الثالث والاربعون جزء تاني

8.5K 433 19
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )

: مستر سيف !
اوما سيف دون أن يرفع عيناه عن الاوراق المفتوحه أمامه
لتتمهل ثراء وهي تحاول اختيار الكلمات فما كان من سيف إلا أن تعجل ما تريد قوله : ها يا ثراء في ايه ذ؟!
حمحمت لتوضح له ترددها قبل أن تغلف نبرتها بالاهتمام وهي تقول بحرج مزيف : سوري طبعا اني هتكلم في حاجه زي دي ...بس ..بس انا فكرت وقولت الفت نظر حضرتك عشان متحصلش مشكله بينك وبين تينا !
تهادت نظرات الفضول الي عين سيف التي رفعها تجاه ثراء وهو لا يسأل بالكلمات بل بعيناه لتحمحم ثراء مره اخري قبل أن تقول بتعلثم أصابها من نظراته التي تحمل ثبات لا يجعلها تدرك اي شيء مما يدور بعقله
: حضرتك نسيت ميعاد الدكتور وطبعا دي حاجه تزعل اي ست واكيد حضرتك متقصدش وسط انشغالك وانا قولت ليها كده  وعشان كده انا فكرت الفت نظر حضرتك عشان متحصلش مشكله بينك وبين تينا !
تركها سيف تفرغ كل ما في جعبتها وهو يستمع إليها بملامح خاليه جعلت الارتباك يضرب كل انش بها
بينما استصعبت كثيرا قراءه رد فعله علي ما قالته
ووصلت صعوبته حد المستحيل بينما كل ما علق عليه من كلماتها هو تلك الكلمه التي رددها باستنكار خفي : تينا !
فهمت المغزي من كلمته وهو أنها أزالت المسافه بينها وبين زوجته بل وبينه هو أيضا لتتجرء وتقف أمامه تلفت نظره لما عليه فعله مع زوجته !
صفعه قويه كادت تشعر بها حينما عاد سيف يتطلع الي الاوراق التي أمامه متجاهل تماما التعليق علي اي شيء مما قالت بينما يقول بهدوء وثبات : روحي وابعتي ليا مسز ريهام بالبروجيت اللي طلبته الصبح !
احمر وجهها بقوة وبقيت مكانها تحاول استجماع خطواتها بينما شعرت بغباء فعلتها !
...............
.....
بعد انصرافها تخلي سيف عن جمود ملامحه وزفر بضيق وسرعان ما كان يقوم من مقعده ينتوي الذهاب إلي زوجته وسؤالها بكل الغضب الذي بداخله عما جعلها تدخل تلك الفتاه في حياتهم ليتراجع قبل أن يصل الي الباب ويحاول أن يتمسك باعصابه وهو يزفر مجددا
بضيق شديد من تجرء تلك الفتاه علي الحديث معه بشيء يخص حياته وهنا سريان اللوم يقع علي زوجته وحدها ...!
..........
...
تلفتت جوري حولها لتتأكد أنها سارت مسافه معقوله مبتعده عن المنزل بالحديقة لتتوقف خطواتها وتقف مكانها ....لاحظ مراد توقفها ليستدير إليها باستفهام
لم تجيب عليه بينما لم يكن عليه أن يتساءل من الأساس
: وقفتي ليه ؟!
نظرت له جوري باستفهام هي الأخري ليزم مراد شفتيه بحنق : مش بتردي عليا ليه ...وقفتي ليه ؟!
عقدت جوري يديها حول صدرها ونظرت إليه قائله  : عشان أنا مشيت الخطوات اللي كان لازم امشيها وخلاص مش همشي اكتر من كده
داخل كلماتها كنايه عن شيء يغضبه ويشعره بالعجز عن مجاراتها لذا أخذ قشرة حديثها فقط ووجه إليها السؤال : يعني ايه ....؟!
نظرت جوري إليه بثبات : يعني كنت محتاجه شويه الخطوات دي عشان ابعد عن البيت ومحدش يسمع كلامنا في الظروف اللي هما فيها ...امشي تاني ليه ...عندك حاجه عاوز تقولها اتفضل !
بدا الانزعاج واضح علي ملامح مراد الذي بسرعه كان يتخذ موضع الهجوم هاتفا : ولا تانيه ولا تالته ...نظر إليها وتابع بثبات علي موقفه المزعوم : جيت اخدك عشان نرجع البيت واظن اني سيبتك مش يوم ولا اتنين لا تلاته والعزا خلص يبقي كلام ايه اللي مستنيه تسمعيه مني غير ده !
مررت جوري يدها علي عنقها تخفي تلك الغصه التي مرت خلاله بينما تعنف نفسها للمره المائه بسؤالها عما تنتظر منه ليتلاشي العتاب من داخلها ويحل محله الغضب الشديد الذي توهج في نظراتها وهي تتطلع إليه بهجوم : انا مش مستنيه منك اي كلام من الأساس
ضيق عيناه يتطلع الي الالغاز بكلماتها ليزداد عنفوان الغضب بداخلها فتدفع بالاستخفاف في نبرتها وهي تتابع : ومفتكرش انك مستني مني رد علي الكلام اللي قولته دلوقتي !
رفع حاجبه باستنكار : يعني ايه ؟!
واجهته بنظراتها الشرسه بينما واهم أن ظن مجرد ظن واحد في المائه أن ما حدث سيمر كما مر ما قبله
: كلامي واضح ... مش راجعه معاك ولو فاكر انك بتحرجني قدام مامي عشان ارجع معاك وواخد ضدي اني سكتت ومقولتش حاجه عن المشكله اللي بينا يبقي فكر تاني عشان اللي عملته معداش ولا هيعدي يامراد وسكوتي المره دي بس احترام للظرف اللي بابي بيمر بيه !
استشاطت نظراته غضبا بينما تابعت جوري بانفعال دون أن تعي كلماتها
: كلامك الاهبل ده مش هيمشي عليا ...!
غضب شديد توهج بنظراته من اهانتها الغير مقصوده له ليقذف اللهب من كلماته وهو يقول بتحذير : انتي بتقولي الكلام ده لمين ....خدي بالك من كلامك احسنلك
رفعت حاجبها باستنكار لاستخدامه اسلوب الترهيب ذاته معها : احسنلي !
اوما لها مراد بغضب شديد وهو يحاول التمسك ببقايا أعصابه : اه ...ولو فاكره اني ناسي قله ادبك وتطاولك عليا تبقي غلطانه انتي كمان !
بدء التحدي والفوز من نصيب القادر علي الجرح أكثر ولم يعد للتراجع اي مجال لتنظر له جوري بغضب مردده باستنكار  : قله ادبي !
اوما مراد بعنفوان وهو ينظر إلي شراسه عيونها الجديده عليه : اه عشان اللي تقول لجوزها مش راجل وكلامه  اهبل تبقي قليله الادب وعاوزة تتربي !
اتسعت عيون جوري من إهانته لتبعد اي كلمه عتاب يوجهها قلبها له وتنظر له بغضب : انا عاوزة اتربي !
اوما لها بغضب : اه وحالا لو ملمتيش الدور معايا يا جوري ...لم تنتظر لسماع باقي تهديده لتقاطعه بتحدي : هتعمل ايه !
ضيق عاصم حاجبيه وهو يتجه بخطواته الي جانب الشرفه التي خرج إليها يستنشق الهواء وبعد لحظات جذب نظره تلك الإشارات المتبادله بين جوري ومراد ...ليعقد حاجبيه ويتابع حديثهم الذي لا يصل إليه ولكنه يري حركه يداه وتأهب وقفه ابنته لتتسع عيناه وتتوهج بالغضب ما أن لمح يد مراد تتجرء علي ذراع ابنته فسرعان ما كان يستدير ويدخل الي الداخل ومنه إلي الأسفل !
باندفاع انقضت قبضته علي ذراعها يزمجر بها : هربيكي !
غزت الدموع مقلتيها ولكنها أبت الاستسلام والصمت  لتدافع عن نفسها وتحاول نزع ذراعها من يده ودفعه بعيدا عنها صارخه : انت هتمد ايدك عليا !
لاتعرف ماذا حدث ولا كيف تراخت قبضه مراد عن ذراعها بينما بلحظه كان عمر الذي دخل من البوابه للتو يلمح ما يحدث وينطلق كالسهم تجاه مراد يجذبه بعيدا عن أخته التي بحركه واحده كان يوقفها خلف ظهره  ويسدد لكمه قويه لوجه مراد هاتفا بعنفوان : ده انا هقطع ايدك اللي مديتها عليها !
أخذ مراد لحظه يستجمع ماحدث وسرعان ما كان يرد اللكمه لعمر ...!
كالعاده كانت شهد تركض للاعلي لتبلغ زينه ما رأته من نافذه المطبخ لتصطدم بعاصم الذي كان يقطع الدرج ركضا ....أمسكت شهد بالدرابزون حتي لا تقع حينما أبعدها عاصم من أمامه بينما لا يري شيء بالأساس الا ابنته التي تجرء عليها ذلك الرجل !
لكمات وصراخ تعالي في الإرجاء بينما مراد وعمر يشتبكون بقوة وكل منهم لا يتراجع !

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن