الفصل 57 حفل تخرج

44 4 0
                                    

الساعة العاشرة صباحا ، كنت اقف عند بوابة الجامعة منتظرا كلا من مارك و سالي فقد كان اليوم الذي تخرجا به و قد صارا آخيرا محاميان رغم قائمة المهام التي كانت بجدولي المزدحم الا انه كان يجب ان آتي و لم أكن أعلم السبب فقد وجدت نفسي اتجهز للذهاب الى تلك الجامعة المكان الذي التقيت به بساره و المكان الذي به سالي و مارك الآن لقد كانت تلك الكلية مرحلة هامة بحياتي بفضلها قد تعرفت على اشخاص صارا بمثابة عائلة بالنسبة لي 

و بذلك المكان لم أكن وحدي فقد أتت ساره أيضا لكني لم اكن على علم بمجيئها الى ان لمحتها فجأة و بعد ان تراءت لي سيارتها من بعيد فقد اتت رفقة روميو ، كنت أمسك بسيجارتي المشتعلة و قد اتجهت نحوها لألقي التحية لكنها أشارت لي باصبعها ثم قالت

" توقف عندك لا تقترب " 

" لما لا ؟ "سألت

" لا احب رائحة السجائر " قالت ذلك لأبتسم ثم ألقيت بتلك السيجارة و واصلت تقدمي نحوها 

" كلانا هنا لنفس الغرض "

" لقد كنت مدربة سالي لهذا قررت المجيئ كما اني أود ان ابارك لمارك "

" انهما يجهزان لتقديم مشروع التخرج سيأتيان بعد دقائق ، اذا ما الجديد لم نتحدث منذ فترة أو لنقل ان كل ما تحدثنا به مؤخرا كان عن العمل لقد اقحمتك عالمي المظلم أذكر انك قلت ان احلامك بسيطة لقد اردت حياة هادئة لكن لابأس ان حظيت ببعض المتعة أليس كذلك الحياة الهادئة مملة ، أعدك ان تحصلي على نصيبك من المتعة ان بقيت الى جانبي "

" بصراحة لقد تلقيت عرضا لابأس به ، عرض علي أحدهم ان يهبني تلك الحياة الهادئة التي أردتها "

" من ؟"

" انه شاب ينحدر من العائلة الملكية "

***

سالي

قلت ذلك لكنه فجأة صار يضحك ثم أجاب

" هل ستتزوجين حقا ؟ لا أصدق " 

" لما لا ؟ راى انه عرض مغر بصراحة"

" اه انتن النساء جميعكن متشابهات في هذه النقطة ، حسنا اذا مبارك لك مسبقا "

" شكرا لك "

أجبت في هدوء لتمر دقائق دون ان نقول شيئا لقد خيم الصمت على جلستنا فجأة كنت اعلم جيدا انه ينتظر مني المبادرة بالحديث مجددا لكن لم افعل 

" بعيدا عن المزاح سأكون جادا بشأن هذا الأمر ربما قد يكون من الأفضل ان تزوجت شخصا آخر غيري ، فحياتي صعبة و محفوفة بالمخاطر و الصعاب يكفي ما عشته بسببي انا ابارك لك من اعماق قلبي ساره"قال

" لا داع لتبارك لي لأني رفضت ذلك العرض "

" لماذا فعلت؟ "

" لأنه لم يكن يشبهني ولأني شعرت بالشفقة على نفسي اذ ان ابي قد خطط لزواجي دون علمي حتى و لأني أرفض ان اكون نسخة من نساء النبلاء"

" أكان ذلك هو السبب حقا ؟ "

" ان قام بخطبتك بطريقة أخرى ، الطريقة التي تريدينها أنت أكنت لتوافقي؟"

" بلى "

" أكان من الصعب عليك الاعتراف ؟ لما تتظاهرين بكل هذه الصلابة أعرفك جيدا ساره و رغم غموضك اعرف اني السبب وراء رفضك لذلك الأمير"

" أيها الرجل اللعين ، بسببك قد على سقف متطلباتي ، أعترف لم التقي رجلا يستطيع التفوق عليك و الى ان اجده لن اتزوج "

" أنا أصدك عني فقط كي لا تتأذي لكن و في الآن ذاته كل مرة أتأكد من انك تساعدينني و لا تقفين عقبة بطريقي ، هل أنت سعيدة بهذه الحياة ؟ الحياة التي لم تريديها و قد اجبرت على عيشها بسببي "

" لقد تعلمت الكثير منها و أول ما تعلمته اني فتاة قوية قد استطعت تخطي تلك العقبات كما اني علمت انك تملك هدفا نبيلا رغم طريقتك السيئة لتحقيقه لهذا قررت ان اتبنى ذلك الحلم و ان اساعد وطني و أمد يد العون له لا افعل ذلك لأجلك لكن أردت المساهمة في بناء الدولة التي طمحنا لها و لم اعد املك ذلك الحلم ، حلم ان اعيش حياة هادئة من يدري ربما قد يخلد اسمي يوما في كتب التاريخ سيكون من الممتع ان يعلم مستقبلا الناس انك و من دوني لما استطعت تحقيق ذلك الحلم لهذا أنت مدين لي "

" هذا منطقي ، لكن أتعلمين لما تم اختيارنا كخلفاء لتلك الأسطورة ، ببساطة لأننا متشابهان بطريقة ما و ما دمت مدينا سأرد لك دينك قريبا "

***

هاري

" أنقذ مارك و سالي بالتالي سترد لي ديني ، جد طريقة لتحررهما من لعنة الريشتان لأني اريد و بشدة ان ينتهي بهما المطاف معا ، فسالي تفتقد عائلتها ربما هو يستطيع ان يكون عائلتها " قالت و بعد أن لمحنا مارك قادم و قد كان يرتدي رداء التخرج ، كان والداه هناك أيضا ، ذلك الفتى  و رغم سعادته كان يظهر تلك الملامح الباردة و كأنه يوم عادي لقد كان كسولا و غير مبال لا شيئ يفرحه و لا شيئ يحزنه لكن و على النقيض كانت سالي قد غادرت  الجامعة متجاهلة كلانا لم يكن يوجد أحد ينتظرها ، لقد اختفت البسمة من وجهها و صارت قاسية الطباع و لم تعد ابسط الأشياء تسعدها ، اتجهت و ساره نحوها ثم أمسكت ذراعها لتتوقف 

" حسنا يمكنك اعتباري والدك او ربما شقيقك الأكبر فأنا لست عجوزا ، لنحتفل معا رغم اني اكره الاحتفال " قلت لكنها لم تجب لأول مرة قربتها لصدري ثم حضنتها قوة و قد استطعت الشعور بدموعها التي كانت تنهمر على خديها 

" أنا آسفة ، لم اعتذر من قبل لأحد لكن اعترف اني قد اخطأت في حقك لم افهمك ابدا ربما لأني لم اعش ما عشته لكن هاري قد فهم ذلك الألم ، تهانينا لك أيتها المحامية سالي لقد كان انجازا عظيما و لأول مرة أشعر بالفخر لم يكن لي أشقاء لكني لطالما اعتبرتك بمثابة اخت لي و قد سعدت لسعادتك و حزنت لحزنك ، لن اطلب منك ان تنسي ما حدث لكني على استعداد لفعل ما تطلبينه مني ان كنت ستسامحينني "قالت ساره و قد انظم لنا مارك بعدها 


December RainWhere stories live. Discover now