغرز التي ماتزال برأسه : اه
قالت بلهفه لامست قلبه واطربت دقاته : مالك يا عمر ؟!
قال متنهدا : مفيش يا قلب عمر
ابتسمت بخجل دون قول شيء ليسود الصمت بينهم لحظات قبل أن يسألها : ساكته ليه ؟!.
حمحمت قائله : اقول ايه ؟!
قال عمر وهو يعتدل واقفا ويتجه الي المطبخ : قولي اي حاجه ....مثلا قولي وحشتني ياعمر
ابتسمت وعضت علي شفتيها بخجل أيضا دون قول شيء .... ليبتسم هو الاخر بينما يتخيل حمره وجهها الان
تنهد ومال يبحث في تلك الصناديق الموضوعه بكل مكان حوله هاتفا بتذمر : يا تري روحتي فين ؟
سالته سيلا بفضول : هي ايه ؟!
قال وهو يفتح أحد الصناديق بينما يسند الهاتف بيده : ابدا عاوز اعمل قهوة ومش لاقي ال coffee machine
بحث عمر لينفلت لسانه أثناء بحثه هنا وهناك حيث استقر بالأمس في تلك الشقه ومازال لم يفرغ محتوياتها  : فينك يا شهد !
عقد وسيله حاجبيها باستنكار : شهد !
.............
...
قالت ساره بعد سماع والدتها : هو عنده حق ابوهم وخايف عليهم ....اصلا ياماما ازاي تكلمي البنت في موضوع زي ده ...دي لسه عيله
واصلا كنا تخدنا ايه من الجواز بدري
خليهم يعملوا مستقبل وبعد كده يبقوا يتجوزا مش زينا اتجوزنا وبقينا مجرد اله تطبخ وتنضف وتربي ...تنهدت وتابعت : ادي انتي شايفاني يا ماما هطق من الغربه لوحدي ويادوب ماجد رضي بالعافيه انزل كام يوم عشان اطمن علي بابا 
صدق أخيها علي كلامها قائلا : ساره عندها حق ....رفع حاجبه وتابع : اصلا انا مش عارف هحط عيني في عين الراجل ازاي ....مين قال اني هجوز ابني بالطريقه دي
نظرت له عفاف باستنكار : امال يتجوز مين لو مش بنت عمته
ضحكت ساره علي عقل والدتها الذي توقف بحقبه زمنيه بعيده ليقول حسام بجديه : يتجوز اللي يتجوزها بقي سواء حلا ولا غيرها بس مش هختار انا بداله
...........
نظر عاصم الي جوري بلهفه : ايه ياجوجو انتي كويسه ؟!
أومات جوري بابتسامه هادئه : اه يا بابي ...في آيه ؟!
هز رأسه قائلا : ابدا فكرت اللي اسمه مراد ضايقك
هزت راسها بكذب : لا وانا هشوفه فين
اوما عاصم وهتف بحنق : أيوة مش هيشوفك تاني ولا حتي في الحلم ...بقي بيطلق بنتي انا
.رفع عيناه تجاه نظرات ابنته التي حاولت اخفاء الحزن بداخلها بينما وصل الأمر لتحدي بين ابيها وزوجها
قالت زينه لتلطف الأجواء : عاصم حبيبي ارتاح ...انا هقعد مع جوري في الكافيتريا نشرب حاجه
اوما عاصم لتنزل زينه مع ابنتها التي ما ان انفردت بها حتي وضعت يدها فوق يدها برفق وهي تستمع إلي كلماتها التي لم ترتبها ولكنها وصفت ما تشعر به
