الخامس عشر

10.9K 619 29
                                    

روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

ما أن خرجت جوري من غرفه عاصم حتي تخلت عن قناع الهدوء والصمت الذي ارتدته طويلا أمام ابيها لتستدير تجاه مراد الذي تبعها للخارج وتهتف به بانفعال : انت ايه اللي جابك ؟!
عقد مراد حاجبيه باستهجان فليس هذا ما توقعه منها بعد مبادرته ليقول باستنكار : ايه اللي جابني ...؟! ده ردك بعد ما عديت واتجاوزت عن كل اللي عملتيه وجيت وراكي بمجرد ما عرفت أن عمي تعبان ؟!
اتسعت عيون جوري وهتفت به بحنق : عديت اتجاوزت ؟! انت اللي عديت واتجاوزت
هتف مراد بثقه : اه ياجوري انا ...انا اللي اخر واحد في اهتماماتك ...انا اللي باجي اخر واحد بعد شغلك ودراستك وحياتك اللي انا ولا حاجه فيها
رمشت جوري بأهدابها وصمتت لحظه قبل أن تقول بعدم استيعاب : مراد انت بتغير من شغلي ودراستي
ازدادت نبرته انفعالا بينما يجيب  : أيوة بغير عشان
اليوم كله بيكون لشغلك ودراستك وانا ماليش وجود الا في شويه الوقت اللي بالعافيه بتديه ليا وحتي كلامك معايا كله سكوت .....تقفي قدامي تسمعي وتسكتي ... مش بشوفك بتتكلمي معايا زي ما بتكوني بتتكلمي في شغلك ولا عن دراستك ...الشغل اهم مني الدكتوراه اهم مني ....انا فين من حياتك
تطلعت جوري إليه والي شكواه التي اقتنع بها كليا وصورها أنها الواقع لتقول باستنكار : انت بتسأل انت فين من حياتي ..!!
اوما لتهز كتفها وتتابع : انا مش هقولك انت فين لانك عارف ومتاكد أن حياتي كلها ليك ...الشغل والدراسه اللي بتتكلم عنهم كل ده بيكون في وقت انت مش موجود فيه ...اول ما بتدخل البيت انا بسيب كل اللي في أيدي لو كان ايه وبفضي ليك ...حتي تليفوني بقفله
نظرت له بعتاب وتابعت : اللي بقوله ده مش كلام ده اللي بيحصل والي انت واثق منه بس مش عاوز تعترف بيه عشان تطلعني غلطانه وبس
مسحت وجهها وتابعت : كل اللي فارق معاك انك متكونش غلطان ...سكوتي اللي بتتكلم عنه كان هو الطريقه الوحيده عشان احافظ علي بيتنا وعلاقتنا قدام عصبيتك اللي بسبب ومن غير سبب
بقيت بتلومني دلوقتي اني بسكت ...طيب يامراد انا مش هسكت وهتكلم
دون إرادتها غص حلقها ولمعت الدموع في عيونها وهي تتابع : هتكلم وافكرك بتصرفاتك معايا اللي كلها اهانه
واهانه ورا التانيه اسكت واعدي وانت تتمادي لغايه ما بقيت بتشوف أن ده العادي .... لدرجه انك تضغط عليا وتهددني اني اقول لاهلي مع أن دي اسهل حاجه اعملها وان سكوتي واني اقبل اللي عملته اصعب بكتير بس انا اخترته عشان احافظ علي حياتنا ومحدش يتدخل بينا وبرضه فضلت تضغط وتقول كلام يوجع
عقد حاجبيه ولاح الانزعاج علي ملامحه لرؤيه دموعها بينما يبرر تصرفاته : كان لازم اعمل كل اللي عملته واستفزك عشان متسكتيش ...حسيت أن سكوتك معناه اني مش فارق معاكي
نظرت له جوري ورفعت حاجبيها : فعلا
اوما مراد وهو يتهرب من نظراتها : أيوة طبعا ...وانا يعني ههين مراتي ليه ..؟!
صمتت مجددا واه من صمتها الذي كان بألف عتاب ليقول مراد بينما يقترب منها خطوة متابعا تبرير موقفه الذي يدرك كم هو سيء وكم تمادي في استغلال صمتها :
جوري انا بحبك ومتمسك بيكي
لامست كلمته قلبها ولكن قلبها مايزال معكرا بقسوته التي يريد أن يمحوها ببساطه بتلك الكلمات لتقول بعتاب وهي تشيح بعيونها عن عيناه : متمسك بيا بدليل انك طلقتني ..!
هز رأسه سريعا : مطلقت...قاطعته جوري بنبره حاده تعيد كلماته : لو سافرتي هتكون طالق ....نظرت له وتابعت : وانا سافرت يبقي طلقتني
هز رأسه برفض : لا ...
نظرت له باحتقان : امال ايه ....هو الطلاق لعبه تهددني بيها وخلاص
اوما بانفعال بينما شعر بمقدار تسرع وغباء كلماته : أيوة كنت بهددك وبس ومكنش قصدي
اشاحت بوجهها هاتفه : واهو نفذت تهديدك واليمين وقع
هز رأسه برفض وهو يمسك بكتفها :  لا ياجوري انا مقدرش اعمل كده قولتلك كنت بهددك بس

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن