الفصل 51 جزء من خطتي

46 6 0
                                    

هاري

فتحت باب السجن ثم اقتربت من الزنزانة التي كان بها الملك ، كان يجلس باحدى الزوايا و في عينيه مزيج من الكره و الحقد و الغضب ايضا لم يحب رؤيتي و ذلك واضح لكني بادرت بالحديث 

" لقد مرت أربعة ايام ايها الملك " 

قلت لكنه لم يجب 

" لقد طلبت من الحراس ان لا يعطيك احد الطعام لابد انك تشعر بالجوع ، بعد قليل سيأتون ببعض الوزراء ليشاركوك جلستك لابد انك تشعر بالوحدة ، فقط كي ارضي ضميري اردت الحديث معك لبعض الوقت "

" افهم ما تحاول فعله ، لقد كنت طفلا فطنا و قد علمت ذلك منذ ان التقينا أول مرة ، تلك النظرة التي كانت بعينيك و قد كنت على دراية بكل ما يحدث رغم صغر سنك ، علمت ان تلك الاراضي التي كان يعمل بها والداك كانت ملكا للملك ، لهذا انت تنفذ النتقامك مني الآن ، افهم ما تفكر به لكني لن اعتذر منك و لن أشعر بتأنيب الضمير 

" شكرا لك  ، هذا سبب آخر للتخلص منك لكني سأنفذ ذلك بنفس الطريقة التي قتلت بها انت عائلتي ستموت من شدة الجوع و لن ترحم فأنا اصير شخصا قاسيا و لا ابالي بالانسانية ان تعلق الأمر بعائلتي "

" لن أطلب منك الطعام و حتى و خلال هذه المحادثة لن انظر في عينيك لازلت احتقرك حثالة مثلك ، مجرد ولد يحمل دماء ملوثة ، عبد كالبقية يحاول التمرد ، كان والدك رجلا بسيطا يعلم جيدا محله و لا يحاول تجاوز الحدود لا ادري من أين حصلت على صفة التمرد ، والدك كان خادما جيدا "

" صدقني لن تنجح في استفزازي فأنا شخص لا استفز ابدا ، اذا سأعاود لك غدا ،سأحب رؤيتك تتعذب كل يوم لتشعر بذات الألم لقد كانت من العدل قتل ابنتك مقابل قتلك لجاكسون و الان من العدل ان تموت جوعا كما قتلت والداي جوعا لسوء حظك لم اكن طفلا عاديا حينها و قد سعيت من اجل هذا اليوم ، اوه ايضا اعتبر موت ابنك مقابلا لحياة تلك الخادمة كما تطلق عليها فكلاهما متساو "

***

مارك

" عفوا ، هل لي أن أسألك ؟ " 

قال ذلك الصوت فجأة ، كنت اتكأ عند احدى الأشجار بالجوار اقرا كتابا ،كان الجو قاسيا و قد شعرت اني اتجمد من البرد فقد وعدتها ان أكون حارسا لها لكنها رغم ذلك لم تثق بي ، مر وقت طويل ربما شهران او اكثر قليلا لم تغادر خلالهم المنزل و لم ارها فقط آتي كل يوم الى هنا ، لولا ذلك الضوء الذي يضيئ غرفتها كل حين يحل الظلام كان ذلك دليل على وجودها بذلك المنزل بالنسبة لي 

" لم أتوقع رؤيتك هنا جورج "

" أقطن بالجوار لكن هذه ليست المرة الاولى التي اراك بها عند هذه الشجرة لقد انتابني الفضول حقا "

" قد أخبرك في وقت لاحق لكن ، من الصعب ان اجيبك الآن ، لابد انك تشعر بالقلق علي شكرا لك لكني بخير "قلت لكنه فجأة نزع معطفه ثم قدمه لي قائلا

" لقد وصلت منزلي بالفعل لهذا لا حاجة لي بالمعطف يمكنك استعماله ، قد تمطر بعد قليل ، يمكنك زيارتي اذا اردت اعيش وحدي هناك " قال مشيرا الى احدى المنازل التي كانت بذلك الشارع

" ظننتك تعيش بمنزل والدك فأنت تنحدر من العائلة المالكة "

" و ماذا في ذلك ؟ لقد قررت كراء شقة في حي متواضع بالمال الذي كسبته من الاكاديمية ، عائلتي لم تكن موافقة لكني اردت ان ابني حياتي الخاصة دون الحاجة الى عائلتي اساسا لن اكون الملك و لم اعد اريد ذلك "

" يا لك من فتى جريئ ، ما كنت لأفعل ذلك بصراحة فأنا شاب كسول و لن احب الاعتماد على نفسي ، بالنسبة لي العيش في منزل مريح مع والداي فكرة جيدة رغم اني في سن الثالثة و العشرين لكن لا اهتم "قلت ليبتسم ثم ربت على كتفي و غادر ، كان جورج يصغرني بست سنوات لكنه كان جديرا بالثقة و شجاع لقد كان حكيما و هادئ الطباع هو يعرف جيدا ما عليه فعله لقد اختار نفس الطريق الذي اختارته ساره كلاهما ينتمي الى عائلة من النبلاء لكنهما لم يحبا تلك الحقيقة و قررا الاعتماد على انفسهم

***

سالي

كان المطر يهطل بغزارة لقد تأخر الوقت لكنه لا يزال يقف عند تلك الشجرة التي كانت قبالة منزلي أكان يجب ان اشفق عليه و ادخله المنزل ؟ ربما كان علي فعل ذلك لكني لم أفعل ، اكتفيت بمراقبته من خلف نافذة غرفتي الى ان غادر ، لقد مر شهران بالفعل لم اغادر خلالهما المنزل و لم يزرني احد ، اقتربت من ذلك الصندوق أين كنت أضع به احد آخر التحف الفنية التي صنعتها بيداي ، كان جدي يقول انه و حين تتعرض للضغط ستكتشف مواهب داخلك لم تكن تعلمها و ذلك ما حدث لقد كنت معجبة بفكرة صناعة أشياء قد احتاجها ربما حان وقت ثورة الروبوتات الذكية ، كان عملي الجديد و الذي أشرف على الانتهاء عبارة عن مجموعة روبوتات بحجم حشرة قد صنعتها ثم قمت بوضعها بذلك الصندوق و قد كانت تلك الحشرات الصغيرة جزء من خطتي ، اخرجت هاتفي ثم اتصلت بالسكرتيرة الخاصة بهاري و الذي قرر مؤخرا العودة الى عمله الأصلي من حين الى آخر 

" مرحبا ، أهذا مكتب المحامي هاري ؟ " قلت 

" نعم سيدتي من المتصل ؟ "

" ادعى ديانا و أود أخذ موعد بأسرع وقت ممكن ، أريد منه استشارة قانونية و لا أحد غيره استطيع الوثوق به " 

" حسنا يمكنك المجيئ بعد أسبوع أهذا مناسب ؟"

" هذا يبدو مناسبا بالنسبة لي ، شكرا لك آنستي " 

December RainWhere stories live. Discover now