: اي اتنين بيحصل بينهم خلاف ....مكنتش بفكر في انا وهو لا كنت دايما بفكر فينا ككيان واحد وجايز عشان كده كنت بتجاوز عصبيته ...كنت عاوزة اكون زيك يا مامي عاقله و بحافظ علي بيتي وحياتي .... مكنتش حاسه اني لازم اشتكي منه لحد لأن المفروض انا وهو نشتكي لبعض من الدنيا مش من بعض .... كنت برضي لما يهدي ويجي يصالحني واوقات كتير انا كنت بصالحه عشان مكنتش بحب الخصام والا البعد ....كنت بقول حياتنا هتكون احسن لما يحس أن بيتنا هو اسعد مكان له وانا بشيل اي خلاف بينا وبعديه كأنه محصلش ...كنت بهتم بكل تفاصيله وتفاصيل بيتنا ....مواعيد مذاكرتي وشغلي وخروجي كل حاجه كنت برتبها كويس اوي عشان منختلفش انا وهو علي اي حاجه ....كنت بعمل كل حاجه بمثاليه وكأني واقفه قدام المرايا وعاوزة متكونش في حياتي غلطه  ....كنت شايفاه زي بابي انسان عصبي بس قدامك وقدامنا احن انسان في الدنيا ....خانتها الدموع التي لمعت بعيونها لتنساب إحداها علي وجنتها الناعمه بينما تتابع : بعد كل ده اكتشفت أنه شايف كل دي عيوب فيا ..... سكوتي علي عصبيته وتجاوزي مشاكلنا شافها ضعف أو خداع عشان يرجع في قراره ....قرار اني اسيب شغلي اللي مش مآثر عليه في حاجه غير انه فكر يضغط عليا وخلاص ...كنت بشوفه زي عمر لما يعمل اي موضوع وخناقه عشان نهتم بيه انا وسيف وكنت بتعامل معاه أنه كده ...مكنتش بحس أني باجي علي نفسي عشان أنا وهو واحد ولو هو مرتاح أنا هكون مرتاحه ...تهدج صوتها بينما تتابع : لغايه ما اكتشفت اني جيت علي نفسي كتير اوي وأنه مكنش شايف اي حاجه من اللي بعملها وكأن ده الطبيعي ....احترق قلبها بينما ارتمت في حضن والدتها : انا سكتت كتير اوي يا مامي عن حقي لغايه مبقاش ليا اي حقوق ....بقت كل حاجه بعملها حق مكتسب له هو وبس ....!
............
....
عقد عمر حاجبيه : مالك يا سيلا ...انتي اتضايقتي ؟!
قالت وسيله ببديهيه : والمفروض متضايقش وانت بتتكلم عن واحده تانيه كل شويه
قال عمر بتلقائية :دي شهد
قالت وسيله بامتعاض بينما عرفت الغيرة طريق لقلبها : مين شهد عشان تجيب سيرتها وتفتكرها كل شويه ...قبل أن يقول شيء كانت تقول بعصبيه : عمر سلام
أوقفها عمر : وسيله متقفليش
قالت بتهرب : تيته بتنادي عليا ياعمر
هتف بحزم : وانا بقولك متقفليش ...هنتكلم يا وسيله
قالت بنبره خاويه : نتكلم في ايه ؟!
قال عمر برفق لاول مره يتحسسه بنفسه وقد شعر أنه سبب في ضيقها : في اللي مضايقك ....تنهد وتابع بشرح : مش قصدي خالص بس يعني انا متعود أنها بتعمل ليا كل حاجه وعشان كده لما بعمل حاجه بفتكرها ...بس
قضمت شفتيها بغيظ كتمته داخلها بينما تلك الفتاه يتحدث عنها دون عن أي أخري
: ساكته ليه ؟!
قالت بهدوء : اقول ايه ؟!
قال عمر بمرح وهو يحك رأسه : تقوليلي فين ال coffee machine عشان هتجنن علي القهوة
افلتت منها نبره متهكمه بينما يتحول من النقيض للنقيض بلحظه : انت مجنون ياعمر ....احنا مش كنا بنتخانق دلوقتي ؟!
ضحك عمر قائلا : لا  .... تمهل لحظه ثم تابع بمكر : مش اسمها بنتخانق اسمها بغير عليك يا عمر
كتمت ضحكتها بينما تقول بغيظ : تعرف انك مغرور اوي
اوما عمر قائلا.  : عارف بس برضه بتغيري
قالت وسيله بتلقائيه : مش من حقي ؟!
واه من الحقوق والواجبات ....فهاهو للحظه يتمهل وهو يفكر أن بعد خطوته تلك أشياء كثيرة بحياته ستتغير
.............
...
ربتت زينه علي كتف ابنتها بحنان طويلا حتي هدأت نوبه بكاءها قبل أن تقول بهدوء : جوري حبيتي انا حاسه بيكي ومش عاوزة الومك ولا اقولك انتي صح ولا غلط ...انا بس عاوزة اقولك انك مش انا ....حقك تنظمي حياتك وتكوني عاوزة تبني بيت سعيد بس ابدا ميكونش علي حساب نفسك .....لو اللي قدامك مقدرش اي حاجه بتعمليها يبقي توقفي فورا واياك تعملي حاجه تانيه
الحياة شركه مش واحد بس يدي والتاني ياخد من غير حساب .....رفعت وجهها إليها وتابعت بصدق : ياريتني كنت من سنين زيك يا جوري .. ياريت كان ليا اب او اخ او عيله ...تنهدت وتابعت : كنت مش هتردد ثانيه اشتكي ليهم عشان يقفوا جنبي ....غص حلقها وتابعت : انا مكنش ليا حد يجيب حقي وابوكي جه عليا كتير زمان
نظرت جوري إليها بعدم تصديق لتتابع زينه : انا حبيت عاصم اوي وعشان كده قبلت بحاجات كتير في طبعه الصعب اللي غيره لما فعلا قررت اني ابعد عنه
خرجت الكلمات من شفاه جوري بتمهل : عاوزاني ابعد عن مراد
أومات زينه : لازم يحس انك هتضيعي من أيده عشان يعرف قيمتك .....شكوتك لأهلك مش ضعف طالما هيفهموكي واوقات كتير مينفعش تحكي لأهلك بس طالما الموضوع وصل لكده يبقي لازم يعرف أن ليكي حد وراكي
....ابتسمت وتابعت : تيته شهيرة هي اللي وقفت معايا قدام ابوكي لغايه ما مبقاش قدامه حل إلا أنه يتغير
انتي عملتي كتير عشانه جه الوقت اللي هو يعمل عشانك
نظرت لها جوري باستفهام : اعمل ايه ؟!
هزت زينه راسها قائله بخبث : مش هتعملي اي حاجه ....سيبيه لعاصم وهو هيعمل
عقدت جوري حاجبيها : بس يامامي ....قاطعتها زينه ضاحكه وهي تربت علي وجهها : مفيش بس ...جمدي قلبك لغايه ما يعرف قيمتك
نظرت جوري إلي والدتها التي أمسكت بيدها لتقول لها : بس لو سمحتي يا مامي بلاش بابي يعرف حاجه من اللي قولتها
ابتسمت زينه لها بمرح قائله : متقلقيش مش هقوله وانا اصلا عارفه أن عاصم من غير ما يعرف حاجه هياخد حقك وزياده ...
..........
 
: انت اللي قولت لابوها اني طلقتها يا بابا
قال سيف بدهشه من سؤال ابنه الذي بادر به ما أن اتصل : وهو الموضوع سر .... ايه كنت ناوي تخبي انكم اتطلقتم طبعا كلمت عاصم عشان نشوف حل
هتف مراد بحنق من بين أسنانه : ليه بس يا بابا ....
كانت هترجع ليا لولا ابوها دخل في الموضوع
عقد سيف حاجبيه بقوة هاتفا : مراد انا مش فاهم منك حاجه ....طلقتها ولا خاصمتها ولا هددتها ولا هترجع
مراد علي أول طيارة ارجع فورا فهمني كل حاجه
هز مراد رأسه وقال بجنون وهو يعض قبضه يداه بحنق
: لا طبعا مش هسيبها ....ابوها رافض اني حتي اكلمها وبيقولي هيجوزها غيري
هتف سيف بإصرار : اسمع الكلام يامراد وارجع وانا هتصرف
هتف مراد بانفعال : هتتصرف تعمل ايه يابابا بقولك ابوها ...
قاطعه سيف بحزم : انا ليا كلام مع عاصم بس افهم الاول منك كل حاجه ....  اسمع كلامي يامراد  اي تصرف أو كلمه منك جايز تبوظ الموضوع اسمع الكلام وارجع نتكلم وافهم منك وهتصرف
لم يستمع لكلام أبيه وسرعان ما كان يتجه الي غرفه عاصم الذي تغيرت ملامحه ماان انفتح الباب ودخل منه أفلت لسان جوري التي اعتدلت واقفه : مراد
اشار لها عاصم أن تعود لجلستها علي الاريكه بجانب والدتها
بينما نظر إلي مراد قائلا بنبره ممتعضه : جاي ليه ؟!
ابتلع مراد قائلا : عمي ...قاطعه عاصم بحنق :
انا مش عمك خلصت
هز مراد رأسه وهتف بعنفوان بينما لا يعطيه ولو فرصه لنطق شيء : لا مخلصتش ولا هتخلص كده حضرتك واخد مني موقف جامد اوي
هتف عاصم ساخرا :  عاوزني اخدك بالحضن
هز مراد رأسه قائلا : لا بس اسمعني زي ما سمعتها
نظر عاصم الي ابنته بطرف عيناه : ياريت تقولي عملت فيها ايه ...نفسي فعلا اسمعها
قبل أن يقول مراد شيء كان عاصم يتابع بوعيد : اللي عملته كفايه اوي .... طلقتها وانتهينا
زم مراد شفتيه ونظر الي جوري التي استصعبت رؤيته بهذا الموقف ولكن ماذا تفعل
ابتلع مراد ونظر الي عاصم قائلا : ياعمي انا مطلقتهاش بالطريقه دي ....اتعصبت غصب عني وقولت ليها لو سافرت تبقي طالق ومكنتش اعرف حتي هي مسافره ليه
رفع عاصم حاجبه بخبث : مكنتش عارف هي مسافره ليه عشان كنت متخانق معاها مش كده ؟!
احتقن وجهه مراد بينما حشره عاصم في الزاويه ليقول وهو يبتلع بتوتر : خناقه بينا .... بتعصب زي اي راجل نظر إلي عاصم وتجرأ وهو يتابع : حضرتك نفسك اكيد بتتعصب علي طنط
هتف به عاصم بعنفوان : هتقارن نفسك بيا
صمت مراد وزم شفتيه بحنق بينما عجز عن التعبير عن نفسه وعاصم يقف أمامه بالمرصاد
ليتقدم مراد من جوري ويتجرأ يمسك بذراعها ليوقفها أمامه قائلا : جوري ....قولي لعمي أنها كانت خناقه عاديه وأننا هنرجع لبعض ونحل مشكلتنا بينا
استند عاصم الي ذراعه يحاول أن يقوم من الفراش هاتفا بمراد بتوبيخ : ابعد  ايدك عنها
نظر إليها مراد باستجداء أن تقول شيء ولكنها خفضت عيناها فلن تكسر كلمه أباها ابدا 
: جوري اتكلمي وقولي حاجه ...قولي انك مش هتسبيني !
