الجزء الاول من البارت الرابع والاربعون .

1.3K 36 19
                                    

قبل هذا الوقت بساعات .
بمنزل قصي .
كانت شهد تجلس بغرفتها تذاكر دروسها انتهت سريعا ثم قالت بنفسها : اما اروح اقول لقصي عشان الحنه قربت تبدا ولسه مجهزتش .
انهت قولها ثم وقفت لتخرج من غرفتها .
وجدت سميه وقصي يجلسون امام التلفاز فأقبلت ناحيتهم وهي تحمحم ملفته انتباههم فالتفتوا لها .
جلست جوار سميه وقالت لقصي : كنت عايزة افكرك بس بمشوار صحبتي لان الحفله قربت تبدأ وهي كلمتني .
قصي منتبها : خلاص قومي اجهزي وانا اهو جاهز .
ابتسمت شهد فقالت سميه : اه صحيح مين صحبتك دي ي شهد علي ما اظن معندكيش اصحاب غير واحدة بس اللي بتفضلي تحكيلي عنها .
شهد مبتسمه : ما هي دي ي ماما منه اللي بقولك عليها الحنه بتاعتها النهاردة وبكرا الفرح هي اساسا متجوزة بس الاشهار زي منتي عارفه .
وقعت تلك الكلمات كالصاعقه علي قصي الذي فتح فمه بصدمه ايعقل حبيبته الان ستتزوج .
قصي بعدم استيعاب : منه مين منه اللي بتمشي معاها علي طول ف الجامعه .
شهد بعفويه : اه هي .
وقف قصي بصدمه وزهول : مستحيل .
نظرت له شهد بتعجب وقالت : اي اللي مستحيل ي قصي .
لم يجيبها وركض للخارج وصفع باب المنزل بقوة خلفه كادت تكسره .
انتفضت سميه وشهد علي اثرها .
شهد بحيرة وقلق : ماله قصي ي ماما .
سميه بقلق : مش عارفه والله .
جلست شهد وقالت بقلق : حاله اتقلب اول ما قولت ان صحبتي هتتجوز .
سميه بداخلها : يارب ميكونش اللي ف بالي صح وتكون صحبتك دي هي نفسها اللي كان بيحبها قصي .
اكملت بداخلها بحيرة : بس شكله بيقول ان هي طالما حاله اتقلب كده .
شهد : هعمل اي الوقت ماما .
سميه بهدوء مصتنع : اهدي ي شهد وهو شويه وهتلاقيه جاي .
هزت شهد راسها بتفهم وهي غير مصدقه كلامها تشعر بأنه يوجد ما لا تعرفه وهو الذي قلب حاله هكذا .
سميه كي تخرجها من شكها وحيرتها : طب قومي اجهزي عقبال ما ييجي .
وقفت شهد وهزت رأسها بالايجاب ودلفت لغرفتها تستعد .
.............
نزل قصي وركب سيارته بحده وانطلق بسرعه جنونيه .
قصي بدموع : طلعت متجوزة والفرح بكرا اااااااه يااارب .
قالها بألم وهو يتذكر حبه لها طوال تلك السنتين .. يتذكر مراقبته لها دائما كي يراها .. يتذكر حججه كي يتحدث معها ... يتذكر نظراته لها كلما دلف لمحاضرتهم .. يتذكر قلقه عليها دائما عندما كانت تغيب يوما عن الجامعه .. يتذكر تعبه في كتابه كل المحاضرات التي كانت تتغيب عنها ثم يأتي ويعطيها لها كي تدرسهم جيدا لتنجح بإمتحاناتها ... يتذكر كل شىء وكل لحظه مرت عليهم .
كاد يصتدم بعربيه ما ولكن بفضل الله ابتعد ف اخر لحظه .
تعب من القياده فركن سيارته ونزل فوجد نفسه بذلك المكان الذي يعشقه والذي قابل به جاسر المره الماضيه .
قصي : جاسر .
وكأنه تذكره للتو فأخرج هاتفه وعينيه تغشاها الدموع ظل يقلب بهاتفه حتي وجد رقم جاسر فاتصل عليه ....
بذلك الوقت في مكتب جاسر كان قد انتهي من ذلك الملف وبدأ في ملف اخر .
دلف سيف وقال : جاسر عايز امضتك علي الورق دا .
جاسر : ماشي هاته .
وضعه سيف امامه وجلس .
أمسك بالاوراق فوجد هاتفه يرن .
التقطه بخفه فوجد قصي هو الذي يتصل به .
ابتسم واجاب : اي يعم فينك كده .
قصي بصوت مختنق : جاسر انت فين .
تبدلت تعبيرات وجه جاسر وهو يستمع لنبرة قصي المختنقه فقال بقلق : مالك ي قصي صوتك مختوق كده ليه .
قصي بنبره تشوبها البكاء : انا محتاجك الوقت .
وقف جاسر بقلق كبير وقال : طب انت فين وانا هجيلك .
قصي : نفس المكان اللي اتقابلنا فيه المره اللي فاتت .
جاسر : خلاص مسافه السكه وهكون عندك .
قصي : ماشي سلام .
جاسر : سلام .
اغلق جاسر واخذ جاكيت بدلته سريعا فقال سيف بإستغراب : رايح فين ي جاسر ومين قصي اللي كنت بتكلمه دا .
جاسر سريعا : هفهمك لما اجي بس لازم اروحله الوقت .
سيف بسرعه : استني طيب امضي علي الورق عشان مهم .
عاد جاسر وامسك بقلمه سريعا ودون اسمه علي تلك الاوراق دون النظر لها فقلبه وعقله مشغولان بصديقه الذي بدي من صوته انه ليس بخير إطلاقا .
انهي توقيعه ثم ركض سريعا راكبا المصعد لينزل ويركب سيارته متجها الي ذلك المكان .
نظر سيف في اثره بإستغراب وقال : ياتري مين قصي دا اللي جاسر ملهوف وخايف عليه كده .
هز كتفيه بعدم معرفه واخذ تلك الاوراق اتجه الي مكتبه يباشر عمله سريعا كي يذهب ويحضر نفسه لتلك الليله .
............
وصل جاسر بوقت قياسي الي الشاطىء مكان مقابلتهم المره الماضيه .
ركن سيارته بجانب سيارة قصي ونزل يبحث عنه بعينيه فوجده يجلس امام البحر .
ذهب سريعا له وقال بقلق ولهاث : قصي .
التفت له قصي بإختناق وارتمي بحضن صديقه الذي استقبله بصدر رحب .
ربت جاسر علي كتفه بحنيه وقال بقلق : مالك ي قصي .
اجهش قصي بالبكاء مما جعل جاسر يقلق اكثر .
قرر تركه قليلا يفرغ حزنه ثم يسأله حينما يهدأ .
وبعد قليل هدأ قصي وابتعد عن جاسر .
جاسر : ها بقي قولي مالك .
قصي : تعالي نقعد .
طاوعه جاسر وجلسوا .
نظر قصي للبحر امامه ثم اخذ نفس عميق وقال : كنت بحب واحده بقالي سنتين بحبها جدا واكتشفت النهاردة انها متجوزة .
نظر له جاسر بصدمه وحزن وقال بإستعطاف : مش من نصيبك ي قصي لو من نصيبك مكنتش اتجوزت .
قصي بشرود : فعلا انا بس زعلان علي حبي ليها اللي بقاله سنتين .. سنتين بحالهم وانا بحبها وبتمناها مراتي .. سنتين وانا براقبها عشان اشوفها .. سنتين وانا بشتغل فيهم جد واكون فلوس عشان لما اجي اتقدملها اكون موفرلها كل حاجه واجبلها احلي شبكه واعملها احلي فرح .
تنهد بحزن عميق وصمت .
تأثر جاسر بكلامته فقال بحزن : طب وشهد .
ضحك بسخريه وقال : اي ي جاسر انت مش عارف الحكايه كلها ولا اي .
جاسر : عارف بس كنت متوقع انك مش بتحب يعني وممكن تتقبل فكره ان شهد بقت مراتك وتحاول تتعامل علي الاساس دا .
قصي بتوهان : انا مبقتش فاهم نفسي ولا عارف حاجه .
جاسر : طب اهدي واحكيلي .
قصي : ساعات بحس بمشاعر تجاه شهد بس بعاقب نفسي علي المشاعر دا اولا انا بحب واحده وثانيا مكنتش عايز ابقي مستغل ف نظر شهد وخصوصا انها مبقاش ليها حد غيري يعني فكرت ممكن تكون هي مكنتش عايزة الجوازة دي واتجبرت عليها عشان بس تبعد عن اهلها وانها ممكن تكون بتحب حد ومستنياه يتقدملها .
قال الاخيرة بغيرة حارقه لم يعي علي نفسه بها ولكن لاحظها جاسر الذي ابتسم بهدوء وقال : طب الوقت طالما اللي بتحبها اتجوزت ليه متحاولش تنساها وتبدأ من جديد مع شهد وخصوصا انها مراتك الوقت حبها وخليها تحبك .
قصي : صعب .
قاطعه جاسر : لا ي قصي مش صعب بص من خلال كلامك اللي فهمته انك اتعلقت بالبنت اللي اتجوزت دي بس محبتهاش اوي بدليل انك بتقول بتحس بمشاعر تجاه شهد لو فعلا كنت بتحب اللي اتجوزت دي كنت عمرك ما فكرت ف شهد او بصلتها وبدأت تحس بمشاعر ناحيتها .
قصي : بس شهد عايشه معايا ف نفس البيت اكيد بشوفها كل شويه فأكيد هتلفت نظري .
جاسر : تؤ مش معاك في كده حتي لو عايشه معاك في نفس الاوضه مكنتش هتهمك ف حاجه عشان بتحب التانيه بس ف الحقيقه ان ممكن نقول انك اعجبت باللي اتجوزت ولما فضلت تراقبها كده اتعلقت بيها وفكرت ان دا حب بس بأكدلك انت محبتهاش انت بدأت تحب شهد .
قصي بدهشه : شهد .
جاسر مبتسما : اه شهد انت مش شايف لما كنت بتقول انها ممكن تكون بتحب حد كنت غيران عليها ازاي .
قصي بدهشه اكبر : اناا .
جاسر بضحكه : ايوة انت .
اكمل بجديه : انسي اللي اتجوزت دي وابدأ صفحه جديده مع مراتك واتقبل الواقع وحاول تغيره وتخليه جميل .
قصي بتركيز : ازاي .
جاسر : هقولك اولا لازم تتقرب من شهد انت الوقت بدأت تحبها خلي الحب دا يكبر في قلبك وخليها هي كمان تحبك وابنوا اسرة مع بعض .. قرب منها وخليها تحس بالامان معاك .. حسسها انها حاجه كبيرة عندك  واهتم بيها وراعي ربنا فيها دي يتيمه وملهاش غيرك انت وابوها اللي يعالم امتي هيفوق .
بدا له الحديث مقنعا فقال قصي بتنهيدة : بإذن الله .
جاسر بمشاكسه : ي عم فكك بقي واضحك ..
اكمل بخبث : وبقولك لو انت مش عايز شهد خلاص طلقها وانا موجود .
وقف قصي سريعا وانقض علي جاسر بشراسه قائلا : نهارك مش فايت النهاردة .
انطلقت ضحكات جاسر بقوة وقال : وبتقولي مش بتحبها دا انت بتموت فيها انت مش شايف نفسك هتموتني ازاي عشان قولتلك طلقها دا انت واقع ي عم .
ابتعد عنه بضيق وقال : خلاص ي عم عرفت اني بحب شهد مش التانيه اللي اتجوزت .
جاسر بضحكه : شاطر برافو يلا روحلها الوقت وابدأ بدري لحسن تكون بتحب حد زي ما بتقول .
قصي بحنق : دا انا اقتلها واقتله .
نظر له جاسر فأنفجروا ضاحكين بشده .
كانوا جالسين علي الرمل فألقي قصي راسه علي كتف جاسر قائلا بإبتسامه : انا بجد مش عارف اقولك ايه انا بشكر ربنا انه عرفني بحد زيك اقسم بالله مش برتاح غير لما اتكلم معاك بتفهمني بدون ما اتكلم وبتفهمني اكتر من نفسي كمان مش عارف اي هيئه الشعور اللي بحسه كل ما اتكلم معاك بحس زي انك حد قريب مني اويي .
جاسر مبتسما : هتصدقني لو قولتلك ان دا نفسي شعوري .
قصي بمرح : نكوش اخوات واحنا منعرفش .
انطلقت ضحكاتهم تعم المكان ولا يعلمون ان تلك الجمله صحيحه تماما .
وبعد قليل ذهب كلاهما كل واحد الي منزله .
________________
صعد قصي شقته وفتح الباب بإبتسامه .
قابلته والدته التي كادت تموت قلقا عليه .
زفرت بإرتياح عندما وجدته بخير قالت : كنت فين ي قصي ومش بترد علي تليفونك ليه قلقتني عليك وكمان طلعت بدون ما تقول حاجه بسرعه كده وحالك اتقلب .
قبل قصي يد والدته وقال : حقك عليا متخافيش انا كويس كنت مخنوق شويه بس الوقت خلاص بقيت تمام .
سميه : وممكن اعرف سر الخنقه دي .
قصي بهروب فهو لا يريد فتح ذلك الموضوع مره اخري : مفيش المهم فين شهد عشان اوصلها .
سميه بتنهيده : لبست ومستنياك جوه وقلقانه عليك .
قصي بإبتسامه : بجد .
سميه : اه والله المهم انتوا هتروحوا الوقت .
قصي : اه هوصلها واسيبها هناك واجيلك .
سميه مبتسمه : ماشي انا هدخل اريح شويه .
قصي : ماشي ي حبيبتي .
دلفت سميه لغرفتها بينما اتجه قصي لغرفه شهد ودق الباب .
اعتقدت شهد انها والدتها فقالت : تعالي ي ماما .
ابتسم قصي وفتح الباب ودلف .
لم تنتبه له شهد واكملت : قصي لسه مجاش ي ماما ؟ .
قصي : لا انا جيت .
شهقت شهد بخضه والتفتت له فقالت : قصي !! خضتني .
ضحك بخفه وهو يتقدم منها .
نظر لها بتقييم فأتسعت عينيه بإنبهار واعجاب فقد كانت ترتدي ذلك الفستان الذي بدت فيه كالاميرات 👇.

تزوجنى لينتقم ولكني أحببتهDonde viven las historias. Descúbrelo ahora