العشرون

10.5K 466 23
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

التفتت وسيله تجاه عمر بعد أن أوقف سيارته بجانب الطريق لتسأله بدهشه : وقفت ليه ؟!
نظر لها عمر قائلا : ابدا بس قولت نتكلم ....قبل أن تتساءل كان يتابع : في ترتيبات كتير عاوزين نعملها عشان جوازنا
زحفت الابتسامه الخجوله الي وجنه وسيله لتزيدها جمالا بينما تقول بخجل محبب : ترتيبات ايه ؟!
غمز لها عمر وقال بحماس : ترتيبات الفرح والفستان والشبكه والبيت ...كل حاجه
امسك هاتفه وأخذ يقلب فيه لتتفاجيء وسيله به يعرض لها بعض صور الاوتيلات بينما يقول : انا عاوز فرح open air ...نظر لها وتابع : طبعا لو عاوزة حاجه تانيه معنديش مانع
تقفز خطوات وليس خطوة واحده بينما بلحظه وجدت نفسها تتطلع الي الصور بنفس حماسه وهي تتناقش معه بهذا الأمر ليهز عمر رأسه بعد أن اختارت أحد الأماكن ذات المنظر الخلاب علي البحر
نظرت له لحظه قبل أن تسأله : بس ياعمر لو عملنا الفرح في اسكندريه اهلك مش هيتضايقوا ....حمحمت وتابعت : يعني اكيد باباك ومامتك ....لم تكمل جملتها بينما قال عمر بغموض واقتضاب : هيكونوا لسه مسافرين ...!
عقدت حاجبيها بعدم فهم : يعني مش هيحضروا فرحك
هز كتفه بلا مبالاه جعلت الفضول يراودها : عادي لو رجعوا علي ميعاد الفرح هيحضروا
ابتلعت وسيله ونظرت إليه ليقرء المزيد من الاسئله وكان اذكي من أن يجعلها تتابعها لذا اختطفها في الحديث بينما يقول : طيب انا هشوف الأوقات اللي فاضيه وبفكر اول الشهر هيكون الجو حلو .....ايه رايك ؟
لم ينتظر الا ايماءه من راسها بينما صمتت بتفكير ليتابع عمر حديثه بحماس  : كده فاضل تشوفي البيت ....لما ارجع هبعتلك الصور عشان لو عاوزة تغيري حاجه
تمهلت وسيله التي لم تكن بالغبيه حتي لا تلاحظ أنه بالكاد يتحدث عن أهله وبالتحديد والده ووالدته ليس كما يتحدث عن سيف وجوري
لتقول باستدراك : مش مشكله ....
تمهلت قليلا قبل أن ترفع عيناها إليه قائله : طيب ايه رايك نستني لغايه ما اهلك يرجعوا
قال عمر ببساطه ودون التطرق للأمر قال باقتضاب  : نحجز الميعاد وبعد كده نشوف ميعاد رجوعهم
هزت راسها : انا شايفه اننا نشوف رأيهم الاول ....ضغطت علي وريده بينما رأت رأيه غير كافي من وجهه نظره لتحتد نبرته قليلا دون إرادته بينما يقول : وبعدين يا وسيله ...قولتلك مش مهم 
زمت وسيله شفتيها قبل أن تنطق المزيد من الاسئله بعد حده نبرته ليستدرك عمر قائلا بنبره ناعمه : وسيله حبيتي انا مش قصدي ....نظر في عيونها وتابع بنبره ناعمه للغايه : يعني انا بقولك عاوز نكون مع بعض في اسرع وقت وانتي كل شويه تقوليلي نستني
قبل أن تخرج من سحر نعومه كلماته كان يشيح بعيناه عن عيناها قائلا بنبره متخاذله : واضح انك مش بتحبيني زي ما بحبك
ماهر في الإقناع كطفل صغير يجبرك أن تستمع لما يريده بمجرد ابتسامه منه او نظره غاضبه من وجهه الجميل وهو يريدها بتحدي لم يقابل مثله وكل يوم يزيد إصراره علي اخذ خطوته التي انتواها وكأنه بها سيثبت لوالده وجهه نظره أنه قادر علي العيش بدونه 
هزت وسيله راسها قائله : لا طبعا ياعمر ...انا بس ...قاطعها وهو يلتفت الي عيونها مجددا بينما يقول بخطفه أخري من خطفات سحره : انتي تبطلي تفكير في أي حاجه وتحلمي .....احلمي زي ما انا بحلم يا سيلا ....
