الثاني والثلاثون

9.9K 489 29
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
التفت عاصم وسيف الي المحامي الذي خرج للتو من غرفه التحقيقات ليساله عاصم بلهفه :  ايه الاخبار يا عبد الحميد
قال عبد الحميد بهدوء : خلاص صدر الأمر بالإفراج عن عمر وكلها ساعه او اقل وكل اجراءات إخلاء سبيله تخلص
قال عاصم وهو يهز رأسه : عبد الحميد انا عاوز اعرف كل حاجه عن الولد اللي حط لعمر المخدرات
قال المحامي بشرح : هو حاليا وشه مش باين في الفيديو ... بس البوليس مش هيسيب الموضوع وهيوصلوا له
نظر عاصم الي سيف باحتقان قائلا : انا عاوز اعرف مين اللي اتجرء يعمل كده مع اخوك يا سيف
قال سيف بنبره مؤكده : متقلقش يابابا هعرف كل حاجه
اوما عاصم ليقول له : دلوقتي خد شافعي معاك وروح المستشفي اللي فيها الولد المصور ده وخليه يتنازل بأي طريقه ....لو عاوز فلوس اديله اللي هو عاوزه
: حاضر
تدخل عبد الحميد قائلا : مفيش داعي الولد اتنازل خلاص
عقد عاصم حاجبيه بدهشه : اتنازل !....من نفسه !!
اوما المحامي قائلا : اه
هز عاصم رأسه : غريبه
قال المحامي بنبره مطمئنه : ولا غريبه ولا حاجه ...جايز يكون عرف أنه هيدخل في مشاكل كتير مع سيادتك فأتنازل 
اوما عاصم والتفت الي سيف قائلا : حتي لو اتنازل ...برضه ياسيف انا عاوز اعرف كل حاجه عن الولد ده
التفت كلاهما تجاه عمر الذي خرج ليتجه عاصم إليه يحتضنه  بلهفه : حمد الله علي السلامه يا عمر
بادله عمر الاحتضان ظاهريا ولكن بداخله كان هناك حاجز بينهم وبرود شديد حاول اخفاءه وضغط علي نفسه لاول مره وهو يفعل شيء لا يشعر أنه يريد فعله ...فهو يريد أن يعاتب أبيه  ...يريد أن يخبره بكل ما في داخله حتي لو نشبت بينهم مشاجره ...لا يريد أن يتظاهر ولكنه مضطر فهو لا يحتمل أن يكون سبب في مرض أبيه مجددا لذا ابعد لأول مره شعوره وفضل شعور أبيه أو بالآخرين شعوره بالمسؤولية تجاه أبيه
ربت عاصم علي كتف ابنه وقال بوعيد : متقلقش ياعمر ....اللي عمل كده انا مش هسيبه
قال عاصم تلك الكلمات التي ظن انه بها سيخفف من وطأه شعوره بالذنب تجاه ابنه حينما تبين أنه كان بالفعل مظلوم وذلك الشك الذي تولد بداخله دون إراده منه بسبب ماضي ابنه كان لا محل له ولكنه ندم علي نطقها حينما رأي نظرات الغضب في عين عمر الذي قال : لا سيب ليا الموضوع ده
عقد حاجبيه بأستفهام : يعني ايه ؟
قال عمر بنبره قاطعه : ده موضوعي وانا هعرف اخد حقي
هز عاصم رأسه برفض : لا ياعمر مش هتعمل اي حاجه ....لانت نبرته وهو يتابع : انا مش عاوزك تدخل في أي مشكله تانيه كفايه اللي حصل
فهم عمر كلمات عاصم بأنها توبيخ مبطن ليندفع قائلا : دي مشكلتي وانا هحلها ....انا مش صغير
هتف عاصم بعنفوان : لا صغير ومحتاج ليا يا عمر
التقت نظرات عمر بنظرات أبيه وهو يحدث نفسه بأنه كان نعم يحتاج إليه وكان يحتاج الي ثقته ولكنه الآن لا يشعر بأنه بحاجه لأي شخص سوي تلك التي وثقت به ثقه عمياء وسارت خلف ما شعرت به دون تفكير ليقول وهو يبعد عيناه عن عيون أبيه :  افتكر أن آن الأوان عشان اكون كبير واشيل مسؤوليه تصرفاتي
مشاجرة وخلاف اتيه في الطريق وهو لا يريد أن يعود خلافهم مجددا ليقف بينهم ليقول عاصم بنبره قاطعه : عمر مش وقت الكلام ده خلينا نرجع البيت انت محتاج ترتاح
هز عمر رأسه قائلا :  روحوا انتوا وانا هحصلكم
قبل أن يقول عاصم شيء كان عمر يلتفت الي ايهم قائلا : ايهم خدني معاك لغايه عربيتي
قال عاصم برفض : ارجع معانا دلوقتي وانت هبعت السواق يجيب عربيتك
قال عمر وهو يتحرك بخطواته : هخلص مشوار واحصلك يا بابا
لم يلتفت الي أبيه وتابع سيرة برفقه ايهم ليمسك سيف بذراع أبيه قائلا : سيبه يا بابا براحته ...كلها ساعه ويحصلنا
اوما عاصم بشرود بينما عجزه عن فهم ما يدور بعقل ابنه يثقل كاهله ....أنه يشعر بقليل من الضيق لانه دون إرادته اوصل له عدم ثقته به وبنفس الوقت ظن أن الأمر مضي وهو يحتضنه بصمت ولكن كلماته كانت تناقض صمته ....زفر عاصم واتجه برفقه ابنه للخارج وما أن تحرك سيف حتي التفت له عاصم باستدراك : سيف انا عاوز اعرف اخوك كان بيعمل ايه في اسكندريه !
توترت ملامح سيف ولكنه هز رأسه دون قول شيء وتابع طريقه .

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن