الخاتمه ٢

4.8K 336 20
                                    

طوفان من المشاعر المختلفه اجتاحت وسيله ولاحت في نظراتها وفي ارتجافه شفتيها وفي بروده يدها بينما تلهف عمر لجواب سؤاله ولكنه أجبر نفسه أن يتمهل بانتظار الرد الذي عجزت وسيله عن الوصول إليه بينما تشابكت مشاعرها وأفكارها ككره كبيرة من الخيوط ...حنين ..اشتياق ...لهفه ...خوف من القادم مبرر بما عاشته في الماضي .... الكثير والكثير من المشاعر والذكريات ...حلوة ومريرة. ... حلوة بحلاوة البدايات التي خطف بها قلبها هاهي تتكرر وخوف لا تستطيع تجاوزه بعد أن تلاشت حلاوة البدايات وبقيت مراره النهايات .... تشجيع من داخلها بأن تقتنص البدايه الجديده وتسطر حروفها وبنفس الوقت تردد وجبن شديد من تكرار التجربه ....تشجيع بأنها لن تكرر أخطاءها بالماضي وتري منه أنه لن يكررها هو الآخر وبنفس الوقت خوف من أنه لا توجد ضمانات ....تشجيع بأنها تغيرت وهو تغير وخوف من مجهول عما أصبحوا عليه بعد التغيير ....الكثير والكثير جعلها تعجز عن تقرير ماهي ستكون اجابه سؤاله الذي طرحه بمشاعر لامست قلبها من صدق نبرته ونظراته .... ليست مجرد اجابه بنعم او لا بل عهد سيتعاهد عليه كلاهما ولا تستطيع الان صوغ كلمه منه بينما باغتها بطوفان مشاعره .... كانت تستطيع نطق لا قبل عده اشهر بما غلبه عليها عقلها وقلبها الذي تعكر بكل ما عاشته أما الآن بعد مرور هذا الوقت صفي قلبها ولم يعد عقلها وحده الذي يتولي القرار فهي مثل أي واحده مننا تهفو للسعاده والعيش برفقه من دق إليه قلبها ....لم تخرج اللا من شفتيها ولا من عقلها بينما قلبها يرجوها أن تتمهل ولا تقابل التغيير الذي تراه منه بالرفض بينما قلبها حقا لا يريد الرفض ككل محاوله خطي بها سابقا لتخرج نبرتها مهتزه متردده كما حال نظراتها
: انا ....انا .....توقفت عن إكمال جملتها التي اكملها عمر عنها وهو ينطق بحراره وصدق : انتي خايفه ....انا عارف انك لسه خايفه
نظر لها وتابع بنفس الصدق الممزوج بنفس الحيرة والشتات : وانا كمان خايف
نظرت إليه ليهز رأسه ويتابع شرح مشاعره : خايف مقدرش اوفي بوعودي ليكي ولا اكون اد كل الآمال اللي انتوا كلكم حاطينها عليا
.....نظر إلي عيناها وتابع : وسيله انا اتعودت اكون ولا حاجه محدش مستني مني حاجه وعشان كده مكنش بيفرق معايا رأي حد ولا نظرته ليا إنما دلوقتي مرعوب عشان مش اي حد عاوز نظرته ليا تتغير ....لا ....
ده انتي الوحيده اللي نفسي نظرتها ليا تتغير ....انتي الوحيده اللي تستاهلي مني تعويض عن كل اللي فات وانا خايف مقدرش اعمل كده ولا اكون اد الفرصه اللي بطلبها
اخيرا خرج صوت من داخلها بما تريده : انا مش عاوزة تعويض
اهتزت نظراته بخوف لاح بها وهو يستعد لخزلان تلك المره سيكون قاتل كسقوطه من سابع سماء رفع نفسه  فهل ترفض مجددا وتتركه يسقط بلا قيامه
لتنظر وسيله له ولخوفه الواضح وتتابع ببحه صوت
: انا مش عاوزة اندم تاني اني مشيت ورا قلبي 
لمعت عيناه ببريق ليسبقه قلبه قبل لسانه بلهفه : هعمل كل اللي اقدر عليه واللي مقدرش عليه هحاول اعمله
العزم الذي رأته في نظراته واخبرتها به كلماته أقصي الكثير من ترددها لتقول : كلامك ده هعتبره وعد ولو خلفت وعدك ليا في يوم من الايام هفكرك بكل كلمه قولتها ومش هيكون لينا رجعه تاني ...هبعد عنك للابد
ابتسم عمر وقال بلهفه ممزوجه بعدم التصديق أنه قارب علي نيل موافقتها  : عمري ما هفرط فيكي تاني ولا هنسي اي وعد وعدتك بيه
قالت بعتاب : نسيت وعودك
قال برجاء : انسي اللي فات وافتحي معايا صفحه جديده هخلي كل سطر فيها يستاهل انك متندميش لحظه واحده
لمعت عيناها وعادت ارض قلبها القاحله ترتوي بقطرات الامل لتحضر وتزدهر لتقول بعيون تريد اقتناص كل وعد تستطيع أخذه منه يطمئن قلبها الخائف : بس احنا اكيد هنتخانق
اوما بصفاء قائلا : اكيد والاكيد اكتر اننا هنتصالح عشان مهما نتخانق عمري ما هسيب ليكي ذكري وحشه في خناقنا 
قالت بالمزيد مما يتدفق الي داخلها : مش هتخبي عني حاجه تاني
اوما لها وطالبها بوعد مماثل : وانتي هتقولي ليا كل اللي جواكي ولو حسيتي اني مقصر قولي ليا علي طول
فتحت فمها ليبتسم عمر ويقول بلهفه بينما تتردد يداه في الزحف تجاه يدها التي يريد احتضانها بين يديه : سيلا انا بوعدك اني هنفذ كل اللي بتفكري فيه واللي لسه مجاش في تفكيرك ....انا زيك بالضبط نفسي اعيش مبسوط مع نصي التاني اللي عمري ما حسيت أنه بيكملني الا معاكي
تنهد وتابع بينما وصلت يداه الي يدها : سيلا انا كل اللي عملته كان بدافع خوفي انك تبعدي عني أو صورتي اللي كانت في عينك تتغير بس دلوقتي أنا فهمت أن صورتي في عينك اللي هيرسمها هو تصرفاتي مش فكرتك عني
شعرت بحراره يده فوق يدها التي لم تستطيع سحبها كما لم تستطيع سحب قلبها الذي أراد الغرق في المزيد من ورديه تلك اللحظات ليتابع عمر بمشاعر راجيه : سيلا اديني فرصه مش اني اعوضك عن اللي فات ...لا فرصه اننا نبدا مع بعض من اول وجديد ..!
..............
.....
غالب ايهم نفسه حينما استمع لبكاء صغيرته بينما يقول بصوت عالي وهو يضع يده فوق يد غرام التي هبت من مكانها ليعيدها إليه بنظره حازمه جعلتها تنظر إليه لاتفهم ما ينتويه
: حلا ...حلا
ركضت حلا : نعم يا بابي
قال ايهم ببديهيه: اختك بتعيط يا حبيتي انتي مش سمعاها
قالت حلا بعفويه وهي تتطلع بدهشه لغرام : اه يا بابي
بس فكرت روما معاها
اوما ايهم قائلا : غرام مصدعه شويه معلش شوفيها انتي
أسرعت الفتاه بلا جدال تجاه الصغيرة لتنظر غرام إليه فيعود ايهم الي التطلع بشاشه هاتفه وكأن ماحدث شيء طبيعي والمفترض أن يحدث ...لتحاول غرام أن تقوم مطاوعه امومتها التي تعلي بداخلها بقلق بالرغم من أن بكاء الصغيرة توقف ليوقفها ايهم : رايحه فين ...خليكي مريحه
قالت غرام بتردد : انا بقيت كويسه ...هقوم ابص علي يارا
قال ايهم بجديه : يارا مع اختها الكبيرة ولو في حاجه كانت نادت عليكي
زمت غرام شفتيها وبقيت جالسه علي مضض ليتمهل ايهم قليلا دون أن يضغط عليها أكثر بالبقاء قلقه ليعتدل واقفا ويترك الهاتف من يده قائلا : هقوم اعمل شاي وهبقي ابص عليهم ...اجيبلك شاي معايا ؟!
هزت راسها وهبت واقفه  : متتعبش نفسك انا هعمل لينا شاي وأشوف البنات
اشار لها ايهم بعيناه لتعود مكانها وهي تتبرطم في أثره ( هو في ايه ...ماهو برضه حلا مش هتعرف تتعامل معاها )
كتم ايهم ضحكته وهو يعود إليها بطرف رأسه قائلا : لا هتعرف
تركها واتجه الي غرفه ابنته الصغيرة ليجدها فارغه فيتجه بخطوات واثقه تجاه غرفه حلا لتداعب الابتسامه الواثقة شفتيه حينما وجد الفتيات جالسون علي الفراش يلاعبون اختهم الصغيرة ...رفعت هنا عيناها الي ابيها ضاحكه: بابي تعالي بص يويو بتعمل ايه ؟!
جلس ايهم بجوارهم لتجتاح الابتسامه شفتيه علي الصغيرة التي تقلد حركات حلا بشفتيها
نظر ايهم بطرف عيناه تجاه الباب حيث وقفت غرام التي تهللت ملامحها وابتسمت لتشير لها حلا : تعالي ياروما شوفي يويو بتعمل ايه ؟!
جلست بجوارهم لتتعالي ضحكات الجميع وسرعان ما ترفع هنا هاتفها تلتقط الصور للصغيرة....مال ايهم علي غرام هامسا وهو يتظاهر بالجديه : هو انا مش قولتلك ارتاحي
اومات له وهي تعض علي شفتيها : ماهو انا قولت اسال البنات يشربوا معانا شاي
كتم ايهم ضحكته علي ردها الطفولي ليغيظها قائلا : حيث كده بقي اعملي لينا كلنا شاي ..!
هبت غرام بقلب منشرح وهي تقول بحماس: هعملكم احلي شاي من ايدي
شاكسها ايهم قائلا : شاي من العلبه مش من ايدك
غمزت له غرام بمرح : ماهو مش العلبه اللي بتظبط الشاي
رفع ايهم حاجبه قائلا بجديه مصطنعه وهو يلحق بها : حيث كده يبقي اقوم اتعلم منك ازاي اضبط الشاي
...........
....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن