الفصل 87 خونة

38 7 2
                                    

هاري

كان بعيدا عن الانظار ، قد اختار المكان المناسب للاختباء و محاولة فاشلة منه للتواصل مع الاعداء ، كان من المؤلم رؤية ذلك احد حلفائنا يحاول خيانة دولته ، و حتى و بعد كل هذه الفترة لازال البعض يكرهني لدرجة انه قد يخون وطنه بسببي، صوبت سلاحي نحوه ثم ضغطت الزناد ، كنت قد تعمدت اصابة ذراعه لم ارد قتله رغم كل شيئ لكنه و ما ان التفت خلفه و رآى وجهي الذي يكره العشرات بل المئات حتى اتسعت عيناه ثم سريعا بدأ يحاول الامساك بمسدسه حينها اطلقت رصاصة اخرى لشل حركته ، اقتربت منه و قد كان واثبا على ركبتيه

" اذا تلك هي طريقتكم ، مارك كان على حق ، كيف تتخاطر معهم؟ من بقية الجواسيس بالجيش ؟ هيا تكلم " قلت لكنه لم ينطق بحرف بل ظل محدقا بعيني ربما ذلك ما جعلني افقد اعصابي 

" ايها اللعين ، كيف تجرأ؟ اعرفك جيدا ، بلى لقد تحريت عنكم جميعا ليتني فقط استطيع قتلك الآن لآخذ بثأر جميع من ماتوا لأجل هذا الوطن ، جميع الذين ضحوا بحياتهم لحماية امثالك ايها الوغد ، تكلم و الا افرغت محتوى مسدسي يجسدك لتشعر الالم ... الألم عن ماذا اتحدث امثالك لا يفهمون معنى الألم " 

كنت اصرخ كالمجنون لقد فقدت اعصابي و أخيرا قد ظهر ذلك الجانب الأكثر قسوة و سوداوية بداخلي لوهلة تذكرت تلك المشاهد أولائك الجنود الذين ماتوا بالحرب الفارطة و حتى طريقة موت تلك الخادمة بسبب الامير ريتشارد و التي لم انسها ابدا كنت على وشك ان اقتل ذلك الرجل حين تدخل بقية الجنود فجأة و قد كان مارك من بينهم ، كانت سترتي البيضاء قد تلطخت بدماء ذلك الخائن و بينما كان مارك يحاول جعلي اتراجع الى الخلف كنت لا ازال ارى تلك الجثث امام عيني و كأن الامر قد حدث البارحة 

" هذه الحرب تحتاج التضحية ، تضحياتهم كانت وقتية فقط لم يشعروا الالم الا للحظات فقط لكني قد تبنيت ذلك الالم طوال حياتي و تحملت تأنيب الضمير فقط لأحقق العدالة و الحرية امثالك يستحقون الموت أبشع ميتة ، جميعكم جدوا لي بقية الجواسيس و الا سأقتل الجميع ، تحركوا حالا "

***

مارك

كان مختلفا و كأني اشاهد رجلا آخر امامي ، اذكر اول مرة قد التقيت بها هاري ، كان و رغم هدوءه و كئابته رجلا مفعما بالحياة لقد كنت ارى الحماس و ذلك البريق بعينيه لكن مجددا اتأكد ان ذلك البريق قد خفت لم ولأول مرة اشكر الله اني لم اكن مكانه فجأة و بينما كنت شارد النظر له لمحت دمعة تسقط من عينيه بينما كان يصرخ آمرا الجنود بايجاد الجواسيس 

فجأة دفعني ثم غادر بينما انا بقيت شارد النظر له و هو يبتعد شيئا فشيئا ، عدت منزلي بعدها ثم اسرعت بالجلوس قبالة لوحة رسم بيضاء أمسكت فرشتي ثم اخرجت اللون الاحمر و اطلقت العنان لمخيلتي ، قررت رسم ذلك المشهد ، لقد كان ذلك الشاب ملهمي دائما ، شاب قد اثقلت كاهله الهموم و الآلام ، شاب يحاول ان يجعل الكل يرى ذلك النور آخر النفق لكن لا احد يرى ، كان جميع من حوله يضع عصابة على اعينهم لكنه كان الوحيد الذي لم يفقد بصره من بينهم كان واقفا عند بركة ملئية بالدماء و تلك الأيادي التي كانت تخرج من البركة محاولة اسقاطه بها ، كانت لوحة لرجل حزين يحاول المقاومة و عدم الوقوع بتلك البركة و الموت ، كانت تلك الايدي عبارة عن الارواح التي ماتت بسببه ربما ذلك صحيح فضميره لم يمت بعد 

***

ساره

" حمقى ...انهم حمقى فقط ... أنا على حق دائما سأنتصر مهما كلف الامر و لن اموت بعد "

قال ، كان يمشي بالغرفة ذهابا و ايابا و هو يمسك بقطعة الخبز تلك محاولا اجبار نفسه على تناولها ، لقد كان يتناول الطعام فقط كي لا يموت لقد وصل ذلك الشاب الكاتب العبقري الى هذا الحضيض 

" اينجل ستجد جميع الجواسيس "

" كيف امكنهم فعل ذلك ؟ كيف استطاعوا خيانة وطنهم فقط لأنهم يرفضونني ؟ " 

" اياك و التراجع ، لا يجب ان تشك في حلمك ابدا ، لا تنسى اني قد تبنيت ذلك الحلم و قررت خوض تلك المعركة ، اثق اننا سننجح فغايتنا لم تكن الشر ابدا ، اتعلم لما اريد النجاح اكثر من  اي شيئ؟ ... لا استطيع تخطي ما حدث مع كريستا ، لازلت ارى موتها بكل مرة لازالت روحها تطاردني و لن اسامح نفسي ابدا ، لم استطع انقاذها حينها لكني اقسمت ان لا تذهب تضحيتها دون فائدة امثالها فقط من اججوا تلك النيران بداخلي ، يجب ان نحارب الظلم اياك و الاستسلام الآن لقد قطعنا شوطا هاما هاري 

************************************************************************************

وصلتني رسائل من اشخاص قرأوا القصة و عجبتهم شكرا كثييير لكل حد دعمني  و لكل حد وصل لحد هذا البارت 

اوه ايضا لاحظت ان اغلبكم يحب شخصية ساره ههههه واو

December RainWhere stories live. Discover now