الواحد والخمسون

7.9K 395 33
                                    

تسمرت أقدام عمر مكانها الحظات مرت عليه دهر بينما تكاد عيناه تخرج من موضعها خلف ذلك الذي لم يلمح منه الا ظهره وهو يكاد يتبخر من هذا الباب الخلفي....مجرد نظره خاطفه ألقاها ذلك الشاب اليافع الي الخلف لمح بها دخول ذلك الرجل قبل أن يترك العنان لساقيه هاربا وهو يتلفت حوله بأنفاس متلاحقه يبحث عن مخرج في جنح ذلك الظلام لتنحبس أنفاسه بصدره ما أن باغته ذلك الكيان القوي من خلفه يكبله ويضع يداه فوق فمه يكتم أنفاسه ....اتسعت عيون الشاب بهلع للحظه قبل أن يهز رأسه حينما أتاه صوت الرجل الذي يكمم فمه يهمس بجوار أذنه : هششش انا انور
هز الشاب رأسه ليبعد انور يداه من فوق فمه ويجذبه سريعا تجاه الأشجار الكثيفة يخفيه خلفها ويقف أمامه كالصقر بعيون ثاقبه يلمح خروج عمر الاهوج راكضا يتلفت حوله بحثا عن ذلك الخيال الذي لمحه ....كادت انفاس انور وأسر تنقطع وهم يقطعوها مختفيين خلف الأشجار لوقت طويل حتي اشرأب انور برأسه يتأكد من ركض عمر بعيدا ليسحب الشاب بهدوء وحذر ويدفع به تجاه أحد الأسوار الفاصله بين المنازل ويجعله يتسلقه ثم يتبعه ..... تلفت اسر حوله قبل أن يسأل انور بهمس : ماما فين ؟!
همس انور له يطمئنه : متقلقش مشيت
همس انور بقلق شديد : الراجل ده شافني ...هيحصل ايه دلوقتي
قال انور مطئنا : انا هتصرف ...كل اللي هتعمله دلوقتي انك هتيجي معايا تستخبي لغايه الصبح وبعدين هخرجك من هنا
هز الشاب رأسه قائلا : مش هينفع افضل هنا للصبح لازم ارجع
اوما انور قائلا : ماشي بس استني لغايه ما الاقي طريقه اخرجك بيها
......
ارتجفت كل أوصال وسيله وهي متجمده مكانها ويدها تشير عمر الذي عاد بأنفاس لاهثه وعيون تتقد شرا ينظر إليها بينما لسانها يحاول ان ينطق تفسير امام نظرات عمر التي تحولت تجاهها ببط لتنساب الكلمات من بين شفتيها المرتجفه تخبره بمن يكون هذا الشخص لتختم حديثها : هو ابنها اكيد... اكيد.... ابنها... اسر هي قالت ليا وانا ملحقتش اسالها مين ولا فهمت حاجه.... انااا ... انا كان لازم اسالها ااو اقول بس.... بس كل حاجه حصلت بسرعه اوي وانا مفهمتش هي خايفه من ايه ...تمهلت وهي تنظر إليه باستفهام ظنته من حقها : ... عمر.... انت مصدقني... انت اكيد مصدقني انا هكذب ليه ؟!!
كلمات وكلمات تندفع من شفتيها متزامنه مع نظرات عيناها التي تنظر إلى ملامحه المتجمده وتناجي صمته الذي حطم عظامها لتلك الثواني قبل ان يندفع خارج الباب
لايعرف ماذا تفعل خطواته خارجا منساقه الي ذلك الصوت بداخله الذي يضج بضجيج عالي مكررا كلماتها ان كان يصدقها وهو يريد فقط بتلك اللحظه تصديقها وتكذيب ما رأه ..!
رفع فرد الأمن قامته واتجه سريعا تجاه البوابه التي اندفع عمر تجاهها ليقرء ما يدور بداخله والذي تظاهر بأنه لا يفهمه حينما قال عمر بشتات؛ فين هدي
تظاهر الرجل بالدهشه وهو يسال عمر بهدوء؛ هدي إ
اوما عمر ونظرات عيناه مشتته في كل اتجاه حول تلك البوابه المغلقه وكأنه يبحث عن الحقيقه بايجاده ذلك الشخص لتخرج نبرته حادة؛ هدي صاحبه البيت
قال الرجل بثبات؛ تقصد شافع بيه ناىب سيادة الوزير... هو صاحب البيت
لم تحتمل أعصاب عمر ذلك التمطيط بينما لم يكن امام الرجل سواه للمراوغه وكسب الوقت ليهتف عمر بغضب محاولا تجاوزه والدخول : فين اللي اسمها هدي.... ؟!
هتف الرجل وهو يحاول تهدىه عمر : يافندم لو بس حضرتك تفهمني في ايه هقول لحضرتك
دفعه عمر بغضب من أمامه واتجه الي البوابه ليتبعه الرجل بسرعه هاتفا : يافندم مفيش حد جوه اصلا
التفت له عمر بغضب مزمجرا : امال هي فين.... فين وفين ابنها ؟!
ابتلع الرجل وقال بهدوء : يافندم جايز سيادتك متلخبط في العنوان ده بيت شافع بيه زي ما قولت لسيادتك ومفيش حد اسمه هدي هنا ....
توقفت خطوات عمر والتفت إليه بحده بينما لم يستوعب ما نطق به : انت قولت ايه ؟!
قال انور بثبات : بقول لسيادتك مفيش حد اسمه هدي هنا ....هز كتفه وتابع : البيت مفيش حد موجود فيه وتقريبا من سنين محدش بيكون هنا اصلا
وشافع بيه والدكتورة هاديه زوجته معندهمش اولاد عندهم بنتين بيدرسوا برا من سنين وعمر ما حد منهم جه هنا ....اللي بيكون موجود من وقت للتاني بس هما الناس بتاعه الصيانه
توحشت ملامح عمر وهو يلتفت الي الرجل ليصيح به بصوت جهوري وهو ينقض علي تلابيبه رافضا أن يصدق كلمه مما يقولها : قصدك ايه محدش كان هنا
هز الرجل رأسه ووضع يده فوق قبضه عمر يناجيه أن يهديء : يا فندم انا بقول اللي اعرفه ....لو سمحت اهدي
كيف يهديء بعد ما سمعه لينفلت السؤال من بين شفتيه بضياع : اسر يبقى مين ؟!
