الفصل التاسع

12.3K 763 54
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
بعدم تصديق قفز من ملامحها كانت تقول : عمر !
تلك النبره التي تنطق بها اسمه وكأنها تعرفه لسنوات جعلت نظرتها له تتراقص امام عيناه مجددا ويحاول بجهد أن يعتصر عقله ليتذكر من اين يعرفها
كرر مجددا اسمها وكأنه يوقظ عقله ليتذكرها بينما نبرتها التي تؤكد له أنها تعرفه تحثه علي ذلك : وسيله
قالت بصوت امتزج بالدهشه : عمر
بمرحه المعتاد كان يقول : انتي كنتي مستنياني اتصل بيكي
تعلثمت وسيله بينما من قريب أو من بعيد لم تظنه سيفعلها بعد مقابلته البارده معها لتقول بجديه :  لا .. بعد ما قابلتني كده مفتكرش
حك عمر ذقنه بحرج قائلا : فعلا انا اسف علي اللي حصل  ....
هزت راسها قائله : لا انا اللي اسفه اني طلبت منك حاجه زي دي انا بس كنت اتخنقت من كتر المماطله
عقد حاجبيه قائلا : ليه بتقولي كده انتي تطلبي مني اي حاجه في أي وقت ....هو بس يومها انا كنت مشغول بحاجه كده ....وعموما انا حبيت اتصل وابلغك أن الشيك خلص
قالت بعدم تصديق : بجد ....انا مش عارفه اشكرك ازاي
اوما لها قائلا بألفه : مفيش داعي انا اصلا معملتش اي حاجه  ومتزعليش مني بجد ....انتي في أي وقت اطلبي مني اللي انتي عاوزاه
ضحكه رقيقه تبعها سؤال : بجد يا عمر
اوما بابتسامه هو الآخر : طبعا
قالت بتمهل : طيب يعني لو سألتك علي حاجه هتجاوب
قال بتأكيد : طبعا
ابتسمت وهي تسأله بمكر طفولي : انت فاكرني
قال عمر بمراوغه : انتي وسيله
: أيوة وسيله مين ؟
رفع الشيك أمام يده قائلا وهو يقرأ اسمها بالكامل ؛ وسيله فخر ....تعلثم وهو يتهجي باقي اسمها : الركايبي
ضحكت مجددا لتقول بفطنه:  انت بتقري اسمي من الشيك
ضحك عمر قائلا : ذكيه
هزت راسها ضاحكه : لا انت اللي بتتذاكي  .....
ها فاكرني ياعمر !؟
حك عمر رأسه قائلا : بصراحه .....لا
أومات ودون أن تقصد انفلتت منها تنهيده بينما سرعان ما قفزت ذاكرتها سنوات للخلف وهي تقول : بس انا فاكراك
: واضح ...ها قوليلي بقي انتي وسيله مين ؟
ابتسمت وهي تستحضر ملامحه التي كانت مزيج بين الحاضر والماضي : طيب خمن
قال عمر بمرح بينما شريط من الفتيات التي لايعرف لها عدد يمر برأسه : مابلاش
ضحكت قائله : تعرف بنات كتير
: لا مش اوي
ضحكت قائله : طيب تعرف كام بنت وكام واحده اسمها وسيله
ضحك عمر قائلا : من جهه كام بنت متعديش بس كام وسيله مفتكرش اني اعرف ولا واحده
ضحكت مجددا ولكنها لم تقل شيء ليقول عمر بترقب:  ها بقي انتي مين ؟
تنهدت مجددا قائلة : لا خلاص
عقد حاجبيه: ليه ؟
قالت بجديه ؛ عشان اكيد مش هتفتكر
مدد ساقه أمامه باريحيه وهو يقول : جربي
صمتت ليسألها : انتي وراكي حاجه
هزت راسها وتمددت هي الأخري علي الاريكه الموضوعه بجانب غرفتها تتطلع من خلال سور الشرفه المفتوحه الي البحر : لا
قال عمر بحثيث:  طيب يلا فكريني
حك رأسه وتابع :هو من كلامك كده .... قطع حديثه فهو لا يظن أنها فتاه كان علي علاقه بها ليقول بغباء مطلق :
كنتي معايا في الكليه صح
ضحكه عاليه اطربت أذنه بينما تقول بمرح : ازاي بقي ...حدود علمي انت ضابط ...معاك ازاي بقي
ضحك عمر هو الآخر قائلا : اه عندك حق ....
ابتسمت قائله : عموما انت قربت ....كنت معاك في المدرسه
عقد حاجبيه بعدم تصديق : بجد
أومات وسيله بحنين بينما تجسدت تلك الأيام امامها بينما تقول : فاكر بنت صغيرة كانت معاك في المدرسه وكان دايما انور بيغلس عليها
حك عمر رأسه يحاول أن يتذكر تلك الأيام التي يظنها بعيده للغايه ليقول بتذكر : انور ...انور ابو كرش
ضحكت عاليا قائله : اه هو كان قلبوظ شويه
اوما عمر بابتسامه واسعه والحنين يتسرب الي أوصالها ممزوج مع راحته في الحديث مع تلك الفتاه : اه افتكرت
قالت سريعا : افتكرتني !؟
هز رأسه قائلا : لا افتكرت انور
قالت بعتاب لطيف : يعني افتكرت انور وانا لا
قال ضاحكا : ماهو لازم افتكره ده كفايه اسمه.... وبعدين يا حياتي خليني صريح طالما طلعنا صحاب مدرسه انا مش بفتكر اسماء البنات
قالت بقليل من التوبيخ : طبعا من كترهم
قال عمر بمكر : أو لأن مفيش واحده فيهم قدرت تخليني احفظ اسمها ....تمهل وهو يتابع بغزل بينما يتذكر ملامحها الاثره ليست بجمال فقط بل بعيون طفوليه ونظره عتابها التي لا تبارح خياله :  بس في واحده بصتها ليا مش عارف انساها
حمحمت بخجل : دي مين
قال عمر بجرأه : انتي ....
ساد الصمت لحظه ليقطعها عمر بمرح : ايه البصه اللي بصتيها ليا دي ياوسيله ....ده انا لو كنت قاتل ليكي حد
مش هتبصي ليا كده
قالت بخفه : لا هو اللي كان قاتلني العشم
قال عمر بحرج : اسف
عادت لتقول بمرح : ولا يهمك
ساد الصمت مجددا لتقطعه هي بترقب : طيب ها بقي افتكرتني
هز رأسه قائلا : لا افتكرت انور يعني في امل ....كملي
مجددا عادت تلك الذكريات الحلوة تداعب خيالها بينما تتذكر ملابسها المدرسيه المكونه من تيشرت وردي وبنطال باللون الكحلي وتلك الخصلات الطويله التي كانت تتطاير حول وجهها كلما حاولت جمعها في جديله لا تنفك أن تنحل عقدتها ويعود شعرها الكثيف ليتطاير حول وجهها لتنفلت منها الذكريات : كان بيغلس عليا علي طول ويشد شعري 
قال عمر بصدر منفوخ : وانا طبعا دافعت عنك وقتها
ضحكت وسيله مطولا قبل أن تهز راسها قائله : لا انت كمان كنت بتشد شعري عشان كنت كل سنه بقعد قدامك في الكلاس
افلتت ضحكه عمر : انا ؟!
أومات له وانفلتت تنهيده محمله بحنين الذكريات : فضلت سنين اعدادي كلها تشد شعري كل ما اقعد قدامك وحتي في البريك
ضحكت وتابعت : لغايه أولي ثانوي بطلت تشدني من شعري
قال عمر بمرح ؛ طبعا عقلت
ضحكت وسيله عاليا وهي تقول :  لا بس انا قصيت شعري
ضحك عمر هو الآخر قائلا  : عملتي الصح كده بطلت اغلس عليكي
هزت وسيله راسها ضاحكه : لا .... ضربتني بالقفا اول ما شوفتني
افلتت الكلمات من شفاه عمر : أما بقف صحيح
انا كنت بعمل كده
تمهلت وسيله لتقول بحنين ماثل حنين عمر الذي اجتاح اوصاله لتلك الأيام التي وكأنها اله عابره للزمن اخدتهم الي عالم آخر مليء بالبراءه : عمر انت مش فاكر
قال بجديه : بحاول افتكر ....كملي ايه اللي حصل بعدها
ضربت بيدها قائله : خلاص
عقد حاجبيه : خلاص ايه
قالت وابتسامه حزينه ارتسمت علي شفتيها : اتنقلت من المدرسه
: عشان القفا
هزت راسها قائله : لا
قال بلهفه : امال
قالت باقتضاب : اهو انتقلت وخلاص
هز رأسه بإصرار : لا كملي ...ايه اللي حصل
احمر وجهها بينما ترددت قبل أن تتحدث عن تلك الذكري الطفوليه ولكنها في النهايه أخبرته : ابدا ...بابا لقي صورتك في الكتاب
ابتسمت لنفسها وتابعت : كنت صغيرة وهبله بس بابا حلف ينقلني من المدرسه وروحت مدرسه بنات بس
ابتسم عمر بغرور وقال بمرح محبب : ليه بس كده يا اونكل .....ياتري ضربت مين بالقفا بعدك
عقدت حاجبيها هاتفه به : عمر انت بتهزر ....ده انا بكرهك اوي من وقتها
: ليه بس ..تمهل بينما يقول بمكر : ده انتي كنتي حاطه صورتي في الكتاب
راوغت وهي تبتعد عن تلك الذكري بخجل : عشان بعدت عن صحابي بسببك
: ده سبب يخليكي تكرهيني ....ده انا عمر اللي كنت بشد شعرك
ضحكت مجددا : متفكرنيش بقي
تنهدت وتابعت : بس متغيرتش خالص اول ما شوفتك عرفتك علي طول
قال عمر بتلهف : بجد ....انتي لسه عندك الصورة دي
عقدت وسيله حاجبيها هاتفه به : صورة ايه اللي لسه عندي
قال بغرور محبب : صورتي
تعلثمت بخجل  : لا حيلك حيلك ...دي كانت صورتنا كلنا في الجاردن مش انت وبس
رفع حاجبه وقال بفطنه : ولما هي صورتنا كلنا بباكي نقلك ليه
همست لنفسها وهي تتذكر تلك الذكري الطفوله وحب المراهقه ( عشان كنت قاصه صورتك لوحدك ياحمار )
صمتت ليقول عمر اسمها : وسيله
انتبهت له : ها
: روحتي فين
: معاك
: طيب ها معاكي لسه صور لينا من ايام المدرسه
أومات له وسرعان ما بدأت تخبره عن بعض اصدقاءهم الذين مازالت علي علاقه بهم : لا ..لا بسنت لسه تعرفيها
بغيرة واضحه سألته : انت فاكرها
قال متنهظا بينما يتذكر تلك الفتاه ذات الشعر الأحمر الناري التي كانت من اجمل الفتيات بالمدرسه وبالطبع لم تمر في حياته مرور الكرام بل ارتبط بها وقتها وكالعادة مرت وعبرت في حياته كما عبرت أخريات هنا وهناك
قال بمراوغه : يعني فاكرها شويه
قالت بغيظ من بين اسنانها : طيب كويس انك لسه فاكرها ....قضمت شفتيها وتابعت بخبث : عموما لو شوفتها دلوقتي استحاله تفتكرها ...اتغيرت اوي
: ليه ؟!
قالت بابتسامه خبيثه : اتجوزت وبقت مامي لتوأم وما ادراك ما التوأم ....بقت حاجه تانيه خالص
ضحك عمر ليستمر حديثهم مجددا ....قال عمر وهو يضغط علي شاشه هاتفه : تمام كده بعتلك ...اقبليني
قبلت صداقته علي موقع التواصل الاجتماعي ليقلب عمر في صورها قائلا بعبث محبب : ده انا كنت اعمي اوي ....بقي افتكر بسنت وانتي لا
قالت سيلا ضاحكه : جايز عشان مكنتش حلوة زيها .  كان شعري منكوش ولابسه نضاره اكبر مني وطول الوقت مكشرة
قال عمر ضاحكا : المهم دلوقتي بقينا زي القمر
قطع حديثهم ذلك النداء : سيلا
: ثانيه ياعمر
التفتت تجاه باب غرفتها الذي فتحته جدتها : نعم يا تيته
قالت امتثال : اعملك حاجه تأكليها علي ما الغدا يجهز ....انا حطيت صينيه الفراخ في الفرن وهعمل الملوخيه عاوزة حاجه تاني
هزت راسها بتهذيب : لا شكرا يا تيته مش جعانه  . تسلم ايدك
نظرت امتثال الي هاتفها وسألتها : بتكلمي مين ياسيلا  ؟
نظرت وسيله للهاتف ثم قالت بهمس : ده ......هبقي احكيلك
عادت لتحدثه ليسألها عمر : عاوزينك في البيت
قالت بعفويه : لا دي تيته كانت بتسألني تعملي حاجه اكلها قبل الغدا
سألها عمر بألفه : هتتغدي ايه
قالت بتلذذ : ملوخيه وفراخ .....دي تيته عليها ملوخيه إنما ايه وهم
ابتلع عمر لعابه قائلا : جوعتيني ....هتخليني كده اتغدي ملوخيه انا كمان
ضحكت وسيله قائله : مفتكرش طنط مامتك بتطبخ
هز رأسه وتذكر والدته بحنين قائلا : لا بتطبخ ساعات كتير .....افلتت الكلمات من شفتيه وتابع : ياتري يا شهد عامله غدا ايه
سالته باستغراب : شهد مين ....انت اتجوزت
هز رأسه ضاحكا : لا ...دي شهد الشغاله
أومات له قائله : اه اصل حسيتك كده بتتكلم عن حد قريب منك
: اه اكلها حلو اوي وانا بحب الاكل
قالت باستفهام : طيب طالما كده ما تقولها تعملك ملوخيه
راوغ عمر قائلا : لا أصلي عندي شغل النهارظه ومش هروح البيت
ساد الصمت ليقطعه عمر قائلا :  طيب بقولك ايه  ... ما تيجي اعزمك علي الغدا ونكمل كلامنا
قالت وسيله بعدم تصديق : بتتكلم جد
اوما لها : طبعا لو معندكيش مشكله اعدي عليكي ونروح اي مكان تختاريه نتغدي
قالت وسيله بجديه : نتغدي مره واحده
تراجع عمر بينما شعر أنه قغز سريعا بدعوتها : انا قولت عشان اديكي الشيك كمان
هزت وسيله راسها : مش قصدي ....
تنهدت وتابعت بابتسامه حالمه : ياريت كان ينفع
عقد حاجبيه : ليه  .... هيرفضوا في البيت عندك
هزت راسها قائله : لا بس انا مش عايشه في القاهره
عقد حاجبيه باستفهام : امال ؟!
: انا عايشه من بعد ما بابا مات في اسكندريه مع تيته وجيت بس اخلص الورق بتاع بابا الله يرحمه
حمحم عمر قائلا : طيب والشيك هتاخديه ازاي
قالت وسيله بتهذيب : لو مش هيكون فيه تعب عليك ممكن تبعتهولي علي حسابي .... هبعتلك صورة البطاقه
ضحك عمر قائلا : ده ايه الثقه دي
قالت وسيله بعفويه : وانت هتاخد مني حاجه يعني ده إيداع
ضحك عمر بصخب : لا ثقه انك تبعتلي ليا صورة البطاقه بتاعتك مع أن صور البطايق في مصر الكل بيخبيها
ضحكت وسيله هي الأخري : اه عندك حق دي صورة سجن مش بطاقه
ضحكوا الاثنين وجاء وقت إنهاء المكالمه التي تركت اثر كبير في نفس كلاهما بعد ذكريات الماضي الجميل لتقول وسيله : عموما خلي الشيك معاك
ولما انزل القاهره هبقي اعدي اخده منك
ساد الصمت وكلاهما لا يريد انهاء المكالمه ليقول عمر : سيلا
: ها
قال ضاحكا : لا ولا حاجه ....كنت بس بجرب أصله احلي من وسيله
: مرسي
ساد الصمت بضع لحظات بعدها قالت وسيله : عموما شكرا ياعمر علي اللي عملته وبجد مبسوطه اننا اتكلمنا
تنهد عمر وقال بصدق : وانا مبسوط جدا واكيد هنتكلم تاني مش كده
أومات والخجل يداعب وجنتيها : اكيد ...سلام ياعمر
وياله من سلام ولقاء ونظرات كان عمر بأشد الحاجه اليها وهو يمر بتلك الفتره ...يريد أن يري صورته من خلال عيون لاتراه مجرد مصيبه متنقله بل صبي مشاكس بريء ليس أكثر ...!
........
....
عقد ايهم حاجبيه بشده وهو ينظر إلي ذلك الرجل المهيب الجالس أمامه ليقول باستنكار : لا طبعا مش موافق
هب واقفا وهو يزيح تلك الورقه من أمامه ويكرر رفضه : مرفوض ...طلب نقل عمر مرفوض يا فندم
أوقفه العميد ذكي : ليه يا ايهم ..... طلب يتنقل اداره تانيه وانا معنديش مانع وفاضل امضتك
قال ايهم بسخط : وانا مش موافق يافندم ...انا محتاج عمر معايا في الاداره
استأذن وخرج بملامح غاضبه تجاه مكتب عمر الذي كان قد وصل لتوه إليه ووقف يجمع اشياءه بصندوق كبير ...فتح أيهم باب المكتب بلا مقدمات هاتفا : ايه الهبل اللي بتعمله ده ياعمر ....ايه يا اخي اللي حصل لكل ده
قال عمر دون أن ينظر تجاهه وتشاغل بما يفعله : محصلش حاجه يا ايهم ...انا مش عاوز اشتغل هنا
هز كتفه وتابع : انا حر
بسخط اتجه ايهم اليه وجذب من أمامه ذلك الصندوق والقاه أرضا هاتفا : وانا كمان حر ارفض انك تتنقل ....عمر احنا صحاب وانت اقرب واحد ليا وعارف اني عمري ما اقدر اضرك
التقت نظراتهم لحظه قبل أن يشيح عمر بعيناه قائلا بسخط : طبعا واضح ...تسيبني مخدوع وتقولي مقدرش اضرك ....رفع عيناه إليه بخزلان وتابع : لو سمحت يا ايهم اطلع برا وامضي طلب النقل
هز ايهم رأسه بإصرار : لا
ارتسمت ابتسامه ساخره علي شفاه عمر بينما يقول بثقه : براحتك ....اصلا امضتك مش هتوقف ليا حاجه وانت عارف كده
نظر له ايهم بحنق ليتعالي صوت عمر متجاهل وجود ايهم : سعيد. ..... سعيد
هب العسكري يدخل إليه : أوامرك يا عمر باشا
اشار الي الصندوق الملقي علي الأرض : خلي الساعي يجي ياخد الصندوق ده وينزله علي العربيه
عاد عمر ليجلس الي مكتبه متجاهل وجود ايهم تماما بينما بدأ بإنهاء تلك الملفات الموجوده علي مكتبه والتي عليه أن يسلمها بالغد قبل أن ينتقل الي مكان آخر .
...........( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
....
قضمت غرام شفتيها بغيظ ممزوج بالغضب بينما وقفت خلف باب غرفتها تستمع الي حديث والدتها مع تلك المرأه التي ما ان غادرت حتي اندفعت غرام تجاه والدتها تسألها بنبره هجوميه : ليه رفضتي العريس
نظرت إليها والدتها بجبين مقطب : وكنتي عاوزاني اوافق ؟!
أومات غرام وهي تعقد ذراعيها حول صدرها: اه وليه لا
قالت المراه ببديهيه: عشان مينفعكيش
هتفت غرام باستنكار : ليه بقي عيبه ايه ؟
نظرت لها والدتها وقالت بتفهم : عشان اكبر منك بكتير وكمان عنده ولاد ...ايه اللي يخليكي تتجوزي واحد خرج بيت ويكون هو أول بختك
قالت غرام بغوغائيه : عادي مفيش حاجه تعيبه ...عريس كويس جدا ومستواه عالي ارفضه عشان شويه تفاهات
قالت والدتها وهي تزفر بحنق من تفكير ابنتها المحدود
لتقول باستهجان : تفاهات ...؟!
بقولك عنده عيال واكبر منك تقولي تفاهات ...يا بنتي انتي فاهمه الجواز ايه ....شقه وعربيه وخلاص ...فين التفاهم ...
جزت غرام علي اسنانها بغيظ وغضب من والدتها التي ختمت جديتها بإصرار : انا مش هجوزك لواحد زي ده وخلاص كلامي نهائي ..!
.....
.......
: اوعي كده بقولك قريبته !
زفر الرجل بغلظه هاتفا :  يا ست انتي قريبه مين ....امشي الله يرضي عنك !
هزت شهد رأسها بإصرار : مش همشي قبل ما اشوف عمر بيه ...رفعت عيناها إليه بوعيد وتابعت : عارف لو قولت له إنك مرضتش تدخلني له هيعمل فيك ايه ....؟!
زفر الرجل مجددا بحنق وهو يقول من بين أسنانه : طيب   عمر بيه مين فيهم.... القسم فيه كذا واحد اسمه عمر
هزت شهد كتفها : اهو عمر بيه الضابط
هتف الرجل بغيظ : كلهم ضباط
ضيقت شهد عيناها بتفكير طويل بينما لم تفكر ولو للحظه أن تقول اسم عمر بالكامل ....لترفع عيناها الي العسكري وتهتف بغباء مطلق : دخلني لأي عمر فيهم وانا هعرفه
رفع العسكري حاجبه الكثيف هاتفا : بت انتي انا مش مرتاحلك.... قريبته ازاي وانتي مش عارفه هو مين ولا اذا كان رائد ولا عقيد ولا مقدم
هتفت شهد وهى تسير خطوة تجاه الممر الطويل بين المكاتب : وانا اعرف منين اهو ضابط وخلاص قولي فين مكتبه وانا ادخله
امسك بها العسكري سريعا من طرف وشاحها السميك الذي وضعته حول كتفها : تعالي هنا رايحه فين .....
بعد قليل ....
رفع عمر رأسه علي تلك الأصوات بينما تدخل شهد بإصرار الي مكتبه لتتسع ابتسامتها وتدفع يد الرجل هاتفه به :  اوعي بقولك ...اهو هو ده عمر بيه
عقد حاجبيه بدهشه وهو يراها برفقه العسكري : في ايه يا اسماعيل ...شهد
ابتسمت شهد وتشدقت بغرور وهي تنظر إلي اسماعيل :  قولتلك قريبته
نظر له العسكري : سيادتك تعرفها ياعمر باشا
اشار له : اه ....انت ماسكها كده ليه
قال الرجل بغيظ : يا باشا طلعت عيني من صباحيه ربنا .... اقولها عمر باشا مين فيهم تقولي مش عارفه أخدتها لعمر باشا ابو العزم وكان هيطبق في زماره رقبتي من كلامها وبعد كده اخدتها للصول عمران قولت جايز هو وبيدلعوه يقولوله عمر ....ضحك عمر قائلا : بقي دلع الصول عمران  عمر
اوما الرجل بحيرة ليشير له عمر : طيب خلاص يا سمعه تبعي سيبها
نظر لها اسماعيل بتقييم : دي تبعك ياباشا
رفعت شهد حاجبها وسرعان ما هتفت بالعسكري : مالها دي .....ايه فيا حاجه وحشه لا سمح الله ....ده انا ....قبل أن تتابع سيل تأنيبها للرجل كان عمر يوقفها : خلاص ياشهد
زفرت قائله : وهو انت مش شايف كلامه اللي زي وشه ده !
: عاجبك كده ياعمر باشا 
: خلاص يا اسماعيل حقك عليا ....معلش روح انت
ما أن خرج اسماعيل حتي قال عمر بلهفه : شهد ايه اللي جابك هنا ...ماما كويسه ؟!
أومات وهي تتلفت حولها تتطلع في أرجاء المكتب : اه انا جيت اطمن عليك ....تصدق اول مره ادخل قسم
زفر عمر وهتف بها : اخلصي يابت قوليلي جيتي ليه ...ماما كويسه
رفعت حاجبها : يوه ما قولتلك اه ....
ابتسمت له وتابعت بنبرتها الطفوليه: انا قولت اطمن عليك ....نظرت له وتابعت بفضول محبب : وبصراحه كمان جيت اعرف انت سبت البيت ليه ...تابعت بمكر : واهو برضه اقولك البيت عامل ايه من غيرك ...ضحكت وتابعت بنبره طفوليه : شوفت بقي جايه بكام سبب
ضربها عمر بخفه علي مؤخره راسها قائلا : يابت انتي مش هتبطلي بقي تبقي اذاعه قاعده لكل الاخبار تنقليها من هنا لهنا
قطبت جبينها بعتاب : الحق عليا اني جيت اطمن عليك
اشار لها عمر لتجلس علي الاريكه الجلديه وجلس في المقعد المجاور لها قائلا : المهم طمنيني ماما كويسه
هزت راسها وسرعان ما بدأت باخباره بكل ما حدث : دي زعلانه عشانك اوي واتخانقت مع عاصم باشا ومش بس هي دي كمان المدام جوري
قبل أن تتابع سرد ما حدث أوقفها قائلا : خلاص يا روتيرز
نظرت له بطفوليه :  مش عاوز تعرف الاخبار
هز رأسه قائلا : لا
نظرت له وقالت بمكر : طيب عرفت ان جدتك عندنا
اوما لها : عارف
ضحكت بخبث وتابعت : بس مشيت امبارح أظنك متعرفش دي
ضربها عمر مجددا علي مؤخره راسها : يابت بطلي بقي نقل الاخبار .....زفر وتابع : اقولك اسكتي وقولي عاوزة تشربي ايه
هزت راسها وقالت بحزن مصطنع : لا مش عاوزة شاربه المر
ضحك عمر علي تمثيلها قائلا : ليه يا بكيزة
تنهدت وهي تضع يدها علي خدها : اهو زعلانه علي حالك
سايرها عمر قائلا : متزعليش يااختي انا زي الفل
نظرت له تتفحصه وتسأله بفضول : طيب انت قاعد فين ؟!
لم يقل عمر شيء وهز رأسه بيأس من طبعها الفضولي لتقول بتهكم:  طبعا عند صحابك الصيع
هتف بها بغيظ : بس يا بت
ضحكت قائله : طيب خلاص هسكت ....المهم انت مش راجع البيت
صمتون قول شيء لتقول بسماجه : طيب بذمتك موحشكش اكلي
هز عمر رأسه : لا ..
قالت بسماجه وهي تقف أمامه : طيب عيني في عينك كده
افلتت ضحكه عمر علي مشاكستها المحببه لتضحك قائله : شوفت اهو وحشتك
هز عمر رأسه ضاحكا : لا اللي وحشني أكلك
نظر لها وتابع : محبتيش معاكي حاجه اكلها ليه
رفعت حاجبيها : ليه وانا رايحه زيارة لمسجون
هتف بها بغيظ : يخريبت لسانك اللي عاوز قطعه ده
ضحكت ليقول لها بمرح : طيب كنتي جبتي معاكي كام ساندويتش  بانيه ولا كفته
رفعت حاجبها بهلع : بانيه ...؟!. انت عارف كيلو البانيه بقي بكام دلوقتي
انفجر عمر ضاحكا علي نبرتها ليقول مقلدا : بكام يا ست شهد
تمصمصت بشفتيها : طبعا وانت هتعرف منين .  .ماهو انت مش في الدنيا .. بتاكل وخلاص ياعيني عليك ياعاصم باشا انت تدفع وهو يأكل ولا عارف انت بتجيب الفلوس منين
رفع عمر حاجبه : لا والله ....بقي ياعيني عليك يا عاصم باشا
أومات قائله : طبعا ولا انت فاكره بجيب الفلوس من الشارع ....يلا اهو بكرة تتجوز وتفتح بيت وتعرف البانيه بكام وتبقي راجل كده ملو هدومك زي عاصم باشا ولا مفتكرش انت مش بتاع جواز
تنهدت وتابعت بينما عمر يتطلع لها والضحكه لا تفارق وجهه علي تعبيراتها : ياسلام علي الباشا الكبير ...قمر يارب اتجوز واحد زيه
ضحك عمر قائلا : يلا عيدي اللي قولتيه تاني عشان اصورك والتي الفيديو لماما اخليها تعلقك من رجلك
قالت شهد ضاحكه : وهي تكره اني اشكر فيه
صمتت لحظه ثم عادت مجددا تتشدق بتلك التعبيرات وكأنها امراه مخضرمه : بس اقولك... امك مش عارفه قيمته....اه منكده عليه و بتتخانق معاه كل شويه
نظرت له وتابعت : كل ده عشانك ...؟!
زجرها عمر بحنق : قومي يا بت من هنا
نظرت له بحنق طفولي : كده الحق عليا جيت اطمن عليك
: واطمنتي خلاص يلا روحي
نظرت له وقالت بفضول : طيب مش هتقولي انت قاعد فين
هب عمر من خلف مكتبه هاتفا بغيظ  : يا بت امشي بدل ما اضربك طلقه واخلص منك
ركضت شهد من أمامه والضحكه تمليء وجهها تماما كما حال عمر .
..........
...
نظرت هنا بغضب إلي اختها : انتي مصممه علي اللي في دماغك
أومات حلا وهي تجذب اقراط أذنها لتبعد خصلات شعرها وتضعهم بأذنها : اه
هتفت بها هنا بتحذير : بابي لو عرف مش هيسكت .
قالت حلا بجرأه : انا مش بعمل حاجه غلط
.........
...
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

اقتباس من القادم
رفعت امتثال حاجبيها قائله لعمر باستنكار : بانيه ...؟!
انت عارف كيلو البانيه بكام
نظر لها عمر بحاجب مرفوع هو الآخر
: هو ايه حكايه البانيه معاكم 🤣

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن