الفصل 83 اعتراف

39 8 4
                                    

" لم نقم بتنفيذ خطة كهذه من قبل ، تبدو فكرة مجنونة " قال أحد القادة ، كنا في اجتماع لمناقشة خطة الحرب و قد كانت الخطة التي وضعتها مناسبة لدرجة اني كنت واثقا بأنه و بنسبة كبيرة انها ستفي بالغرض 

" انها استراتيجيتي بلعبة الشطرنج لذلك لم يقدر احد ان يتغلب علي من قبل قد ابدو مغرورا الآن لكني واثق بذلك "أجبت رغم اني كنت ارى علامات الاستفهام على وجوههم 

" توقف عن تلك التخيلات هاري ، نحن لسنا بلعبة شطرنج قد تحدث حرب في اي وقت " 

" أسمي تلك التخيلات احلاما ، و لا احد يستطيع تحقيق احلامه افضل مني "

" لكنك مسؤول عن الارواح التي قد تموت"

" افكر في أن يموت كل فرد بجيشهم، سوف ابيدهم و سيدرك العالم من هي دولتنا ، تلك الدولة الصغيرة التي كانت مجرد مملكة نكرة الآن أنوي ان اجعل منها دولة عظمى "

" عددهم سيكون اضعاف عددنا "

" لا يهم ذلك "

" انت لا تملك الخبرة الكافية في قيادة الجيش لماذا علينا اتباع شاب طائش مثلك "

" التاريخ لا يكتب اسماء الاناس العاديين يا سيدي ، فالتاريخ يفضل المجانين امثالي حتى و ان عاداني الجميع و كرهني سأقدم ما استطيع تقديمها لوطني ، الوطن الذي جعلني يتيما و وحيدا ، الوطن الذي رفضني به الجميع ، انا على استعداد لأفديه بروحي و انا لا اقبل على عمل الا و قد حسبت له الف حساب ، سواءا دعمتني ام لا أنا سوف انفذ مخططي و من يرفض سيعاقب "

انهيت اجتماعي و في طريقي الى مكتبي كنت قد مررت باحدى الشوارع العامة ، كنت املك من الثقة ما جعلني اتمشى وحيدا وسط اولائك الذين يتمنون موتي ربما هي ثقتي ببني وطني ، او ربما ذلك الجزء الماكر مني و الذي يحسب حساب جميع تحركاته ، بلى لقد كانت هي تمشي خلفي لا احد يراهي سواي  لكنها تستطيع الحاق الضرر بمن يحاول اذيتي ، فجأة اقترب طفل مني كان يمسك بيد والدته لكنه فجأة افلتها و اسرع باتجاهي ، كان ينظر لي عينان لامعتان ثم ابتسم قائلا

" اخيرا قد تمكنت من رؤيتك سيدي ، أنت بطلي " 

" بطلك؟ ... أنا؟ " أجبت في تردد لم اكن مترددا من قبل لكني لم اعتد على سماع الاطراء من احدهم 

" لقد انقذت عائلتي و أنا ممتن لك لهذا قررت ان اصبح مثلك حين اكبر " قال لتأتي والدته ثم انحنت لي قائلة

" بسبب أمرك بمشاركة ثروات النبلاء قد استطعنا سد عجزنا المالي لقد كنا على وشك ان نموت جوعا أنت هدية من الله"

" اه هكذا اذا ... شكرا... اهذا ما يجب قوله ؟ لم اعتد على تلقي المديح "

" نحن نثق بك سيدي"قالت ذلك لتعاود الامساك بيد طفلها ثم غادرا ، اهذه النهاية حقا ؟ عادة ما تنتهي الروايات بتلك الطريقة ، ان يعترف احدهم بك ، كانت هي تقف امامي و قد كانت نظراتها حزينة كالعادة انها فتاة الغاب ، أسيرة العائلة المالكة و حكام هذه الارض 

" لطالما اختلفت تسمياتك ، لقد اطلقت عليك اسما مختلفا عن ذلك الذي وضعته ساره في كتابها و عن ما كتبه دانيال ايضا ، أخبريني انت ، ما هو اسمك حقا ؟ لما نناديك بفتاة الغاب دائما ذلك غير عادل " 

" لا املك اسما ، لا املك وطنا و لا عائلة أنا مجرد نكرة يا سيدي "

" لست سيدك ، و أنت لست عبدة فقط اختاري اسما يليق بك "

" لا املك ادني فكرة "

" لا داع لترافقينني بعد الآن ... لست مضطرة لحمايتي اعتذر عن ما صدر مني ، قد أكون تجسيدا لروح دانيال ، لكني لست هو و لن اعاملك كعبدة لقد خلقت حرة و لن اقبل بأن امارس سلطتي ضدك " قلت لتبتسم ثم قالت

" لكن لا يوجد مكان اذهب اليه ربما الموت ارحم لي"

" هذا هو وطنك ، يقال ان الوطن هو المكان الذي يوجد به اناس مقربون الى قلبك ، هذه الارض التي ولد بها دانيال اعلم انك قد اعتبرته عائلتك "

" لن اختار وطني بسبب دانيال ، لقد كنت الشخص الوحيد الذي اعترف بي ، اطلب منك ان تطلق علي اسما ، اي اسم تختاره سأقبله كما اني سأنتمي للوطن الذي نتمي أنت له و سأقاتل الى جانبك فقط لتواصل تقدمك و لتكسر تلك اللعنة و تتزوج ساره سأنتظر لك و سأفعل المستحيل لأحققه"

" اينجل ..."

***

ساره

" لماذا فعلت ذلك يا أبي ؟ " قلت و بينما كنت اقف امام تلك القضبان  حينها وضع ذلك الكتاب جانبا ثم نظر لي و قال

" اتعنين اني قد ادعيت الموت و كذبت... حسنا لأنه هو من طلب ذلك "

" لماذا تنفذ ما يقوله لقد كنت تكرهه"

" هذا صحيح كنت اكرهه لكنه ليس بهذا السوء"

" هل صرت بصفه الآن؟ "

" ربما ... او ربما لا ، انا بصف الشخص الذي سينقذ هذه الدولة لقد كان يأتي و يتحدث لي ، أخبرني بكل شيئ قد يكون مجنونا و غريب الاطوار لكنه الرجل المناسب لك ، انتما تتشابهان في عدة اشياء ، تلك النظرة الهادئة و ذلك الوجه الخالي من التعابير كلاكما بارد رغم تلك النيران التي تشتعل بداخلكما كلاكما شخص حالم و خيالي و كلاكما عبقري حقا انه يحترمك و هذا اهم شيئ ، كنت استمع من بقية السجناء و حراس السجن بما فعلته لقد كنت فخورا بك ساره ، تلك هي ابنتي ، لطالما اردت ان ارزق بصبي ، عاملتك على ذلك النحو ارد ان احضى بسند لي طفل استطيع الاعتماد عليه اعترف اني كنت اعتقد ان النساء متشابهات لم اكن لأفكر يوما ان امرأة سوف تنقذ حياتي ، لقد صرت رجلا ضعيفا ، انتظر منك انقاذي ساره انا رجل عاجز و جبان حياتي كانت مجرد كذبة منذ البداية ايضا ، لا اعلم كيف حدث ذلك لكنك كنت شخصا مختلفا عنا لقد انقذتني عدة مرات بينما انا لم اقدم لك شيئ بل كنت قد اجبرتك من الزواج اعتذر منك ساره "

" على من اكذب ... الشخص بحاجة لأن يعترف به ، ربما كانت تلك غايتي منذ البداية لكني لا اتخلى عن شخص اعترف بي ، لقد كان هاري اول من فعل ذلك و قد رأى تلك القوة بي و التي كنت اجهلها ، قد قدم لي المسؤولية التي عجز الرجال على تحملها شكرا لانك اعترفت  بي ايضا و بهاري قد نبدو مختلفان لكننا و بطريقة ما ضعيفان تجاه مشاعرنا و التي سعينا لكبتها ، بلى ذلك صحيح لقد عشت في كذبة لكن نحن الان نعمل على تغيير ذلك الواقع انه حلم هاري الذي تبنيته انا ايضا "

December RainWhere stories live. Discover now