: معنديش فكرة بس جايز لو سيادتك فهمتني بتدور علي ايه اقدر اساعدك ...دفع عمر الرجل بعنف ليرتطم ظهره بالجدار بينما انهار عالمه وتشوشت رويته رافض سماع اي شيء ليدفع الرجل من أمامه ويخطو بخطوات عشوائيه حول المنزل وهو يهز رأسه بضياع ...!!
........
جلست وسيله على جمر ملتهب تاره الوم نفسها على سذاجه تصرفها وتاره تخبر نفسها انها لم تستطع الا ترد معروف تلك المرأه معها ولا تدرك أن هذا المعروف ثمنه غالي بينما حرص انور الذي ظهر من العدم بعد أن تأكد من ذهاب عمر ليمد يداه بمغلف كبير يعطيه لفرد الأمن بسريه قائلا بتشديد : اياك تغير كلمه من كلامك
هز الرجل رأسه بتأكيد وهو يضع المغلف بجيب سترته الجلديه : متقلقش
اوما انور وسرعان ما عاد ليختفي بين الأشجار وانفاسه اللاهثه لا تتوقف عن الاندفاع من صدره بينما يعتصر عقله وهو يخطط لكيفيه التستر علي السر الذي كاد أن ينفضح ...!!
رفعت وسيله عيناها تجاه الباب حينما دار المفتاح بالباب لتسرع تجاه عمر وبداخلها يقين انه عرف الحقيقه لتقول بلهفه: عرفت ياعمر الحقيقه صح.... عرفت مين ده ...هدي قالتلك هو مين صح
لم يقل شيء بينما قالت ملامحه الكثير وهو يخطو بخطوات غاضبه الي ان وصل الي الغرفه ليندفع منها الي الحديقه الخلفيه وخطوات وسيله تتبعه لتتوقف مكانها وتهتز نظراتها بينما يركل عمر الجدار الفاصل بين الحديقيتن بقوة والذي تحول بلحظه الي سياج لا يتزحزح لا تعرف كيف ؟!!
التفت عمر ببط تجاه وسيله بينما لم يعد هناك ما يراه الا روايتها الخياليه عن تلك المراه التي ليس لها وجود .....
تسمرت عيون وسيله بشتات على السياج تحاول إيجاد تفسير لما تراه فقد كانت بوابه متهالكه و بضع أغصان تحركها هدي بسهوله فكيف تحول الي بوابه مغلقه بقفل صديء وكأنه بها منذ سنوات
أنفاس ساخنه وكأنها تخرج من بركان خرجت من صدر عمر وهو يتجه ناحيه وسيله ويمر من أمام عيناه شريط من مشاهد متقطعه وسؤال لا يتوقف عن التردد بإذنه حتى كاد يصيبه بالصمم.... كيف كان احمق لتلك الدرجه ؟! لم يرى خيانه ريم ولا شهد ولا وسيله.... انه أحمق يستحق وسام المغفل الأول !!
رأت وسيله بعيناه نظرات الغضب ولكنها لم تتوقع عنفوانه وظنت أن كلماتها سيكون لها صدي بينما هي مثله لا تفهم شيء لتتراجع للخلف مع كل خطوه يخطوها ناحيتها بخوف فطري من نظراته وهي تقول بكلمات مبعثره : عمر انا مش فاهمه حاجه ..... هدي ...هدي هي فاهمه اسالها وهي اكيد هتقولك ....البوابه كانت لسه مفتوحه وهي قالت خلي اسر وانا ملحقتش اسالها بس هي كانت خايفه ...طيب خليني انا اسالها قدامك وهي هتقولك ........!!
طنين قوي رن في اذن وسيله امتزج مع صرختها المتألمه حينما هوي عمر علي وجهها بصفعه قويه وهو يهتف بوعيد متزامن مع صفعته التاليه : لا ده انتي اللي هتقوليلي على كل حاجه
صرخه أخرى انبثقت من صدرها بينما يجذبها عمر بعنف الي الداخل ويدفعها لتقع علي الأرض وتنفلت صرخه اقوي من بين شفتيها بألم شديد حينما ارتطم جسدها بالارضيه الرخاميه تجاهل عمر صرختها وهو يحاول التحلي بالبرود ليكون لغضبه الوقع الأشد بينما وقف يحكم النافذه ثم يلتفت ناحيتها ويتجه نحوها بخطوات متهاديه وينحني فوقها ونظرات عيناه تنذر بشرور العالم وهو ينظر إلي وجهها الذي تركت أنامله اثرها فوقه
بينما تحول إلى جمره ملتهبه كما حال عيونها التي تطلعت اليه بعدم استيعاب وهي تتراجع الي الخلف زحفا بجسدها الذي يرتجف بخوف شديد منه بينما يصرخ بها بغضب اهوج : هتقوليلي علي كل حاجه ....هتقوليلي ازاى اتخدعت فيكي وازاي كنتي بتستغفليني طول الوقت ده ...!!
........
نظرت غرام الي هنا وحلا بينما دخلوا إليها ليراضوها مع أن التبرير لم يتغير ولكن يكفي إحساسهم أنه يجب عليهم مراضتها لتقول حلا : والله ياروما مجاش في دماغنا خالص وجت فجأه الخروجه ..!
اومات هنا قائله : متزعليش مننا
قبل أن تقول غرام شيئا كان ايهم يقف لدي باب الغرفه
لترفع حلا عيناها الي ابيها قائله : بابي قول لغرام متزعلش مننا
كادت غرام تنطق انها غير غاضبه وفقط اكتفت انهم أرادوا مراضاتها ولكن ايهم لم يمهلها الوقت لقول شيء بينما قال بنره قاطعه : هي مش زعلانه منكم ....نظر إلي ابنتاه وتابع بحزم : اصلا انتوا معملتوش حاجه ..... يلا يا لولو اخدي اختك روحوا اوضتكم
لم تفهم الفتيات شيء ولكنهم يعرفون جيدا أباهم لذا اكتفت كل منهم بالنظر إليه ثم المغادره ...
لم تفهم غرام معنى حديثه لتجده يغلق الباب وينتظر لحظات حتى وصول ابنتاه الي غرفتهم قبل ان تتغير ملامح وجهه الي الحزم وهو يقول بتحذير وبلا مقدمات : مش عاوز الموقف ده يتكرر تاني
بأستفهام سألته غرام ؛: موقف ايه ؟
قال ايهم بسخط : اللي حصل دلوقتي ....انك تعاتبي البنات او تسأليهم في اي حاجه ....رفع إصبعه أمام وجهها وتابع : انا بس اللي مسؤول عن كده معاهم
ماذا فهم...؟! هكذا فكرت غرام وهي تحاول ان تفهمه ما حدث : انا مقولتش حاجه واصلا كنت هقولهم اني مش زعلانه وبس عاتبتهم من باب قلقي عليهم
هتف ايهم باحتدام : ولا من اي باب.... انتي مش امهم ولا من حقك تربيهم او تضايقيهم
قالت غرام بدفاع عن نفسها : مضايقتهمش ...افهمني
قاطعها ايهم بحنق : انتي اللي تفهمي ان انا مش هسمح اي حاجه او اي حد يضايق بناتي
اتسعت عيون غرام باستنكار من اتهامه : انت بتقول ايه ....انا قلقت عليهم ؟! وبقول كانوا المفروض يقولوا ليا ...!!
قاطعها أيهم مجددا بغضب :
مالكيش فرض عليهم ولو على قلقك كنتي كلميني انا
تعلثمت من موقفه المعادي وكأنها عنفت ابنتاه ولم يكن مجرد عتاب لتقول بشرح : كنت هكلمك بس اتلخبطت و...قاطعها ايهم قائلا : ماعلينا الموضوع انتهى ولو حد كان المفروض يكلمك كان انا وانا اللي جايز اسمح ليكي بعتاب او سوال انما البنات لا
تركها واندفع خارج الغرفه وهو يدرك ان خوفه علي نفسيه ابنتاه هو الذي جعله يعنفها بلا ذنب ويتحمل هو اللوم وحده ...!!
انقهرت ولا توجد كلمه اخري الا القهر تستطيع تفسير ماشعرت به غرام بتلك اللحظه وهي تراجع كلماته والتي
مهما كانت لا تحمل الا معنى واحَد وهو ان لا مكان لها بينهما ...(جايز يسمح لها ) تلك الكلمه كانت تخبرها بمكانتها التي يتحكم هو بها ...فأما أن يسمح أو لا
زم ايهم شفتيه بحنق بينما يعرف انه قسي عليها ولكنه من اجل ابنتاه لا يمكن أن يَدعهم يفسرون سؤالها وعتابها بأنه قيد عليهم
حتى وان كان غير مقتنع الا انه يجب أن يفعل هذا فهو لا يدري كيف تفكر ابنتاه وعليه اخذ الحذر من اب تصرف قد ينعكس عليهم
........
نظر نديم الي رشدي وقال ببساطة : حاضر ياعمي هكلم بابا اكيد وارد عليك
عقد رشدي حاجبيه باستنكار هاتفا : هو انا لسه هستني تكلمه وترد عليا
نظر له نديم باستفهام ليتابع رشدي بعنفوان : كلامي واضح ... انا مش بقولك كلمه انا بقولك تقرر وتنفذ
نظر له نديم باستنكار قائلا : اقرر بدل ابويا في شغله
اوما رشدي بحزم : أيوة عشان انت ابنه الوحيد
ابتلع نديم ببطء محاولا التمسك بهدوءه : ايوة ياعمي بس في الاول والاخر ده شغله ورأس ماله وهو بيفهم فيه اكتر مني ....ازاي اخد عنه قرار او احكم واتصرف
نظر له رشدي بسخط : زي اي راجل هو ده رأس ماله ده مش ليك فيه وفي الاخر كل ده هيرجعلك
تمهل نديم وهو يري ثورة رشدي ليقول بهدوء : حتي لو ده صح بعد عمر طويل ....انا دلوقتي ليا حدود ومقدرش اتخطاها ولا أقرر حاجه ....كل اللي اقدر عليه اني أكلمه وأقنعه يرجع الشراكه بينكم ولو قبل .... قاطعه رشدي بسخط وهو يهب واقفا : ولو مقبلش اعمل ايه ....؟!
حاول نديم التحدث بهدوء ولكن لم يمهله رشدي الوقت ليصيح بغضب شديد : اسمع بقي انا خسرت اكبر شغل عندي بسبب مشاكلك مع عاصم السيوفي وشراكتي مع ابوك هي اللي كانت بتعوض خسارتي إنما ابوك كمان يفض الشراكه يبقي بيقطع كل اللي بينا
تفاجيء نديم برشدي يرفع إصبعه أمام وجهه ويتابع بتهديد : اما تجبر ابوك على الشراكه واما بنتي مش هتفضل علي ذمتك
اتسعت عيون نديم بصدمه مما نطق به رشدي : ايه اللي انت بتقوله ده ياعمي ....ايه دخل ده في ده
اشاح رشدي بوجهه هاتفا بصرامه: اللي عندي قولته
هتف نديم بسخط : وانا مش قابله ....ريم مراتي وعلاقتي بيها برا اي شغل بينك وبين ابويا
تواجهت نظرات نديم برشدي للحظه قبل أن يندفع نديم خارج الغرفه ينادي بصوت عالي : ريم ....ريم
كانت ريم جالسه برفقه لميا يتحدثون وملامح السعاده مرتسمه علي وجهها : بصراحه كنت غبيه لما مكنتش مقدره حبه ليا
ابتسمت لميا لها : يعني خلاص مفيش عمر
تنهدت ريم وهزت راسها : انا اصلا نسيت الاسم ده ...توقفت عن الحديث حينما استمعت لنداء نديم لتقوم من مكانها مسرعه تجاهه وخلفها لميا تتبين ما يحدث
: في ايه ؟!
اشار لها نديم بصوت غاضب : يلا
قبل أن تفهم شيء تفاجيء الجميع برشدي يخرج غاضبا من غرفه مكتبه ويتجه نحو ريم جاذبا يدها بقوة ودون أي مقدمات يدفع بها الي غرفه مكتبه ويغلق الباب بالمفتاح ....لم يستوعب نديم أو لميا تصرف رشدي الأرعن للحظه قبل أن تتسع عيناه وتهب بها رياح الغضب : انت بتعمل ايه ؟!
تحدثت لميا بهلع وهي تري نديم يندفع تجاه رشدي الذي تجاهل طرقات ريم من خلف الباب
: رشدي في ايه ؟!
صاح رشدي بها بغضب : متتدخليش ...التفت الي نكيز الذي اتجه ناحيته بغضب هاتفا : افتح الباب وخرجها
هز رشدي رأسه وقال بعنفوان : انا قولتلك كلامي ومش هكرره
احتقنت كل ملامح نديم بالغضب ليسرع تجاه الباب ولكن رشدي توقف أمامه هاتفا بتحدي : ايه هتضربني
أمسكت لميا بذراع نديم ونظرت له برجاء : اهدي يا نديم وفهمني بس في ايه
انتزع نديم ذراعه من يدها وحاول تجاوز رشدي الذي دفعه للخلف ليتقهقهر نديم بضع خطوات وتتقد عيناه بالغضب أكثر لتسرع لميا تقف أمامه هاتفه : نديم اهدي ارجوك
نظرت له برجاء الا يفعل شيء يندم عليه ليصيح نديم بغضب : افتح الباب والا هكسره
نظر له رشدي بتحدي وهو يقف امام الباب : قرب مني لو تقدر
كور نديم قبضته بغضب بينما يجاهد نفسه إلا يطاول علي حماه الذي كسر حدود العقل والمنطق .
............
....
مدت ثراء يدها الي حقيبتها تخرج بضع أوراق نقديه تعطيها لسائق السيارة الاجره التي توقف بها اسفل المنزل ثم تغلق حقيبتها بكتفها وتنزل متجهه الي داخل المنزل بينما دار راسها تجاه تلك السيارة الانيقه التي اجتذبت عيناها بلونها الازرق اللامع ....
التفتت دلال الي باب الشقه الذي فتحته ثراء ودخلت لتجد ماجد جالس مع أخته ...قالت وهي تخلع حقيبتها الانيقه لتضعها برفق علي أحد المقاعد بعد أن دفعت مقابلها مبلغ لم تتخيله لتواكب مظاهر عملها الجديد
: السلام عليكم
ردت دلال السلام : وعليكم السلام
بينما أجاب ماجد بصوت خافت وهو مازال ينظر تجاه أخته : وعليكم السلام
تقدمت منهم ليعتدل ماجد واقفا وهو يقول : هقوم انا يا دلال
لا تنكر أنها استغربت مغادرته بتلك السرعه بمجرد عودتها بينما كان يتصيد الوقت لرؤيتها والحديث معها لتنظر اليه قائله : ازيك يا ماجد.
تفاجئت به لا ينظر ناحيتها وهو يقول باقتضاب: الحمد لله
عاد ينظر إلي أخته قائلا : عاوزة حاجه
هزت دلال راسها وعلي شفتيها ابتسامه: شكرا يا حبيبي
اوما لأخته قائلا : ابقي سلمي علي صالح ...السلام عليكنم
اتجه الي الباب لتتبعه أخته بينما وقفت ثراء مكانها رافعه أحدي حاجبيها وهي تتساءل عن سبب ذلك التغيير
لتجد خطواتها الفضوليه تأخذها الي الشرفه المفتوحه وقد صدق حدثها حينما اضيئت انوار السيارة ما أن ضغط ماجد علي المفتاح الذي بيده
التفتت تجاه دلال التي خرجت الي الشرفه بابتسامه ونظرت الي الاسفل تلوح لأخيها لتحاول ثراء الا تبدي فضولها وهي تسأل زوجه ابيها : هو ماجد غير عربيته ؟
اومات دلال ومازالت تلوح لأخيها : اه
لم تشبع ثراء فضولها لتتبع زوجه ابيها التي دخلت الي المطبخ فأخذت أحدي قطع الفاكهه وقضمتها قائله بنبره عدم اكتراث : لو كنت اعرف أنه غير العربيه كنت سألته علي الاسعار عشان بفكر اشتري عربيه صغيرة بالقسط
ارتسمت ابتسامه ماكره علي طرف شفاه دلال والتي أصبحت تفهم ابنه زوجها جيدا لتضع قطع الفاكهه بالخلاط وهي تقول بنفس نبره ثراء البارده : الاسعار بقت غاليه اوي يا ثراء ...ده جايبها بشيء وشويات
اومات ثراء وهي تجتذب الحديث لتعرف كيف استطاع شراء سياره كتلك : اه سمعت أن الأسعار غليت وعشان كده استغربت ....اكيد جايبها تقسيط
هزت دلال كتفها قائله بينما يتعالي صوت الخلاط : لا دفع تمنها مره واحده مع اني قولتله بلاش وركز في الشقه الجديده احسن بس هو مرضاش
قضمت ثراء شفتيها وسألت بفضول نجحت دلال في إثارته عن قصد : هو اشتري شقه جديده
اومات دلال بابتسامه منتشيه بينما علي شأن اخيها : اه ...اخد شقه في مدينه نصر ...حلوة اوي وواسعه
نظرت إلي ثراء بخبث وتابعت : بس الشقه بقي جابها قسط ...ماهو انتي عارفه اسعار الشقق
اومات ثراء قائله : اه طبعا ...نظرت إلي زوجه ابيها بمكر وتابعت : بس هو هيقدر علي الأقساط دي
قالت دلال وهي تسكب العصير في أحد الاكواب : اه ربنا يقدره ...اهو شغله كويس زي ما انتي عارفه ....نظرت لها وتابعت : وكمان جاله قرشين حلوين اوي من ورثه من عمي
وصلت ثراء الي ماكانت تريد معرفته لتتذكر ذلك العزاء الذي لم تذهب إليه برفقه زوجه ابيها قبل بضع اسابيع : ممم...طيب كويس
اومات دلال قائله : الله يرحمه عمي مكنش عنده ولاد والأرض بتاعته كلها ورثها ماجد وانا طبعا
قبل أن تقول ثراء شيء كانت دلال تضع الكوب في أحدي الصواني الفضيه قائله : يلا روحي غيري هدومك علي ما ادخل العصير لمياده ....نظرت إلي ثراء وتابعت بمغزي : الله يبارك لها كل يوم تيجي تذاكر لأخواتك
غادرت المطبخ وتركت ثراء تتبرطم بحنق بينما فهمت مغزي كلماتها عن جميل جارتهم التي تأتي تذاكر لاخوتها بدلا منها بعدما تحججت بقله لياقه أنها مشغوله اغلب الوقت ....ابتسمت تلك الشابه الي دلال التي دخلت إليها تحمل كوب العصير : تعبتي نفسك ليه بس يا طنط
قالت دلال بسماحه : ولا تعب ولا حاجه ...انتي اللي بتتعبي مع الولاد كل يوم
هزت مياده كتفها بابتسامه هادئه : مفيش تعب ...دول زي اخواتي
قضمت ثراء شفتيها بحقد لاح في ابتسامتها البارده حينما انتهت مياده واتجهت الي الباب لتقول : ازيك يا ثراء
قالت ثراء بتعالي : مطحونه والله يا مياده في الشغل
ابتسمت لها الفتاه بسماحه : الله يعينك
اومات ثراء واتجهت لتأخذ حقيبتها التي اجتذبت عيون مياده بينما وقفت ترتدي حذاءها لتقول لها بطيبه : ماشاء الله حلوة اوي الشنطه
قالت ثراء ببرود : بجد ....مع انها معجبتنيش اوي بس قولت اهي شنطه وخلاص
نظرت دلال باستنكار الي تعالي ثراء علي الفتاه البسيطه بتلك الطريقه لتتجه إليها قائله : عيونك اللي حلوة يا مياده ...تسلمي يا حبيتي
: شكرا يا طنط ...سلام عليكم
أغلقت الباب والتفتت الي ثراء قائله بتبرطم : عرفنا انك بقيتي تجيبي شنط من الغاليه يا ثراء مالوش لازمه بقي يا حبيتي تترسمي علي البت كده
رفعت ثراء حاجبها بغرور : اترسم عليها ...ليه وهي مين اصلا عشان اترسم ولا تبقي في دماغي ...دي حته بت كحيانه لا راحت ولا جت
ضحكت دلال ببرود : لا والله وده من أمتي ...ايه عشان اشتغلتي شغلانه حلوة بقت مياده كحيانه
نظرت لها ثراء ببرود : لا عشان أنا احسن منها بشغل أو من غير شغل
نظرت لها دلال بسخط لتقول ثراء ببرود وهي تتجه الي غرفتها : انا هدخل انام عشان مصدعه
زفرت دلال ونظرت في أثرها بينما ظهر وجهها ومعدنها الحقيقي ..
........
...
ارتمت شهد بحضن تينا تبكي بخوف من رد فعل عاصم الذي توقف مكانه دقائق طويله يستوعب رد فعله تجاه ابنه ولكن زينه لم تمهله الوقت لتندفع ناحيتها تعنفها بغضب : دي آخره المعروف ....تتهمي ابني بحاجه زي دي
تراجعت شهد تحتمي بتينا التي وقفت أمام زينه : اهدي ياطنط ...شهد مقالتش حاجه ....احنا بس اللي الموقف خلانا نفكر كده
هزت زينه راسها بغضب شديد والتفتت تجاه عاصم هاتفه بهجوم : لا مش احنا ....انت بس ...انت ياعاصم اللي حكمت عليه من غير ما تسمعه
نظر عاصم الي هجوم زينه وقبل أن يدافع عن نفسه كانت تينا تتدخل مجددا : ياطنط ماهو عمر مدافعش عن نفسي برضو يبقي اونكل عاصم معذور
فرك عاصم وجهه بحنق أمام هجوم زينه التي نظرت له بخزلان : مش معذور ....انت السبب في اللي عمر وصله
قله ثقتك فيه خلته يوصل لكده ....ابني ضاع مني بسببك
لم يقل عاصم شيء بينما مازال عقله مشتت ولم يعد يعرف هل يستحق اتهام زينه ام دفاع تينا ليسحب خطواته ويتجه الي مكتبه يختلي بنفسه يحاسبها
ازدادت نبره زينه حده وهي تلتفت الي شهد : حسابك معايا عسير والله ما هعديها ليكي بالساهل ....ارجع ابني وهرجعلك ياشهد
اندفعت خطوات زينه خارجا لتركض تينا في أثرها بعد أن قالت لشهد : ادخلي اوضتك دلوقتي ياشهد
أسرعت تينا تحاول اللحاق بزينه التي اندفعت الي الخارج بخطوات غاضبه ....: طنط ...استني ياطنط ...انتي رايحه فين
هتفت زينه بعنفوان وهي تتجه الي سيارتها : رايحه ادور علي ابني اللي كلنا ظلمناه
حاولت تينا اللحاق بها ولكنها لم تستطيع لتسرع بأنفاس متلاحقه وهي تضع يدها علي بطنها تجاه غرفه مكتب عاصم : الحق يااونكل ...طنط زينه خرجت تدور علي عمر
رفع عاصم رأسه وانعقد حاجبيه بينما هب واقفا واسرع هو الآخر يلحق بزينه التي لا تعرف الي أين تذهب
..........
...
لا يشعر عمر بشيء إلا لهيب الحريق الذي يكوي كيانه بضراوة ويفرغه كحيوان بتلك التي مثلت كيس ملاكمه يفرغ به غضبه دون أن يفكر أو يستمع .....اكتوت وسيله بوجع واهانه تطاوله عليها لتنظر اليه بعيون غائره بالدموع : انت لا يمكن تكون طبيعي انت مستوعب بتتهمني بأيه ياحيوان ...أشارت إلي نفسها بانكسار وهي تردد بعتاب شديد : بعد كل اللي اتحملته منك جاي تتهمني اتهام قذر زي ده
استجمعت كل قوتها الواهنه لتدفعه بقوة بعيدا عنها وهي تنزع ذراعها من قبضته ليتقهقر عمر للخلف ولكنه يتوقف سريعا وينظر إليها باحتقار بينما تتبجح بعد أن رأي بعيناه ما رأي : لو في حاجه قذره هو انتي ....أنقض علي ذراعها بعنف ليهزها صارخا بقوة : انتي اللي متستاهليش اي حاجه عملتها عشانك ....انتي يابنت ال **
تألمت كل ملامحها ليس بسبب عنفه الجسدي ولكن بسبب سبابه اللاذع لتهتف به بكبرياء تمسكت به وسط دموعها : انا بنت راجل احسن منك الف مره ...رباني اخاف من ربنا مش منك ...ربنا اللي قالك مترميش الناس بالباطل من غير دليل ما بالك بمراتك
احتقنت عيون عمر بالغضب ليجذبها من ذراعها بعنف صارخا : وهو في دليل اكتر من اللي شوفته يا بجحه
قالت وسيله بدفاع عن نفسها لم تيأس منه :
قولتلك علي الحقيقه وانت مش عاوز تصدقها
نظر لها عمر بحقد : حقيقه ايه ..... الحقيقه اللي جريت زي العيل المغفل اسال عنها وطلعت كذب
قولي حاجه تانيه أصدقها
هزت وسيله راسها وقالت بعيون استغرب قوه نظراتها بعد كل ما حدث : مش هقول حاجه عشان معنديش حاجه تانيه اقولها عاوز تصدق صدق مش عاوز انت حر
نزعت ذراعها من قبضته واولته ظهرها وهي تكفف دموعها الحاره هاتفه : طلقني وحالا طالما شايفني كده
رفع عمر حاجبه ساخرا وصاح بغضب شديد : لا والله وكده خلصت
التفتت له بغضب : هي اصلا خلصانه من زمان ...خليك راجل مره وكون اد كلمتك وطلقني طالما واثق اوي اني خاينه
صرخت بالم حينما جذبها عمر تجاهه بعنف وصرخ بها بقوة جعلتها ترتجف بخوف بينما يقول بتحقير : انا راجل غصب عن عين امك يا بنت ال**
ارتجفت شفاه وسيله بقهر بينما نعتها بذلك اللفظ البذيء ورأت في عيناه نظرات الاحتقار بينما لا يستحق أحد سواه ذلك الاحتقار لتصرخ مجددا حينما دفعها بعنف تجاه الحائط خلفها وهو يتابع بسخط شديد : امك اللي عملت نفس العمله مع ابوكي
ضحك بسخريه جرحتها كما جرحتها كلماته بقوة : ابوكي اللي بتتكلمي عنه مش امك كانت مستغفلاه برضه مش كده
مجددا ضحك بسخريه موجعه وهو يتراقص ببذاءه لسانه علي اوجاعها : طبعا البت طالعه لأمها وعاوزة تكملي السيناريو للآخر اطلقك وتروحي تتجوزي اللي خونتيني معاه زي ما هي اتجوزت طلعت اللي ياعيني وقف جنبها
مجددا لفظ نابي تبعه باقي سخريته القاسيه : وقف جنبها ولا كان مقضيها معاها ولما اتكشفوا اتجوزها ...!
صرخت بألم حينما انقض عمر عليها يجذبها من خصلات شعرها ويدفع بها الي الحائط خلفها لتشعر وسيله بألم قوي يكاد يحطم عظام ظهرها بينما لا يشعر عمر بشيء إلا نيران تخرج من أنفاسه التي قربها منها وهو يقول بحقد : عرفت دلوقتي ليه عاوزة تتطلقي ..... الواد اللي ظهر فجاه وكل يوم والتاني الاقيه جنب البيت وتقوليلي زميلي طلع مش زميل بس
نظر لها ببذاءه ومد يداه يتلمس جسدها بوقاحه : ايه كان بيعمل اللي انا بقصر معاكي فيه وانا مش موجود
دفعت وسيله يده بغضب ونظرت له باحتقار شديد من بين دموعها المقهورة
: انت حيوان وقذر
ابتسم لها عمر بدناءه : هوريكي نبذه صغيره عن قذارتي حالا يا بنت سندس ...!
...........
....
زفر ايهم ونظر الي غرام التي قامت من الفراش ما أن دخل الي الغرفه وسحبت وساده ألقتها علي الأرض ونامت فوقها قائلا : غرام انا مش بحب شغل العيال الصغيرة ده
التفتت غرام إليه بجبين مقطب : وانا عملت ايه ؟!
قال ايهم بحنق وهو يجلس علي طرف الفراش : اللي بتعمليه ده ....قومي نامي مكانك !
هزت غرام راسها قائله : لا
هتف ايهم باحتدام : اسمعي الكلام قولتلك خلاص الموضوع خلص ومش مستاهل اللي بتعمليه
نظرت له بحاجب مرفوع : خلص ليه؟!
قال بهيمنه تليق به : عشان أنا قولت كده
هزت راسها بدفاع عن نفسها : وانا مقولتش كده انت ظلمتني بكلامك .....انا قلقت علي البنات
هتف ايهم بملل : خلصت بقي انتهينا وقولتلك انا الغلطان
يبقي اكبري وافهمي انا عملت كده ليه
قالت باصرار : قولي انت ليه عشان افهم
هتف ايهم بضيق : عشان البنات متتضايقش لما تحاسبيهم
قالت باستهجان : وانا ماليش حق اعاتبهم
هتف بحنق وملل : ليكي أو مالكيش انا اللي يهمني أنهم ميتضايقوش بسببك
قالت غرام بدفاع عن نفسها : انا مضايقتهمش بالعكس كانوا فاهمين وانت اللي ظلمتني
زفر هاتفا بضيق : طيب خلاص انتهي الموضوع
نظرت له بحنق واولته ظهرها ووضعت راسها علي الوساده ليزفر ايهم ويتجه ناحيتها وبحركه واحده جذبها من ذراعها هاتفا بنفاذ صبر : وبعدين في العناد ده
تقابلت عيناها بعيناه ذات النظرات الثاقبه لتقول غرام بدفاع لم تيأس منه لعله يفهم وجهه نظرها دون أن تدرك أنه يفهم جيدا وكل مافي الامر أنه يراعي بزياده تفكير ابنتاه ليتطلع إليها ايهم بنظراته بينما يقول بحزم لاق به
: لما اقول الموضوع خلص يبقي خلص ... يلا قومي
أنا ماليش خلق للدلع ونسيت ادلع واراضى
طالت نظرات غرام الي عيناه بعد نطقه بتلك الكلمات لتنطق وهي تقترب منه وتضع يدها فوق صدره بعفويه ترد علي كلماته : ما تفتكر
قطب ايهم جبينه باستفهام : افتكر ايه
قالت غرام ببساطه تطلب بها حقها : تراضي وتدلع هو مش انت زعلتني يبقي حقي تراضيني
وضع ايهم يده علي يدها قائلا باقتضاب انساق إليه بطبعه المعهود : ما انا قولت خلاص عاوزني اعمل ايه
لم تفكر كثيرا وهي تقول بدلال ترضي به نفسها وتعلل به قبولها لما حدث : تصالحني
نظر لها غرام ايهم والي دلالها الذي وجد أمامه حائط صلب من شخصيته التي لن تتغير بين يوم وليله ليقول بانتقاد : قولتلك ماليش خلق لجو الحبيبه ده
رأت غرام صده لها بتلك الكلمات أنه مجرد تمسك بشخصيته الصلبه التي وقعت بغرامها لتقترب منه خطوه وتمد يدها تجاه عنقه تتلمسه برقه قائله : ماتوسع خلقك شويه طيب
لمعت عيناها حينما رأت تأثره من لمستها وتري تراجع كل ملامحه وتلين بينما يقول بتهرب حتي لا يبدو أنه تأثر بدلالها : طيب خلاص
هزت راسها قائله بدلال :  مش خلاص ....مررت أناملها تجاه خصلات شعره تتلمسها وتنظر الي عيناه بحب قائله : قولي متزعليش
نظر إليها محاولا التمسك بصرامته أمام ما تفعله ليقول باقتضاب وهو يربت علي يدها بحنان خالف تمسكه بكلماته :  قولتلك خلاص ...يلا تعالي نامي في سريرك
هزت كتفها بدلال : مش قبل ما تصالحني
قبل أن يقول شيء كانت تنظر له بعتاب رقيق قائله : انت جد اوي كده ليه
قال باجابه منطقيه مقتنع بها : عشان أنا مش صغير... انا راجل شعره ابيض مش شاب صغير هيجري وراكي يصالحك
تفاجيء بها تقول بهيام واضح : انت في عيني احلي من اي شاب
دغدغت غروره الرجولي للغايه بكلماتها وبنظراتنا بينما تجرأت لمستها وهي تنزلق تجاه صدره وتمرر أناملها علي عضلاته البارزة من فتحه قميصه وهي تهز راسها : متقولش علي نفسك كده تاني
حاول التمسك بجديه ملامحه بينما تاقت نفسه للانسياب  معها بتلك الغيمه الورديه ومبادلتها رقه كلماتها : مش دي الحقيقه
قالت غرام التي غرقت بنظرات عيناه : الحقيقه اني بحبك وحقي لما ازعل منك تراضيني
.........
......
تحرك نديم بعصبيه أمام أبيه الذي بقي جالس مكانه بعيون حملت غضب لم ينطق كلمه ليعبر عنه من تصرفات ذلك الرجل التي فاقت حدود العقل
: انا هتجنن ومش متخيل أنه يعمل كده ...انا متخيل يابابا أنه ياخد مراتي من ايدي ويحبسها وانا معملش اي حاجه .....
استمع صادق الي ابنه بنفس الصمت الذي تغلي مراحل الغضب أسفله لينظر له نديم بانفعال هاتفا :  ايه يابابا ساكت ليه ؟!
قال صادق وهو يحرك يداه علي وجهه : اقول ايه ؟!
قال نديم بانفعال شديد : تقولي اعمل اييييه بدل ما اتهور واروح اخلص علي الراجل ده
اخيرا تحدث صادق بعقلانيه : اهدي بس يا نديم ..... رشدي اكيد مش في وعيه أنه يعمل حاجه زي دي وفاكر أنه هيضغط عليا وارجع الشراكه اللي بينا
نظر إليه نديم قائلا باندفاع : ما ترجعها يا بابا
نظر له صادق بحده : انت بتقول ايه ....عاوزنا نخضع لتهديده ...مستحيل !!
......
........
ضمت لميا ريم الي صدرها وهي تربت علي كتفها : اهدي يا حبيتي
قالت ريم ببكاء : اهدي ازاي وبابا حابسني
قالت لميا برفق : معلش هو هيهدي وهيفهمنا ايه اللي حصل !!
التفتت كلاهما ألي الباب الذي انفتح ودخل منه رشدي هاتفا : اللي حصل أن ابوكي هيخسر كل فلوسه لو حماكي مرجعش الشراكه اللي بينا وجوزك كل اللي قدر عليه يقولي أنه هيكلم أبوه بدل ما يضغط عليه
انفلت العتاب من ريم الباكيه: وانا ذنبي ايه لي مشاكل شغلك يابابا
نظر لها رشدي بسخط واندفع ناحيتها لتحول لميا بينهم بنما صاح رشدي بابنته بغضب : انانيه بتفكري في نفسك وبس ...احتدت نظراته الي ابنته وتابع بوعيد : اللي عندي قولته وهيمشي ...أما حماكي يرجع الشراكه وبالنسبه اللي انا عاوزها أما هتتطلقي ..!
..
......
........
لمعت عيون ايهم وهامت فوق ملامح غرام وتلكأت فوق شفتيها التي تعض عليها برقه بينما تنظر تجاه اناملها التي بدأت تحل ازرار قميصه الواحد يلو الاخر بجرأه محببه اقتحمت بها اسواره ليتابع ما تفعله بعيون تكاد تلتهمها وعقل يريد وبشده الغرق مع تلك الصغيره في عالمها بلا قيود أو تفكير عقلاني ....حلت غرام اخر زر وقد هربت منها كل جرأتها وهي متردده في الخطوة التاليه التي رحب ايهم بأن يبادر بها وهو يميل فوقها ويتراجع بها الي الخلف ملتقط شفتيها بين شفتيه التي بدأت بتمهل تقبلها بحراره ملتهبه ...!
.......
.........
ندم جارف تغلغل بكل انش بكيانها بينما انكشفت الوجوه وسقطت الاقنعه لتري وجهه الحقيقي وتري حقيقه شخصيته وعوارها فهو لم يستمع إليها ولم يصدق احتمال أن تكون بريئه وركض خلف صورة بشعه عن خيانه لا تمت الي طباعها بصله وكأنه لايعرفها ...لتلوم
ضعفها أمامه والتنازلات التي اوصلتها لتلك الحاله لتفكر بأن أبواب التنازلات التي فتحتها أمامه هي وحدها من ستتحمل مشقة إغلاقها وليتها ستستطيع بينما كان جبروت هائل يوجعها بكل ما يستطيع وكأن ايلامها سيسكن وجع كرامته ...!!
اغلق عيناه واذنه وكل ما رأه هو خيانه تلو الأخري وخزلان في أثر الاخر والوحيده التي صب بها كل خيباته وخزلانه هي تلك التي تتوسله وهو يظن أن وحشيه ضربه واهانته لها ليست كافيه فيزيد من جرعه العقاب وكأنه ليث متعطش للمزيد من التنكيل بضحيته ....بروده نظراته كانت مؤلمه كلسعه الصقيع بينما يمليء عيناه من رؤيه المها بينما بقوة دفعها للخلف ليرتطم ظهرها بالحائط فتجثو علي ركبتيها تبكي بألم ....انحني ناحيتها وقال ساخرا : وجعتك ؟!
