الفصل الأربعون انتقام

48 6 1
                                    

كنت أراقب من بعيد ما يحدث ، فقد دخل الى غرفة الملك ببساطة دون ان يوقفه أحد لم امنع نفسي من الاقتراب الى تلك الغرفة و رؤية ما يحدث و الأغرب أن الملك كان هادئا و لم يتفاجأ من وجود هاري أمامه ، كانت تلك غرفة نوم الملك الخاصة و قد كانت احدى الجاريات الى جانبه ، لم استطع الا اخفاض بصري و النظر الى الأرض في خجل لقد اخترق هاري خصوصيته

" أترين هذا ساره ، انه يستمتع بوقته بعد قتله لصديقي و كأن شيئا لم يحدث ، من السيئ بيننا ؟ ايها الملك أهنئك ... لقد نجحت في أن تجعلني أبكي للمرة الأولى من بعد خسارتي لعائلتي لم يستطع أحد ان يظهر مشاعري لكن شكرا لأنك ذكرتني بأني بشري  و ان لدي مشاعر أيضا لأني قد أوشكت على نسيانها " 

" لن تستطيع فعل شيئ هذه المرة ، أنت من بدأ هذه الحرب هاري موت ريتشارد مقابل موت جاكسون " قال الملك و الذي كان يتكأ على سريره ،  بينما و في المقابل هاري و الذي كان يشتعل غضبا رغم انه لا يظهر ذلك الا اني استطعت الشعور به 

" أتقارن ابنك بجاكسون ؟ شتان بين هذا و ذاك ، ابنك كان سفاحا بينما جاكسون كان لا يؤذي أحدا ، أتعلم ما الذي كان يقوله دائما ؟ كان يقول  انه يعجز على تلطيخ يديه بدماء الآخرين حتى و ان تمت اذيته لقد كان متسامحا الى ابعد الحدود "

" ما الذي تريده الآن ؟ لن اسامحك على اختراق خصوصيتي بهذه الطريقة " 

قال الملك بينما هاري اقترب من مائدة الطعام و التي كانت مزدانة بأشهى و ارقى الأطباق حينها فجأة صار يقهقه بصوت عال كانت تلك اللحظة التي أفاضت الكأس حينها علمت انه قد يقتل كل من بالغرفة لهذا اقتربت من الباب لأغادر لكني تفاجأت بأحد الحراس يمكسك ذراعاي ثم قام بتقييدي و دفعي لأسقط على الأرض 

" لن تغادري ساره ، يجب أن تري ما سيحدث ، ربما قد تعترفين بأن طريقتي هي الأصح  ، هذا الوغد قد قضى ليلة ممتعة بينما أنا كنت أتحسر على خسارة صديقي لا أرى عدلا في ما حدث يجب أن اذيقك الألم الحقيقي الآن فأنت لم تعرف بعد معنى الألم ، انت تحاربني فقط لأجل السلطة و المال لم تهتم يوما لموت ابنك ريتشارد لو كنت تهتم فعلا لما أرسلت زوجتك بعيدا عن القصر فقط لتستطيع خيانتها ، لا تقل انك الملك و ان هذه لا تعد خيانة فالخيانة تبقى خيانة حتى و ان كنت ملكا هذا سبب آخر لأنتقم منك أمثالك لا يستحقون الحياة " 

قال هاري و الذي جلس على احدى  الكراسي مقابلا للملك ثم أشار الى احد الحراس و الذي قام بادخال الأميرة حينها أخيرا قد بدى الانزعاج على وجه الملك 

" لم تتوقع هذا اليس كذلك ؟ سأفاجأك بقول ان حراسك جميعهم قد قتلوا ، و أن هؤلاء الحراس هم أتباعي ، كنت تشعر بالأمان لأنك قد وظفت أتباعا من الدول المجاورة ، اهنئك ستحصل على مرادك قريبا فالحرب على الأبواب الدول المجاورة لن تسكت على موت أتباعها بسببي الليلة لكن لا يهم فأنا جاهز للحرب " قال ليقترب من الأميرة و التي كانت مقيدة اليدين 

" لنحقق العدالة الآن سأسلبك أعز شخص على قلبك كما أخذت مني صديقي الوحيد لن ارتاح قبل أن اراك منهارا مثلي " 

" هاري ... ما الذي تفعله ؟ لا ذنب لها ، هدفك لم يكن قتل الابرياء " صرخت و قد كانت المرة الاولى التي ارفع بها صوتي الى ذلك الحد فلطالما تعاملت مع جميع الصدمات في حياتي بهدوء 