نظر له عاصم باستخاف بينما يعرف انها لن تتحدث :
قولت ابعد عنها
نظر إليه مراد ليتابع عاصم بحزم :  طلقتها وخلاص
انفلت سلان مراد بانفعال : ياعمي هو ايه اللي خلاص
....في لحظه بتهد اللي بينا
قال عاصم ساخرا : انت اللي هديت ولا انا اللي طلقتها
قال مراد بتبرير : لحظه عصبيه 
تهكم عاصم قائلا : حلو ....ابقي خلي العصبيه تنفعك بنتي محدش يتعصب عليها ولا يدوس ليها علي طرف
نظر لها ورفع أصبعه أمام وجهه بتحذير :  انا كل ده عامل حساب لابوك بس لو قررت ناحيتها تاني مش هرحمك
احسن لك بالذوق تبعت ليها ورقه الطلاق اول ما ترجع مصر
احتقن وجه مراد بالغضب بينما خزلته لأول مره بصمتها الذي تمزقت به ولكن لا كلام يقال أمام كلام ابيها
لتتغضن ملامحه بالغضب ويرفع وجهه أمام عاصم قائلا بعنفوان : لا مش هعمل كده .... جوري مراتي و هرجعها
نظر له عاصم بانفعال : انت بتتحداني
هز مراد رأسه قائلا : ده موضوعي انا وهي مش تحدي بينا ياعمي
احتقن وجه عاصم بالغضب الظاهري بالرغم من شعوره بالسعاده بداخله لرؤيه تمسك مراد بابنته لتتدخل جوري قائله : مراد امشي دلوقتي
نظر لها بعتاب : عاجبك اللي وصلنا له
نظرت له بعتاب مماثل بينما مازال يبقي عليها باللوم
ليأتيه صوت عاصم الغاضب : ايه هتهددها وانا موجود
تبرطم مراد بحنق من بين أسنانه : كل كلمه واقف ليا عليها دي مش طريقه
لامست جوري ذراعه برجاء : امشي دلوقتي يا مراد
نظر إليها لتهز راسها وتعود لتقف بجوار والدتها التي فهمت ما ينتويه عاصم لذا صمتت
خرج مراد من غرفه عاصم ليهتف بابيه بحنق :
بابا انا شويه وهقتل عاصم السيوفي .....الراجل ده عنيد وحاشر نفسه في الموضوع .. انت مش متخيل بيعمل فيا ايه ..حتي مش مخليني اكلمها وكل اللي علي لسانه طلقتها خلاص وكأنه مصدق
افلتت ضحكه سيف علي غضب ابنه : بابا انت بتضحك وانا طالع عين اهلي مع الراجل ده .... اتصرف وكلمه
قال سيف بهدوء : قولتلك ارجع واسكت وانا هتصرف .... انت كده بتعقد الموضوع لما تتكلم معاه
: اسيبها ازاي !!
قال سيف بغضب : ما انت طلقتها . ..قولتلك ارجع وانا هتصرف ..... طلعتني عن شعوري
نظرت جوري إلي هاتفها الذي يضيء برقم مراد لتخفيف الهاتف بجيبها قبل أن تتسلل من الغرفه وتخرج لتجيب عليه : جوري
: عاوز ايه يامراد
قال بعقلانيه اول مره تستشعرها منه : مش عاوز حاجه ومش هتكلم في حاجه دلوقتي
عاوزك بس تقوليلي افضل جنبك ولا ارجع
عقدت حاجبيها بدهشه لسؤاله ليؤكد كلماته :
اه ياجوري مش قادر اسيبك لوحدك في ظرف زي ده بس وجودي عامل مشكله وبيزودها بيني وبين عمي ....لو عاوزاني افضل هنا هفضل يمكن تحتاجوا حاجه
قالت جوري بثبات بينما تاخذ بنصيحه والدتها:  ارجع يامراد
غص حلقه وشعر أنها بالفعل ستضيع من يده ليقول برجاء : بس اوعديني نتكلم لما تهدي
ظلت صامته ليقول باستجداء : اوعديني ياجوري
.............
....زفرت ثراء ونظرت في ساعتها للمره المليون بينما الوقت وكأنه لايمر ...عدلت من وضع ساقيها التي تشنجت من طول وقفتها علي الجانب الآخر من الطريق ....صبرت نفسها بأن عليها أن تتعب قليلا لتصل إلي هدفها
وظيفه في شركه كتلك حلم يستحق التعب
رفعت عيناها للاعلي تتطلع الي حرارة الشمس الحارقة وسرعان ماوضعت يدها علي جبينها تحمي عيونها من اشعه الشمس لتفكر أن تجلس بأي مكان حتي موعد خروج سيف ولكنها تراجعت فربما يخرج بموعد اخر لذا أخرجت قنينه مياه صغيرة من حقيبتها وارتشفت القليل وبقيت واقفه
..

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن