الثامن والخمسون

8.5K 392 21
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
دخلت وسيله الي غرفه الطفله وأغلقت الباب خلفها واستندت بظهرها إليه وصدرها يعلو ويهبط بقوة وهذا المشهد لا يفارق خيالها .....هزت راسها برفض أن تبكي ...هزتها مجددا وانفاسها مازالت تتلاحق ...لا لن تبكي ....لن تذرف دمعه واحده من أجله
طال رفضها أن تبكي وحاولت جاهده أن تمسك بدموعها ولكنها خانتها وانسابت حارقه علي وجنتيها تعزي نفسها انها لا تبكي عليه بل تبكي علي نفسها ....هي من خسرت كل شيء من اجل لا شيء ...! !
ذلك الحقير الذي دخل حياتها وسلب منها كل شيء ....تريد أن تحرقه وتحرق دنياه كما أحرقها
مجددا يتوهج الانتقام داخلها ولكنها في النهايه تكفف دموعها وهي تهز راسها ...كيف ستنتقم منه ؟!
لا تعرف لذا لن ترهق نفسها الكسيرة بالمزيد من الوجع وهي تفكر في قله حيلتها .....رفعت عيناها ببطء تجاه الطفله التي رقدت بلا حول ولا قوة اسفل جهاز التنفس لتري نفسها بها ....لن تنتقم ...لن تفكر به بل ستفكر في نفسها وفي تلك الصغيره التي ربما كانت التعويض لها ...
لا تريد التفكير به ولا بمرأه مثل هدي ...لا يستحقون
هي فقط من تستحق أن تفكر بها ....تفكر ماذا ستفعل وكيف لن تترك تلك الصغيرة لمصير مجهول ربما يكون مثل مصير طفلها الذي ضاع منها ....اتجهت وهي تكفف باقي دموعها تجاه فراش الطفله لتمد يدها تضعها فوق يد الصغيرة برفق وتعدها أنها تلك المره ستنفذ كل الوعود التي لم تنفذها لطفلها ...لن تتركها لرجل لا يهتم بحياتها كما لم يهتم عمر بحياه طفلها الذي مات قبل أن يعلم به ...!
...........
....
سعل صالح بينما يحاول أن يتحدث بوهن : خرجيني من هنا يا دلال ....انا مش هتعالج علي حساب حد
اومات دلال لتزم ثراء شفتيها بحنق وتتجه الي ابيها تهتف من بين أسنانها : ايه يا بابا اللي بتقوله ده ....اهدي انت تعبان
نظر لها صالح بعدم رضي لتنظر له وتقول باعتذار زائف لا يخرج من داخلها : حقك عليا في اللي قولته ....تنهدت وتابعت : بس قولت كده عشان بجد مستغربه موقفك انت وماما ...ليه عاوزين تقللوني قدامه
اشاح صالح برأسه للجهه الأخري قائلا : انتي اللي قللتي مننا يا بنتي
مالت عليه تقول برفق : اسفه يا بابا والله ما كان قصدي ....نظرت له برجاء وتابعت : عشان خاطري افهمني ....انت شوفت عيله عمر عامله ازاي وكل اللي قولته اننا بلاش نبان أقل منهم
قال صالح بعتاب : احنا مخبيناش حقيقتنا وعلي كلامك هو راضي
اومات سريعا : طبعا يابابا
تنهد صالح بتعب لتنظر ثراء إلي جانب وجهه بخبث سرعان ما اخفته وهي تتابع التحدث برفق : يا بابا لولا أنك تعبت كان زمانهم بيخطبوني دلوقتي
التفت صالح لها لتهز راسها سريعا : أيوة طبعا ...ده عمر كان لسه بيقولي كده .
وضع صالح يده علي صدره قائلا بأنفاس متلاحقه :  لو ربنا كتب ليا عمر أخرج من هنا خليهم يجيوا يطلبوكي
نظرت له ثراء بمكر بينما تحدث نفسها ولما الانتظار ...؟!
........
....

حكايه عمر Where stories live. Discover now