الفصل الرابع

13.3K 778 57
                                    


( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
تنهد ايهم الذي كان قد أوقف سيارته جانبا بينما مازال في حيرة وعقله يغلي منذ الأمس بعد ما راي ريم مع نديم .... يفكر هل يخبر عمر بما رأه ام يصمت ؟!
أنه ذاهب لخطبه الفتاه وأصر علي مجيئه معه برفقه عائلته ...أنها مكانه كبيرة تلك التي يضعه بها لذا فهو بين شقي الرحي.....يخبره ويكسره ام يصمت وبداخله يخون صداقتهم بصمته .... تنهد مرارا والتفكير لا يترك عقله في معضلته الصعبه !

عقد عمر حاجبيه وهو يفتح تلك الرساله التي كان بها بضع كلمات كافيه لاستفزازه لفتح الرساله
( مين ارجل من التاني يا ابن السيوفي ....اظن بعد الفيديو هتعرف الاجابه )
لا ينكر عمر أن تلك الكلمات دفعت الدماء الحارة الي عروقة ليضغط بنفاذ صبر علي الفيديو الذي جعل الصدمه تبدو جليه علي وجه عمر للحظات قبل أن يستعيد جمود ملامحه يخفي خلفه النيران التي توهجت بداخله .....
لم يحتمل نديم الا يري ملامح عمر  وبداخله تتراقص طبول التشفي فيه بعد زمن طويل من الغيرة ... سنوات وهاهو اخيرا سيري هزيمه خصمه أمامه لذا قاد نفسه الي هلاكه بيده دون أن يفكر في تبعيات هذا الانتصار الزائف خاصه وهو يعرف بطبع عمر الذي ما أن رأه أمامه لم يمهله لحظه واحده من التشفي أو التشمت به وكان بلا تفكير يلقي الهاتف من يده ويندفع الي نديم الي تفاجيء به ينقض عليه بعنف وبغضب اعمي يسدد له لكمات قويه باغته بها فوقع سريعا في قبضه عمر الذي كانت عيناه تلتهب بغضب جحيمي و هذا المشهد لا يختفي من أمام عيناه بينما ذلك الحقير اقترب من فتاه تخصه وليس اي فتاه بل التي اختار أن يعطيها اسمه !
لكمه قويه سددها عمر أطاحت بنديم وجعلته يترنح للخلف وقد زاغت عيناه و سالت الدماء من أنفه بقوة حاول نديم أن يستند الي الحائط خلفه حتي لا يقع أرضا ليندفع عمر ناحيته كما اندفعت الجموع لتري ما يحدث  فيستغل نديم الوضع ويسدد لكمه مباغته لانف عمر التي تدفقت منها الدماء الغزيرة فما كان من عمر إلا أنه امسك بتلابيبه بقوة وهجم عليه
: عمر ...!
تعالت الصرخات من حوله بينما تدخل البعض في محاوله يائسه لابعاده بينما امسك براس نديم وصدمها بقوة في الحائط خلفه و الذي كاد يفقد وعيه من أثر اصطدام رأسه بتلك القوة بالحائط ليرفع عمر ركبته ويركله بقوة في رجولته ليصرخ الشاب بألم شديد وينحني للاسفل بينما أنفاسه تكاد تنقطع وهو يلهث بقوة
من بين الجموع تدخل ايهم ذو الملامح الصارمه الممزوجه مع وسامه تناسب عمره الذي تخطي الاربعون ومازال محتفظ بجسده الرياضي الذي لا تشوبه شائبه بينما خطت بعض الشعيرات البيضاء مؤخره رأسه علي استحياء لتزيد من وسامته .... عقد حاجبيه الكثيفان ما ان وطأت قدمه المكان وتفاجيء بما يحدث ليسرع يبعد الشباب الذين تجمهروا حول الشابين ليمسك سريعا بكتف عمر هاتفا بحزم وهو يحاول أبعاده عن نديم الذي لا يحتاج لسؤال عن سبب ما يفعله به عمر ...مؤكد عرف بما بينه وبين ريم : عمر كفايه كده
صاح عمر وهو يبعده عنه بينما يريد أن يصرخ بنا فعله هذا الحقير ولكنه كتم صرخته بداخل جوفه المحترق وترك العنان لقبضته تترجم اللهيب المشتعل بداخله في هيئه لكمات قويه  : ابعد يا ايهم
انحني عمر مجددا تجاه الشاب وسدد له لكمه في أنفه قبل أن يمسك بذراعه بقوة ويلويها خلف ظهره ليستمع الي صوت تكسر عظامها بين يداه ....وصل نديم للنهايه بينما لم يعد هناك به أي قوة ليدفعه عمر علي الأرض وينحني فوقه يجذبه من تلابيبه ويهتف من بين أسنانه وهو يقرب وجهه منه : كده مين ارجل من التاني يا دنجوان ..انا عمر السيوفي يعني لما احب أثبت أن انا راجل بيكون كده قدام الناس مش زي ما انت عملت ...دفعه علي الأرض مجددا ليلهث الشاب الغارق بدماءه بينما يعتدل عمر واقفا باعتداد ويمسح بظهر يده بقايا الدماء من أنفه ثم يرفع رأسه للاعلي وهو يهندم من التيشيرت الذي التصق بعضلاته القويه ويبعد خصلات شعره الفاحم للخلف ثم يجذب حقيبته الرياضيه ويتجه للخارج وهو يتهادي بمشيته التي ضاهت الطاووس غرورا بينما يرفض ولو لحظه أن يبدي انكسار .....
اسرع البعض يحاولون مساعده نديم وماهي الا لحظات وكانت صافرة سيارة الإسعاف تصل ...اسرع ايهم خلف عمر ولكن عمر كان قد انطلق بسيارته وهو يتوعد تلك التي تلاعبت به ......بدون تفكير كان ايهم يسرع الي سيارته يحاول اللحاق بعمر الذي يعرف جيدا ما ينتويه ...!
... ...
وقفت زينه خلف عاصم تلبسه جاكيت بدلته وهي تقول بسعاده : اخيرا يا حبيبي عمر هيتجوز ...
اوما عاصم وهو يستدير إليها لتعقد له ربطه عنقه فيما عانقت يداه خصرها وهو يقول بسعاده : اخيرا يا زوزو انا كمان ناوي اتفق معاهم كام شهر ويتجوزوا ........تنهد وتابع : مفيش غير الجواز والاستقرار اللي هيعقلوه ....!!
عقل عن أي عقل يتحدث بينما حرفيا كان عقل عمر قد خرج من رأسه وهو يقود كالمجنون ومشاهد لا تعد تتحرك امام عيناه ....أنه لم يركض خلفها بل هي من فعلت ...لماذا ان كانت تحب اخر تتلاعب به  ...ازدادت قبضته علي المقود وهو يزحر نفسه بتأنيب ( انا اللي لعب ببنات ملهاش عدد بنت تضحك عليا .....مش هرحمك ! )
ضغط المكابح بقوة حينما توقفت سيارة ايهم أمامه بعرض الطريق واصدرت إطاراتها صوت احتكاك قوي كاد يصم الاذان ....نزل ايهم من السيارة واتجه الي عمر الذي لم يفكر وسرعان ما كان ينظر خلفه ويتراجع بسيارته للخلف بإصرار الا يوقفه أحد ... زفر ايهم بضيق من إصرار صديقه علي السير بهذا الطريق المهلك للانتقام ليركض الي سيارته مجددا ويديرها بقوة خلف عمر مجددا يحاول إيقافه ....
بينما كان المشهد دامي ومؤلم وسياره الإسعاف تنقل جسد الشاب الغارق بدماءه كان المشهد رومانسي في منزل عاصم الذي أخذته الاحلام في مستقبل ابنه
قالت زينه بتفكير : تفتكر رشدي هيرضي تتجوز وهي ليه بتدرس
قال عاصم وهو يربت علي يدها : متشغليش بالك ....انا هقنعه
نظر في ساعته قائلا : هو عمر كل ده لسه مرجعش ؟
قالت زينه وهي تجذب هاتفها : هكلمه ...هو من بدري قالي مستني ايهم
اوما عاصم : طيب كلميه
وهناك مشهد آخر من التوتر لريم التي لا تبارح النظر في ساعتها وقد بدء القلق يدب في أوصالها وهي تحاول الاتصال بهاتف عمر المغلق
لحظات وكان المشهد كله يرتبك بعد هذا الهاتف الذي وصل لعاصم الذي رج صوته الغرفه وهو يهتف بعدم استيعاب : بتقول ايه ؟
قال أحد أصدقاء نديم وعمر : خناقه جامده اوي ....نديم اتنقل المستشفى
قال عاصم بلهفه وقلق سافر : وعمر
قال الشاب : مش عارف يا اونكل
أسرعت زينه تركض خلف عاصم بقلق شديد : عاصم في ايه ...لم يقل شيء بل اسرع يجذب مفاتيح سيارته وينزل بخطوات مسرعه تجاه الباب لتركض زينه خلفه : عاصم في ايه .... فهمني ....عاااصم ماله عمر ...استني ياعاصم
لم يستمع لكلمه مما قالت بينما كان سرعان ما يستقل سيارته وينطلق بها بعد تلك المكالمه لتتهاوي زينه ممسكه بالسور الرخامي للدرج وقلبها ينتفض من مكانه ويتعالي بضجيج قوي بين جنبات صدرها ذلك الشعور الخوف الذي يلازمها دوما علي ابنها الأصغر الذي تشعر بأن ذات يوم من الايام ستحمل مكالمه كتلك خبر مؤلم لها ...!

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن