السادس والخمسون

7.4K 374 23
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
سحب عاصم نفس عميق ورفع عيناه تجاه عمر وهو يحاول التحلي بضبط النفس اللازم للتعامل مع ابنه .... هذا الرجل الذي بالرغم من تجاوزه السابعه والعشرون عاما إلا أنه مازال طفل في كل تصرفاته
ليسأله أبيه بمغزي : انت واثق من قرارك ؟!
هز عمر كتفه وغرس الشوكه بطبقه ورفعها الي فمه ناظرا الي زينه التي كانت تتابع كل حركه من ابنها لتقول وقد فهمت مغزي حديث عاصم : يعني يا عمر يا حبيبي بابا يقصد
اشار لها عاصم أن تصمت قائلا بحزم : قصدي واضح يازينه ....التفت الي ابنه وتابع : انت واثق من القرار ده ؟
اوما عمر له وهو يتابع تناول طعامه بتلذذ قائلا : اه ...انت عندك مشكله اني اتجوز
هز عاصم رأسه قائلا : اكيد لا.... بس عندي مشكله انك اولا تكون اخترت صح المره دي
نظر سيف الي ملامح وجه أخيه بعد ما نطق به أبيه بينما لمح في كلماته عن ماحدث في الماضي من تلك الفتاه ليجد ملامح عمر مرتخيه وكأن أبيه لم يقل شيء ليتابع عاصم : وثاني حاجه يا عمر انك تكون واخد القرار عن اقتناع وعندك استعداد يكون ليك بيت واولاد مسؤول عنهم
القي عمر تلك الدعابه البارده والتي لا محل لها وسط جديه حديث أبيه : وانت كنت كده ياعصوم لما جيت تتجوز القمر دي
انتفخت وجنه عاصم بالحنق بينما مدت زينه يدها فوق يده ليهدا بينما نظر سيف الاخ الاكبر الي عمر بتحذير ليغمز له عمر قائلا ببرود : قولت ايه غلط ....انا بهزر ياسيفو
مسح فمه بالمنديل واعتدل واقفا وتابع : بس كالعاده قلبتوها نكد ....
نظر تجاه زوجه اخيه قائلا بنفس المرح ولكن بصوت خافت : جوزك هيبقي نكدي كده لما يكبر
ابتسمت له تينا
ليقوم عمر ويغادر الطاوله بجهد تقول زينه لسيف : قوم وراه معلش يا سيف
اوما سيف وقام لتلتفت زينه الي عاصم قائله بعتاب
: في ايه يا عاصم ؟ انت رجعت تتعامل معاه كده ليه ؟!
هتف عاصم بحنق : انا اللي في ايه يا زينه ولا ابنك اللي مفيش فايده فيه
لوي شفتيه وتابع متبرطما بسخط ( مستهتر وهيفضل طول عمره مستهتر )
كانت تلك الكلمات كلمات عمر الذي كان يرددها وهو واقف خارج غرفه السفره بالتزامن مع ترديد عاصم لها ليضحك ببرود لأخيه سيف قائلا : حفظت الاسطوانه.... مش بيجدد عاصم ده
زجره سيف بحنق : هو انت متعرفش تتكلم جد ابدا
هز عمر رأسه قائلا : ما انا بتكلم جد .... ابوك الاسطوانه دي بيسمعهالي طول عمري وبقولك حفظتها ايه اللي مش جد في اللي بقوله
قال سيف بحنق : انك رجعت تاني لتصرفات العيال بعد ما كنت بدأت تعقل وتتغير ....نظر له سيف بمغزي وتابع من نفس النقطه التي يتوقفون عندها دوما ومهما فعل أخيه لجعله لا يتطرق لهذا السؤال لا يستطيع ان يصمت : ايه اللي حصل ياعمر ....حصل ايه بينك وبينها
قال عمر ببرود يخفي به اهتزاز نظراته من تلك الكلمات التي تأخذه لوعد ساذج قطعه علي نفسه وهو يركض خلف احلام واهيه : واتغير ليه انا كده كويس
نظر له سيف بجديه : لا مش كويس ياعمر ....وانت عارف كده ...اقترب من أخيه وتابع بجديه : ياعمر احنا كلنا عاوزين مصلحتك
عقد عمر حاجبيه ليلح سيف علي السؤال الذي لم يتوقف عنه طوال الأشهر الماضيه : ايه اللي حصل ورجعك تاني لعمر القديم
اهتزت نظرات عمر للحظه ولكنه عاد يرتدي قناع البرود
ضاحكا : خليني جديد وعالموضه
نظر له سيف بحنق : عمر انا بتكلم جد المره دي
: وانا كمان
هز رأسه : لا مش بتتكلم جد .... ايه اللي حصل بينكم ؟! وهي فين دلوقتي ؟! رد عليا ياعمر
تهرب عمر كعادته ليقول وهو ينظر إلي ساعته الانيقه :
بقولك ايه انت اخرتني انا ماشي
أوقفه أخيه : رايح فين ؟
قال وهو يهز كتفه ويتجه الي سيارته : عادي هسهر مع ايهم شويه
: عمر
التفت سيف الي أخيه واوقفه يسأله للمره المليون : طيب بلاش اعرف اللي حصل بينكم .... فهمني ازاي هتتجوز ...ليه فجاه قررت تعمل كده ؟
تغير نظراته أكدت ظنون أخيه التي مهما حاول عمر اخفاءها ببراعه إلا أنه متأكد أن هناك شيء حدث بينه وبين وسيله التي كانت نقطه فارقه في حياته وقد بدأ يتغير من أجلها والان عاد إلي ماكان عليه قبلها بل واسوء واسوء فكل يوم يراه أخيه بصورة اسوء وكأنه يتعمد أن يكون هكذا عنادا بماذا لا يعرف ....تحلي عمر بقناع البرود قائلا بلا مبالاه وهو يدير سيارته : هتجوز زي ما اي راجل بيتجوز ....غمز وتابع بشقاوة : هبقي اخد منك نصايح متقلقش
نعم اضفي المرح علي كلماته التي ختم بها حديثه مع أخيه ولكن المرارة بنظراته لم تختفي بينما تأكدت ظنون أخيه الذي فقط بحاجه لأول طرف من الخيط وهو الوصول لتلك الفتاه التي وكأن الأرض انشقت وبلعتها ...!
امسك سيف بهاتفه يتحدث مع أحد رجاله : وصلت لحاجه ؟
جاءه صوت الرجل باعتذار : مفيش جديد يا سيف بيه .....اختفت ومفيش ليها اثر.
اغلق الهاتف وتلك الكلمه تتردد في أذنه كما حدث طوال تلك الأشهر التي حاول البحث عنها
أنه لابد أن يعرف ما حدث بينها وبين أخيه .....لقد كان علي وشك أن يتغير ولكن هناك شيء حدث قبل سته اشهر جعله يتقهقر وليس فقط يعود خطوات للوراء بعد أن كاد يصبح انسان آخر جميعهم يتمنونه وهاهو يعود لنقطه الصفر .....ماذا حدث سؤال لا يتوقف عن التردد في أذنه !
........
ركب عمر سيارته الفارهة وانطلق بها لعل صوت أزيز محركها الممتزج بصوت الهواء المرتطم بسرعه السيارة يغطي علي صوت أفكاره المتعالية ....اين ذهبت وماذا حدث لها .....ضغط المكابح بقوة كما ضغط مكابح عقله ...زجر نفسه صارخا بصوت عالي لن يسأل عنها ولايهتم الي اي جحيم ذهبت من الأساس ...لماذا يهتم ومنذ متي يهتم ؟! أنها لا شيء ... حشرة دعسها بقدمه وتابع طريقه .... أعاد تشغيل سيارته وأطلق العنان لسرعتها وهو يزيد من صوت تلك الأغاني الصاخبه التي تتعالي منها ....ليتابع طريقه وهو يؤكد لنفسه أنه لا يهتم ولن يفعل ابدا ....أنه فقط يفعل ما يريد وهو يريد تجاوز الماضي وهاهي فتاه اخري تلوح في الأفق .....فتاه لا تشبهها ولا تشبه غيرها ممن عرفهم ....هكذا اقنع نفسه أنه تلك المره احسن الاختيار بالرغم من أن داخله لا يخبره بهذا ...شعوره بأنها كانت الوحيده التي اخترقت كل جدران قلبه وعقله وحياته يشعره بالعجز ويدفعه أن يعاند أكثر واكثر وكأنه بهذا العناد سيثبت أنه علي صواب فهي لا تستحق .....
بينما علي الجانب الآخر كانت وسيله تفكر بيأس وخزلان
الم يسأل عما حدث لها ...؟! الم يهتم بالأساس ؟!
لتهز راسها وتمليء المرارة حلقها وهي تؤكد لنفسها أنه بالفعل لا يهتم ولن يفعل فلماذا تعذب نفسها
و تحترق وقلبها يتمزق من أجل رجل لم يلتفت لها بعد أن دعسها ..... ضمت وسيله قبضتها فوق صدرها وعيناها تتحرك فوق صورته برفقه أخري لتتغلغل المراره بحلقها وهي تحدث نفسها بأسي
ليتها لم تقابله ابدا ...ليتها لم تفعل
تهدجت انفاسها وسرعان ما شقت الدموع طريقها الي حلقها وهي تتطلع بعيون غشيتها الدموع الي تلك الصور والتي حرص انور علي التقاطها جميعا لعمر وهو جالس مع ثراء بينما كلمات هدي لا تتوقف عن سلخها بسياط قسوتها
: كنتي فاكره اني ضدك لما قولتلك انسيه ....اهو الدليل قدامك بيقولك انا نسيتك وانتي اصلا ولا حاجه في حياتي .....عمر قدامك اهو مع واحده تانيه هيتجوزها قدام الكل مش في السر زيك
لم تكن تدري بنيه عمر في الزواج من ثراء ولكنها اضافه لن تضر لذا قصدت الاجهاز علي قلب وسيله الذي لم يكد يستجمع قواه
: شوفتي بعينك يا وسيله وصدقتي ...!!
التقت عيون وسيله بعيون هدي التي تنتظر ايماءه من راسها وقرار ينطق به لسانها بأنها ستبدأ من جديد وتبدأ هي ترتاح بعد عناء خوفها الضاري من انكشاف سرها
شعرت وسيله بمراره تغلف حلقها وعيناها تنظر إلي تلك الصورة ...صورته مع أخري ....أنه تابع حياته وكأنها لم تكن فيها لم يتوجع ولم يتوقف لحظه واحده بعد كل ما فعلت بها ظلم وقهر تابع بينما وقفت هي مكانها وانكسرت ساقيها بحيث لا تستطيع الوقوف مره اخري .....الان فقط كادت تقف ولكن وكأنه لا يريدها أن تقوم مره اخري فهاهو يظهر في حياتها مجددا بكل سوءه وشره يخبرها أنها الوحيده الخاسره
.....توترت ملامح هدي بينما
رجفه قويه انتابت جسد وسيله بأكلمه اثر تعالي شهقاتها الباكيه بينما وصلت لذلك اليوم بذكرياتها ويالها من ذكري ....اقشعر كامل بدنها وشعرت بالألم ينهش في جلدها الذي أخذت تحكه بقوة بينما تتابع الذكريات مجددا الي عقلها وتتدفق كالسيول بينما مازال ملامحها تحمل هذا الالم ...كيف لم تري وجهه الحقيقي
كيف خدعها بهذا القناع ....كيف كانت بتلك السذاجه
لم تسأل المزيد عن نفسها بينما بمنتهي القهر تحولت اسئلتها الي هذا السؤال ....كيف قسي عليها بتلك الطريقه ...؟! أسرعت هدي تمسك بيد وسيله تحاول إيقافها عن حك جسدها ولكن وسيله لم تكن تشعر باظافرها وهي تساخ جلدها بينما الالم بداخلها أكبر ليس الم خيانته ولكن الم خساره كل شيء من اجل لا شيء خسرت جي دتها وحياتها وهو لم يخسر شيء
انتبهت علي تلك الصراحه التي انبثقت من شفاه هدي وهي تكبل يدها كفااايه
نظرت إليها بينما تقول بسخط كفايه تعملي في نفسك كده غشلنه ....كفايه بقي فوقي
التقت نظراتهم مجددا وتلك المره بالفعل تفقات علي أنها يجب أن تتوقف عن جلد ذاتها واتاخذ حقها
توعدت وسيله الجميع وهي اخيرا ترأف بوجعها وتطبطب علي جروحها الغائره ...ستنتقم من الجميع بلا استثناء
لتنظر الي هدي وتتمتم : عاوزة انتقم منه ؟!
عقدت هدي حاجبيها باستفهام بينما لم تصل إليها همهمه وسيله : ايه !!
نظرت لها وسيله بعيون ملئها الاصرار : عاوزة انتقم منه علي كل اللي عمله فيا
لم يكن هذا ما انتظرت هدي سماعه لتقول بتعلثم : ابدأي حياتك بعيد عنه ...هجيبلك بيت جديد وشغل وهخليكي اقوي من الاول عشان تنسي كل اللي فات
هل بتلك السهولة تنسي كما فعل. ..... نشبت النيران بكل ملامحها بينما تهدد بقهر  : اخد حقي الاول
لم تجادل هدي بينما قبضت وسيله بقوة علي أصابعها وهي تتذكر كل ما عاشته بسببه بينما تتوهج عيناها بالاحمرار وهي تتابع : هيخسر كل حاجه زي ما انا خسرت ..!!
نظرت لها هدي بيأس صارخه : يا بنتي انتي ليه مصممه
تفكري فيه ..كان فكر فيكي ولا حتي اهتم حصل ليكي ايه وهو سايبك بين الحياه والموت ...سالتي نفسك لو اليوم ده انور سابك له كان عمل فيكي ايه ....سالتي نفسك ابنك ذنبه ايه.....
كانت كلماتها قاسيه تنزل فوق اسماعها وكأنها سياط لترفع وسيله يدها فوق أذنها تغطيها وهي تصرخ بها : كفااااتيه بقي ...كفايه بقي ....انتي ايه ؟!
نظرت لها بعيونها التي تنزف دموع حاره بغزاره : كل اللي بتقوليه ده بتقوليه عشان مصلحتك مش عشاني
اتسعت عيون هدي بهلع : انا يا وسيله ؟!
اومات وسيله بصراخ : أيوة انتي ....انتي زيك زيه انانيه ومش بتفكري الا في مصلحتك ...مصلحتك اني اسكت ومفضحش سرك ....
دفعتها وسيله ونزلت تركض من السيارة لتسرع تحاول اللحاق بها ولكن المطر الغزير الذي ينهمر جعلها تتوقف بعد بضع خطوات لتعود سريعا الي سيارتها المتوقفة وتقودها وهي تسرع في أثر وسيله
..............
.....
وضع عاصم رأسه بين يديه بينما نهض الجميع من علي الطاوله ليبقي وحده ينازع عجزه عن ترويض طباع ابنه
رفع رأسه متفاجيء حينما شعر بتلك اليد توضع علي كتفه لتنظر له زينه برفق قائله : معلش يا عاصم
تنهد عاصم بأسي : تنفع بأيه معلش ؟
هزت كتفها توافقه لأول مره : عندك حق ...متنفعش
تنهدت وتابعت باصرار بدء ينشب بداخلها : احنا مش هنسيب ابننا ....مع بعض هنصلح حاله
قال عاصم بيأس : طول ماهو شايف اني عدوه مش هيتصلح
تنهدت زينه قائله : هنقرب منه ونحاول يا عاصم
..........
....
وكانت اول خطوه تأخذها زينه بعد أن كانت طويلا في موضع المشاهد في حياه أسرتها ....
: ثراء
اومات ثراء وهي تجيب علي هاتفها : أيوة مين ؟!
: انا زينه ...والده عمر السيوفي
تهللت ملامح ثراء وسرعان ما كانت نبره صوتها تتحول إلي الرقه وهي تقول : اهلا يا طنط ..اخبارك ايه ؟!
قالت زينه باقتضاب : كويسه .... انا كنت عاوزة اتعرف عليكي ...مناسب بعد ساعه اكون عندك في البيت ؟!
تعلثمت ثراء وهي تتطلع حولها الي بيتها البسيط الذي كرهته فجاه لتقول : طبعا انا كمان نفسي اتعرف علي حضرتك ....طيب حضرتك فين اقابلك ونتكلم
قطعت عليها زينه توجيهاتها وهي تقول : هجيلك البيت عشان كمان اتعرف علي العيله ...زمت شفتيها وتابعت من بين اسنانها : اللي المفروض هتناسب ابني
لم تجد ثراء بد وهي تقول : طبعا ....طبعا ..تنوري يا طنط
أغلقت زينه وأشارت الي شافعي أن يأخذها الي حيث العنوان الذي أخذته من نيهال بينما سريعا ما قفزت ثراء من مكانها وهي تتلفت حولها تفكر ماذا ستفعل ...تختار ملابس انيقه وتجهز نفسها ام تحاول ترتيب المنزل ام تشتري الحلوي ....: ماما ...ماما
دخلت بسرعه الي دلال التي كانت واقفه بالمطبخ تعد الطعام لتقول : ماما ....سيبي اللي في ايدك وتعالي غيري هدومك وكمان نضفي البيت بسرعه وهاتي حلويات ..واخواتي غيري هدومهم ....دارت حول نفسها وهي تتابع : الحق اشتري ليهم هدوم جديده ولا ايه
عقدت دلال حاجبيها بعدم فهم : في ايه يا بنتي فهميني ....ليه كل ده !!
قالت ثراء بحيره : ام عمر جايه عندنا تتعرف علينا ...انا مش قولت ليكم أنه عاوز يخطبني
اومات دلال بترحيب : تنور وابوكي قالي بس انا ...قاطعتها ثراء بشماته : انتي كنتي فاكره بكذب
هزت دلال راسها : لا يا بنتي بس انتي سمعتي كلام ابوكي لما قال لازم يكون الكلام رسمي
هتفت ثراء وهي تلوي شفتيها : واهو بقي رسمي ....لوحت بيدها بقرف : ايه الريحه دي .....اتجهت الي النافذه تفتحتها وتتابع : حبكت تطبخي ملوخيه وريحه التقليه تبقي ماليه البيت
رفعت دلال حاجبها باستنكار : ومالها الملوخيه...ايه المحروس مش بياكل ملوخيه في بيتهم
نظرت لها ثراء باستعلاء : بياكل من ايد الخدامين مش بيشم ريحتها اللي ماليه الخرابه اللي عايشين فيها
احتقن وجه دلال بالغضب : بقي بيتنا خرابه دلوقتي
طبطبت علي كتف ثراء بحنق وتابعت : بلاش تستعلي علي عيشتك يا بنتي اللي مخلفتهاش
نظرت لها ثراء بتعالي وزمت شفتيها بحنق: وهي دي عيشه ...بكره تشوفي العيشه اللي هعيشها
اومات دلال ساخره : قولي أن شاء الله
نظرت لها ثراء بحنق وهتفت بها : هنقف بقي نتكلم ولا نشوف هنعمل ايه
قالت دلال وهي تتابع تقليب الطعام : هنعمل ايه هنستقبل الضيفه زي اي ضيف
نظرت لها ثراء بحنق هاتفه : زي اي ضيف ايه ....جذبتها من يدها وهي تغلق الموقد بحنق : تعالي معايا
دخلت الي غرفتها وأخرجت حقيبتها هاتفه وهي تخرج بعض الأموال منها : خدي دول وانزلي بسرعه هاتي هاتي هدوم جديده لأخواتي وكمان حاجه ليكي
نفضت دلال يدها عن الأموال بحنق ونظرت الي ثراء بتوبيخ : ايه يا ثراء وهو احنا قاعدين من غير هدوم مستنين صدقتك ....خدي فلوسك ومتنسيش اننا عايشين كلنا في عز ابوكي
نظرت لها ثراء بحنق لتتابع دلال متبرطمه : الا ما شوفنا منك مليم قبل كده جايه دلوقتي تقوليلي خدي
نظرت لها بغضب وتابعت : قبل ما تفكري في كل ده ...روحي كلمي ابوكي وقوليله واستأذني منه
التقت نظراتهم بغضب لتغادر دلال وهي تتابع ساخره : اخواتك مش قاعدين عريانين والراجل لو شاريكي مش هيبص لهدومك ولا هدوم إخواتك
زفرت ثراء بغضب وتجاهلت توبيخ دلال وبسرعه اتجهت الي خزانتها تنتقي منها شيء مناسب ترتديه وهي تتصل باحدي محلات الحلوي تطلب منها تورته فاخره
......
تقلبت غرام بألم بينما تشعر بوجع شديد في كامل أنحاء جسدها ليستمع ايهم الي تأوهاتها فليلتفت إليها ويترك ربطه عنقه التي وقف يعقدها علي النور الخافت حتي لا يوقظها : مالك يا غرام
انتبهت غرام الي صوته لتفتح عيناها وسرعان ما تهب جالسه بفزع تسأله : هي الساعه كام ؟!
قال برفق : تسعه ...خليكي نايمه
هزت راسها وقامت من الفراش : لا انا ازاي نمت كل ده ....هجهزلك الفطار
هز رأسه بينما نظرت إليه وقد ارتدي ملابسه : لا خلاص هفطر اي حاجه لما انزل ...كملي نومك باين انك تعبانه من هده شغل البيت ....نظر لها برفق وتابع : ارتاحي والبنات اصلا نايمين وعندهم إجازة
هزت راسها باصرار وقامت تعد له الافطار بينما تصلبت عضلات ظهرها لتضع يدها عليه متألمه ولكنها أخفت سريعا المها وهي تضع الافطار أمامه
وكذلك فعلت وهي تتابع روتين يومها دون أن تبدي لأحد المها فكانت تجهز الغداء وكالعاده الفتيات كل منهما لا تقوم من مكانها الا حينما يهتف بهم ايهم : قوموا ساعدوها
قامت الفتيات بسرعه وحينما انتهوا اتجهوا ليجلسوا بجوار أبيهم تنظر كل منهم للاخري أن تبدأ الحديث
لتقول حلا : بابي
نظر لها ايهم : خير شايفك انتي واختك بتبصوا لبعض
ترددت حلا ولكنها اقتربت منه تقول بتدليل : بصراحه انا وهنا عاوزين نطلب منك طلب
قال ايهم وهو ينظر في هاتفه : خير
تولت هنا دفه الحديث : احنا عاوزين نسافر مع صحابنا رحله المدرسه
بهدوء شديد هز ايهم رأسه برفض : لا
نظرت له حلا وهنا بجبين مقطب : ليه يا بابي ....دول كام يوم بليز يا بابي
نظروا الي غرام تحاول إقناعه : كلميه ياغرام يوافق
تعلثمت غرام التي كل ما شغل بالها هو كيف تخفف من وجع ظهرها : هو له وجه نظر انا مقدرش أتدخل
نظر لها ايهم بطرف عيناه بينما اعجب بتصرفها ولم تعجب به الفتيات الذين تابعوا الإلحاح علي أبيهم
ليقول اخيرا : هفكر
قفزت الفتيات بفرحه بينما معني التفكير أن هناك امل في الموافقه
..........
.....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن