الفصل 88 بداية الحرب

27 6 0
                                    

مارك

" احيانا احسدك تمتلك موهبة رائعة ليتني فقط استطيع رسم لوحات مثلك " قالت و بينما كانت تنظر الى اللوحة التي رسمتها البارحة لقد استغرقت اكثر من عشر ساعات لانهيها 

كنت انظر من خلال النافذة التي تطل على الشارع و بعد ان القيت سيجارتي التي كانت تشتعل " كتبت ان الظلام سينقشع و هذه المدينة الكئيبة ستسعد مجددا ، لن تتراكم السحب الداكنة و تبكي لقد كنت شخصا فاشلا لا افهم في صناعة الكتب فأنا لست بروائي في نهاية المطاف و لا اعلم كيف اصف ما بداخلي لكني كنت مجبرا على كتابة مطر ديسمبر

" لست بكاتبة ايضا او ربما لا اعتبر نفسي كاتبة لم ترق لي كتاباتي ابدا على من اكذب لا املك تلك الثقة لأحب كتاباتي لكن ما استطيع قوله انه لا يجب ان تكون عالما لتصنع رواية ، ربما البعض من الذكاء و المشاعر كافية ربما لهذا السبب كنت احب كتابات هاري ، لقد اردت ان اقرأ مطر ديسمبر لكن الرواية التي كتبها هاري ، لقد شاء القدر ان تكتبها انت لتنقذني فلولا تدخلك لقتلت هاري و لعشت ما تبقى من حياتي في الظلام " قالت بينما كانت تقترب مني لتمد يدها من خارج النافذة و تلامسها قطرات المطر 

" بتلك الفترة قد خفت ان اخسرك و ان يموت هاري قبل ان يحقق حلمه لقد تبنيت ذلك الحلم ايضا و قررت ان اتبعه لقد كان اكثر شخص اثق به رغم جنونه الا ان نظرته للحياة كانت غريبة  لكني قد رأيت ذلك النور الذي كان آخر النفق و الذي كان يحدثنا عنه لكن لم يره احد غيرنا لقد طال الانتظار ، لم اصبر الى هذا الحد من قبل لكني أشعر بالفضول حقا ، ماذا سيحدث ؟ هل حقا سنجد السلام و الحرية ؟ احقا سنعيش حياة عادلة كما يقول ؟ "

" ليتني فقط استطيع رؤية النور مرة واحدة على الاقل ، ان امد يدي باتجاه الشمس كي استطيع فتح عيني لم تشرق الشمس بهذه المدينة منذ وقت طويل لازالت السماء تبكي " 

قالت فجأة لأبتسم ثم رفعت ببصري الى السماء و التي كانت داكنة و موحشة ، كانت الحرب على الابواب و قد خطط هاري وساره جيدا لذلك و قد كان الكل يعلق آمالا عليهما ، مرت ايام كنت خلالها اراقب هاري من بعيد ذلك الرجل الغريب و الذي كان يبكي ليلا و يحمل السيف نهارا ، كان قويا لدرجة ان قد نجح ككل مرة في ان يخفي مشاعره ، كان جيشنا قد اتخذ موقعه و على حدود العاصمة متمركزا بطريقة غريبة محاوطا المدينة من كل جهة و كأنه حصن جميعنا كنا جنبا الى جنب حاملين اسلحتنا للدفاع عن ذلك الوطن لقد كنت محاميا و كذلك ساره و سالي و حتى هاري لم نكن نفقه شيئا عن تلك الامور و الحروب لكن ذلك الرجل قد ايقظ بداخلنا تلك الروح العاشقة للوطن و التي كانت على استعداد للموت في سبيله ، كنت اقف عن مكتبه ارتدي الزي العسكري لكنهم لم يلاحظ وجودي و بدأ يضع سترته العسكرية حين التفت لي فجأة حينها لاحظت ذلك القميص الابيض و الذي كان به بعض من الزينة بياقته لقد كنت اعرف ذلك القميص جيدا لقد كان لجاكسون و قد ارتداه هاري اليوم 

" ظننتك سترتدي قميصا لوالدك ربما هو اقرب لك من صديقك اليس كذلك ؟ " قلت 

" هذا صحيح لكني لا املك ذكرى له " أجاب و قد كانت تعابير وجهه باردة خالية من المشاعر واصل ارتداء سترته و بينما انا ابتسمت ثم اجبت

" يجب ان تروي لي ما حدث معك اود ان اعدل على روايتي "

" لا داع ، فقط خمن بأسوء ما قد يمر به المرء حينها ستعلم جيدا ما مررت به " قال ثم غادر مكتبه لكن هذه المرة كانت نظراته مختلفة و كأنني انظر الى دانيال ذلك القائد المجنون و القاسي لقد نجح في ان يترك اثرا من روحه لدى هاري و حتى بعد موته ، نظرت الى ذلك السلاح الذي كان بحوزتي ثم ابتسمت 

" آه ، لقد جعلني افعل ذلك حقا ، كان يجب ان اكون بغرفتي الآن استمع لبعض الموسيقى الكئيبة التي كانت تساعدني على النوم لقد صرت نشيطا بسبب ذلك الرجل " 

***

ساره

كانت ثكنة الجيش في حالة ذعر خاصة و بعد ان وجد عدد من الجنود قد قتلوا و بأسباب غامضة و بالتالي قد نقص عدد جنودنا حيث انهم صباحا قد وجدوا ميتين بغرفهم و لا احد يعلم السبب لم يكن هاري هنا لم يكن يعلم القائد ما عليه فعله خاصة و ان الجنود الذين لم يلتحقوا بالصفوف الأمامية كانوا جنود دعم احد خطط هاري لكنها قد باءت بالفشل اعترف اني شعرت بالذعر لكن القائد لم يكن يبدو عليه القلق بل ظل يدعم ما تبقى من الجنود و يصرخ فيهم محفزا اياهم لقد كنت شخصا عديم الخبرة و لم اكن اعلم ما عليه فعله حينها حتى ان السلاح كان ثقيلا و لم اقوى على حمله حتى فجأة و بينما كنت غارقة في التفكير اتى القائد و الذي كان رجلا نبيلا و الشخص الوحيد الذي يثق به هاري من قادة الجيش

" لا داع لحمل السلاح انت ستكونين العقل المدبر الى جانب هاري نحن بحاجة لعقلك لا لقوتك هذا عمل الرجال"

" آه قد لا استطيع حمله لكنها تستطيع " أجبت مشيرة الى سالي و التي كانت تحمل اسلحتها وسط الجنود و قد احسنت الاستعداد و التدريب بعد ان أجبرها هاري على ذلك قبل أشهر 

" سأغادر لقيادة الجنود " قال لكني كنت افكر لما لم يتأثر بما حدث الهذه الدرجة كان التدرب بالجيش قاسيا ؟ لقد مات عشرات الجنود فجأة ذلك قد جعلني افكر لكني لم استطع ايجاد ايجابة على ذلك 

قبل مغادرة هاري و مارك و انضمامهم الى ساحة المعركة استطعت اللحاق بهما لقد كان علي ان اخبره بشأن ما حدث 

" يجب ان تبقى " صرخت من خلفه حينها  توقف ثم التفت ناحيتي 

" لن تظيف شيئا بتلك المعركة لهذا لا تذهب ... كلانا العقل المدبر لهذه المعركة و يجب ان نبقى بالخلف " قلت 

" القائد الحقيقي لا يبقى بالخلف و أنا قائد هذه الدولة سأتركك انت بالخلف اثق بك " 

" لقد مات اربعة و ثمانون جندي هاري " صرخت حينها ابتسم ، تلك الابتسامة المخيفة التي كانت كافية في جعلي جسدي يرتعش لوهلة فكرت... أكان ذلك من تخطيطه؟ هل قتل جنوده ؟ في ماذا يفكر هذه المرة ؟ 

December RainWhere stories live. Discover now