الفصل الثامن فتاة احلامي

260 17 0
                                    


لم يتغير شيئ ، هذا ما توقعته من الأساس مر شهران بالفعل لم نلتقي خلالهما ، لم نتحدث حتى و لم تعاود دار النشر الاتصال بي ربما كنت أملك و لو القليل من الأمل أنه قد يتصل بهم و اخبارهم أن قصصنا كانت مختلفة و أني لم أسرق عمله أبدا لكنه من الواضح انه لم يفعل 

حل شهر ديسمبر و قد اشتد البرد ذلك الشهر المفضل لدي من السنة ، لقد نسيت ما حدث خلال ثلاث أشهر الماضية أو ربما كنت فقط أكذب على نفسي محاولة تناسي ذلك ، كانت احدى الليالي حين سمعت طرقا خفيفا على باب غرفتي ، كانت بيلا نائمة و قد اعتدت السهر لساعة متأخرة من الليل أرسم تلك الشخصيات الخيالية التي كانت بعقلي محاولة مواصلة كتابة القصة علني يوما أجد طريقة أخرى لأثبت ذاتي خلالها 

اقتربت من الباب ثم فتحته ، كان هناك صندوق صغير ، حملت تلك الهدية ثم عاودت الدخول الى الغرفة كان مكتوب عليه اسمي لهذا لم اتردد في فتحه لأحمل تلك الرسالة بين يدي و أشعر في قراءتها 

" أنتظرك بغرفة البيانو لنتحدث "

كانت تلك الكلمات محتوى الرسالة ،الى جانب قطعة الكعك تلك و التي جعلت قلبي يخفق بشدة كانت تلك طريقته دائما رغم أني كنت سأرفض ذلك العرض لكن وبسبب أنه كان الشخص الذي دعاني لم أستطع كبح نفسي و غادرت غرفتي باتجاه غرفة البيانو و التي كانت عند آخر الممر

لم يكن الحل المثالي لكني قد ذهبت ، طرقت الباب في هدوء ليفتحه لكني لم استطع رؤية وجهه بسبب الظلام الذي كان طاغ على غرفة الاشباح تلك و قد كانت رائحة السجائر أول ما اعترضني 

" بشأن القصة ، لقد وجدت حلا " قال بينما كان يقترب من البيانو ليجلس على ذلك المقعد و كأنه يستعد للعزف 

" اذا ؟ ما الحل برأيك ؟ "سألت

" سيتم نشر قصتك لقد أخبرت صاحب دار النشر أننا لا نعرف بعضنا و أنك لم تسرقي شيئا لقد قمت بتفسير ما حدث و هو قد صدق ، سيتم نشر القصة في أقرب وقت ممكن ربما في شهر مارس "

" لما مارس تحديدا ؟ "

" هذا لأنه كان من المقرر أن أرسل عملي لينشر لكني تراجعت "

" بسببي ؟ "

" لا ، فقط أشعر أني لم أعد أملك افكارا لرواياتي ثم أني قد مللت الكتابة و الرسم "

"  حسنا اذا ، سأمر غدا الى دار النشر لأتأكد من ذلك " أجبت ثم استدرت لأضع يدي على مقبض الباب حتى أغادر قبل أن توقفني كلماته و التي كانت صادمة بالنسبة لي

" لقد قرأت روايتك "

" روايتي ؟ أتعني التي تشبه خاصتك ؟ "

" بلى ، انهما متشابهتان حقا لكن يوجد الكثير من الاختلافات ثم أني أعترف أني صرت أخافها ، آه لا يهم لكنها جيدة حقا ربما أفضل من قصتي حتى ، أتسائل لما قررت جعل ويليام الشخصية الرئيسية؟ "

" لأني أفضله ، انه أكثر من مجرد شخصية خيالية بالنسبة لي "قلت ذلك ليقترب مني ثم نظر في عيني 

" سأخبرك بقصتي اذا ، ايزبيلا كانت الشخصية الرئيسية بها ، سبب اختياري اياها أني حقا كنت أحبها ، لقد جعلتها تجسد شخصية الفتاة التي لطالما انتظرتها و لم أجدها ، أكره قول ذلك لكن كانت ذلك الجانب العاطفي مني رغم أني شخص لا يحب العاطفة و قد كان دانيال هو تجسيد لشخصي لطالما أحببت  العيش داخل تلك القصة و قد كنت أروي ما حدث معي طوال حياتي بطريقة غير مباشرة بتلك الرواية ، لن تكون من الصدفة أنك قمت بكتابة نفس القصة و لابد أن ويليام بالنسبة لك كان الشخص الذي لطالما أحببته أليس كذلك ؟ "

" لكني لست بأميرة من الفضاء قد أتت لتخلص ذلك الفتى من وحدته "

" ربما ، لكني لم أحب شخصية ذلك المدعو بويليام لأنه و بطريقة ما يشبه دانيال كان صاحب بشرة بيضاء و شعر مجعد و عينان زمرديتان تماما مثله "

" كيف تأكدت أني لم أكذب و أن قصتي لم تكن مقتبسة من خاصتك ؟ "

" ربما هو الحدس لكني أستطيع التفريق بين الحقيقة  و الكذب ، اذا أريد ان نقضي بعض الوقت معا ، ما رأيك بالذهاب الى احدى المطاعم الفاخرة مثلا "

" كنت تحاول جعلي اصدق انك حقا ويليام لكن ويليام لم يكن ليقول ذلك ، أنا لا احب المطاعم الفاخرة "

" يمكنك التفكير في العرض و تغيير الخطة سنذهب الى اي مكان تختارينه لا يهم "

" لما هذا العرض فجأة ؟ "

" احتفالا بقبول روايتك للنشر "

" لما قد احتفل معك ؟ "

" لأنه لا خيار أمامك كلانا وحيد و رواياتنا دليل على هذا ، ربما هو القدر ، مقدر لنا ان نلتقي في هذا الزمن و بهذه الطريقة " 



December RainWhere stories live. Discover now