الفصل الثالث و الثلاثون ريشة بيضاء

57 8 0
                                    

هاري  

كنت في مكتبي أنظر الى الساعة على الحائط منتظرا قدومها كما وعدتني ، كان يجب ان أبدأ في انتقامي بعد أن حصلت على ما أريده و قد كنت عند وعدي باعطائها ذلك الخنجر كي تحقق العدالة كانت نيتي ان اخلصها من تلك الكوابيس التي لازمتها منذ أن توفيت كريستا اليوم و بعد أشهر حان الوقت ليموت الأمير 

دقائق فقط مرت لتدخل المكتب ، تلك الملامح الهادئة التي كانت تميزها ، هذه المرأة لا تعرف معنى الانفعال حتى و في المواقف التي تستدعي الغضب 

" اذا سنذهب ؟  " سألت لتقترب من المكتب ثم وضعت الخنجر قائلة

" لن أفعلها ، أنا آسفة ، لا أملك القوة الكافية لفعلها ، سأكتفي بزجه بالسجن " 

قالت ذلك لأبتسم لكن سرعان ما تحولت تلك الابتسامة الى قهقهات عالية وسط اندهاشها كنت عاجزا عن التوقف لقد علمت ان ذلك سيحدث 

" كنت أعتقد ان الملكة هي القطعة المفضلة لدي ، انها الاقوى ، هذا ما اعتقدته لكني أسحب كلامي ، المرأة هي مرأة في نهاية المطاف لقد كنت على حق النساء لا يحسن لعب الشطرنج ، اعترف انك قد ابهرتني في البداية لكن و مع الأسف مجددا اتأكد من ذلك مستحيل أن تهزمني فتاة في تلك اللعبة "

" أعترف ان كانت القوة بالنسبة لك هي القدرة على القتل و الحكم فأنا أضعف شخص لا أحتاج لتلك القوة هاري ، لكني أثق انه و في مكان ما ستجد فتاة تجعلك تغير رأيك بشأن هذا فاللعبة لم تخلق للذكور فقط ، لن استطيع حمل الخنجر لكني سأنتقم بطريقتي فأنا محامية في نهاية المطاف أستطيع ان اتبع الاجراءات القانونية "

" لك هذا ، لن أتدخل هذه المرة فأنا لم اصب بكوابيس بسبب تلك الفتاة ، اوه ايضا متى سنقيم الاختبار ؟ اشعر بالحماس لمعرفة من سيفوز تلميذي ام تلميذتك " 

" لنفعل هذا غدا ما رأيك؟ "

" موافق ، بالمناسبة أردت أن أريك شيئا ما قبل أن تغادري " 

***

ساره

اقترب من الخزانة التي كانت بالمكتب ليخرج صندوقا خشبيا ثم وضعه أمامي قائلا

" آسف هذه المرة لن يكون هناك كعك تفاح بل هو شيئ آخر أهم من مجرد كعكعة ، يمكنك فتحه " 

لم اتردد في فتح ذلك الصندوق رغم اني كنت أفكر في ما قد يضعه بذلك الصندوق لكن لم يخطر شيئ ببالي فهذا الرجل مليئ بالمفاجآت ، فتحت ذلك الصندوق لأجد كتابا مليئا بالغبار لكن و ما ان قمت بالمسح عليه حتى ظهر ذلك العنوان لقد كانت روايتي التي قمت بدفنها قبل سنوات

" لن تتخلصي مني بهذه السهولة ، بصراحة لم اتوقع ما فعلته ، لقد كذبتي قلت انك قد كتبت النهاية و دفنت الكتاب لكن كانت النهاية عبارة عن صفحات بيضاء لما لم تكتبيها ؟ "

" لأنك كنت شابا غريب الأطوار لم ارد ان اكتب نهاية سعيدة و ان نجتمع لم احب فكرة الاجتماع بشخص قد تخلى عني مسبقا و لم ارد كتابة نهاية حزينة لأني أعلم انك قد عشت أيام مليئة بالألم و الحزن بما فيه الكفاية "

" اذا ، هل أنا من سيكتبها ؟ "

" لا أحد سيكتبها ، سنترك الأمر للقدر "

بينما كنا نتناقش حول الكتاب دخل مارك فجأة و قد كانت تفوح منه رائحة السجائر ، تلك الرائحة مجددا ذلك الفتى كانت  يشبهه في كل شيئ تقريبا  طريقة ارتداء ملابسه و تسريحة شعره  حتى رائحته عطر قوي ممزوج برائحة السجائر 

" اعتذر ظننتك بمفردك هاري " قال و قد هم بالمغادرة 

" مهلا ، كنت سأذهب على أية حال " قلت لآخذ ذلك الكتاب ثم اقتربت من الباب

" ستأخذين الرواية ؟ ألا تثقين بي ؟ " قال هاري لكني تجاهلت ذلك و غادرت

***

مارك

" تبدو مرتبكا ، ماذا حدث معك؟ " قال و قد كان ينظر لي في حدة 

" لقد التقيت شبحا البارحة " أجبت و قد كنت ارتجف من شدة الخوف

" شبحا؟ و كيف كان ؟ "

" كانت فتاة ترتدي فستانا ملكيا و لها أجنحة ضخمة لكن ان كانت شبحا لما قد تترك لي ريشة  من اجنحتها "

" ريشة؟ هل هي معك الآن ؟ "

" بلى " أجبت لأخرج تلك الريشة من حقيبتي

" انها بيضاء ، هذا معناه ان مفعول الريشة البيضاء قد انتهى و بالتالي لا يمكن لساره كتابة النهاية  "

" ما معنى ذلك ؟" 

" حسنا اذا سأخبرك الحقيقة فقد كان ذلك اختيار فتاة الغاب ، قالت ساره انها ستجعلك وريث ريشتها لكن ارى انك قد حصلت على ريشة اخرى بالفعل " 

*** 

هاري

لم انهي كلامي ليتدخل جاكسون و الذي دفع الباب فجأة 

" لديك اجتماع الآن هل نسيت ؟ هيا لقد تأخرنا " 

وقفت في هدوء ثم اقتربت من مارك لأربت على كتفه ثم قلت

" اذهب الى ساره هي ستخبرك بكل شيئ ، فهي تعلم الكثير عن ذلك الشبح ، ستساعدك "


December RainWhere stories live. Discover now