الجزء الأول من البارت التاسع والثلاثون .

1.4K 41 14
                                    

دلف قصي للمشفي ومعه محمد الفاقد وعيه علي الكرسي .
وصل الي غرفه الطبيب فدلف ووضعه علي سرير المشفي وساعده الممرض .
جاء الطبيب ليخرج قصي من الغرفه منتظرا انتهاء الطبيب من عمله .
رن هاتف محمد مرة اخري برقم جاسر فأجاب قصي .
جاسر : انا وصلت المستشفي انتوا فين .
قصي : تعالي في الدور الاول علي طول الاوضه اللي علي ايدك اليمين .
جاسر : تمام .
وصل جاسر الي الغرفه فوجد شاب يعطيه ظهرة فخمن انه هو نفسه الذي ساعد محمد .
جاسر محمحما : لو سمحت .
التفت قصي ليتفاجأ بذلك الشاب الشبيه له بدرجه كبيرة .
ظل ينظر له ببلاهه فهو يشبهه جدا .
لما يشعر ذلك الشعور وهو انه يعرفه انه جزء منه لا يفهم سر شعوره ذلك .
دقات قلبه السريعه وكأنها تعرفت لتوها علي نصفه الاخر .
كان حال جاسر مثله تمام كان ينظر له مندهشا من ذلك التشابه الذي بينهم .
فاق كلاهما من اندهاشهم فقال جاسر في نفسه : حاسس اني شوفتك قبل كده .
قصي معرفا نفسه : انا قصي .
جاسر : وانا جاسر بشكرك جدا علي مساعدتك لمحمد .
قصي بإبتسامه : العفو علي ايه دا واجبي وبعدين محمد دا معرفه .
جاسر مستغربا : انت تعرفه .
قصي : اه انا دكتوره في الجامعه .
جاسر مبتسما : اتشرفت ي قصي .
قصي : الشرف ليا .
جاسر : الدكتور قال ايه .
قصي متنهدا : لسه مخرجش .
اومأ جاسر بهدوء وصمت .
خرج الطبيب فتقدم قصي وجاسر منه مستفسرين عن حاله محمد .
الطبيب بعمليه : هو اتعرض لايه بالضبط .
جاسر : حادثه .
نظر له قصي ثم اعاد نظرة للطبيب مرة اخري .
الطبيب بهدوء : طيب هو عنده كسر في رجله اليمين واتجبس ودراعه الشمال شكله اتخبط فيه جامد هو مش كسر الحمدلله بس الخبطه كانت جامدة شويه وبعض الرضوض في جسمه وظهره هتشفي مع الايام والمراهم اللي كتبتهاله .
جاسر : يقدر يخرج النهاردة .
الطبيب : اكيد انا كتبتله الروشته اتفضل .
ثم اعطاه الروشته .
جاسر مستفسرا : ادفع منين فلوس المستشفي .
الطبيب : اتفضل من هنا .
جاسر لقصي : ثواني وهاجي .
قصي : تمام انا هدخل لمحمد .
اومأ جاسر بهدوء ورحل مع الطبيب .
بينما دلف قصي الي محمد .
وجده يحاول الاعتدال بجسده ولكنه لا يستطيع بسبب آلامه .
تقدم منه مسرعا وقال : خليني اساعدك .
ساعده قصي علي الاعتدال وهو ينظر لرجله اليمني المتجبسه وذراعه الايسر ملفوف بضاغط .
قصي : عامل ايه دلوقتي .
محمد بتعب : الحمدلله .
دلف جاسر في تلك اللحظه فتوجه الي محمد قائلا بقلق : حمدلله على السلامة عامل إيه الوقت .
محمد : الحمدلله تمام .
قصي : ايه اللي حصل معاك .
محمد متنهدا : كنت خارج من الجامعه ومأخدتش بالي من العربيه اللي طلعت فجأة .
جاسر غاضبا : وازاي يسبوك وانت بالحاله دي .
محمد : دي كانت بنت والسواق بتاعها وشكلها جديدة هنا ومتعرفش حاجه واساسا الغلط مني المفروض كنت انتبه يعني وهي كانت مصرة تساعدني بس انا رفضت .
جاسر بيأس : عنيد زي اختك .
محمد ضاحكا : الله لو سمعتك الوقت .
جاسر بغرور مصتنع : ولا تقدر تعمل حاجه .
محمد بضحكه : اه اه انت هتقولي .
نظر لقصي مبتسما ثم قال : شكرا ي دكتور تعبتك معايا .
قصي معاتبا : متقولش كده تاني انت عارف معزتك عندي .
محمد : ربنا يخليك ي دكتور .
انتبه محمد لشىء فقال بدهشه : انتوا شبه بعض كده ليه .
نظر جاسر وقصي لبعضهما وقالا سويا : والله ماعرف .
محمد : سبحان الله .
ابتسموا جميعا فقال محمد : يلا انا عايز اروح .
اومأ جاسر فقال قصي : هروح اجيب كرسي متحرك عشان تخرج عليه .
محمد : لا مش مستاهله اسندوني انتو بس .
اومأ كلامها واسندوه حتي يقف ثم وضع كلامهما يديهم علي ظهر محمد واليد الاخري تسنده .
حتي خرجو من المشفي وركب محمد بسيارة جاسر .
ودعهم قصي ورحل بسيارته بينما ركب جاسر خلف المقود وتوجه الي منزل محمد .
طوال الوقت كان جاسر يشعر وكأن جزء منه فقده الان لماذا عندما فارق قصي شعر بذلك الشعور وما ذلك الشبه الكبير بينه وبين قصي .
اسأله كثيرة تدور برأسه لا يعرف لها جواب .
محمد : انت اتصلت علي حازم .
نفي جاسر برأسه وقال بهدوء : لسه هرن عليه .
محمد : انا رنيت عليه لقيته مغلق .
امسك جاسر هاتفه واخرج رقم حازم وقام بالاتصال عليه .
وجده ايضا مغلق .
محمد بقلق : بردوا مغلق ياتري هو فين .
جاسر بنبرة هادئه : متقلقش هو بس تلاقاه عنده شغل كتير وتليفونه مقفول او مفصول شحن .
اومأ محمد وقد اقتنع .
وصلوا الي المنزل فنزل جاسر وساعد محمد علي النزول.
اعتدل محمد في الوقوف ثم استند علي جاسر مرة اخري وهو يمشي بغير اعتدال وعدم توارن.
توقفوا عند باب المنزل فدق جاسر جرس الباب.
فتحت ليلي وانصدمت من منظر محمد.
قالت بخضه: محمد مالك ايه اللي عمل فيك كده.
انتبهت لجاسر فقالت: ايه اللي حصل ي جاسر.
جاسر : ساعديني بس ندخله .
اومأت ليلي وساعدتهم علي الدلوف .
جلس محمد متنهدا بتعب وجلس جاسر بجواره بينما قالت ليلي : فهموني اي اللي حصل .
جاسر : حادثه بسيطه الحمدلله مفيش اصابات خطيرة رجله بس اتكسرت وايده اتخبطت جامد فعشان كده ورمت شويه .
ليلي بصدمه : دا كله .
محمد : متخفيش ي ماما انا كويس والله .
ليلي : طب ومين اللي خبطك .
محمد : هو اللي كان سايق راجل بس اللي كان راكب ورا بنت وشكلها جديدة يعني ومتعرفش حاجه .
تنهدت ليلي بحزن وقالت : طب ورجلك عامله اي الوقت .
محمد بضحكه : زي مانتي شايفه .
ربتت ليلي علي كتفه وقالت : هتروق بإذن الله.
وجهت حديثها لجاسر : وحازم معرفش .
جاسر : اتصلنا عليه بس تليفونه مغلق باين عنده شغل كتير .
خرجت مه في ذلك الوقت من المطبخ وقالت بصوت عالي ومرح وهي غافله عن وجود جاسر ومحمد .
: ايه ي ماما دا كله بتشوفي مين .
تسمرت مكانها وهي تري منظر محمد فأتجهت اليه بسرعه قائله بفزع : محمد ! مالك ايه اللي عمل فيك كده .
بينما كان ينظر لها جاسر ببهوت وهو يراها لاول مره بشعرها المنساب علي ظهرها بنعومه وبعض الخصلات تتدلي علي وجهها بتمرد وتلك البيجامه الشتويه اللطيفه المكونه من جاكت ثقيل بعض الشئ وتلك الرسومات الكرتونيه اللطيفه وبنطالها الملتف حول قدمها يحتضنها بنعومه وخفها المنزلي المغطي بفرو .
كان منظهرها ساحرا بالنسبه له فلاول مرة يراها بتلك الهئيه المهلكه لقلبه .
ابتلع ريقه الذي جف بصعوبه وهو يتحاشي النظر اليها كي لا يقوم بفعل احمق امام والدتها واخيها .
محمد هادئا : حادثه بسيطه ومتقلقيش انا كويس .
لم تنتبه منه الي جاسر الي الان قالت بقلق : كويس ازاي انت مش شايف نفسك رحت للدكتور طيب ؟.
محمد مجيبا بنعم : ايوة لسه جايين من عنده انا وجاسر .
منه بدهشه : جاسر !! .
ليلي محمحمه : مش هتسلمي علي جاسر ي منه .
اغمضت منه عينيها بقوة ثم فتحتهم وهي تجول بعينيها الصاله حتي وقعت عليه جالسا بهدوء ينظر لها بثبات عكس دقات قلبه الثائرة .
دق قلبها بسرعه شديدة من نظراته لها وهو يجول بعينيه الي جسدها بأكمله .
نظرت الي ما ترتديه لتشهق بصدمه وهي تجري لغرفتها وتخبأ وجهها الذي اشتعل بحمرة الخجل .
بينما انطلقت ضحكات الثلاثه الجالسين عليها .
فمنه لم تنتبه لوجوده إلا بعد فوات الاوان فقد رأي شكلها وهي هكذا وانتهي الامر .
الامر يبدوا عاديا بالنسبه لمحمد وليلي فهذا زوجها ومن حقه ان يراها بأي شئ ترتديه ولا يوجد غريب بينهم .
وقف جاسر قائلا : مفيش اي اوضه هنا محمد يقعد فيها لغايه ما يفك الجبس .
ليلي مشيرة بيدها علي غرفه بجانب المطبخ : اه فيه واحدة هنا .
اومأ جاسر ثم قال : يلا ي محمد .
ساعده علي النهوض ثم الدلوف الي تلك الغرفه والاستلقاء علي الفراش .
تنهد محمد بإرهاق فقال جاسر مشيرا لكيس بيده : دي الادويه اللي هيحتاج يشربها .
اومأت ليلي واخذت منه الادويه .
نزلت منه في ذلك الوقت فلم تجد احد بغرفه الضيوف ولكنها لمحت ظل جاسر بتلك الغرفه التي تقع جانب المطبخ .
ذهبت اليهم فوجدت محمد قد ذهب بسبات عميق نتيجه ارهاقه وتعبه بينما يقف كلا من جاسر وليلي .
ليلي : انا هخرج اعمل اكل لمحمد وانت ي جاسر البيت بيتك ومراتك اهي انا خارجه انا .
اومأ لها جاسر بإبتسامه صغيرة .
خرجت ليلي دالفه الي المطبخ لتفعل ما قالت بينما التفت جاسر لمنه التي رجعت خطوتين للوراء عندما وجدته يلتفت .
جاسر مقتربا منها قائلا بخفوت : غيرتي هدومك ليه .
لم تستطع منه الرد بسبب خجلها فمال جاسر عليها هامسا : الصراحه شكلك الاول كان احلي وانتي بشعرك اللي اول مرة اشوفه .
هو يغازلها الان بطريقه غير مباشرة فتوردت وجنتيها بخجل ولكن غضبها منه لم ينطفأ بعد ما قاله البارحه جرحها بل كسر قلبها .
فقالت قاطبه حاجبيها : افهم من كلامك ان البنت اللي مش هاماك في حاجه وهي بس بالنسبالك مجرد وسيله انتقام من اخوها عجبتك وبتتغزل فيها .
انزعج من كلامها ولكن لن يلومها ف هذا كان كلامه امس لماذا الان ينزعج .
قال بجمود مصتنع : فعلا كلامك صح انتي معجبتنيش ولا حاجه انا بس كنت بشوف ردة فعلك علي كلامي كنت عايز اعرف انتي زي بقيه البنات الهلبه اللي بيصدقوا اي كلمتين ولا لا وطلعتي شاطرة واثبتيلي العكس .
قابلت منه كلامه بقلب محطم وخيبه امل فقالت بصوت مرتجف يشوبه البكاء : افعالك ديما بتعكس اقوالك ودا اللي مخليني مش قادرة افهمك بس انا مش هتعب نفسي تاني .
جاسر بحذر : قصدك ايه .
رفعت منه رأسها له قالت بجمود وثبات : مش هسمحلك تهيني مر تانيه ولا هسمحلك تقرب مني .
خرجت ضحكه ساخره من جاسر قائلا بجانب فمه : اقرب منك !! أقترب منها وقال بهمس : ليه انتي فاكرة انك جميلة اوي عشان اقرب منك دا انتي واحدة لا راحت ولا جت مفهاش اي حاجه تجذبني ليها عشان اقرب منها .
اكمل بسخريه : فهمتي ولا اعيد تاني .
حقا كلماته كانت طاعنه لها في انوثتها هو يقول الان انها لا تجذب فيه شىء تشعر بمرارة في حلقها وعينيها تحترق اثر كتمانها للدموع .
منه بجمود رغم الالم الذي تشعر به بقلبها : تعرف اكتر حاجه بندم عليها اني شوفتك ووافقت اتجوز منك .
رغم ان كلامتها احرقتها قبل ان تحرقه هو ولكنها لم تستطع عدم الرد علي اهانته لها وجرح انوثتها .
بينما كان يحترق هو بكلماتها فقبض علي يديها بقوة وقال بخشونه : حاسبي علي لسانك ي قطه بدل ما تتدفعي تمن كلامك دا في اقرب الناس ليكي واكيد انتي عارفه انا قصدي منه .
رغم الخوف الذي نهش قلبها علي اخيها ولكنها كانت واثقه انه لن يفعل له شىء ليست من أخلاق جاسر ذلك لذا قالت بثقه : اللي عندك اعمله انا واثقه ان ربنا هيحمي اخويا من اي اذي لان حازم عمره ما اذي حد وبعدين انا واثقه في آيه " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " واللي عندي قولته .
لم يستطع التفوه بكلمه امام هجومها الواثق هذا .
فقال بعد صمت طويل : هنشوف ي مدام ثقتك دي لما اثبتلك حقيقه اخوكي .
اكمل بغموض : وقريب جدا هتعرفي واستعدي كويس لل جاي عشان مش هيعجبك .
كلماته الغامضه اقلقتها كثيرا ولكن لم تسمح له برؤيه قلقها فقالت بثبات مصتنع : هنشوف .
قابل ثباتها بنظرات متحديه غامضه .
جاسر لاويا فمه : عن اذنك عشان ورايا حاجات كتيرة اعملها .
اقتربت منه من جاسر قائله بهمس : بكرهك .
صدمه شلت جميع اطرافه يقف بغير استوعاب يفتح عينيه علي وسعهما .
شعر بآلم حاد في قلبه فأغمض عينيه بمرارة .
خرج سريعا من امامها واغلق الباب بعنف ورائه ثم ذهب الي سيارته وركب بها ثم تنفس بعنف قائلا بحده وخشونه : بتكرهيني طيب ماشي هنشوف ي منه ان ما خليتك تحبيني وتجري ورايا عشان بس ابصلك مبقاش جاسر وساعتها هقولك بنفس الطريقه بكرهِك .
ادار سيارته وانطلق بسرعه جنونيه ينفس بها عن غضبه وآلمه منها .
بينما منه صعدت لغرفتها واغلقت الباب خلفها واستندت عليه برأسها وهي تغمض عينيها قائله ببكاء : انت اللي اضطريتني اقول كده برغم النار اللي جوايا وانا بقولهالك عشان انا كدابه ايوة كدابه انا ..انا .
اكملت ببكاء مرير : انا بحبك ي غبي بس انت اللي اعمي ومش شايف حبي ليك ولمجرد كلمه قولتلهالك صدقت علي طول .
اكملت بحرقه : ليه بيحصل معايا كده .
استغفرت سريعا واتجهت لفراشها تكمل بكائها مثلما حدث ليله امس .
_______________
بشركه جاسر بمكتب سيف .
قال سيف : دعاء انا هروح اوصل مها وانتي خلي بالك من الشغل هنا .
دعاء بتردد : طب والاجتماع اللي قرب يبدأ .
سيف ضاربا جبهته : اوبس نسيت .
قالت مها بتفهم : خلاص ي حبيبي خليك انت وانا هروح مع السواق .
سيف بحزم : لا ي مها انت هتستنيني هنا هو الاجتماع مش هيطول ان شاء الله .
تعجبت مها ودعاء فقال سيف غامزا لمها بمعني سأفهمك كل شىء لاحقا : عايز اقعد معاكي شويه ونروح مع بعض .
تفهمت مها نظرته فقالت : خلاص ماشي هقعد انا في مكتبك عقبال ما تخلصوا الاجتماع .
قّبل رأسها بحنو وقال : تمام ي حببتي .
ابتسمت دعاء بحب لهما فقالت مها بمرح : ابعد كده يابني احسن تكون دعاء بتغير مثلا .
انطلقت ضحكاتهم سويا تحت خجل دعاء .
مها بإنبهار : الله شكلك امورة اوي وانتي مكسوفه .
ازداد احمرار وجه دعاء فقال سيف بضحكه : بس ي مها لحسن تقلب طماطم الوقت .
نظرت دعاء لسيف شذرا تخفي خجلها مما جعل ضحكاته تنتطلق مرة اخري .
دعاء متهربه : ان هروح اظبط اوضه الاجتماعات .
ولم تسمح مجالا للرد وخرجت سريعا مغلقه الباب خلفها .
ضحكت مها بخفه وقالت : عسوله اوي ربنا يخليكوا لبعض .
سيف محاوطا كتفها قائلا بحنان : ويخليكي لينا .
مر الوقت سريعا وخرج سيف ودعاء متجهين لغرفه الاجتماعات .
كانت دعاء تسير بجانبه بتوتر فالاول مرة تعمل هذا العمل تمسك الملف بيديها بقوة ضاممه اياه لصدرها وكأنها تستمد منه القوة .
دلفوا واغُلق الباب خلفهم .
بينما ابتسمت تلك الحيه بإنتصار وهي تتذكر ما فعتله اثناء انشغال سيف ودعاء بمجئ تلك الفتاه * مها * شقيقه سيف والتي لم تعرفها نجوي .
فلاش باك .
صعدت سريعا الي مكتب دعاء والذي كان مكتبها سابقا لولا تلك الفتاه التي سرقت منها سيف وايضا سرقت منها مكتبها ووظيفتها .
ظلت تلتفت يمينا ويسارا فلم تري احد فأستغلت ذلك ودلفت لمكتب دعاء وابدلت ذلك الملف الذي يخص تلك الصفقه بملف اخر وخبئت الملف الاصلي .
ثم خرجت سريعا وهي تتلفت في كل الاتجاهات .
وعندما انتهت من الامر ابتسمت بخبث وقالت : وريني بقي هتعملي ايه ي ست الحسن والجمال لما سيف يعرف ان دا مش الملف بتاع الصفقه وخصوصا اني عارفه كل حاجه عن الملف دا وعن الصفقه دي .
ضحكت بخبث اكبر وقالت : مش هستحملك ثانيه وهيرجعني تاني وساعتها مش هفرط في مكتبي ابدا وهعرفك مكانك ي بنت ال**** .
باااااااك .
ابتسمت بمكر وقالت بأسف مصتنع : يعيني عليكي هتصعبي عليا اوي اوي .
اكملت بمكر : هنشوف سيف هيعمل ايه لما يعرف ان ملف الصفقه مفقود اكيد هيناديني عشان انا اللي منت مسؤله عن كل حاجه قبل ما تيجي بنت ال... دي وتاخد مكاني وطبعا انا هقول اني سبت الملف موجود واكيد هيصدق لانها دخلت بيه وهو شافه .
اكملت بخبث ومكر : وطبعا هندور عليه وانا اللي هلاقيه عشان انا اللي خبيته وطبعا بعدها هيطلب مني اني ارجع مكاني وابقي سكرتيرته من تاني .
ضحكت بملىء فمها وقالت : اللي غلي دماغك ي بت ي جوجو .
لم تنتبه الي تلك الواقفه خلفها بالمكتب تستمع الي كل شىء قالته بل تسجله ايضا وما كانت سوى مها التي كانت تضع يديها علي فمها تمنع اي صوت خارج منها حتي لا تعرف تلك الحيه انها سمعتها .
عندما انتهت نجوي من سرد خطتها اغلقت مها التسجيل واسرعت تختبأ بداخل المكتب الي حين ترحل تلك الحيه نجوي.
_________________________
بمنزل قصي .
كان جالسا علي السفرة بجانب والدته يلعب بإكله بشرود .
انتبهت له والدته فقالت بتعجب : مالك ي قصي مش بتاكل ليه .
قصي بإنتباه : ها باكل اهو .
تركت سميه المعلقه من يديها ثم قالت بحيرة : من ساعه ما جيت وانت سرحان احكيلي مالك .
تنهد قصي بحيرة وقال : انهاردة شوفت طالب عندي وانا معدي كان عمل حادثه بس جت بسيطه يعني وحصله كسر في رجله المهم لما وديته المستشفي جه واحد قريبه معرفش يقربله ايه بس المهم ان الشخص دا كان شبهي اوي لدرجه اني فكرت انه اخويا التوأم .
قالها بمرح .
ابتلعت سميه ريقها بصعوبه وقالت بتوتر : ازاي يعني شبهك .
قصي بعدم معرفه : مش عارف والله اول ما شوفته اندهشت جدا من الشبه وكمان طريقته في الكلام زيي استغربت جدا معقول فيه شبه كدا .
والدته منهيه الحديث : عادي كلنا لينا شبه .
قصي : المشكله مش في كده المشكله اني لما شفته حسيت بإحساس غريب وكأني اعرفه او هو يقربلي مش عارف احدد احساسي بالضبط .
سميه بتلعثم : دا ..اكيد ..لما شفته ..شبهك يعني .
ثم اكملت بهدوء مصتنع : متكبرش الموضوع ويلا كل .
تنهد قصي وهو يومأ برأسه .
انتهي من تناول طعامه ثم قال واقفا : ماما هخرج اتمشي شويه .
اومأت والدته بقلق .
رحل قصي وترك امه قلبها يتآكل عليه .
سميه : ياتري شك في حاجه ؟! انا كنت متأكده ان الحقيقه عمرها ما هتتخبي كتير وهييجي يوم ويعرف كل حاجه واليوم د حساه قريب .
اكملت بتنهيدة : انت الوقت قابلت اخوك ي قصي والاحاسيس اللي بتحسها دي كلها صح عشان دا اخوك .
انا اللي خايفه منه ان احمد يعرف يوصلك وياخدك مني ساعتها هموت ي قصي والله هموت من غيرك .
تنهدت بحرقه وقالت برجاء : يااااارب حلها من عندك .
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان قصي ينزل الدرج وهو شارد ولم ينتبه الي تلك التي تصعد وايضا هي شاردة .
اصتدم بها فشعرت شهد بأنها ستقع فأغمضت عينيها وأطلقت صرخه بسيطه .
ثانيه ...ثانيتين ...واخري ولم تشعر بشئ ففتحت عينيها فوجدت انها داخل احضان قصي احدي يديه تلتفت حول خصرها بإحكام وأخري تمسك بيديها .
التقت عينيهم في لقاء دام لدقيقه .
هو ينظر داخل عينيها التي تشبه القهوة بعمق .
رأي بهم سحابه حزن لم يعرف سببه .
اما هي فهي تاهت في انهار من العسل داخل عينيه وملامحه الرجوليه الجذابه .
صوت من ورائهم : والله عال ي ست شهد وعامله فيها البنت الطيبه البريئه وانتي بت رخيصه وكل يوم في حضن شكل .
ابتعدوا سريعا عن بعضهم والتفتوا ليروا من .
فتحت شهد فمها من الصدمه هذا اخيها وهذا الكلام يخرج من فمه لا تصدق اذنيها قالت هامسه : انت بتقول ايه .
هوت صفعه عنفيه تردد صداها بأُذن الجميع جعلتها تلتفت للجهه الاخري .
اسندها قصي سريعا ثم التفت بغضب قائلا : وانت مين ي حليتها .
الشاب " ايمن " : انا اخوها يخويا انت اللي مين وازاي تحضنها بالشكل دا .
ثم نظر لاخته باصقا بوجهها : بس العيب مش عليك العيب علي بنت *** اللي ماشيه علي حل شعرها .
قصي بصدمه : انت ازاي بتقول كده علي اختك انا كنت نازل ومش واخد بالي وخبطت فيها وهي كانت هتقع وانا ساعدتها .
ايمن بإشمئزاز : انا الفيلم دا ميخيلش عليا اطلع انت براها وانا هعرف اربي بنت الكلب دي .
شهد بترجى : والله ي ايمن ما عملت حاجه انا فعلا خبطت فيه وكنت هقع وهو ساعدني دا بس اللي حصل .
امسكها من معصمها بقوة جاررا اياها خلفه : انتي تخرسي خالص ي فاجرة ي قليله الادب .
افلتت شهد يديها منه قائله بصوت عالي مقهور : حرام عليك بقي انت ايه ي اخي شيطان معندكش رحمه بقولك كان بيساعدني .
ايمن : وكمان بتعلي صوتك عليا ي بنت ال**** .
رفع يديه لضربها مرة اخري ولكن هذه المره تصدي له قصي قائلا وهو يجز علي اسنانه : ايدك الحلوة دي تخليها جنبك ومش عشان هي بنت وضعيفه هتستقوي عليها وبعدين انا م فاهم ي اخي انت ازاي جايلك قلب تقول كده علي اختك وتظلمها .
ايمن : والله عال وبتدافع عنها كمان اه تلقي المحروسه متفقه معاك .
قصي بصدمه : لا انت اكيد مجنون .
ضحك ايمن بسخريه وقال : ابعد ي حلو انت عشان مش عايز ائذيك .
قصي : وريني هتعمل ايه .
شهد برجاء : خلاص ي دكتور قصي ابعد عنه انا رايحه معاه خلاص .
ايمن بخبث : لا والله ميصح .
شهد بترقب وحذر : عايز ايه ي ايمن .
ايمن : هوريكي ي حلوة .
ايمن بصوت عالي جذب جميع السكان من بهذا الطابق والطابق الاخر الذي فوقه : ي ناس ي خلق تعالوا شوفوا الفضيحه اللي بتحصل في العمارة هنا .
شهد ببكاء ورجاء : خلاص ي ايمن بالله عليك بلاش فضايح قولي عايز ايه وانا هعمله .
لم يستمع لها واكمل كلامه القذر الذي يمس شرفها وعرضها جعل عضلات قصي تتحفز للانقضاض عليه .
خرج الجميع من منازلهم حتي والده قصي الذي استغربت ما يحدث وايضا وجود قصي .
ونزلت ايضا والده ايمن وشهد .
احد الاشخاص : ايه في ايه .
ايمن بسخريه : الانسه والدكتور شفتهم بيحضنو بعض بدون اي ذرة خجل علي السلم والله اعلم كانوا بيعملوا ايه تاني .
شهقه صدرت عن الجميع واولهم والده قصي .
بينما نفت شهد ذلك سريعا وقالت ببكاء : كذب والله كذب والله ماحصل .
سميه : اي اللي انت بتقوله دا يابني انا قصي بني عمره ما يعمل كده ولا شهد انا واثقه من كلامي .
استغرب قصي من معرفه امه بشهد ولكن لا وجود للاستغراب الان غي هذا الوقت .

تزوجنى لينتقم ولكني أحببتهWhere stories live. Discover now