الفصل الثاني و الثلاثون شبح قاعة الموسيقى

63 9 2
                                    

كانت الساعة الواحدة ليلا حين اتجهت الى غرفة البيانو لقد كان يوما شاقا و ممتتع ايضا ذلك الشعور الذي لا استطيع وصفه ، لقد وصلت اخيرا و بعد عناء و تعب حققت حلمي ، فتحت باب الغرفة ببطئ و قد كنت أعلم انها ستكون هناك أيضا  لقد كانت تلك الغرفة المهرب لكلانا ، كانت تقف عند النافذة حاملة كتابا بين يديها لكنها سرعان ما اخفته خلفها حين لاحظت وجودي

" ما عنوان ذلك الكتاب ؟ " سألت بينما كنت انزع معطفي لأضعه على الكرسي الخاص بالبيانو 

" ماذا سيحدث الآن ..... الى ما تخطط هذه المرة ؟ "

" تبدين قلقة بشأن المستقبل ، اعلم جيدا ان ذاك الكتاب قد سبق و أن قرأته و ها انت مجددا تعيدين قراءته ذلك ان دل على شيئ فهو يدل على قلقك حدث ذلك بالسنة الأخيرة لك بالجامعة تلك هي عادتك التي لم يلاحظها احد غيري ، لقد كتبت ذلك برواية فتاة الغاب قلت اني قد تمنيت لو لاحظ احد تفاصيلي التي لم يلاحظها أحد من قبل لكنك لم تفعلي لازلت تشكين بصدقي "

" لقد كان المشهد مخيفا ، شعرت اني مسؤولة على ارواح المئات ، بل الآلاف من من يعيشون على هذه الأرض ، كم من القوة تملك لتحمل ذلك العبئ و تحكم بعدل ذلك صعب ، أخاف ان لا تعدل بينهم ثم اني لم انسى يوما ما حدث لكريستا ، لازلت  اشعر بتأنيب الضمير لم ارتح يوما بعد ما حدث قد ابدو فتاة قوية لكني احسب الف حساب لفشل خططي هاري لكن و للمرة الاول اراهن على نجاحك ، لقد راهنت عليك دون ان اضع خطة احتياطية ، ارجو ان لا تخيب أملي "

" لقد اعطيت ريشتي الى سالي ، لن استطيع التلاعب باحداث القصة  من هنا فصاعدا أنا لا اثق الا بنفسي و بعملي فقط لا حاجة لي بتلك الريشة ، كما اني انصحك بفعل المثل و التخلص من البيضاء مارك الشخص المناسب لكي يرثها "

" هذا صحيح ، كنت اعتقد ان سالي هي وريثة الريشة البيضاء لكني كنت مخطئة من الجيد انك اعطيتها خاصتك ، تلك الفتاة تخفي سرا عظيما لكن رغم غموضها الا انها لا تزال مقربة مني و أحبها ربما لأني قد حضيت بشقيقة صغرى لم اعد اشعر بالوحدة بوجودها "

" ظننت انك ستسألينني عن مصير علاقتنا "

" لم اعد اهتم هاري حتى ان طلبت مني ذلك لن اتزوج حاكما " 

" لكن ... اوه لم اتوقع هذا لقد عدت من بعيد ساره اذكر انك كنت مجرد طالبة بعيدة كل البعد عن اشهر محام بالمملكة لكنك و بفضل اصرارك على اللحاق بي قد استطعت الوصول و منافستي على منصبي حتى ثم فقط ينتهي الأمر بهذه البساطة"

" على من نكذب كلانا نعرف ذلك لن تتخلى عن السلطة  بسببي لقد كانت هدفك و أنا هدفي لم يكن تزوج ملك او حاكم او امير ايا يكن، لكن هل حقا انت على استعداد لاعادة تلك العلاقة ، اشعر بالفضول "

"  لا ، لست على استعداد لاعادتها لكني واثق اني لن احصل على اي علاقة اخرى لقد كان ذلك المصير الذي اخترته ان اعيش وحيدا بالقمة بعد ان قررت التضحية بنفسي لانجاح خططي ، يسعدني انك قد استطعت تجاوز تلك العلاقة لقد علمت ذلك ، الآن و بعد ان تحقق ذلك الحلم سوف افي بوعدي الأول " قلت لأقدم لها خنجرا " انت من سيقوم بقتل الأمير ، قاتل كريستا "

***

مارك

كانت تجلس في وحدة لا تسمع غير صوت شهقاتها ، كانت تبكي في حرقة و كأنها قد خسرت كل شيئ ، لم تكن تعلم بوجودي لكني فضلت النظر لها من بعيد دون أن اتدخل لكنها و حين التقت نظراتنا فجأة قامت بمسح دموعها ، كانت تجلس بقاعة الموسيقى وحدها حاملة كمانها بين يديها ، كنت احمل الكتاب الذي كان يعود لها لقد قررت اخيرا ارجاعه لصاحبته بعد ان قرأته كما قال هاري

" من الجيد اني وجدتك بهذه السرعة ، أردت ارجاع كتابك " قلت مقدما الكتاب لها لتضع كمانها جانبا ثم اخذت الكتاب مني 

" شكرا " 

أجابت سريعا كان من الواضح انها لا تريد اطالة الحديث فقد بدأت بجمع اغراضها بالحقيبة استعدادا للمغادرة

" هاري قال ان المنافسة بيننا قريبة " 

" اعلم أخبرتني المحامية ساره بهذا " 

" اه ، أنا أعتذر ، لكن... رأيتك تبكين منذ لحظات ، هل كل شيئ على ما يرام ؟ "

" لا ، لم اكن أبكي ، كنت فقط اتدرب لمسرحية ما فأنا عضو بنادي المسرح " 

" لابأس بالاعتراف البكاء ليس للضعفاء "

" أنا عضو بنادي المسرح ، ستقام مسرحية بالجامعة الأسبوع القادم يمكنك المجيئ حينها ستعلم اني لا أكذب فأنا ممثلة ماهرة احسن آداء ادواري "

قالت قبل ان تغادر حينها اقتربت من البيانو ثم جلست حين لاحظت ريشة بيضاء موضوعة على المفاتيح ، التقطت تلك الريشة ثم التفتت من حولي لألاحظ خيالا لشخص ما يهرب من خلف النافذة ، كان خيالا لفتاة تحاول الركض لكن ذلك الفستان الطويل كان يعيق حركتها ، سريعا اقتربت من تلك النافذة لكن لم أجد أحدا ، لم تكن سالي فهي لم تكن تلبس فستانا ربما ذلك ما جعلني أذهل لقد كان شعورا غريبا و كأني قد لمحت شبحا كان ينظر لنا طوال الوقت ثم هرب فجأة 


December RainWhere stories live. Discover now