الفصل 65 عدالة مزيفة

29 6 0
                                    

" لقد مر وقت طويل ، اعتذر كان يجب ان آتي كل يوم كما وعدت لكن ، ذلك الطريق الذي اخترته قد صار يشغلني مؤخرا ، هذا ما يقوله الجميع ، جميع من اعرفه ، بلى اصدقائي ... لم اعد املك وقتا لرؤيتهم لقد كونت صداقات يا أمي كما أردت دوما " قال و بينما كان يجلس عند قبر والداه ، كنت أقف بالخلف استمع لما يقوله ، و لم يكن يعلم اني قد اتيت ، لقد صرت اعرف هاري اكثر من نفسه كان يوم الخميس ، و قد اعتاد ان يخصص هذا اليوم لزيارة والداه المتوفيان ، حين يختفي فجأة بهذا اليوم اعلم انه بالمقبرة ، كنت انوي الحديث معه بسبب العمل ، كان امرا طارئا و لهذا السبب قد لحقته لكني قد عجزت ان اتدخل في خصوصيته هذه المرة لكني لم استطع منع نفسي من سماع كلامه 

" على من أكذب ، لم استطع تكوين العديد من الصداقات بل علاقاتي دائما ما كانت محصورة في اطار العمل ، ما عدى علاقتي بساره ، اه ايضا لقد اقترب موعد العرس من سأدعو ؟ لا أحد ... لا اعرف احدا كي ادعوه ليشاركني فرحتي يا أمي ... و لم يوجد احد ليساعدني يا أبي ، لا يهم اساسا دائما ما كنت اتحلى بالقوة و التي افتقدتها انت ، لطالما كنت رجلا مضحيا و لطيفا و ذلك كان سبب فنائك لهذا لا اريد ان اكون مثلك ، لا يستحقون ذلك اللطف لأظهره ، لكني اعلم جيدا انك كنت لتفخر بي ان كنت حيا ، لقد صرت قائدا ، ذلك الفتى الانطوائي قليل الكلام صار حاكما للدولة و قد صار النبلاء يكرهونني  و يخشونني هذه مدعاة للفخر أليس كذلك ؟ لا تقلق لم يعد احد يشعر بالجوع و لم يفقد طفلا عائلته بسبب ذلك ، لقد صرت سفاحا و مجرما فقط لأني أحقق العدالة لقد مات جوي ، بلى انا من كان السبب لكن كل ما فعلته اني جعلته يأكل من نفس الطبق الذي أكل منه شخص آخر و كان على حافة الموت ، مات ريتشارد أيضا و قد كنت قاتله لكنه و في المقابل قد قتل هو فتاة بريئة قد احبته بصدق ، كنت قد عذبت الملك و جعلته يموت جوعا لأنه عذبك انت و قتلك ، ايضا أمرت بجلد رجل كان يجلد ابنه كي يحصل على المال ، كان يستغل طفلا و قد لقى عقابه ، هل أنا مخطأ كما يدعون؟ هم لا يفهمون و قد صرت عدوا مشتركا و أنا من ضحى بحياته لانقاذهم من الحرب ، قتلت الأميرة امام عيني والدها و قد اتهمت بأني رجل بلا اخلاق و قاتل لكن لم يكن احد يعلم انها قد قتلت جارية فقط كي تسرق حبيبها ، لكن صحيح ما يقال ان تكون مختلفا لا يعني انك على خطأ فأنا اثق بما افعله ، لم اكن مجنونا فقط لكني ادعي الجنون ، بلى المجانين هم من يفوزون في النهاية ، كيف لي انسى تلك الاهانات التي لحقت بي من دانيالا ؟ مستحيل ... سأواصل طريقي اعدك أبي لكني لن اكون طيب القلب و عطوفا مثلك لأني لن اقبل بأن أكون عبدا للنبلاء لقد ولدت حرا و الجميع أحرار لن اتوقف عن سياستي الا ان يعرف العالم السلام الحقيقي ستحصد ما فعلته ذلك هو العدل الحقيقي ، لن استطيع الصمت و تجاهل الحقيقة ، لهذا قد اخترت مهنة المحاماة لقد خلقت لأدافع عن المساكين لكني لست مسكينا ، ليتني متت أيضا حينها لكن نجاتي لم تكن مجرد صدفة ربما لأنه كان علي أداء مهمة قبل ان اموت ، الى ذلك الحين سأواصل طريقي و ان كرهني الجميع لن أهتم لأني على حق "

كنت قد قررت العودة ربما ليس الوقت مناسبا لهذا ، لكنه فجأة قال 

" مهلا ، لا تذهبي " 

" اذا انت تعلم بوجودي "

" منذ البداية ، لكني واصلت حديثي ، انت تعلمين ما اريد قوله لقد صرنا عائلة الآن لا فائدة من ان اترك هذا الكلام لنفسي ، لابد ان هناك أمر طارئ لتأتي الى هنا بنفسك "

" بلى ، كنت قد قررت اقامة محاكمة قريبة لكن ، مات موكلي "

" مات؟ كيف ذلك؟ "

" انها جريمة قتل متأكدة من هذا "

" اذا ... لما تخبرينني ؟ سيقام تحقيق بهذا الشأن و لا دخل لي القاضي هو من سيحكم بالعدل أليس كذلك؟ "قال و بينما كان يبتسم كنت انظر الى الأرض في خجل ، لقد صار يفهمني اكثر من قبل هو الآن يعرف أسراري و خبايا شخصيتي ، لأول مرة اشعر بالضعف لقد كان على حق و قد كنت انا المخطأة أعترف لكن لم اكن اعلم ما علي قوله كي لا اظهر ما اشعر به الآن 

" لقد اقيم تحقيق بالفعل "

" و ما النتيجة؟ "

" قيل انها عملية انتحارية ، لكني واثقة انه قد تم قتله ، لقد وعدت والدته ان لا اهدر حق ابنها الوحيد "

" لن استطيع فعل شيئ فطريقتي خاطئة و العدالة تكمن في القانون و القاضي أليس هذا ما قلته ساره ، اذا تعاملي مع الأمر و اثبتي ذلك ، حاربيهم وحدك بقوانينك السخيفة مادمت معارضة لأفكاري لن استطيع المساعدة و من الأفضل ان لا احقق بنفسي هذه المرة لأنك تعلمين ما يمكنني فعله "

" لم اكن ادرك بشاعة الناس من حولي ، لا احد يحترم القانون غيري في نهاية المطاف لا احد يبصر الحقيقة حتى القانون قد تم تدنيسه ، لا استطيع فعل شيئ لوحدي ، اريد نفوذك هاري ، ساعدني هذه المرة ،  و لن أقف بطريقك أعدك ، لن احاول ايقافك عن تحقيق عدالتك ، كنت على حق اللين و اللطف جميعها اكاذيب ، لم استطع رؤية دموع تلك السيدة شعرت و كأني مسؤولة عن ذلك ، تم تبرئت المجرم و انا و كسيدة قانون لن اقبل بذلك " 

" ان اثبتت تورط ابنة الوزير فسأقتلها هل تقبلين بذلك ؟ " قال ، لم استطع الاجابة لكن لم يكن يوجد حل آخر 

" أرأيت ساره ... لقد علمت حقيقة العالم قبلك و قد عشت مظلوما و اعلم جيدا معنى ان تظلم ذلك الشعور سيئ لهذا لا يجب التساهل مع الظالم ، فكري في الأمر قبل ان اتدخل ، حاولي ايجاد حل او ثغرة قانونية و ان فشلت سأحقق في ذلك بنفسي ، اه .. ايضا اؤكد لك انك لن تستطيعي تحقيق العدالة بتلك الطريقة السلمية ابدا و سيقف الكل بوجهك و لن يستمع احد لك لكن ، اريد جعلك تجربين ذلك الشعور ربما حينها ستتفهمين ما اقوم به " قال ليغادر بعدها 

***


December RainWhere stories live. Discover now