نظرت له وسيله بيكاء ولكن دون انكسار بل كانت هي الأخري تمليء عيناها من رؤيه وجهه الاخر وتريه لقلبها الذي يحبه ...لم تحتمل المزيد من النظر إلي ملامحه الشيطانيه وهو يتلذذ بعذابها لتغمض عيناها ولكنه لم يمنحها تلك الراحه فسرعان ما جذبها بقوة من خصلات شعرها وهو يقول بشر بالغ : هو انتي لسه شوفتي وجع
ألقاها بقوة علي الفراش خلفها وسرعان ما انقض عليها لتتساءل وسيله عن تلك القوة التي قاومته بها من اين جاءتها حتي وان لم تنجح محاولتها إلا أنها لم تستسلم له ...مقاومتها له ونفورها الواضح جعله يزداد عنفا بينما يراها مع رجل سواه بينما تنفر منه ليمزق ملابسها بعنف حيواني وينقض عليها يمارس رجولته بعنف شديد وكأن
اخذها بالقوه ليس بعقاب كافي .. خارت قواها وتوسلته دون إرادتها بينما لم تعد تحتمل
: عمر ....ارحمني كفايه
لم تري ملامحه بتلك اللحظه بل كل ما رأته هو غضب متوهج يحرق بلا توقف بل يزداد تعطش للمزيد
لذا بنبره شيطانيه كان يردد توسلاتها ساخرا : ارحمني ...كفايه ....؟!
ضحك بشر بالغ بينما انحني ليحملها بذراعيه ويسير بها تجاه الممر المؤدي للغرف بينما يهمس بوقاحه : من أمتي وانتي بتقولي لا يا ***
بكت بقهر ولم تعد طاقتها تكفي لمقاومته بعد كل ما فعله بها وهو ينتهك حرمه جسدها بالقوه مره تلو الأخري دون أن يكتفي ...!
لترتسم نظره شيطانيه مرعبه بعيناه وهو يربت علي وجهها بقوة بينما كادت تفقد وعيها : لا فوقي كده ....انا لسه مبدأتش عقابك ولا انتي فاكره تمن خيانه عمر السيوفي سهل كده
زاغت عيون وسيله بينما كاد يزهق روحها بعنفه ولم تعد توسلاتها تجدي نفعا بل تطرب أذنيه فيريد المزيد
جذب قميصه الذي ألقاه علي الأرض ووضعه فوق جذعه العاري دون أن يغلقه وهو يتجه الي الباب بعد أن تعالي رنين الجرس .....اختنقت وسيله بشهقات بكاءها وهي تتحامل علي جسدها الذي ترك فوقه اثار عنف وحشيه لتقوم زحفا من الفراش وهي تلتقط ملابسها الممزقه تحاول ارتداءها بينما ذلك الالم الشديد يمزق احشاءها لتضع يدها علي بطنها وتبكي بوجه وقهر شديد ظنته النهايه قبل أن تدير عيناها الي ذلك الذي دخل من الباب وخلفه تلك الفتاه ...!!
........
...
عقد ايهم حاجباه حينما فتح الباب ووجد زينه أمامه والتي قالت باعتذار : اسفه اني جيت في وقت زي ده
هز ايهم رأسه قائلا وهو يفسح لها المجال لتدخل : لا طبعا ..اتفضلي
هزت زينه راسها وابتلعت دموعها قائله : عمر ...متعرفش ممكن الاقي عمر فين ؟!
تراجعت غرام للخلف سريعا بينما هبت بداخلها رياح الغيره حينما رأته واقف يتحدث مع تلك المراه
والتي سرعان ما سألته عنها حينما دخل الي الغرفه يستبدل ملابسه.  : مين الست دي ؟
قال ايهم وهو يلتقط قميصه ويرتديه علي عجل : مش وقت اسئله ياغرام
احتقن وجهها بالغيظ : امال وقت ايه ...انت خارج
اوما ايهم واتجه الي الباب دون أن يلتفت إليها بينما كل ما شغل عقله هو إيجاد عمر ..
...!
قطب عاصم حاجبيه بقلق : امال راحت فين ياهشام ...انا جيت علي هنا لاني واثق أنها هتيجي عندك زي ما بتعمل كل ما نتخانق
حاول هشام تهدئته : طيب اهدي واقعد ..زينه زي ما بتقول هتيجي اكيد
...!
تهادت النظرات الشامته لعيون عمر الذي قارب علي الوصول إلي شفاء غليله من خيانتها وهو يري نظراتها والتي كانت كمن وقعت عليها صاعقه حينما دخل وخلفه تلك الفتاه : ايه رايك في المفاجاه ....خونتيني من ورايا وانا هخونك قدامك !!
هل يمكن أن يصل الي تلك الدرجه من الدناءه ...لاتعرف اصلا كيف استطاع عقلها أن يسأل عن شيء وهي بتلك الحاله لتتقابل عيناها بعيناه وتطول نظرات كليهما فهي تنظر إليه وتري انهيار صورته بعيناها وهو يري أنه يأخذ ثأره دون أن يدري انها اخر نظره بينهما ..... تراجعت الفتاه للخلف ما أن انطلقت تلك الصرخه من وسيله بينما تدفع به وتركض تحتمي بأقرب باب دخلت إليه من رؤيه المزيد من بشاعته ....اسرع عمر خلفها يضرب الباب بقوة صارخا من بين أسنانه : ايه وجعتك اوي ... قولتلك لسه بدري علي الوجع ...أطبق بيده علي صدره وخانته نبرته الجريحه: لسه هوجعك زي ما وجعتيني ....مش هرحمك ...افتحي الباب
انكمشت وسيله علي نفسها بينما جثت خلف الباب تبكي بقهر وهي تردد بحسره : هتعرف الحقيقه وهتندم ....هتندم ياعمر علي كل اللي عملته فيا ....!
ضرب عمر الباب بقوة صارخا بانهيار : لسه هتكدبي تاني وتقوليلي الحقيقيه ....!!
صمت عم المكان الا من صوت أنفاسه المتلاحقه التي ظلت تعلو وتهبط بصدره للحظات قبل أن يلتفت الي تلك الفتاه التي أتت تؤدي دورها ثم يشير لها أن تنصرف ومجددا يعود ليضرب الباب بقوة فمازالت الدماء تغلي بعروقه ولم يكتفي ...!
بركله قويه كان يحطم الباب لتتسع عيناه بصدمه وهي تدور بارجاء الغرفه الخاويه !!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن