الفصل الثاني عشر صاحب الرواية الأخيرة

169 14 0
                                    

" ماذا حدث فجأة ؟ أنت متأكدة من قرارك هذا ؟ " سأل المدير لآخر مرة بعد ان فقد الأمل في أن أتراجع عن استأجار غرفة البيانو ، لقد كان من المفاجأ أن يقدم أحد على ذلك ، تلك الغرفة الملعونة التي كان الكل يهرب منها و يرتجف بمجرد ذكرها ها أنا الآن أقرر الاقامة بها بعد ان رحل ذلك الكاتب الكئيب 

مرت أسابيع بالفعل منذ ان قررت الانعزال و التفكير فيما حدث مؤخرا ، كنت قد شعرت بالأسف و العار لقد وقعت في فخ المشاعر رغم حذري ، ذلك لم يكن هدفي بالأساس و الآن قد حان الوقت للتركيز على ذلك الهدف 

***

هاري

" كم كان من الغريب حين تجد روحك قد تجسدت في جسد آخر مختلف عن جسدك ، أستطيع الشعور بذلك حين أنظر في عينيها لا ارى سوى انعكاس لي و كأني أنظر الى مرآة كلانا كان عنيدا ولهذا السبب قد مرت سنة منذ أن التقينا أول مرة، لا اعلم ما سيحدث مستقبلا لكني أعلم جيدا اني سوف أقوم بتدوين هذه الأحداث ، كانت رواية شهر ديسمبر رومانسية بالأساس لكني و لسبب أجهله أشعر برغبة ملحة في قص ما يحدث معي مؤخرا ، منذ أن قمت بترك وظيفتي بعد ان حصدت شهرة واسعة رغم أني لم أرغب في ذلك كوني المحامي البطل الذي خلص البلدة من أخطر تجار المخدرات و كوني العبقري الذي استطاع حل جميع القضايا و زج أعظم المجرمين في السجن و ها أنا الآن أخطو أولى خطواتي لتحقيق هدفي ، السيطرة و الحكم شيئا فشيئا سأكون على موعد مع القدر ، ذلك الفتى الهادئ كان سيصل قريبا لكن و رغم يقيني أنها تشبهني الا أني قد فقدت الأمل في أن التقيها مجددا ، الثروة و السيطرة قد استطاعا و لو قليلا في جعلي أنسى أمرها ، الفتاة التي كنت أحلم بها طوال حياتي ، كان من المقرر أن تتخرج العام الماضي و أن تصير محامية أيضا لكنها اختفت فجأة و انا لم اهتم بالبحث عنها "

كان ذلك القليل مما كتبته برواية مطر ديسمبر قبل أن يبدأ الاجتماع 

أقف على المسرح و أمام الآلاف من التابعين الذين آمنوا بي ، كانت احدى خطاباتي قبل أن تبدأ الانتخابات و أكون الحاكم المسيطر قريبا ، كان يجب أن أضع أحد الاقنعة التي كنت أمتلكها ، قناع الرجل المستقيم العادل ، الأمل الوحيد لانقاذ الجميع و النهوض بهذه الدولة ، الاف الأيدي كانت تصفق لي و تلك الافواه التي كانت تهتف مساندة لرؤيتي 

***

ساره

 لما أحببت هذا الشخص ؟ لما هو من بين الجميع ؟ لقد اخترته من قبل أن التقيه ، هذا الرجل المهوس العبقري و الذي سبق و ان تخلى عني ببساطة فقط ليتبع شغفه  ، أدخلت يدي اليسرى الى حقيبتي لأخرج كتابا صغير الحجم كان بها 

ان كانت الرواية التي كتبناها كلانا قد تحققت حقا  فان النهاية ستتحقق اذا ، هذا المشهد أمامي سبق و أن كتبته في هذا الدفتر الصغير ، الفتى الذي أحببته منذ ان كنت في سن الثامنة سوف يكون حاكم العالم و المسيطر 

" ماذا الآن ؟ سيدتي " همس روميو بينما كنا نقف من بعيد نشاهد تلك الحملة الانتخابية 

" سننتظر فقط صار لدي هدف الآن بفضله ، و هدفي هو اعادة ذلك المجنون الى رشده فهو على وشك ان يفقد عقله " أجبت بينما كنت أنظر الى هاري ، تلك النظرات بعينيه كانت مختلفة لقد كان يجب أن نضيف بعض الحماس الى القصة 

" هل سيفوز بالانتخابات ؟ " سأل روميو 

" على الأرجح نعم ، من الممتع أن تنافس شبيهك و أنت تعلم أن جميع تحركاتكم متشابهة أيضا ، انها حرب كتابية و الفائز هو الكاتب الأفضل بيننا "

قلت لأخرج ريشتي من الحقيبة و التي لازمتني منذ سنوات و التي بفضلها قد تحققت جميع أحداث روايتي ، و الأن سأكتب نهاية قصتنا كما أريدها "

***

هاري

لم أكن ذلك الشخص الماهر في الخطابات لكني كنت مجبرا على تقمص شخصية ذلك الرجل العاشق للتحديات و المنافسة و خاصة أن أخفي حقيقة كوني شاب انطوائي سيئ في التعامل مع البشر ، انتهى الخطاب لأغادر بعدها و بعد أن تأكد اني المرشخ الأقرب للفوز، اتجهت الى موقف السيارات بينما أربعة حراس كانوا يحمون ظهري ، ركبت السيارة السوداء أين كان جاكسون ينتظرني

" أرى اني حقا أخسر ، كان قرارا سيئا أن أنافسك ، اهنئك يا صديقي رغم أني أشك في خططك " قال 

" اذا ستنظم لي ؟ "

" ما كان يجب أن تتعمق بهذا العالم ، لطالما كنت أخاف التورط في أعمال السياسة " 

" انا أعيش رواية كتبتها بنفسي و جعلت نفسي بطلها لهذا لا تقلق فقط اختر الجانب الأقوى و لن يصيبك مكروه "

" أمنعى ذلك أن لديك عدو قد صنعته بروايتك ؟ "

" بلى أعرف عدوي جيدا ، الفتاة التي أحببتها أكثر من أي شخص آخر ، أتسائل من سيكتب نهاية هذه الرواية أولا ، أشعر بالحماس حقا "........

***

يتبع.....

December RainWhere stories live. Discover now