" ألم تتعلمي بعد ؟ لما لا تعذرينني ؟ انا الضحية الوحيدة هنا لما لا تفهمين ؟ لقد قتل عائلتي و الان صديقي " صاح 

" هذا لأنك مختلف أنت لست شيطانا مثلهم أرجوك استمع لي ان اندلعت الحرب الآن سيموت آلاف الأبرياء الأمر بيدك فكر في ما سيحدث لهذه الدولة " 

" لا تحاولي ساره ، تلك الصور لم تمحى يوما من ذاكرتي لقد اقسمت على الانتقام اولائك الذين ماتوا بسبب هذا الرجل لن يغفروا لي ان تراجعت ، قد أكون طيبا و من الأخيار لكن هذا لا يعني اني في صف الملائكة فالأخيار لا يفوزون في حرب كهذه "

قال ليخرج مسدسا ثم وجهه نحو الأميرة حينها اغمضت عيني لأسمع صوت اطلاق النار فجأة  ، لم اجرأ على رفع رأسي و النظر حينها لقد كنت اضعف من ان اشهد جريمة أخرى و الفاعل مجددا كان الشخص الوحيد الذي أحببته ، لقد أحببت مجرما لا أستطيع لومه على أجرامه ، وسط صرخات الملك كنت اسمع ضحكات هاري ، رفعت رأسي ببطئ و أجد الملك يحضن جثة ابنته ، انتقلت بنظري الى هاري و الذي كان يبادلني النظرات ثم اقترب مني و قام بفك وثاقي 

" لقد نلت كفايتك لليوم ، لكن سأعود قريبا لن تموت ببساطة يجب ان اعذبك أولا " قال مخاطبا الملك

اثر مغادرتنا القصر و في طريقنا للعودة ، كنت شاردة النظر من خلال نافذة السيارة ، لم أتفوه بكلمة و هو لم يقل شيئا الى ان وصلنا المستشفى اين تم أخذ جثة جاكسون ، كان قد تحدث لرؤساء المشفى و استطاع الدخول لرؤية صديقه للمرة الأخيرة ، كانت القاعة محاطة بحائط زجاجي استطعت من خلاله رؤية ما يحدث داخل تلك الغرفة فقد جثى على ركبتيه ليبعد اللحاف الأبيض عن وجه صديقه لكنه لم يستطع كبت دموعه ، مجددا يدفن وجهه بين كفي يديه كي لا يظهر ضعفه و وجهه المتعب ، ذلك الرجل كان لغزا صعبا لم أشعر بهذا الشعور من قبل لطالما كنت احسن اختيار توجهاتي و اتخاذ قراراتي لكن و للمرة الأولى لا استطيع تمييز ما اذا كان ما يقوم به صحيح ام خاطئ 

***

قبل يومان 

اقتربت ببطئ منها بينما كنت أشعر بالذهول لرؤيتها للمرة الأولى لقد كانت كما تخيلتها تماما ، اعترف اني شعرت بالرهبة لوهلة لكن رغم ذلك واصلت الاقتراب منها ثم و بتردد قمت بامساك يدها ثم جعلتها تلمس وجهي ، كانت يداها ترتجفان ما جعلني اضغط عليهما أكثر ثم قلت

" لطالما تمنيت لقائك ، كنت مثالا لفتاة احلامي حتى اني قد اطلقت على روايتي اسم فتاة الغاب نسبة لك ، انا احتاجك ، أعطني قوتك و سنعيش جميعا في سلام ، لست كدانيال و لا اسعى لحكم العالم ، كل ما اريده ان تعيش دولتنا في سلام ، الجميع يحاول استعمار هذه الأرض و أنا وحدي من لديه الحل ، ساعديني أرجوك وسأفعل ما تطلبينه في المقابل مهما كان " 

قلت لتبعد يدها فجأة ، كان من الواضح انها مستاءة بسبب ما فعله دانيال بها لم تعد تثق بأحد لكني كنت صادقا في محاولتي لحماية دولتي لم تكن لدي نية السيطرة على العالم فقد كنت اشعر بالمسؤولية عن ملايين الأرواح التي علي حمايتها كوني الحاكم الذي اختاره الشعب ، كنت واثقا ان الملك قد استدعى جنودا من الخارج لمساعدته لارجاع عرشه لهذا كانت اميرة الغاب احدى الحلول بالنسبة لي للفوز بالمعارك بالحرب 


December RainWhere stories live. Discover now