الفصل الحادي عشر دانيالا

189 14 2
                                    

" من تلك الفتاة هاري ؟ أيعقل أنك قد تواعد مجددا " قال ، ذلك الصوت الذي كان ينبعث من جهاز الكمبيوتر خاصتي ، كنت ألصق بعضا من الرسومات التي رسمتها مؤخرا على جدران غرفتي بينما كنت  اجري اتصالا مع ألكس ذلك الرجل الذي غير حياتي و جعلها أسوء مما كانت عليه 

" عن أي فتاة تتحدث ؟ ألم تدرك بعد أني لا آخذ العلاقات العاطفية بجدية و لست على استعداد للبدئ في واحدة "

" أعلم أنك قد عدت الى الجامعة اليوم و التقيت فتاة باحدى الغرف بالسكن الجامعي "

" ذلك غير صحيح ، كنت بالغرفة التي عشت بها طوال الاشهر الماضية لقد نسيت غرضا هناك و ذهبت لاحضاره "

" حسنا لا تنسى  ارسال المال لا تتأخر هذه المرة لن أتسامح معك "قال لينهي الاتصال 

نظرت الى تلك الرسومات على الحائط و التي كانت عبارة عن بعض المشاهد التي لازلت أذكرها ، حين كان الطقس كئيبا و المطر يهطل بغزارة باحدى ايام شهر ديسمبر ، كنت أجيد الرسم جيدا رغم كل شيئ كان ذلك الجانب مني الذي دفنته لتظهر تلك الشخصية القاسية المحبة للعمل 

كانت الساعة العاشرة ليلا حين وجدت نفسي أجلس الى المكتب دون رغبة في العمل ، فقط ورقة بيضاء و قلم أمامي ، لقد مر وقت منذ ان كتبت فصلا من تلك الرواية و التي قرر كلانا أن نتخلى عنها لذلك كنت قد قررت البدئ في كتابة رواية أخرى لكن هذه المرة أعرف جيدا من هي الشخصية الرئيسية، "مطر ديسمبر "كان ذلك العنوان الذي خطر ببالي أولا كوني قد عشت حلمي بذلك الشهر و عند نزول المطر 

اليوم التالي و بعد وصولي الجامعة لالقاء المحاضرة الأخيرة ، و عندما علمت أني اذهب الى هناك لرؤيتها فقط لكنها لم تأتي  ذلك اليوم و أنا لم اعاود زيارة غرفة البيانو كعادتي أهرب ، مرت أيام و أشهر حتى أني قد بدأت أتعود شيئا فشيئا على وحدتي من جديد   لكن هذه المرة كانت روايتي الجديدة الى جانبي

ذات ليلة و بينما كنت منهمكا في العمل بغرفتي دخل جاكسون حاملا طبقا من الطعام ثم اقترب ليجلس على سريري ، لم أعره اهتماما في البداية فقد واصلت العمل متجاهلا اياه لكنه بادر بالحديث

" ألن تأخذ قسطا من الراحة ؟ "

" لا أستطيع ، العمل مهم أيضا "أجبت بينما كنت أنظر الى تلك الورقة أمامي المليئة بالرسومات و الكتابة تلك كانت طريقتي لحل مشاكل العمل 

" ألم  تجد بعد طريقة لانقاذ تلك السيدة ؟ " قال ليرمي بقطعة العنب و ترتطم برأسي 

" أفضل العمل وحدي ، غادر الغرف رجاءا "

" اوه لنتحدث قليلا يا رجل أنت تعمل طوال الوقت ، أردت اخبارك أني سأجعل ستيلا محامية لتلك السيدة مكانك "قال مبتسما ، تلك الابتسامة المستفزة مجددا

" لما؟ لقد أردت العمل على تلك القضية " 

" بصراحة فكرت في الأمر أنت تجهد نفسك بلا فائدة ، لقد تغيرت كثيرا أخبرك بهذا لأني  صاحب تجربة هاري لقد عملت لسنوات و أعرف جيدا انك لن تنجح بهذه الطريقة ، التوازن مهم و يجب أن تعطي نفسك قسطا من الراحة انظر الى نفسك لا تجد حلا لتلك القضية لقد مرت أيام و ستيلا فقط استطاعت حلها في سويعات "

" حسنا لا بأس اذا " 

أعترف أني شعرت بالغيرة لطالما كرهت أن أفشل و لطالما كان العمل المهرب الوحيد لكني الآن على وشك أن أخسره بعد أن ضحيت بحبي للكتابة و الموسيقى ان خسرت عملي سأنتهي حتما و لن استطيع العيش حتى لقد كان مهما بالنسبة أكثر من اي شيئ آخر

" هل غضبت ؟ "

" حسنا سوف أقوم بتقديم استقالتي غدا ، كما تعلم أنا أشهر محامي في هذه الوكالة أساسا اتيت للعمل معك فقط لأنك صديقي ، ان قررت ان انافسك فلا مجال أمامك للفوز"

" كانت قصة حب واقعية جدا ، لقد كنت أملك تصورات مختلفة ، ربما لأني أقرا الكثير من الروايات الرومنسية ذلك الحب العذري و أشياء من هذا القبيل لكنك علمتني الكثير ، لقد جعلتني  أفكر مجددا ربما لا يوجد لما يسمى بالحب فعلا ، انها احدى صفقات الحياة في نهاية المطاف ستختار شريك حياتك بمنطقية و لن تتدخل المشاعر أبدا يا صديقي أحيانا أفكر كما هي غريبة الحياة كاتب و روائي لا يشعر بالحب لطالما اعتقدت و آمنت حتى ان تكون كاتبا معناه أنك قد تكون الشخص الوحيد الذي لم يتجرد من مشاعره و انسانيته لكنك يا هاري و رغم ذلك أشبه بروبوت متبلد المشاعر " 

قال لأعاود النظر الى تلك الرسومات على الجدار 

" أحب المادة فقط ، نفسي فقط ، أجمع المال ما استطعت النجاح أهم من أي شيئ آخر ، تتحدث عن المشاعر لأنك لم تعش ألم أن تكون فقيرا عاجزا هدفي واضح منذ البداية ، السيطرة لم أكن تابعا في حياتي و لن أكون أنا قائد حياتي  لا أسمح لأحد بالتدخل بها " 

" ماذا عن دانيالا ، لقد أحببتها ماذا حدث ؟ ربما حب السيطرة و الطمع أصاباك مؤخرا أنت لم تكن بهذا السوء من قبل "

" سأرسل لك الاستقالة غدا يمكنك المغادرة يجب أن أخلد للنوم الآن " 


December RainWhere stories live. Discover now