الثامن والستون

7.4K 345 39
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

كطفله بأول يوم دراسي لها جلست وسيله الي مكتبها ضائعه مشتته في راسها الالاف الأفكار وحولها مئات النظرات منها الفضوليه ومنها المتعاطفه ومنها المتسائله ...اين كانت وكيف ولماذا عادت ؟! تبدو مختلفه عما كانت عليه بصمتها وملامحها الشاحبه لذا الفضول مليء نظرات الجميع ...حاولت أن تشغل نفسها بأي شيء لتجد عقلها فارغ وكأن حياتها قبل ذلك العام الماضي قد انمحت من ذاكرتها لتعافر طوال تلك الساعات بجهد أن تستعيد ما كانت تفعله بدونه وقبل أن يكون داخل راسها فقط تلك الذكريات التي استسلمت لها بعد أن اضنتها محاولتها للتجاهل وكانت الغلبه للذكريات التي تدفقت الي راسها وجعلت المراره تمليء قلبها مجددا .... هربت باللجوء الي جدتها التي لم تكن بحاجه لأن تتصل بها بل ما أن نزلت من مقر عملها حتي وجدتها جالسه بانتظارها بالاسفل لتتسع عيناها وتركض إليها حيث جلست بالمقاعد المخصصه للانتظار ببهو الشركه : تيته قاعده كده ليه ؟!
قالت امتثال بابتسامه هادئه وهي تحتضنها : قولت استناكي لما تخلصي
هزت وسيله راسها وازداد شعور المراره بداخلها لكونها أضحت حرفيا عبء علي جدتها التي لم تكن بحاجه لحمل المزيد من الأعباء لتقول بعتاب : بس يا تيته كده تتعبي
ربتت امتثال علي كتفها وقالت بحنان وهي تضع يدها في ذراعها : مفيش تعب يانور عيني
ابتسمت لها بينما يخطون خارج الشركه قائله وهي تشير بيدها : ايه رايك في المفاجاه ؟!
ابتسمت وسيله إلي جدتها التي أوصت الميكانيكي أن يحضر سيارتها بعد أن أنهت تصليحها : شكرا يا تيته
مررت امتثال يدها علي ظهر وسيله بحنان هاتفه : العفو يا حبيتي ....يلا خديني المكان اللي يعجبك نتغدي سوا
.......
....
لا ينكر ايهم أنه انتظر رد فعل منها يشير إلي سعادتها بأقل مبادره منه كما اعتاد ولكنه لم يجد إلا نظرات خاويه ملئت عيناها وحتي كلمه واحده لم تخرج من شفتيها لتنظر لها هنا بإحباط وهي تسألها : انتي لسه زعلانه مني ياروما
هزت غرام راسها وقالت باقتضاب : محصلش حاجه .
نظرت هنا الي اشياء الطفل الصغيرة وسألتها بحماس : طيب مقولتيش رايك ايه في الحاجات اللي انا وحلا وبابي اخترناها
ابتسمت حلا وتدخلت قائله بحماس  : انا نفسي تكون بنت يا روما عشان تاخد حاجتي انا وهنا ....عندنا لعب وهدوم حلوة اوي بابي لسه محتفظ بيها
اشاحت غرام بعيناها متنهده بمراره رافضه أن تعطي نفسها امل مجددا : شكرا ...خلي حاجتكم ليكم .... وضعت يدها علي بطنها وتابعت بصوت تخلله حساسيتها الزائده  : انا هجيب لابني كل اللي محتاجه
لم تفهم الفتيات المغزي وراء كلماتها ولكن والدتها فهمت القاءها بالكلمات تجاه ايهم الذي قال باحتدام : أبوه موجود وان شاء الله لا انتي ولا هو هتحتاجوا حاجه ...!
نظرت غرام له واحتدمت نظراتها بينما تهتف باندفاع : انت بالذات مش محتاجين حاجه منك ....انت اصلا مكنتش عاوزه
عقد ايهم حاجبيه ونظر لها بحنق من كلماتها المتهورة والتي لا يوجد لها مناسبه الان وكذلك زينب التي زمت شفتيها وهي تشير الي غرام أنه لا يصح أن تتحدث هكذا في وجود الفتيات ولكن غرام لم تكن تري الا غضبها منه والذي الهبته هرموناتها المتقلبه لتهب من مكانها واقفه وتنظر له هاتفه باندفاع اكبر : هتطلقني امتي ؟!
القي ايهم إليها نظره غاضبه ولكنه كالعاده رزين ويعرف ماذا يقول ومتي يقوله لذا اكتفي بإشارته لابنتاه : يلا يا بنات
نظرت له الفتيات برجاء أن يتمهل ولكن حزم نظراته جعلتهم ينصاعون لأمره ويقومون من مكانهم
هزت زينب راسها بعدم رضي واسرعت خلفهم : نورتوا يا بنات وتسلم ايديكم
نظرت إلي ايهم برجاء أن يتفهم غضب ابنتها لتعود إليها بعتاب : مكانش ده وقته يا غرام
اشاحت غرام بوجهها لتقول بمراره وهي تبعد الندم عنها : عمر ما كان ليا وقت عنده
قالت زينب بعقلانيه : يابنتي أنتي متشتته ومش عارفه بتعملي ايه
رفضت غرام أن تحمل نفسها ذنب اي شيء بعد ما تحملته : لا  عارفه
نظرت لها زينب باستفهام : عارفه ايه ؟
قالت غرام باصرار أخفت به غصه حلقها : اني عاوزة اتطلق منه وأقطع اي علاقه بيني وبينه .....دمعت عيناها لتسألها والدتها : يعني هترتاحي كده
اومات غرام لتقول زينب بجديه : يبقي بالمعروف ياغرام ....ومتنسيش أن في علاقه بينكم مش هتتقطع ابدا وهي الطفل اللي جاي !
..........
....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن