السابع والاربعون جزء تالت

10.3K 422 25
                                    

( روايه بقلم رونا فؤاد....ممنوع تماما نقل الروايه أو نشرها في أي منصه أو صفحه حتي لو بأسمي حيث أن حقوق النشر لجميع رواياتي مسجله حصري ولا تقوم بنشرها الا علي صفحتي أو مدونتي الخاصه ومن يفعلها يعرض نفسه للمسائله )
رفع ايهم أصبعه إمام وجه غرام هاتفا بسخط : اياك مره تانيه تسمحي لحد يقلل من كرامتك ....كانت غرام ما تزال مصدومه مما نطق به لترفع عيناها إليه ببطء وتشتبك مع نظرات عيناه الساخطه بينما يتابع : كرامتك من كرامتي وانا مسمحش ابدا حد يقلل من كرامتي بسببك فاهمه
اومات بخوف فطري بداخلها منه ليضيق ايهم بتلك النظرات الخائفه التي يراها بعيناها دوما والتي تجعلها تتقبل اي اهانه لتنتفض بخوف علي نبرته المعنفه وهو يصيح بها مجددا : انطقي فاهمه
ارتجفت شفتيها وحاولت نطق شيء ليزم ايهم شفتيه
بضيق شديد من كونه يرهبها بالرغم أن كلماته لا تعني ذلك ولكنه غفل عن طريقته وأسلوبه الدائم معها بالتعنيف لتسدل غرام اهدابها فوق عيونها التي امتلئت بالدموع
بينما تقول بغصه حلق : هي عارفه اني ولا حاجه عندك ....عقد ايهم حاجبيه ونظر لها ليأخذ باقي الحديث من بين شفتيها المرتجفه وهو يزجرها بسخط : عارفه ايه ؟!
أخبرته غرام بما قالته عفاف لتتراجع خطوه للخلف بخوف ما أن انطلق ذلك السباب الخافت من بين شفتيه لتتمني لو تنشق الأرض وتبلعها ولا تكون أمام ملامح وجهه المرعبه بتلك اللحظه بينما دار حول نفسه مرتين قبل أن يندفع ناحيتها بعداء جعلها تتراجع سريعا الي الخلف حتي التصقت بالحائط خلفها ولم يعد أمامها إلا الوقوف أمامه ...مال ايهم ناحيتها وهتف بهجوم : طبعا لازم تقول كده عشان انتي بتصرفاتك الساذجه المتخلفه خلتها تشوفك خدامه
مزيد من الإهانات والتعنيف ألقت بالمزيد من المراره بحلقها لتنساب الدموع بصمت من عيونها كما صمتت شفتيها دون تقديم أي دفاع عن نفسها بينما هي لم تفعل شيء سوي أنها تعاملت مع المراه بسماحه وحسن ضيافه وتهذيب لم يكن في محله مع امراه مثلها
دموعها اوقفت الغضب الذي احتقنت به عروقه لينظر إليها ويرفق قلبه بها بينما بات يعرف جانبها البريء في التعامل مع الاخرين ... مرر يداه علي وجهه بضع مرات لتهديء نبرته وهو يخاطبها مجددا : مقولتليش ليه ؟!.
قالت غرام بصوت مختنق بدموعها : خوفت اعمل مشكله ....
هتف ايهم بسخط : تقومي تقبلي أنها تخليكي خدامه عندها
نكست غرام راسها بانكسار جلب المزيد من الرفق الي قلبه لتزداد نبرته هدوءا بينما يتابع تأنيبها :
انتي ليه مش بتتعلمي من غلطاتك ...ليه بتتعاملي مع اي حد غريب أنه قريب اوي ....تعرفيها منين عشان تخدميها وتبلعي ليها اي اهانه
قالت غرام بوهن من كثرة التخبط : هي جده هنا وحلا ولازم اتعامل معاها باحترام
زفر ايهم بضيق وكأن لا يكفيه توجيهه ابنتاه طوال الوقت فهاهي الأخري انضمت لهم ليقول باحتدام : في فرق بين انك تحترمي اللي قدامك وانك تبجليه وتحسسيه أنه احسن منك وأن حقه يقلل منك
رفعت عيناها إليه بينما بدأت تنتبه أن حديثه أخذ منحني اخر غير التوبيخ ليتابع ايهم برفق يعاتبها: انتي لما كنتي بتعملي كده مع بناتي انا لفتت نظرك تقومي
تعملي كده مع واحده غريبه
ضاعت غرام في رفق نبرته وهذا الإحساس الجديد بأن هناك من يهندم منها ويوجهها لتقول بتعلثم : اسفه
التقت عيناه بعيناها لينظر لها لاول مره برفق بينما يقول : متتأسفيش .... متكرريش غلطك ده اهم
اومات غرام وعيناها مازالت معلقه بعيناه دون إرادتها ليضرب الارتباك أوصالها ما أن لمحت طيف تلك الابتسامه علي جانب شفتيه وهو يهز رأسه لها قائلا برفق : يلا روحي اغسلي وشك وبطلي عياط
ظلت واقفه مكانها بينما ضاعت مجددا مع اول رفق ولين قدمه لها بافتقاد فطري بداخلها سرعان ما جعلها تستعذب هذا الشعور .... انتبهت الي نظراته لأنها ماتزال واقفه فدفعت بخطواتها لتتحرك من أمامه بأقدام مرتجفه
أوقفها ما أن وجدها تتجه الي باب الغرفه : رايحه فين ؟
قالت بارتباك : هغسل ...هروح اغسل وشي
اشار لها تجاه الحمام الملحق بغرفته لتتجه إليه غرام بأليه تحت أنظاره التي تتابعها ....حك ذقنه واتجه خطوتين للباب مقررا مواجهه حماته السابقه ولكنه تراجع قبل أن يفتح الباب وقرر الا يفتعل معها اي مشكله تؤثر علي ابنتاه لذا عادت خطواته الي جانب الغرفه ليتوقف أمام الخزانه يخرج ملابسه ....جففت غرام وجهها الذي تدفقت به الدماء وهي تسأل نفسها لماذا هذا الشعور يراودها تجاهه بأنه فارس همام ...!
التفت ايهم إليها حينما خرجت بينما كان يخلع قميصه ويستبدله بتيشرت قطني لتخفض غرام عيناها سريعا بخجل وتتعلثم وهي تقول بحرج : انا ...انا هروح انام
أولاها ايهم ظهره وتابع ارتداء ملابسه بينما يقول بحزم : نامي هنا ..!
انفرجت شفتيها وتسمرت عيناها علي ظهره المكدس العضلات تتساءل عما قاله ....خفضت عيناها سريعا بارتباك حينما استدار ايهم إليها لينظر الي وقفتها باستنكار ..واقفه مكانك ليه ... نامي
تحركت شفتيها بضع مرات تبحث عن كلمه بينما خفضت عيناها تجاه يدها التي تفركها ببعضها بخجل لا تدري ماذا يقصد الان ..... يعرف ايهم مقصده أو يخبر نفسه أنه يعرفه حتي لا يأخذه تفكيره لشيء آخر وهو ضرورة تغيير العلاقه بينهم فهي لن تظل خادمه لابنتاه طوال العمر ولها حقوق حتي إن لم تطلبها وأبسط حقوقها هو أن يعاملها كزوجته ولا تكون منبوذه بغرفه الخادمه فيتجنب لوم نفسه أنه كان الأول بإيصال هذا الإحساس لها
ليتعامل مع الأمر ببساطه أنها زوجته وستنام في غرفته حتي يسكت لسان حماته..!
بهدوء اتجه الي جانب الفراش وفتح الغطاء ودخل إليه بينما بقيت غرام واقفه بوسط الغرفه بارتباك رحمها منه وهو يستدير الي الجهه الأخري ويغلق النور الخافت من جواره قائلا : نامي مش هقرب منك .
.........
.....
بضيق سأل عمر أخيه : انت بتسال ليه ؟
قال سيف بهدوء : مش شايف انها حاجه غريبه.... فجاه الست تبيع بيتها وتختفي .....ازاي حاجه زي دي انت متستغربهاش ؟
مش جايز حصل ليها حاجه ؟
قال عمر ببرود ظاهري بينما بداخله حريق وقد تكالب الضيق علي قلبه وعقله وقد تركها قبل ساعتين بالمشفي وجاء للمنزل ليأخذ ملابسه مقررا العوده اليها
: وده يخليني اعرضها لكده
عقد سيف حاجبيه بانزعاج مستنكرا معني كلمات أخيه :
يعني انت قصدك انك خايف علي وسيله ومش بتدور علي جدتها عشان متتصدمش لو عرفت أن في حاجه حصلت لجدتها
اوما عمر وهو يشيح بنظراته عن أخيه ليقول سيف باستخفاف : عمر الكلام ده تضحك بيه علي حد غيري ...في حاجه كبيرة هي اللي مخلياك عاوز وسيله متعرفش حاجه عن جدتها
التفت عمر الي أخيه بانفعال : ولا حاجه كبيرة ولا صغيرة ...
نظر إلي اخيه بثبات ظاهري وتابع : وانا مش محتاج لا اضحك عليك ولا علي غيرك
الست باعت البيت ومشيت جايز راحت لحد من قرايبها
هتف سيف بحنق بينما برود أخيه مستفز للغايه : ادي انت قولت جايز..... لازم نتأكد
نظر له عمر باحتدام : ليه ...؟!
اشاح بوجهه وتابع بيقين : انا مش فارق معايا غير مراتي وهي معايا
هب سيف واقفا : ايه اللي بتقوله ده
لو امك مكانها كنت هتحب تسمع الكلام ده من وسيله .
قال عمر ببرود : انا بسمعك انت الكلام ده مش وسيله
قبل أن يقول سيف شيء وقف عمر أمامه وقال بسخط :
سيف انت شاغل بالك بالموضوع ده ليه ...اصلا شاغل نفسك ليه بحاجه انا قولتلك اني عارف كويس اوي اتصرف فيها
تواجهت نظرات كلاهما ليكشف عمر عن احتدام ملامحه وهو يقول : بتدور ورايا ليه .... بتكلم وسيله ليه ...بتدور ورايا ليه
ابتلع سيف وقال بهدوء بينما أيقن أن أخيه كشف ما يحاول فعله : وهدور وراك ليه ...انا كنت بسألها علي العنوان بتاع جدتها لما لقيتها مكلمتنيش
نظر عمر لاخيه باستخفاف قائلا : يعني مكنتش عامل فيها الاخ الحنين وعمال تديها نصايح
التقت نظرات سيف بنظرات عمر التي نفض عنها البرود وهو يتابع باحتدام : وسيله بتحبني وراضيه بحياتها معايا ايا أن تكون وجت حكت ليا علي كل اللي انت قولته ليها
تحركت اهداب سيف ليصل عمر الي هدفه بوأد تلك العلاقه بين أخيه وزوجته والتي كانت السبب بإفساد هدوء حياته معها ليتابع ببرود : ياريت متتدخلش تاني في حياتي يا سيف .....مال ناحيته وهمس بجوار أذنه من بين أسنانه : انت مش ابويا
كور سيف قبضته بحنق وهم بالرد علي ذلك المتبجح لولا أنه خطي بعيدا عنه بصوت متعالي : شهد ...بت يا شهد فين شنطتي ؟!
.............
......
فرك مراد وجهه بعصبية شديده وهو يتحرك من هنا لهناك يحاول استيعاب أنه فقدها .....ليهز رأسه رافضا تصديق هذا بالرغم من أنها قالته ليقف مكانه وتتسع عيناه بصدمه حينما دخل أبيه إليه قائلا : جوري اتصلت بيا وقالت انكم اتفقتم علي الطلاق ...مفيش داعي للمحاكم لو اتفقتوا خلينا ننهي الموضوع بهدوء
عقد مراد حاجبيه بضياع وتحدث وكأنه يحدث نفسه : انا متفقتش علي حاجه
نظر له سيف باستخفاف : امال هي قالت كده ليه ؟
تواجهت نظرات مراد بنظرات أبيه ليري لاول مره الضياع بهم وهو يقول : معرفش
رفع سيف حاجبه متساءلا : متعرفش ولا لسه مصمم انك متشوفش
تراجع مراد الي المقعد خلفه بانهزام بينما يقر لأول مره : مش عارف حاجه ....رفع نظراته الي ابيه : ازاي اصدق انها فعلا عاوزة تبعد عني ..!
...........
.....
نظر عاصم الي عمر الذي تابع : كلها اسبوعين تلاته اخلص ماموريه شغلي وارجع أن شاء الله
اوما عاصم لتركض زينه اليه تحتضنه بدموع : خلي بالك من نفسك يا حبيبي
اوما عمر لها وربت علي كتفها ليقوم عاصم الي جوار ابنه يربت علي كتفه قائلا : خد بالك من نفسك ومتوقعش نفسك في مشاكل ياعمر
ابتسم عمر له بزيف بينما حاول كما يفعل دائما أن يتقبل كون صورته لن تتغير ابدا بعيون أبيه ولكن علي الاقل تلك المره يقولها أبيه بمزاح
......
.........
بجفاء أبعدت وسيله ذراعه من حولها حينما اقترب ليساعدها علي الوقوف لينظر الي عيناها بعتاب لم تتمهل وسيله لرؤيته بل اشاحت بوجهها واستندت الي طرف الفراش تحاول أن تسير باتزان متحامله علي ساقيها
وفر عمر وتقبل ما تفعله ليسير خلفها بتأهب لمساعدتها ما أن تطلبها ....اوقف السيارة أمام المنزل لتغلي المراجل بقلبها أنها اضطرت للعوده معه ولكنها صبرت نفسها بأن عودتها مؤقته فهي ستعود الي جدتها ولولا عدم وجودها أو وجود مكان آخر لها بعد أن كان ذهابها لوالدتها أمر مستبعد لما بقيت معه لحظه واحده بينما تلك المره لا يمحي اي اعتذار ما رأته منه ..!
نظر عمر الي جلستها التي لم تتحرك منها منذ عودتهم قبل ساعات ليتجه إليها دون يأس يحاول خطب ودها وهو يقول بحنان : حبيتي انا عارف انك زعلانه مني بس انا قولتلك مكانش قصدي ....انا ليا حق اتضايق لما اعرف انك واخويا اتفقتوا عليا من ورايا وانتي عارفه اني مش بعرف اسيطر علي نفسي لما بتعصب بس انا عمري ما اقصد أاذيكي !
استخفاف ممزوج بالكمد غلف نظراتها بينما وكأنها أفاقت سألت نفسها أن كان هذا الاذي لم يقصده إذن فحينما يقصده كيف سيكون اذاها منه ....جثي علي ركبته أمام مقعدها ونظر الي ذبول عيونها برجاء : قوليلي اعمل ايه عشان اصالحك
نظرت وسيله إليه لحظات تغلف بهم قلبها بألف قيد حتي لا يدق إليه ويتولي عقلها الاجابه : هات ليا جدتي زي ما كنت السبب أنها تبعد عني !
لأول مره تنطقها وتواجهه بأنه السبب ولاول مره يستشعر عمر خطر بعدها عنه حقيقه وليس مجرد ظن ..!
..........
....
اتسعت عيون ايهم حينما آفاق علي ما كان يفعله قبل لحظات بينما اكتنف جسدها بجسده ليخفض عيناها تجاه براءه ملامحها التي يري بها جمال جاذب لاول مره ليبتلع بوجل ويسحب ذراعه من أسفل راسها ويبعد جسده عنها مغادرا الفراش سريعا وهو يوبخ نفسه بينما استغل وجودها قربه وجذبها الي ذراعيه منصاع الي ذلك الشعور باستعذاب وجود جسدها بين ذراعيه ...ايه اللي بتعمله ده ؟!
زجر نفسه رافضا سماع ذلك التبرير أنها زوجته بينما يتعقل ويذكر نفسه بخطأه المره السابقه فهل يعيده ويستغل براءتها ... لن ترفض اقترابه ولكنها أيضا تجهل ماذا تريد وهي تنساق خلف خوفها منه ...لا يريدها أن تكون فقط منفذه لرغباته ولا طائعه بلا تفكير فهي صغيرة بريئه بالرغم من خطأها السابق ..!
فتحت غرام عيناها لتستدير الي جوارها بخجل جعل وجنتها تتورد بينما لا تصدق شعورها بأنه كان يحتضنها ...!
مازالت بمشاعر وتفكير غير ناضج لذا طبيعي للغايه شعورها الذي تملك منها طوال اليوم بالسعاده والرضي الفائق لمجرد كلمتين برفق استمعت لهم منه بالرغم من سيل التأنيب والإهانة السابقين ....غر قلبها ليدق له مجددا وساذجه حتي تنصاع لتلك الخفقات
...........
.....
ارتاح داخل سيف البحيري لسماع تأكيدات المحامي ولكنه خشي أن يدب الارتياح الي قلب ابنه
الذي سأل المحامي مجددا : يعني مش هتكسب القضيه
قال المحامي بثقه : قانونا مفيش سبب قوي للطلاق ولو مش برغبه الطرفين هتفضل الإجراءات والتأجيل فتره طويله
تلك المره تحدث مراد عنها بأنها من ستربح أو تخسر القضيه وليس عن ابيها لينظر سيف الي ابنه بتوجس بينما غزي الارتياح ملامحه وهو يؤكد علي محاميه: متاكد ان الانفصال مستحيل ؟!
اوما المحامي للحظه قبل أن يعدل حديثه : متاكد من قضيه الطلاق بس لو المدام فعلا عاوزة تنفصل وقدمت قضيه خلع الوضع هيختلف !
هب مراد من مقعده وكأن لدغته حيه: خلع !
اوما المحامي بشرح : انا لازم اقول لسيادتك كده لان المحامي بتاعها اكيد عارف أن الطلاق مش هيكون سهل وجايز جدا يقترح عليها قضيه الخلع وقضيه الخلع طالما هي فعلا عاوزة تنفصل هتتنازل عن حقوقها ويتم الانفصال ...!
