الخامس والثلاثون جزء تاني

7.6K 424 14
                                    

نظرت وسيله لانعكاس صورتها بالمرأه لتعض علي شفتيها بقوة تكبح شهقاتها الباكيه وهي تشيح بوجهها عن النظر لنفسها بالمرأة بينما سيطر الخزي علي ملامحها ... هزت راسها وازداد شعورها تجاه نفسها بالازدراء والاحتقار وهي تستسلم المره تلو الأخري لمشاعرها بتلك اللحظات التي تسرقها خلسه وبعد انتهاء تلك اللحظات لا يبقي بداخلها الا مرارة الخزي من نفسها .... عكسها تماما كان عمر واقف اسفل المياه يخلل أنامله بخصلات شعره التي امتلئت بالرغوة البيضاء يدندن بصخب وشعور بالسعاده والراحه يتخلل أوصاله ...انتهي من استحمامه ليقف أمام المراه الضخمه وبيده يمسح بخار المياه عنها فيري انعكاس صورته الباسمه فيطلق مجددا المزيد من الألحان من بين شفتيه ....لقد ترك كل شيء وركض إليها لأنها الوحيده التي تمنحه ذلك الشعور المحبب بالراحه والسلام والسعاده فلايشعر معها إلا بكل راحه في كل مره يراها بها ...أنها الفتاه التي سيكون كاذبا أن قال إنها من طالما حلم بها فهو لم يحلم من قبل بوجود فتاه بحياته ولكنها الفتاه التي أكملت ماكان ينقصه فشعر بتخمه الاستكفاء وأصبح عنده استعداد أن يكتفي بها عن كل من حوله ...!
بصعوبه حاولت وسيله السيطره علي دموعها وهي تزيحها من فوق وجنتيها الحمراء بينما رفعت شعرها المبلل بفوضويه اعلي راسها بتلك الربطه المعلقه بمعصمها ثم مالت علي الأرض تبحث عن حذاءها لتضعه بقدمها وتنحني لتعقد ربطته بنفس الوقت الذي شعرت بخطوات عمر تتجه إليها ...عقد عمر حاجبيه بدهشه حينما وجدها قد ارتدت ملابسها بينما تركها قبل قليل نائمه ليقول بابتسامه مشرقه وهو يتجه ناحيتها : صحيتي امتي ياسيلا
قالت وسيله باقتضاب وهي تتجنب النظر إليه وتتشاغل بربط حذاءها : من شويه
اوما لها وترك المنشفه التي كان يجفف بها خصلات شعره علي طرف المقعد ليتجه إليها بينما كانت ماتزال قطرات المياه عالقه فوق عضلات جسده الذي اخفي نصفه السفلي بمنشفه كبيرة ...سيلا !
رفعت وجهها إليه ولكن ما أن التقت عيناها بعيناه حتي ابعدتها بجفاء لم يفسر سببه بعد ما حدث بينهم قبل قليل ليتفاجيء بها تجذب حقيبتها من علي الأرض وتتجه الي الباب ...اسرع خلفها بعدم فهم : وسيله انتي رايحه فين ؟
قالت باقتضاب وهي تتابع خطواتها : ماشيه ؟!
عقد حاجبيه بعدم استيعاب لحالتها النافره: ماشيه ؟!
أومات له واتجهت الي الباب دون تفسير ليسرع عمر خلفها يمسك بذراعها : وسيله استني ..؟
بحركه تلقائيه جذبت ذراعها من يده ليبدو النفور علي ملامحها فتزداد عقده جبين عمر الذي سألها : مالك يا وسيله ....انا ضايقتك في حاجه ؟
هزت راسها ليسألها مجددا : طيب في ايه ....رايحه فين ؟!
لاح الانزعاج علي ملامحه بينما كل ما استمع إليه منها هو تلك الكلمات التي قالتها بصوت مختنق بالدموع : عاوزة اروح !
اوما لها برفق بينما حالتها الغريبه اربكته ولكن قلبه التاع لرؤيتها بتلك الحاله : طيب استني البس وهروحك
هزت راسها ولم تنتظر سماع شيء منه بل فتحت الباب وأسرعت الي الخارج ليحاول عمر اللحاق بها ولكن ما أن خطت أقدامه الحافيه الباب حتي أدرك أنه مازال يحيط خصره فقط بالمنشفه ليسرع الي الداخل يجذب ملابسه يرتديها علي عجل للحاق بها ...!
غشت الدموع عيون وسيله وهي تركض ذلك الممشي المؤدي الي خارج الحديقه الصغيرة المحيطة بالمنزل فلم تشعر بسوارها الذي أنفك قفله ووقع منها علي أحدي درجات السلم الرخامي ....!
......
.........

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن