الجزء الثاني من البارت التاسع والثلاثون.

1.3K 41 5
                                    

بعدما رحل جاسر دلف قصي الي منزله مرة اخري وتوجه الي والدته التي كانت تجلس بالصاله .
قصي : هي الانسه شهد فين ي ماما .
سميه : انا دخلتها الاوضه دي قولتلها تغسل وشها وتهدي كده .
قصي : طيب انا هدخلها لازم نتكلم .
سميه : طب ومش هتفهمني عملت كده ليه .
قصي : هفهمك كل حاجه والله ي ماما بس لازم اتكلم معاها الاول .
اومأت والدته وقالت : هروح احضرلكوا الغدا .
اومأ قصي هادئا ثم ذهب الي الغرفه التي بها شهد والتي كانت امام غرفته .
دق الباب بهدوء ولكن لم يأتيه صوت فدق مره اخري وايضا لا يوجد رد نهش القلق قلبه فدق مرة اخري ولكن ما من مجيب ففتح الباب فلم يجدها فذهب للحمام الملحق بالغرفه وظل يدق الباب فلم يجد رد ايضا .
ففتح الباب ببطء فوقع نظره عليها ملقاه علي الارض ومغشي عليها .
اسرع اليها بفزع ثم حملها وخرج من الحمام وهو ينادي والدته بصوت عالي .
وضعها علي الفراش فجاءت والدته مسرعه قائله بقلق : اي ي قصي مالك .
قصي بخوف : شهد اغمي عليها .
تقدمت والدته من شهد بفزع وقالت بلهفه : طب روح هات اي بيرفوم من عندك .
اومأ قصي سريعا وذهب الي غرفته وأحضر عطره الخاص به وذهب الي والدته مرة اخري .
رشت سميه القليل من العطر علي يديها ثم قربته من انف شهد .
استنشقت شهد تلك الرائحه المميزة فحركت جفنيها ببطء فتنهد كلا من سميه وقصي بإرتياح .
فتحت عينيها وظلت تتطلع حولها بإستغراب حتي تدفقت ذكريات ما حدث معها منذ قليل وانها الان اصبحت متزوجه .
التمعت الدموع بعنيها فقالت سميه بقلق : انتي كويسه ي شهد .
نظرت لها شهد وقالت بمرارة : بعد اللي حصلي معتقدش .
تنهدت سميه بأسف وقالت : لعله خير يابنتي وكل اللي حصل ترتيب من عند ربنا .
نظرت شهد امامها بشرود بينما كان قصي يتألم لحزنها .
همس قصي لوالدته : ماما ممكن تسبيني معاها شويه .
اومأت والدته وقالت : هروح احضرلكوا الاكل .
لم تنتبه لها شهد وظلت نظراتها مرتكزة فوق نقطه في الفراغ .
خرجت سميه واغلقت الباب خلفها فتنحنح قصي لافتا انتبهاها وقد كان .
التفت سريعا شهد وعندما وجدت نفسها وحيدة بتلك الغرفه مع قصي توردت وجنتيها خجلا .
قصي بتردد : ممكن اتكلم معاكي شويه .
اومأت شهد تحرك رأسها بالايجاب ببطء .
جلس قصي بعيدا عنها كي لا يشعرها بالتوتر وقال : انا عارف انك مصدومه من كل اللي حصل ..
قاطعته شهد قائله بألم : حضرتك مش مضطر تستحمل واحدة زيي انا معرفش ليه حضرتك وافقت انك تتجوزني ..
قاطعها هو هذه المرة قائلا : ملكيش دعوة انتي ..انتي الوقت بقيتي مراتي ايا كان الطريقه او الظروف اللي اتجوزنا فيها بس انتي الوقتي بقيتي مراتي شايله اسمي .
زفر مكملا : انا اساسا بعد ما شوفت طريقه اخوكي وامه معاكي كان استحاله اسيبك لحظه واحدة معاهم كنت واقف بفكر طب هوديكي فين بعيد عنهم قولت مع نفسي اخدك تعيشي معانا بس انتي هترفضي وممكن تقولي الناس هتقول عليا اي والكلام دا لحد ما لقيت اخوكي بيقول اتجوزك ..لقيت فعلا ان انسب حل عشان ابعدك عنهم وعن شرهم اني اتجوزك واخليكي تعيشي هنا معايا ومع والدتي وخصوصا انكوا شكلكوا عارفين بعض .. صدقيني دي الطريقه الوحيدة اللي هتخصلي بيها منهم انا مش عارف انتي ازاي كنتي مستحملاهم علي طول كده دول مش بشر دول شياطين .
شهد بحسره : اتعودت علي ظلمهم واهانتهم ليا وذلهم فيا طول الوقت مستغلين ضعف بابا ومرضه وانا ملييش حد طبعا ولو بنت فعلا افتح بوقي وخصوصا ملييش مكان تاني اروحه كان هيطرودني .. قولت اطاوعهم واسكت واكيد ربنا هياخدلي حقي منهم ويخلصني منهم .. بس لما قال الكلام دا عليا مستحملتش حرام كل الظلم والقهر اللي كل شويه يعيشوني فيه طول عمري بخدمهم وشايله مصالح البيت لوحدي ومرات ابويا قاعدة حاطه رجلها علي رجل تتأمر عليا اعمل دا واعمل دا كانت بتذل فيا وان اتكلمت او فتحت بوقي تجري تقول لايمن ييجي ينزل فيا ضرب ميخليش حته في جسمي إلا ويضربني فيها بس خلاص كل واحد وليه طاقته وانا طاقتي خلصت ومعدتش مستحمله يمكن اللي كان مصبرني علي العيشه دي هو بابا اللي ايمن عايز يحرمني منه ... انا مش فارقه معايا هما اللي فارق معايا هو بابا .
كانت كل كلمه تخرج منها تنزل ورائها دموعها كالشلالات جعلت غضب قصي يتفاقم .
قصي بحنق : بعد كل اللي حكتيه دا نفسي اروح امسكه اخنقه بأيدي .
شهد بلهفه : لا اوعي بالله عليك انت متعرفش دا مجنون ازاي وممكن يأذيك .
قصي ببعض الغضب : ميقدرش يعمل حاجه انا مش هاجي جمبه بس في نفس الوقت مش هسامحه علي اللي عمله فيكي .
تنهد بعمق وقال بحنان : انا مش عايزك تقلقي من اي حاجه انتي الوقت في امان وهو ميقدرش ييجي جمبك انتي من هنا ورايح مش هتعيشي غير هنا معانا لانك الوقت مراتي حتي لو احنا مش معترفين بالجوازة دي بس دا الواقع ولازم فعلا نعيشه .... انتي هتعيشي معانا هنا وجامعتك انا اللي هوصلك وهجيبك واعتبريني اخوكي وصحبك واحكيلي كل حاجه متخبيش عني اي حاجه ومتخفيش مني عمره ماهعملك حاجه او اضايقك ...اوعدك اني هعمل كل اللي اقدر عليه عشان اخليكي مبسوطه معانا ... ودي هتبقي اوضتك هتجيبي فيها حاجتك وترتبيها وزي ما قولتك اعتبريني اخوكي وصحبك واي حاجه تعوزيها تيجي تقوليلي عليها ومتتكسفيش انتي الوقتي بقيتي مسوؤله مني ويستي مش هقولك اعتبريني جوزك عشان لسه متأقلمتيش علي الوضع دا ها اي رأيك موافقه .
هزت شهد رأسها بالايجاب بخجل وسعادة .
رأي قصي السعادة تشع من وجهها دليلا علي موافقتها وارتياحها لكلامه فأبتسم بداخله بسعادة وهو يشكر جاسر في نفسه فلولا نصيحته تلك لما رأي كل تلك السعادة التي ارتسمت بوضوح علي وجه شهد .
قام من مكانه وقال : هسيبك ترتاحي وخدي راحتك الوقت البيت دا بقي بيتك وانقلي حاجتك براحتك وماما بتجهز الاكل الوقت .
اومأت شهد بإبتسامه صغيرة .
اقترب منها كثيرا فتوترت انفاسها بشدة واغضمت عينيها فشعرت بشفتيه تقبلها اعلي رأسها بحنان لم تشعر به من قبل سوي مع والدها .
ابتعد قصي وخرج من الغرفه وتوجه الي غرفته وهو يشعر بسخونه جسده من اثر ملامسته لبشرتها الناعمه .
لا يعرف كيف فعل ذلك ولكن كل ما اراداه ان يبث لها الامان والطمأنينه .
تنهد بضيق وهو يقول : ايه اللي بفكر فيه دا .
شد شعره بقوة وقال مبرر لنفسه : انا بس عملت كده عشان صعبت عليا مش اكتر .. ايوة صعبت عليا هو دا السبب مفيش حاجه تانيه انا بحب منه وعمري ما هخونها .
اقنع نفسه بتلك الكلمات وهو لا يدرك بأنه قد سقط لحبال عشقها .
بينما بغرفه شهد كانت تقفز بسعادة من كلماته التي اشعرتها بالارتياح والاطمئنان .
لا تصدق انها اصحبت امرأته الان نعم كانت تحلم بأن يكون هو زوجها وان يبادلها نفس مشاعرها ولكن ما حدث كان مؤلم هو تزوجها فقط ليحميها من بطش اخيها وامه هذا يؤلمها نعم ولكن جزء كبير منها سعيد بأنه اصبحت علي اسمه .
تنهدت بإرهاق من كثرة احداث اليوم التي مرت عليها فجلست علي الفراش ترتاح لدقائق قبل ان تنهض بنشاط تجلب كل اغراضها من الخارج ثم وضعتها بغرفتها الجديدة وظلت ترتب اغراضها وكتبها وملابسها حتي انتهت .
دق باب غرفتها فسمحت للطارق بالدخول .
سميه بحنان : يلا ياحبيبتي عشان تاكلي .
شهد بخجل : شكرا ي طنط بس مش قادرة والله .
سميه : لا انتي كده هتزعليني دا انا جايبه الاكل لغايه هنا عشان ناكل انا وانتي .
تساءلت شهد بداخلها : هل اكل قصي ام انه لم يرد الجلوس معهم .
وقد قرأت افكارها سميه فقالت : دخلت علي قصي لقتيه نايم فمرضتش اصحيه وقلت ناكل انا وانتي .
اومأت شهد خجلا وجلست مع سميه تأكل .
كانت سميه تتحدث معها عن وضعها الجديد وتفهمها كل شىء وتبث الامان داخل قلبها وظلوا يتحدثون هكذا ...
£££££££££££££££££££
بينما في شركه جاسر .
بداخل غرفه الاجتماعات خرج سيف غاضبا وورائه دعاء تلتمع بعينيها الدموع تنظر لأسفل .

تزوجنى لينتقم ولكني أحببتهWhere stories live. Discover now