الفصل 72 شخصية شيطانية

26 8 1
                                    

" هذا الهدوء يجعلني اشعر بالقلق ، ترى ما الذي سيحدث أيعقل ان النبلاء أخيرا قد خضعوا ؟ أشك في ذلك " قلت بينما كنت أجلس على الجهة المقابلة له فقد كنا نلعب الشطرنج كما طلب ، لكن ما لفت انتباهي هذه المرة انه كان يبدو قلقا حتى انه أكثر من مرة كان يحرك القطع بطريقةغريبة ، لم يكن عادة ليفعل ذلك فقد كان ذلك العبقري الذي لا يمكن هزيمته و ها أنا الآن اهزمه و بسهولة لقد كان شاردا لذلك لم اعتبر نفسي الفائزة 

" ربما علي المغادرة الآن ، سأهتم بالعمل لا تقلق يمكنك ان تسترخي تبدو مرهقا ، هذا منطقي فأنت لم تنم منذ ثلاثة أيام و انا اعلم ذلك جيدا ، يا لك من مهوس هاري " قلت ذلك لأغادر المكتب بعدها و قد كان هو شارد النظر الى قطع الشطرنج تلك و لم يبدي اهتماما بما كنت اقوله فقد ظل غارقا في تلك الافكار التي كان بعقله 

***

هاري

كان المطر يهطل بغزارة بالخارج و لعل تلك القطرات التي لامست وجهي ما جعلني استفيق من شرودي ، اقتربت من النافذة لأغلق الستائر حين لمحت انعكاس صورتي على زجاجها ، كان ذلك الوجه الضاحك ينظر لي و كأنه يسخر مني لقد كان مخيفا و له عينان بارزتان تنظران لي و كأنه كان يريد قتلي ، بلى لقد كان ذلك انعكاسي ، لقد احسست أني حتما قد جننت لكن رغم ما كنت اراه لازلت هادئا أبادله تلك النظرات حين سمعت فجأة صوتا يهمس لي

" أرجوك افعل شيئا ... لماذا لا تفعل شيئا لأجلنا ؟ ... لست الا مجرد فاشل " 

أدرت رأسي ببطئ لكن لم يكن هناك أحد

" انه أنا ... هاري لقد حان الوقت لأتحرر ألست انت من اراد الحرية للكل ، اذا اعطني حريتي ... "

لقد كانت مجرد هلوسة ، عاودت النظر الى الزجاج لينطق فجأة ذلك الشخص الذي كان يشبهني 

" انه على حق ، هيا حرر كلانا أيها الوغد ... لقد سئمنا العيش داخلك ، داخل فاشل مثلك "

" سأبدو مجنونا ان اجبتك " قلت ليبدأ في الضحك

" بلى ، انت مجنون لأنك قد اجبتني للتو ، هيا حرر ذلك الجبان الذي بداخلك ثم حررني فأنت لا تستحق ان تعيش ، أتعلم من نحن ؟ " 

" أعلم جيدا من تكون ... ذلك الجانب الشيطاني و السوداوي مني ، اهنئك لقد استطعت السيطرة على جزء مني لكنك لم تستطع التحكم بي ابدا "

" بلى هذا صحيح ، لقد أردت التحدث لك ، لقد خيبت املي ، لقد فضلت فتاة على نفسك ايها الوغد الجبان ، صرت تهتم لآراء تلك المرأة و تحاول جاهدا اقناعها في حين انك الحاكم و بيدك مفاتيح اللعبة ، لقد صرت تهتم لشأن شخص آخر اكثر من نفسك هل نسيت دانيالا ؟ جميعهن خائنات ، و ها انت تهتم لشأن امرأة ... مجددا ... لكني لن اقبل بذلك "

" هل انتهيت من حديثك ؟ " قلت لأخرج سيجارة من يجبي ثم اشعلتها 

" ماذا عني ؟ " همس ذلك الصوت من خلفي

" انت ... اعرفك جيدا لكني اكرهك لهذا اتمنى موتك ايها الجبان الكئيب لطالما سعيت لقتلك لكنك لم تمت ... فقط لما لا تمت ؟ " 

" لأنك لا تستطيع العيش دون الخوف و التردد ، بلى انا ذلك الشخص الجبان المتردد ، الجانب الحزين و الكئيب الذي يشعر بعدم الامان ، انا اصل الهلاوس التي تطاردك ، و انا هو انت ، و ان حررتني سنموت جميعا ، بلى سنقتل ذلك الشيطان الذي يقبع بداخلك ايضا و الذي يحدثك من خلال زجاج النافذة "قال  لكني كنت لا ازال شارد النظر الى ذلك الشارع الكئيب بالخارج 

" أشعر بالشفقة عليهم ..." قلت " جميعهم يثقون بحاكم مجنون ... لم اكن لأقبل فكرة ان يحكم دولتي رجل مجنون "

" أتعلم ما اسوء جزء ... حقيقة انه لا يمكنك ان تقتل ايا منا و لا حتى نفسك ، اتعلم السبب ؟ لأنه و ان متت لن يحقق احد حلمك ، لقد صرت مسؤولا ايضا على آلاف الناس " قالت تلك الصوة من النافذة

" توقف " صرخت فجأة ليعم الصمت حينها جلست على الأريكة بعد ان شعرت برعشة قد سرت بجسدي و لم اعد اقوى على الوقوف ، كنت أشعر برغبة ملحة في البكاء اردت ان اصرخ بأعلى صوتي او ان اكسر الاشياء من حولي لكني لم استطع فقط تلك الحرب التي كانت بداخلي و التي كانت على وشك ابتلاعي كان شعور مماثلا و كأني اسقط داخل بئر عميق مادا يدي علها تتمسك بأحد لينقذني ... لكن لم يكن هناك احد ، لا أحد غيري ، بلى لقد اعتدت ان انقذ نفسي لكن هذه المرة كنت في حاجة احدهم ، لأول مرة اشعر بالتعب و الارهاق لم اعد استطيع التقدم اكثر و لم استطيع تحديد السبب فجأة شعرت اني شخص فاشل ، اخيرا  و بعد دقائق قد نزلت اول دمعة من عيني ، لقد سعدت بذلك ، اردت ان تتحول تلك الدمعة الى بكاء و صرخات ربما كان ذلك ليساعدني كي افرج عن ما بداخلي لكن ذلك لم يحدث فجأة دخلت ساره المكتب و قد كانت تحمل رسالة ما 

" هذه رسالة من احد الجواسيس ، قيل اننا سنتعرض لهجوم بنية الاستعمار " 

December RainWhere stories live. Discover now