زحفت الابتسامه الي شفتيها لتتلكأ عيون عمر تمسح ملامحها بنظره حالمه قبل أن يزيد من جرعه الحلم وهو يأخذها لرؤيه فساتين الزفاف واااه من الفستان الابيض الذي يمثل حلم كل فتاه وكم يبدو رائعا على اي فتاه اي أن يكون جمالها وكأن بريقه وحده كافي ليطغي علي اي بريق ..!
في نهايه اليوم كانت دقات قلبها تتراقص بداخل صدرها كما تتراقص خطواتها التي صعدت بها الدرج وهي تحمل تلك الحموله بين ذراعيها .....احتضنت ما تحمله ووضعت يدها علي الجرس بلا توقف لتسرع امتثال لتفتح وصوتها من خلف الباب يسأل عن الطارق : مين ؟!
قالت سيلا بصوت تتراقص بنبرته السعاده : انا يا تيته افتحي
فتحت امتثال وهي تنظر لها بدهشه : ايه يا سيلا مفتحتيش ليه ....نسيتي مفتاحك
هزت وسيله راسها وهي تدخل حامله تلك الأكياس الكثيرة : لا ياحبيتي ...خدي من ايدي يا تيته
اخذت امتثال منها بعض الاكياس بينما انطلقت وسيله إلي الداخل وهي تحمل ذلك الكيس الضخم علي يدها لتضعه علي طرف الفراش وتلتفت الي امتثال التي لحقت بها وتقول بحماس وسعاده جارفه : حذري فزري معايا ايه ؟!
ضحكت امتثال لتشير لها وسيله بنبره مسرحيه وهي تشير الي هذا الكيس الضخم وتضع طرف أصابعها علي سحاب الكيس تفتحه هاتفه : مفاجأااااه
قال امتثال وهي تبتسم : انا كمان عندي مفاجاه ليكي
قالت وسيله بلهفه وفضول : قولي يا تيته
هزت امتثال راسها : لا قولي مفاجاتك
نظرت لها وسيله بترقب قبل أن تقول بحماس : جاهزه
أومات امتثال التي نظرت الي ذلك الثوب الابيض الذي ظهر من الكيس وهي تفتحه ببطء وسرعان ما اخرجته وسيله ورفعته بصعوبه أمام جدتها لثقل قماشه هاتفه بنبره لا تصف مقدار سعادتها : اشترينا فستان الفرح
قفز قلب امتثال من موضعه بينما تري حفيدتها الغاليه عروس لتقول لها بسعاده : مبروك يا حبيتي ......
رفعت وسيله الثوب علي جسدها وهي تقول بحماس وسعاده : كنا بنتفرج عادي علي الفساتين وكان في دماغي الف موديل بس اول ما شوفت ده عجبني اوي وعمر صمم يشتريه ....ايه رايك يا تيته ...حلو
قالت امتثال بسعاده : حلو اوي يا حبيتي
وضعت وسيله الثوب علي طرف الفراش وتابعت بحماس وهي تنحني تجاه الاكياس التي وضعتها امتثال أرضا : حسيت اني اتسرعت عشان اختارته لوحدي بس قولت طالما شدني من اول ما شوفته يبقي حلو ....فتحت أحد الاكياس وجذبت منها شيء لتقول لجدتها غمضي عينك
فعلت امتثال والابتسامه لا تفارق شفتيها لتفتح وسيله امامها تلك العلبه القطيفه هاتفه بسعاده : فتحي
فتحت امتثال عيونها ليزف لها صوت وسيله السعاده وهي تقول : ايه رايك في الشبكه .  ...... معرفتش اختار وعمر اللي اختارها
نظرت إلي الشبكه المؤلفه من عقد واسورة وخاتم غايه في الروعه بينما تتابع بحماس يزداد مع تزايد دقات قلبها : ذوقه حلو يا تيته ....صح
أومات امتثال وقلبها يتراقص سعاده لرؤيه سعاده حفيدتها التي لم تدعها تري شيء آخر إلا تلك السعاده
أشارت وسيله إلي العلبه وهي تضعها علي طرف الفراش بجوار الثوب : ياخبر يا تيته علي تمنها ...انا مصدقتش أن في مبالغ كده عادي تتدفع قدامي
ضحكت امتثال لتتابع وسيله متنهده بنبره حالمه : عمر قالي قليله عليكي ...تخيلي يا تيته
مالت تفتح الكيس يلو الاخر بينما عمر اشتري كل شيء حتي ثوب لليله الحناء بطابع هندي كما أرادت لتقةل اخيرا باستدراك وهي ترفع كم بلوزتها : واه يا تيته نسيت اوريكي دي .....قدمها ليا لما قرينا الفاتحه
أسرعت تجاه هاتفها تقول بحماس ولهفه : استني يا تيته اوريكي الاوتيل اللي عاوز نعمل فيه الفرح
قالت امتثال بدهشه :  بسرعه كده
أومات وسيله : اه ....عمر قال مفيش داعي نستني وماما واونمل طبعا وافقوا
عقدت امتثال حاجبيها بينما لم تلتفت وسيله إلي النظره المستفهمه بعيون امتثال لتقوم من مكانها وترفع الفستان عليها وتتطلع في المراه
وهي تقول بسعاده  : ايه رايك يا تيته في الفستان
قالت امتثال بحنان : حلو يا حبيتي ....المهم دلوقتي سيبي كل ده واحكيلي اللي حصل
التفتت وسيله لها قائله وهي تهز راسها  : هنقعد نرغي بس انا قولت مفاجأتي قولي مفاجأتك
قالت امتثال وهي تهز راسها : سيبك مني وقولي ليا كل اللي حصل
هزت وسيله كتفها : لا يا تيته عشان خاطري
قالت امتثال بابتسامه هادئه : تأشيرة العمره جت
قالت وسيله بسعاده : بجد يا تيته
أومات امتثال قائله : اه وخلاص هحجز التذاكر علي اخر الشهر
عقدت وسيله حاجبيها وتلاشت ابتسامتها ببطء بينما تقول : بس ...بس
نظرت لها امتثال باستفهام لتقول وسيله بحزن : عمر قرر نتجوز اول الشهر ...ده كمان حجز الميعاد
و اتصل باونكل طلعت وماما بلغهم وهما وافقوا
كده ازاي تكوني مسافره .....لا
ابتلعت امتثال بينما تقول بسماحه : ولا يهمك هلغي السفر
هزت وسيله راسها : لا طبعا انتي بقالك كتير نفسك تطلعي العمره ...بحزن قالت : هكلم عمر نغير الميعاد
قالت امتثال وهي تمد يدها إليها تبعد الهاتف من يد وسيله : سيبي بس التليفون دلوقتي وتعالي اقعدي جنبي احكيلي كل اللي حصل النهارده بالتفصيل ...
نظرت لها وتابعت بلهفه : طلعت وسندس قابلوا عمر ازاي وقالوا ايه واتفقتوا علي ايه ...قوليلي كل حاجه
أومات وسيله وبدأت تتحدث لتشعر امتثال أن هناك شيء ليس طبيعي لتقول وسيله اخيرا : عمر قال نتجوز علي اخر الشهر ووافقوا ولما نزلنا قالي اول يوم في الشهر اللي جاي الجو حلو عشان نعمل فرح بالنهار ....قاطعتها امتثال التي لم تهتم لتلك التفاصيل لتقول : أهله وافقوا تتجوزا بسرعه كده
ابتلعت وسيله وهي تردد : أهله !
أومات امتثال : اه...اهل عمر
لم تصدق امتثال أذنها ما أن قالت وسيله بصوت خفيض : مكانوش معاه
لتهب واقفه وهي تهتف باستنكار : راح يخطبك لوحده زي ما جه هنا ....
ابتلعت وسيله وقالت بتبرير هي نفسها غير مقتنعه به :
اه يا تيته اصل .... أهله ...أهله يعني مسافرين
عقدت امتثال حاجبيها برفض : راح يطلبك من غير أهله ....ازاي
ارتجفت دقات قلب وسيله التي استنكرت تلك الحقيقه ولكنها أرادت أن تتغافل عنها وتعيش تلك اللحظات الحالمه لتقول بتعلثم : ماهو ....ماهو هنا عارفين ويعني هيحضروا الفرح عشان ظروف سفرهم وهو .....قاطعتها امتثال وهي تهز راسها    : ولو حتي مسافرين ...ايه مش هيرجعوا ....لا لا يا وسيله ....ازدادت قطبه جبينها بينما تتابع باستهجان : ازاي امك وطلعت يوافقوا علي حاجه زي دي ..اطلبي ليا امك اكلمها ....
قالت وسيله سريعا بتبرير : ماهو يا تيته قال اهلوا موافقين علي كل حاجه وهيكونوا موجودين
نظرت لها امتثال برفض وسرعان ما كانت تجذب هاتفها من يدها لتتصل بسندس
: ايه يا سندس ...ازاي تنسي الأصول وتوافقي تجوزي بنتك لواحد جاي من غير أهله
بالرغم من أنها كانت تردد هذا الحديث لطلعت قبل قليل بينما لم تستسيغ ابدا ماحدث إلا أنها لم تستسيغ أكثر حديث امتثال الناقد لها لتهتف ببرود : ادي انتي قولتي بنتي ياحاجه و انا لا يمكن أضر بنتي ....عريس ابن ناس متقدم لها وهي موافقه أقف في طريقها ليه
قبل أن تفتح امتثال فمها كانت تفحمها سندس بحقد لم يخمد طوال تلك السنوات : وبعدين هو اللي جاب أهله قبله و اتجوز وخلف كان عمل ايه  ...تهكمت وتابعت :  كان صان العيش والملح. !
تغيرت ملامح امتثال لتتابع سندس دون أن تدع لها فرصه لنطق شيء : يهمني اللي شاري بنتي وعاوز يسعدها وانا شايفه عمر شاري بالاوي كمان ...!!
نظرت وسيله إلي ملامح وجه امتثال الممتقعه لتسألها بقلق : مالك يا تيته ....ماما ضايقتك في حاجه
ابتلعت امتثال وهزت راسها وهي تقول : لا ابدا
نظرت لها وسيله باستفهام : امال ايه ؟!
قالت امتثال برفق وهي تربت علي كتفها : مفيش حاجه انا بس قلقانه عليكي
نظرت لها وسيله باستفهام : من ايه ؟!...من عمر
هزت امتثال راسها : من اي حد .....انا عاوزه مصلحتك وسعادتك
احتضنتها وسيله وقالت بسعاده : وانا مبسوطه اوي اوي
أومات امتثال وتنهدت قائله : ربنا يسعدك
بس انا بتكلم في الأصول
لا تعرف وسيله هل هي تكذب ام تكذب احساسها ام تنكر حقيقه كلام جدتها أم هي تصدق كلام عمر لتقول بثقه : عندك حق طبعا يا تيته وعمر بس جايز متحمس شويه بس ده اكيد مش معناه أنه يتجوز من غير اهله متقلقيش يا تيته اكيد مامته وباباه أول ما يقولوهم أنه حدد الميعاد مع ماما هيرجعوا
هزت راسها وتابعت بنفس الثقه وكأنها تريد تصديق أن لاشيء سيقف عائق بطريق سعادتهم : استحاله يكون لوحده في جوازه
................( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن