الفصل السادس و الثلاثون مؤامرة

65 8 0
                                    

هاري

" ألا ترى انه من الخطأ التصرف بتلك الطريقة مع حاكم الدول المجاورة ؟ أعني قد نحتاجهم يوما ما " قال جاكسون 

" لا ، ما فعلته كان الخيار الصحيح لا حاجة لنا بهم " أجبت بينما كنت انفث دخان السجائر ، أنظر من خلال نافذة المكتب الى الشارع و الذي كان يعج بالمارة ، لم اعد ارى الكثير من سيارات النبلاء على غير العادة ، كان يوما ممطرا كالعادة ، تلك السماء الداكنة كانت تذكرني بشخص واحد لم أنسه أبدا مهما حاولت تجاهله 

" لا أشعر بشعور جيد حيال ذلك ، لقد اتخذت قرارا صعبا هاري ، الانعزال لن يكون حلا لا تنسى انك قائد هذه المملكة الآن " 

" دولة ...لم تعد مملكة بل هي دولة ، يوما ما سيعترف الجميع بأن طريقتي هي المناسبة ، زعماء الدول المجاورة قد أتوا بسبب ان قمت باجلاء جميع جنودهم من الشمال هذه الدولة لن تكون تابعة أبدا ، اعلم انهم قد يشنون حربا علينا بسبب ذلك لقد خالفت معاهدة سخيفة كانت تنص على جعل جنود منهم بأرضنا لغرض الحماية ، يا للحماقة لا يزال البعض منا يعتقد انهم يحموننا ، اللعنة عليهم هم فقط ينهبون خيرات هذه الأرض و أنا لن اسمح بذلك"

" اتمنى ان تكون لديك خطة هاري " 

" سيكون من الممتع تطبيق ما تعلمته من لعبة الشطرنج بالحياة الواقعية "

" لقد علمت انك مجنون ، لكني لازلت أثق بك ، نادني ان احتجتني سأكون الى جانبك " قال بينما كان يقترب من الباب ليغادر 

" لا أحد الى جانبي الكل يعاديني و صرت انا العدو المشترك ، شكرا لأنك تثق بي رغم كل شيئ " قلت ليبتسم 

" تتحدث بعاطفة على غير العادة ، لابد ان ساره لم تعد تثق بك ، قلت انها اكثر شخص يفهمك ماذا حدث " 

" بعد تفكير ربما كان علي ان لا اثق بها و اشاركها روايتي و مخططاتي هي ليست جريئة " 

" لا اعلم ما حدث بينكما لكن ما اعلمه جيدا انها من القلائل الذين يهتمون لأمرك حتى و ان كانت تفكر بطريقة مختلفة ، غريب قلت انك لم تحب شخصية دانيال ابدا لكن أرى انك صرت تشبهه اكثر فأكثر ، اوه أيضا نسيت ان أخبرك ، أهالي النبلاء يرفضون تقديم أطفالهم للأكادمية ، لابد انك تعلم ان امرا كهذا قد يحدث ، اخبرني عن الاجراءات اللازمة و انا سأهتم بالأمر "

" لابد و أنهم قد كرهوا سياستي بسبب نظام اقتسام الممتلكات مع العامة ، ذلك لم يرق لهم في نهاية المطاف المال أكثر شيئ يقدسونه أفكر في عمل اجتماع مع النبلاء بالساحة العامة سأدفع المال لهم مقابل أطفالهم و هم سيقبلون بهذا العرض"

" هل انت جاد ؟ من سيقبل بهذا ؟ " 

" انتظر و سوف ترى " 

***

ساره

" هل صدقت الآن ساره ؟ انهم يخططون لذلك منذ فترة ، خطة هاري لم ترق لهم ، رغم اني لم اكن اطيق  ذلك الرجل لكني الآن ارى انه حقا المنقذ و سأبذل ما بوسعي لمساعدته " قال روميو و الذي كان يقود السيارة ، كنت أجلس بالكراسي الخلفية شاردة النظر من شباك السيارة ، قطرات المطر التي كانت تضرب البلور ذلك يذكرني بأول ليلة أسمع بها تلك الموسيقى بغرفة السكن ، كنت حينها أقرأ روايتي و كأنها رسالة ما لم افهمها حينها لقد كان دانيال يعزف تلك الموسيقى بينما كنت أقرأ روايته لطالما كنت انظر لهاري على أنه ذلك الأمير الذي تخيلته و أحببته بروايتي و الآن قد فهمت أخيرا ، كنت أملك ذلك الجناحين منذ البداية و لم اكن ادري ، كنت قد تسائلت ان كان هاري تجسيد لدانيال فمن انا ؟ لما لا أشعر بروحها لكني أخيرا فهمت تلك التضحيات التي قدمتها فتاة الغاب لحماية دانيال نفس السيناريو سوف يعاد بطريقة مختلفة ، آه ذلك المجنون قد احسن حياكة القصة و تفنن بكتابتها و ها أنا اعيش ما كتب بذلك الكتاب ربما قد حان دوري لأقدم نفس التضحيات من اجله 

" ساره ؟ ... هل تسمعينني ؟ أنت لن تذهبي الى ذلك الاجتماع اليس كذلك ؟ " قال روميو 

" سوف أذهب ، هيا قد بسرعة و الا سأتأخر "

" ستخونينه حقا ؟ لا أصدق ذلك الى ما تخططين ؟ " 

" هذا ليس من شأنك ، كانت دعوة لي من الملك نفسه و أنا سألبي الدعوة "

" لكنه عدو هاري الأول تعلمين ان هاري يكره ذلك الرجل و ان الملك يخطط للانتقام لابنه ريتشارد "

" الجميع يريد الانتقام ما عداي ، كان يجب ان اختار جانبا ما رغم اني لا اتفق مع أي منهما لكني مجبرة على الاختيار بسبب روايتي قد اقحمت نفسي بهذا العالم ، سأعترف اني الكاتبة الوحيدة التي تمقت شخصيات رواياتها ، أكره تلك الاسطورة السخيفة ، صرت اكره أميرة الغاب و دانيال ليتني استطيع حرق ذلك الكتاب  و التخلص منه ، ليتني كتبت تلك النهاية و جعلتها سعيدة " 

" لست مجبرة على الذهاب او الاختيار "

" لا استطيع ، لقد حسمت قراري و سأكون طرفا من هذه اللعبة القذرة ، الملك و منظمته تلك و النبلاء جميعهم يحيكون مكيدة لهاري مع زعماء الدول المجاورة " 

" لما يريد الملك رؤيتك ؟ " 

" يريد ان يضمني الى صفه و أن أكون جاسوسة له هو يعلم العلاقة التي تجمعني بهاري " 

" لكن ، كيف علمت ذلك ؟ قلت انك ترفضين سياسة هاري ، هل ستختارين الملك ؟ "

***

مارك

" هاي مارك ... هل أنت بخير ؟ " سأل جاكسون و الذي كان يقدم لي كأسا من الماء ، كان جسدي يرتجف و قد تسارعت نبضات قلبي ، كان ذلك تأثير حلم غريب قد رأيته منذ قليل كان واقعيا لدرجة اني لم أشك للحظة انه مجرد حلم 

" كانت جدتي تقول ان النوم في أماكن ضيقة و غير مريحة ستجعلني ارى تلك الكوابيس ربما هذا ما حدث معك ، لما تنام بالخزانة يا فتى ؟ " 

" كان ذلك المكان الوحيد الذي استطع النوم به ، لقد شعرت بالتعب و قررت أخذ قسط من الراحة بهذا المكان "

" ماذا رأيت بحلمك ؟ " 

" هل بذلك سيتحقق ؟ ان اخبرتك به هل سيتحقق ؟ "

" لا ، لا أؤمن بذلك فأنا عادة ما اخبر اصدقائي عن احلامي و لا تتحقق أبدا "

" كان هاري على وشك الموت ، تلك المشاهد لا استطيع نسيانها لقد حفرت بذهني ، كان يلتقط انفاسه الاخيرة في أحضان ساره ، كنت أبحث عن الرواية لسبب ما أجهله و كأن حياة هاري تعتمد على تلك الرواية التي كنت ابحث عنها "

" هل وجدتها؟ "

" لا اعلم ، لا اعلم ما حدث بعدها لكني كنت قد شعرت بالضيق رغم انه مجرد حلم "

December RainWhere stories live. Discover now