السادس والثلاثون

9.3K 489 27
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

نظرت زينه الي عمر ما أن فتح الباب : ماما !
قالت زينه بعتاب : كده ياعمر اعرف بالصدفه انك رجعت من ماموريه شغلك ؟!
تعلثم عمر وهو يبعد عيناه عن عيون والدته قائلا : انا ...انا لسه راجع و...
شددت زينه علي نفس نبرتها المعاتبه : وليه مرجعتش علي البيت
هز كتفه بلا اجابه ليشير لها أن تدخل فدخلت زينه بضع خطوات وتوقفت أمامه تسأله : عمر سالتك مرجعتش البيت ليه
هز كتفه قائلا : ابدا يا ماما ....قولت بس ارتاح وبعدين كنت هرجع
لم تصمد زينه أمام اشتياقها له لتحتضنه بحنان قائله : حمد الله علي السلامه يا حبيبي ...انت كويس
اوما لها وهو يبتعد عن حضنها : كويس
أمسكت بكتفه ونظرت الي ملامح وجهه التي يحاول اخفاءها عن نظراتها الثاقبه وهي تسأله : في ايه يا عمر ....حاجه حصلت ؟
هز رأسه لتقول بلطف وهي تربت علي وجهه : انت زعلان من بابا
هز رأسه مجددا وافلتت تنهيده من صدره بينما يريد أن ينتهي هذا التحقيق الذي تجريه والدته معه باسرع وقت ليلحق بوسيله ليقول بتساؤل : حضرتك جيتي ليه ...؟
مجددا نظرت له زينه بعتاب : بلاش اطمن عليك
هز رأسه قائلا : لا مش قصدي ...انا كنت راجع البيت زي ما قولتلك مكنش في داعي تتعبي نفسك
قالت زينه بحنان وهي تمرر يدها علي كتفه : متعبتش ولا حاجه ....اول ما طنط مريهان قالت ليا أنها شافتك خليت شافعي يجيبني علي طول
اوما لها متنهدا مره اخري ومجددا سألته زينه بقلق : مالك يا حبيبي
هز راسه وربت علي كتفها : انا كويس ...يلا بقي ارجعي البيت وانا هحصلك
نظرت له زينه باستنكار : لا انت هترجع معايا
قال عمر بمراوغه : هحصلك ياماما بس عندي مشوار
هزت زينه راسها باصرار وهي تضع يدها بذراعه : مش هرجع للبيت من غيرك
رفعت إليه وجهها الباسم وتابعت بمكر : ولا مش عاوز تحكيلي عن البنت اللي كلمت بابا عنها
لمعت عيون عمر ونظر الي والدته بترقب وهو يسألها : وسيله !
أومات له بابتسامه حنونه وهي تداعب وجنته : اسمها حلو ....حلوة بقي زي اسمها
اوما عمر بابتسامه استطاعت والدته رسمها علي شفتيه لتتابع زينه وهي مازالت تحتضن ذراعه : طيب يلا بينا واحكيلي عنها كل حاجه ....ابتسمت له بتشجيع وتابعت : وانا هفضل ورا عاصم لغايه ما يوافق
لمع الحماس بعيناه : بجد يا زوزو
أومات له بثقه : طبعا يا حبيب زوزو ... انت بس خليك هادي وبلاش تعمل مشاكل تاني ياعمر وبابا هيوافق علي طول اول ما يحس انك اتغيرت
فرك عمر خصلات شعره وقال بدفاع عن نفسه لاول مره : انا مبقتش عاوز اعمل مشاكل ....واللي حصل اخر مره مش انا اللي بدأته
أومات زينه بابتسامه : ماشي ياحبيبي ... اللي فات مات خلينا من النهارده ...انت اهو رجعت شغلك وهترجع معايا البيت وبابا لما هيشوف بعينه انك اتغيرت هيوافق ونروح نطلب البنوته اللي اخدت قلبك دي علي طول
شاكسته بمرح : طيب يلا بقي عشان تحكيلي علي اللي خلتني اشوف في عينك التغيير ده
ابتسم عمر لها وقال سريعا : طيب اسبقيني وانا هجيب الجاكيت بتاعي واحصلك علي طول
أومات زينه واتجهت الي الخارج بينما اسرع عمر الي الغرفه يلتقط هاتفه ويتصل مرارا بوسيله دون اجابه
.........
....
نظر شافعي الي زينه التي قالت : اسبقني انت ياشافعي وانا هرجع مع عمر
اوما لها : حاضر يا مدام
اتجه للخارج لتستدير زينه تجاه الباب تنتظر خروج عمر ثم تتطلع الي ساعتها ليخطف نظرها ذلك البريق الذهبي الذي انعكست عليه اشعه الشمس .....قطبت جبينها واقتربت بضع خطوات تتطلع الي ذلك السوار الملقي علي الدرج الرخامي والذي انحنت لتلتقطه  وترفعه أمام وجهها باستغراب ....!
زم عمر شفتيه بحنق وهو يضغط علي شاشه الهاتف يرسل رساله صوتيه الي وسيله : وسيله ردي عليا ...ايه اللي حصل انا هتجنن من القلق عليكي ....طيب طمنيني علي الاقل
زفر بضع مرات وعاد يتصل بها ولكن قبل أن يضغط علي زر الاتصال كانت تصله رساله مقتضبه منها : انا كويسه !
زم شفتيه بحنق من عدم اجابتها عليه بينما يكره أن يكون فريسه لعدم فهم شيء ...!
........
..........
رفعت امتثال عيناها من فوق سطور المصحف الشريف الذي وضعته بين يديها تقرء به ما أن استمعت لصوت مفاتيح وسيله تدور بالباب ....خلعت نظارتها الطبيه ووضعتها علي الطاوله بجوار المصحف واتجهت إليها بلهفه : ايه يا وسيله اتاخرتي ليه يا حبيبي ؟
قالت وسيله وهي تزيف ابتسامه هادئه علي وجهها : معلش يا تيته خرجت مع نرمين شويه
أومات جدتها قائله : طيب يا روحي يلا ادخلي غيري هدومك علي ما احط الغدا ....ابتسمت لها وتابعت : عملتلك ملوخيه بالارانب
لا تشعر برغبة في تناول شيء ولكنها لا تريد أن تلفت نظر جدتها أن هناك شيء بها لذا هزت راسها واتجهت الي غرفتها لتلقي حقيبتها علي الفراش وتخلع ملابسها بحنق وضيق من نفسها .....وقفت اسفل المياه الدافئه تفرك جسدها دون وعي بينما كل ما حدث سيطر عليها لتعقد حاجبيها بقوة ما أن شعرت بهذا التهيج يصيب كامل جيدها من فرط حكها الشديد له ....أغلقت المياه وامسكت بالمنشفه تربت علي جسدها الذي احمر برفق
تنهدت بضع مرات وهي تهز راسها بعدم رضي عن نفسها حتي أنها خشيت أن تنظر لانعكاس صورتها بالمرأه
فجلست علي طرف الفراش ووضعت أحدي الكريمات الملطفه علي ذراعها ثم دون أن تتعمد كانت تتطلع الي المراه حتي تصل لكتفها وتضع عليه الكريم لتتسع عيونها وهي تري تلك البقع الحمراء تغطي عنقها ومقدمه صدرها وبقوة يضربها الشعور بالخزي وتبعد عيناها بسرعه عن النظر لتلك الآثار المخزيه التي بيأس حاولت إخفائها بارتداء تلك البلوزة ذات العنق الطويل ..... لاحظت امتثال شرودها طوال وقت تناولهم الغداء لتسألها بحنان : مالك يا سيلا ....حد ضايقك
هزت راسها سريعا : لا انا كويسه ....بس صدعت شويه
أومات امتثال وتظاهرت أنها تصدقها وصدق حدثها بأن هناك ما يضايقها ما أن انتظرت قليلا قبل أن تسألها : عمر هيرجع امتي ؟!
تعلثمت وسيله وهزت كتفها بكذب : مش عارفه
نظرت لها امتثال رافعه حاجبها : مش عارفه
أومات وسيله وقالت بارتباك : يعني يا تيته ....الماموريات دي بتكون سريه ومحدش يعرف مواعيدها
أومات امتثال متنهده لتسالها مجددا : ووالده
ابتلعت وسيله ببطء وهربت الدماء من وجهها حينما سمعت تلك الكلمه لتقول بثقل : ماله ؟
قالت امتثال باستفهام : لسه تعبان ولا صحته اتحسنت
عضت وسيله علي شفتيها بينما تبحث عن كذبه تخبر بها جدتها لتقول بارتباك واضح : كويس ....قصدي لسه تعبان ...تعبان يا تيته
أومات امتثال قائله : ربنا يشفيه ويرجعه بالسلامه
أومات وسيله ليسود الصمت ولكن نظرات جدتها الثاقبه ظلت تراقبها لتقوم وسيله من مكانها وتحمل الاطباق قائله : انا هنصف السفرة يا تيته ارتاحي انتي
هزت امتثال راسها قائله : لا متتعبيش نفسك ...انا هقوم أنصف بس انتي كلي اي حاجه حلوة عشان وشك دبلان ومش عاجبني
وضعت وسيله يدها علي وجهها بتلقائيه لتربت امتثال علي كتفها قائله : انا حاطه الفاكهه جوه علي الترابيزه ادخلي كلي تفاحه انتي بتحبي التفاح
أومات وسيله وأسرعت تغادر من أمام جدتها التي تنهدت بثقل بينما تخشي علي حفيدتها من هذا الحزن الذي تسرب الي حياتها مؤخرا وتشعر بأن هناك شيء تخفيه عنها ولكنها لا تدرك ماهو ..!
..........
....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن