الفصل 79 عالم بشع

43 7 2
                                    

هاري

داخل ذلك الضجيج الذي كان بعقلي ، كنت واع جيدا بما يحدث حولي لكن جسدي كان عاجزا عن الحراك لقد حان الوقت ليفرض سيطرته ذلك ما ارادته ساره و قد كلفت طبيبا بمراقبتي 

" أكره البشر ، بسببهم قد عانيت طوال حياتي لقد فعلت كل ذلك ، لقد خططت فقط لغاية واحدة انتقامي من النبلاء و الذين سرقوا مني اغلى ما املك ، أنت لم ترد قط مساعدة الفقراء كما تدعي " قال ذلك الصوت الغاضب بداخلي 

" هذا هراء ، لقد شعرت بذلك الضعف مثلهم و ما ان سنحت لي الفرصة و صرت قويا ، قررت ان انقذهم لم ارد ان يعيش طفلا ما عشته انا من قبل " أجابت الصوت الآخر الذي كان بداخلي ، كل ذلك  و أنا استمع لهم في هدوء دون ان اتدخل 

" لا تقل انك تكره البشر ، اساسا لولاهم لما تواجدت هاري ، البشر ، اتحدث عن والداك و عن دانيالا ، مارك وسالي ... و بالطبع ساره ، لقد احببت البشر اكثر من نفسك أعترف فقط بحقيقة مشاعرك " 

" ستقام مجزرة على ارضنا لذلك يجب ان تعاود الوقوف على قدميك مجددا لا تنسى انك المسؤول عن ارواح الآلاف لا نملك وقتا للراحة " قال ذلك الجانب المحب للعمل مني

" لكني لا استطيع مجارات تلك التغييرات لقد تعبت ، اشعر و كأني الاحق نورا يلوح لي من بعيد لكن و كلما ركضت ابتعد عني اكثر و هاهو يتلاشى شيئا فشيئا ، لقد فشلت و لم يعد بجعبتي ما اقدمه لهم " 

كنت اجلس بالخلف استمع لذلك الحديث الذي كان يدور بعقلي لقد صرت ارى افكاري على هيئة اشخاص يشبهونني لقد خضعت لهم صرت لا شيئ ، اجلس بالخلف بتلك العتمة منتظرا ما سيحدث معي ، هل سأموت حقا ؟ انها النهاية ، لكن وسط تلك الهلاوس التي كنت اعيشها بداخلي فجأة فتحت عيني لأجد نفسي ممددا على السرير بالغرفة ، كنت بصعوبة استطيع استنشاق الهواء و بينما كان الطبيب على الجهة الاخرى و الذي صار مضطربا  

" لا أصدق ... ذلك غير ممكن ، لقد كان يجب ان تنام لفترة اطول بسبب المهدئات التي حقنتك اياها " قال و الذي صار يجهز حقنة اخرى لكني كنت ابعد الغطاء عني استعدادا للوقوف مجددا 

" ماذا تفعل ؟ " قال و قد استعت عيناه  لكني لم اهتم و واصلت تقدمي الى ان اقتربت من خزانة ملابسي لأخرج قميصا ابيضا و بنطالا أسود ، كان علي ان اغادر ذلك السجن لازلت اتنفس رغم كل شيئ لازلت حيا 

***

هاري

" يختبؤون كالفئران بهذا الجحر ، لقد سعينا للرقي دوما لكن امثالهم لا يزالون يتخذون من الجحور مخابئ " قال جورج و بعد ان تأكد ان جميع اعضاء الشرطة يحاوطون المكان لقد كان مخبأ لمجموعة سحرة قد قد اترصدهم منذ وقت طويل استعدادا لهذه اللحظة 

لم اكن انتمي للشرطة و لم اكن أفهم طبيعة عملهم لكن أردت و بشدة ان اكون جزءا من تلك المداهمة لك استطع الالتزام بالخطة و اندفعت بسرعة الى داخل ذلك الجحر ما جعل بقية رجال الشرطة يلحقون بي ، كان المكان مظلما و هادئا ، لكن فجأة و بسبب ذلك الضجيج الذي سببته مداهمة الشرطة أصبح المكان اشبه بساحة معركة لكن ذلك الصوت الذيلفت انتباهي و اصابني بالقشعريرة لقد كان صوت بكاء طفل ، لم اكن اعلم مكانه و لا  سبب تواجد طفل رضيع بمخبأ للسحرة المشعوذين و الذين كانوا يقومون بطقوس غريبة كان هدفهم الاطاحة بي و بما اسعى لتحقيقه ، لم اهتم لتلك الاشياء الغريبة التي كانت بالمكان و لا بتلك المخطوطات التي كانت تملأ ارضية الكهف لم ارد التدخل و تركت مهمة القبض عليهم للشرطة بينما انا اخذت اتبع مصدر الصوت لينتهي بي الحال عند منضدة وضع عليها رضيع عار و قد كان يرتجف من البرد ، ذلك المنظر أمامي و الذي أصابني بالذهول لكني سرعان ما نزعت الرداء الاسود الذي كنت اضعها لأخفي وجهي و جسدي ثم وضعته على ذلك الرضيع الذي كان على وشك الموت ، لم احمل رضيعا بين يدي من قبل و لم اكن اعلم كيف افعل ذلك حتى لكنو بمجرد ان وضعته بين ذراعي حتى توقف عن البكاء ، ضممته الى صدري وقد كنت اضغط عليه برفق لقد اعتقدت اني بذلك سأحميه من البرد ، ذلك البرد الموحش الكئيب ككئابة هذه البلدة الحزينة 

" ظننتك ستقتل اولائك المشعوذين ، بدوت هادئا هذه المرة هاري " قال جورج 

" ابحث عن والداه ... " 

" من ؟ اوه ذلك الطفل ... لابد ان والداه احد اولائك المشعوذين ، اوه ربما قد اختطف..." 

" ابحث بشأن ذلك الأمر و اخبرني بما توصلت له " قلت بينما كنت انظر الى ذلك الطفل بين ذراعي و بعد ان غادر جورج لينفذ ما طلبت حينها سمعت ذلك الصوت بداخلي مجددا 

" أرأيت ... ايعقل انك ستتسامح مع هؤلاء ، ان كان قد اختطف فهذا محزن حقا ، و ان كان والداه احد اولائك المشعوذين فذلك اسوء بكثير ، لهذا السبب لا اسامح البشر " 

رغم كلامه و رغم شعوري بالغضب الذي كان يتفاقم بداخلي كنت لا أزال هادئا ، غادرت ذلك المكان باتجاه سيارتي و قد قررت اخذ ذلك الرضيع معي و بعد ان لففت جسده بردائي ثم اتصلت بساره 

" هاري... " أجابت في صدمة هي لاتزال تعتقد اني اتعالج 

" لنلتقي بقسم الشرطة ، سأكون هناك بانتظارك "

" مهلا لحظة ، لما تفعل ذلك ؟ أنت لم تشفى بعد " قالت لكني انهيت المكالمة و دون ان اجيبها ثم قدت باتجاه قسم الشرطة لكن و في طريقي الى هناك كانت تلك المحادثات داخل عقلي لا تزال ترهقني لكن رغم ذلك كنت احاول تجاهلها و تجاهل ذلك الصوت السوداوي بداخلي و الذي يأمرني بقتل المشعوذين و صوت ذلك الشخص الجبان الحساس الذي يبكي حسرة على ذلك المشهد اللاانساني الذي قد شاهدته منذ قليل ، تجاهلت تلك الاصوات و حتى ذلك الصوت الحكيم الذي كان يقف عاجزا عن اخذ قرار صائب بشأن ذلك الطفل لقد تخطيت كل ذلك و قررت ان اعيش ما أمليه انا على نفسي ، لأني هاري... شخص واحد فقط ، شخص آمن بالحرية و العدالة ، شخص عقلاني و منطقي رافض للحساسية و المشاعر ، شخص مسالم رافض للشر ، شخص قد حذر لا متشائم و ما دمت حيا ارزق سأعيش طبيعتي كشخص مقامر و محب للمخاطر لقد عدت ... سأقف على قدمي مجددا و اواجه حتى و ان خسرت يكفيني شرف المحاولة فأنا لم اكسر بعد سأواصل تحقيق حلمي الى ان اكسر و اندثر ، الى ان يرقد هذا الجسد الى الابد 

December RainWhere stories live. Discover now