قبل أن يقول مراد شيء كان سيف يشير إلي محاميه قائلا : متشكر يا متر ...اتفضل
خرج المحامي ليلتفت سيف الي ابنه محاولا اخفاء نظرات التشفي التي لمعت بعيناه بينما اختفت راحه مراد بعد سماع تهديد جديد
اتجه سيف الي مراد ليشير له أن يجلس قائلا : اقعد يا مراد
هز مراد رأسه وظل يتحرك بتوتر ليشفق سيف عليه وتغلبه عاطفته فيقول برفق : مراد انت ابني في كل الأحوال حتي لو تصرفاتك مش عجباني من واجبي اني انصحك ....بيتك خلاص هيتخرب وللاسف بايدك ده حصل ....ليه يا ابني توصل الموضوع بينكم لطلاق وخلع ومحاكم ...راضيها ياابني ...شوف قصرت في ايه معاها وصلح غلطك ...مش عيب ابدا لما تعترف انك غلطان
البنت شارياك لآخر وقت وانت الغرور والعند راكبك
نظر مراد الي ابيه ليتابع سيف : اقعد مع نفسك فكر في حياتكم وشوف تستاهل انك تتنازل عن غرورك ولا لا
مفيش مستحيل وانت تقدر ترجعها ليك بس ده مش هيحصل الا لما انت وهي من جواكم تحاولوا تصبحوا حياتكم ....روح لها واطلب منها مهله ابعدوا عن بعض فيها لغايه ما كل واحد يهدي ويشوف عاوز ايه .
.......
.........
بحماس دخل طلعت الي سيارة عمر التي أوقفها بالاسفل بانتظاره ليقول فورا بلا مقدمات بينما مازال مبهورا برؤيه تلك الوحده السكنيه التي تدخل عمر لتسليمها لزوج ابنته علي الفور : حاجه عظمه اوي ياعمر يا اابني ....انا مش عارف اشكرك ازاي
اوما عمر وهو يتحامل علي نفسه بتحمل ذلك الرجل السخيف الذي اضطر للتعامل معه بعد أن عجز عن التعامل مع وسيله التي منذ الحادث وهي تجافيه لدرجه جعلته ينصاع لتنفيذ طلبها بالبحث عن جدتها
: مفيش داعي ...احنا اهل
تهلل وجه طلعت وهو يهز رأسه : طبعا أهل ...امال
تحامل عمر علي نفسه وهو يرسم تلك الابتسامه قبل أن يقول بخبث : مفيش اخبار عن الحاجه امتثال
عقد طلعت حاجبيه: لا منعرفش عنها حاجه
التفت عمر إليه يحاول الا يبدو يائسا وهو يسأله : تفتكر تكون راحت فين ...مين قرايبها أو فين ممكن تروح لو باعت بيتها
حك طلعت ذقنه في محاوله جاهده منه لتذكر اي شيء يقدمه لعمر ليقول اخيرا : انا مش عارف بس جايز سندس تفتكر حد من قرايبها ... ربت علي يده قائلا : عموما متقلقش ...انا مش هسكت واول ما اروح هسأل سندس وارد عليك ...!
وقف عمر بالحديقه يحرق سيجاره تلو الأخري وهو تاره ينظر إلي هاتفه بانتظار مكالمه طلعت وتاره ينظر إلي داخل المنزل الذي خيم عليه الظلام وقد بقيت في غرفتها لا تخرج منها ولا تدعه يدخل إليها ...تنهد مطولا وهو لا يحتمل بقاءه ليله أخري بعيدا عنها يفصله عنها باب الغرفه الذي لو ترك العنان لغضبه سيحطمه ويجبرها علي قربه بينما ابتعادها عنه كالنار تحرق كيانه ولا يحتمله ....
..........
....
وضعت مديحه تلك الملعقه من يدها ومسحت فم اختها بابتسامه قائله : بالهنا والشفا يا امتثال
اراحت راسها علي الوساده خلفها وربتت علي كتفها ثم اتجهت للخارج تحمل الصينيه بعد أن جعلت اختها تتناول القليل ....وضعت الصينيه من يدها جانبا واتجهت لتجيب علي الهاتف الارضي لتعقد حاجبيها باستفهام لهذا السؤال عن اختها : سندس مين ؟!.
هتفت سندس وهي تزفر بصوت مسموع : والده وسيله
تهلل وجه مديحه لوهله لسماع اسم وسيله لتسرع بخطواتها تجاه غرفه اختها وهي تقول بلهفه : اهلا اهلا يا حبيتي ...وسيله عامله ايه ..جدتها هتتجنن عليها
انتبهت كل حواس امتثال لسماع اسم وسيله لتحاول نطق شيء وهي تشير بوهن الي اختها أن تعطيها الهاتف ....برفق نظرت مديحه الي اختها وفتحت فمها لتشرح لسندس الوضع ولكن ماتت الكلمات علي شفتيها حينما استمعت لما قالته سندس والذي جعل ملامح وجهها تبهت
: عيب اوي الحاجه تبيع البيت وتمشي من غير ماتقول لحد عشان متديش لبنتي نصيبها في ورث ابوها من شقه تساوي ملايين ....اييه فاكره أنها تقدر تاخد ورثها وان بنتي مش هتطلبه ..!
نظرت امتثال الي ملامح وجه اختها بقلق لتندم مديحه أنها دخلت بالهاتف الي غرفه اختها وتتمني لو كانت بالخارج لترد علي تلك المراه كما يجب ....نظرت امتثال باستفهام الي اختها حينما أغلقت الخط لتبتلع مديحه وتقول بابتسامه مزيفه : دي سندس ام وسيله كانت بتسال عنك وبتقولك أنهم كويسين
ربتت علي يد اختها حينما سألتها عيناها عن وسيله التي كرهتها مديحه بتلك اللحظه ورأتها ناكره للجميل حتي تفعل هذا مع من تولت رعايتها وتربيتها وارتمت الان في احضان والدتها التي نبذتها فقط من أجل الميراث
أخفت الحقيقه رفقا باختها لتقول لها بابتسامه هادئه : وسيله كويسه بس انا مرضتش اقولها انك تعبانه عشان متتخضش ....انتي بس خدي بالك من علاجك وان شاء الله تخفي وتبقي زي الفل وتقفي علي رجلك وترجعي بيتك بالسلامه .
..........
...
نظر طلعت بثقه الي سندس التي مليء عقلها بحديثه وسرعان ما افرغته في مديحه دون تفكير به
: قولتلك أنها اخدت تمن الشقه عشان تطلع بنتك من المولد بلا حمص
حك ذقنه وتابع : ده انا سألت علي المتر بكام في المنطقه والشقه تعدي المليون ونص ...وليه ناصحه قالت البنت اتجوزت راجل غني ومش هتسأل عن نصيبها
اشاح بوجهه وتابع باهتمام زائف : بس احنا مش لازم نسكت ...انا هقول لعمر وهو يتصرف في حق مراته
بزيف خيل نفسه أنه غير طامع بينما هو قبض ثمن خدمته مقدما بما فعله عمر له ليقول : وانا داخل ليا ايه الا اني خايف عليها ...اهو جوزها يجيب حقها من جدتها ووسيله تعرفها علي حقيقتها ..!
........
....
أبعدت وسيله يده بجفاء ما أن اقترب منها يحاول مساعدتها وهي ترتدي ملابسها لينظر لها بعتاب قاسي ....فهي صممت علي الذهاب لجدتها ما أن عرفت طريقها غير مباليه بأنهم بنصف الليل
: انا عاوزة اروح لها
اوما عمر برفق : حاضر هاخدك بس الصبح يا وسيله
هتفت باصرار : دلوقتي
وقبل أن تستمع الي رده كانت تقوم وتجذب ملابسها تحاول ارتداءها بذراع واحد حيث بقي ذراعها الآخر معلق بكتفها بتلك الاربطه
ليترجم عمر عتابه لكلمات : عاوزة تبعدي عني يا سيلا ..!
أغمضت وسيله عيناها وسحبت نفس عميق رافضه أن يؤثر عليها مجددا ليري عمر هذا الإصرار بعيونها ليفكر الف مره بشيء يفعله ويوقفه عن متابعه ذلك الطريق الذي يعرف أن به النهايه ....يلوم نفسه أنه وجد طريق جدتها وخالف قراره بأبعادها عنه ...عرف منذ البدايه أن وجود جدتها يعني بعدها عنه لذا أبعدها عنه والان بيده يعيدها إليها ...ليته لم يفعل ..!
بكمد نظر إليها وهو يتوقف اسفل ذلك المنزل بالمنصورة الذي وصفه طلعت علي وصف سندس
: وسيله ....انتي هتبعدي عني
حقا بتلك اللحظه لم تكن تعرف أو تشعر بشيء الا رغبتها بالارتماء بين احضان جدتها ...لا تريد أخذ قرار وحدها تريد أن تلقي بكل همومها وأفكارها داخل حضن جدتها التي سترشدها الي الصواب كما فعلت دوما ...لم تصل إلي كراهيته ولكنها وصلت الي تلك النقطه بأنها لن تستمر ....تريد أن تتوقف وتراجع كل ما مر بهم لتعرف أن كانت ستتابع طريقها ام لا ...!
رفض تركها أن تصعد وحدها لتشعر وسيله بخطواته تواكب خطواتها وهو يصعد بجوارها ذلك السلم الرخامي الضيق ...
توقف عمر بجوارها حينما ضغطت زر الجرس
بضع لحظات بعدها فتحت مديحه الباب ونظرت إليهم باستفهام ...بلهفه اخترقت عيون وسيله الداخل من فتحه الباب تبحث عن جدتها وهي تنطق : تيته...تيته فين ؟!
تعرفت مديحه الي ملامح وسيله التي لم تراها منذ سنوات لتتفاجيء وسيله بها تضع يدها أمامها لدي الباب ما أن همت بالدخول تسبقها لهفتها ليعقد عمر حاجباه عن تصرف المراه التي تحولت ملامحها ونظرت بعداء شديد إليهم نابع من حفاظها علي سلامه اختها وعدم تعريضها لشيء يضايقها ظنا منها أن وسيله جاءت للحديث عن الميراث كما تحدثت والدتها
نقلت وسيله عيناها بين ملامح مديحه وبين يدها التي تحول بينها وبين الدخول
لتشق الدموع طريقها الي حلقها ما أن هتفت مديحه بغل : جايه ليه .... مش كفايه اللي عملتوه
امتثال مش عاوزة تقابل حد فيكم ...برا
.........
...
لم تكن الفتيات وحدهم من لاحظوا هذا التغيير بل كانت عيون ايهم التي زحفت إليها أيضا من تلاحظ تلك البيجامه الحريريه التي ارتدتها غرام من جهازها وهي تخبر نفسها انها لم تتعمد فقط ارتدت شيء من تلم الملابس التي احضرتها لها والدتها من قبل ...فقط من باب التغيير ليس أكثر تركت خصلات شعرها علي كتفيها دون أن تعقده كما اعتادت وفقط وضعو القليل من أحمر الشفاه ...كل هذا فعلته وهي تخبر نفسها انها لم تتعمد أو لم تنصاع لتلك الفراشات التي تحلق بمعدتها وترغبها أن تبدو جميله بعيناه ليراها ....لا ...لا أنها فقط فعلت شيء للتغيير هكذا خدعت نفسها وركضت خلف احلام فتاه بريئه
خفضت غرام عيناها بخجل وقد لمحت نظراته لها لتتابع تقديم طعام العشاء لهم وتجلس كما اعتادت بجوار حلا تحاول فتح اي حديث معها : لقيت ليكي الجاكيت الازرق
ابتسمت حلا لها بمزاح: ليه يا روما ده انا كنت هطلب من بابي واحد جديد
ابتسمت غرام لها لتتفاجيء بايهم يشارك ابنته المزاح : وبابي من أمتي بيتأخر ولا لازم جاكيت يضيع عشان تجيبي غيره
هزت الفتاه راسها بابتسامه : لا طبعا يا حبيبي ....بس قولت اغلس عليك
اوما ايهم وتابع تناول طعامه لتخونه عيناه ويتطلع إليها مجددا للحظات قبل أن تتغير ملامح وجهه ويفيق علي ما يفعله فهو ليس مراهق ليختطف نظره الي فتاه ...نعم تلك المشكله ...أنه رجل ولديه رغبات وهي فتاه بريئه  لا تدري اي نار تلعب بها ..!
........
....
هزت نهال كتفها قائله باعتذار : سوري يا ريهام مش هقدر ادخلك لمستر عاصم دلوقتي
نظرت لها ريهام برجاء : بليز يا نهال خليني اشرحله اللي حصل ..حرام روضه مظلومه
اومات نهال قائله بثقه : عارفه يا ريهام وانا مش هدخلك عشان مصلحتك ومصلحه روضه ...مستر عاصم شايط ولو اتكلمتي في أي حاجه معاه دلوقتي مش هتعدي علي خير ... اسمعي كلامي وانا وعد مني لما الاقي الوقت يسمح هخليكي تتكلمي معاه بس دلوقتي لا
نظرت لها ريهام بشك لتتابع نهال : انا مش برتاح للي اسمها ثراء دي بس هي ذكيه اوي وبتعرف تستغل الفرص ولازم تبقي انتي و روضه زيها ...نفذي الخصم وخلي روضه تشوف شغلها لأن عنين مستر عاصم عليها وانا متاكده أن ثراء دي هتقع
اومات ريهام لتعتدل واقفه وتشكر نهال : مرسي يا نهال
ابتسمت نهال لها قائله : علي ايه
خرجت ريهام لتتواري ثراء سريعا خلف أحد الاعمده حتي تأكدت من مغادره ريهام لمكتب عاصم الذي توجهت إليه علي الفور
بتأفأف رفعت نهال عيناها لها : افندم
قالت ثراء بثقه وهي تبادل نهال التأفاڤ : عاوزة اقابل مستر عاصم
قالت نهال بحزم وهي تنظر في شاشه حاسوبها : مشغول ومانع حد يدخل له
هتفت ثراء بحنق : بلغيه وانا متاكده أنه هيدخلني
هزت نهال راسها : لا
نظرت لها ثراء باحتدام : يعني ايه لا
قالت نهال ببرود : يعني اللي سمعتيه واتفضلي علي مكتبك
هزت ثراء راسها : انتي مين عشان تديني أوامر
رفعت نهال حاجبها ونظرت لها باستخفاف : انا مين ؟!
اومات ورفعت سماعه الهاتف من فوق مكتبها هاتفه بوعيد : انا هقولك حالا انا مين !
بنفس اللحظه كانت تتحدث بحزم مع أحد مسؤولي شئون الأفراد : مستر علي عندي الانسه ثراء في مكتبي وبتتكلم معايا بأسلوب مش مهذب ده غير أنها مش في مكتبها في مواعيد العمل خد إجراء ضدها وحالا ابعت ليا الجزاء المناسب عشان اعرضه علي عاصم بيه !
.........
....
بضيق القي ايهم هاتفه أمامه علي مكتبه بعد أن حظر ذلك الرقم بالاضافه لرقمين آخرين لم تتوقف ناديه عن ارسال الرسائل له وكل رساله بها كلمات حب وغزل واشتياق ناهيك عن تلك الصور التي فتح بعضها بفضول ثم عاد ليمسحها سريعا ....هز رأسه ورفض الاحساس بتلك الوساوس واعاد قراره بأن لا عوده لطريق قد قرر الا يسير به مجددا ...!
........
...
هاهو المساء قد حل ومعه عاد عمر بابتسامته الاثره وملامحه التي تشع بالاشتياق لها وتخبرها أنه ياتي إليها هربا من الجميع مشتاق إليها وهي من تخذل مشاعره ولا يجد منها إلا الجفاء ....اسبوع مضي وهو لا ييأس من المحاوله التي أيقن أنها ستثمر بعد أن انقلبت كل الظروف واتت بصالحه بعد ما حدث في لقاء جدتها ....لم يعد لديها سواه لذا ستلين ولكنه عليه بأن ينتظر !
تلك المره لم تبعد يداه وهو يساعدها علي النزول من السيارة بعد أن اخذها للطبيب لرؤيه ذراعها لترتسم ابتسامه امل علي شفتيه ويبقي ذراعه حول خصرها وهو يدخلها الي المنزل .... ايضا تقبلت مساعدته حينما مد يداه ليخلع عنها سترتها لتخفق دقات قلبه بأمل اخر فهاهي نيران اشتياقه ستخمد ولكنه لم يكن يدري انها ستزداد ضراوة حينما سمحت له بأن يعود لفراشهما ولكنها لم تسمح له بالاقتراب منها ....الوقت يجعل الجروح تلتئم وهو لا يدخر جهد في طلب سماحها ....ليس لديها سواه لتخبره بشتات عقلها وقلبها المتنازعين وقد حالفته الظروف وخذلتها لتعود مجددا اليه دون أن تري أنها تخطو الي اسره الذي احكمه حولها ....سيلا !
همس اسمها بجوار أذنها بحراره وهو يقترب منها ويحيط ظهرها بجسده بينما اشتاق لرائحتها كثيرا واشتاق أكثر لقربها ...وحشتيني يا سيلا
استدارت له بعيون مليئه بالعتاب وشفاه مليئه أكثر بالكلمات ولكن كان مصير كلماتها بين شفتيه التي أطبقت علي شفتيها رادعا كل محاولاتها لابعاده ...!
.........
....
قضمت غرام اضافرها وهزت راسها برفض بينما نظرت إلي انعكاس صورتها علي مراه الغرفه التي عادت إليها باليوم التالي لمغادره عفاف بينما لم يطلب منها البقاء بغرفته وتركها لراحتها...تلك المره ليس مجرد تغيير بل ركض خلف احلام ورديه ماثلت لون القميص الحريري الذي ارتدته...!
قراءه ممتعه بقلم رونا فؤاد
ايه رايكم و توقعاتكم

....

حكايه عمر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن