الفصل الثاني و الاربعين داخل الأكاديمية

43 6 2
                                    

قبل أسبوعان 

سالي

" نحن البشر لا نستطيع تمييز الخير من الشر ، خاصة ان تم أخذ الملذات بعيدا عنا ، في حقيقة الأمر فقط أقلية من يستطيعون رؤية الحقيقة خلف ملذات الحياة ، رغم بساطتها لازلنا أميل للتعقيدات ، يا له من كائن غريب غارق في الظلام و يرفض الامساك بتلك اليد التي تظهر له من النور لتساعده "

كانت تلك الكلمات ما خطر ببالي حينها ، كانت كلمات لجدي و الذي كان دائما ما يجلس عند شجرة اللوز بينما يعزف على نايه لقد كان الرجل الذي استطاع فهم هذه الحياة لكن الجميع من حوله كان يصفه بالمجنون و ان الكبر قد أثر على صحته العقلية ، كان رجلا حكيما ينطق بالحقائق و لم يصدقه أحد حينها و لولا تدخل حاكم القرية حينها لتم طرد جدي و تركه يفارق الحياة وحيدا بعيدا عن عائلته هذا ان لم يقرروا قتله فقط لحقيقة كونه معارضا لمعتقداتهم السخيفة و سعيهم خلف الملذات ، لقد كان رجلا بسيطا وسط عالم مليئ بالتعقيدات 

انظر الى هاري و الذي كان يقف عند الشرفة بالطابق الثالث من القصر بينما عشرات النبلاء و حتى العامة كانوا بالخارج يرمون الحجارة على القصر داعين بضرورة مغادرة هاري و تنحيه عن الحكم ، تلك الهتافات الغاضبة و المسيئة لكنه و رغم ذلك لم يحرك ساكنا كان ينظر لهم  تلك التعابير الباردة لقد بدا هادئا كعادته  لقد كان واثقا مما يفعله ، ذلك اليوم قد تذكرت جدي كان على حق حين قال ان رأي الأغلبية ليس بالضرورة ان يكون صحيحا لكن من المؤلم رؤيتهم يدافعون على الشر و الخطأ ، ربما بسبب المال و ربما بسبب رفضهم لسماع الحقيقة بذلك اليوم قد تأكدت اني الشخص المناسب لمواصلة الحكم من بعده 

غادرت ساحة القصر باتجاه الأكادمية و التي لم تكن تبعد الكثير عن القصر ، كان المكان الذي أسسه هاري قائلا بضرورة تجنيد المراهقين للدفاع عن دولتهم و ان يكون جيلا مسؤولا و مدافعا عن العدالة فقد كان ذلك هدفه دائما العدالة التي تخلى عنها أهل هذه الدولة لأسباب عديدة و لعل الأنانية أولهم 

دخلت الأكادمية و مرورا بكل قاعة كان ذلك الرمز يظهر لي كل مرة معلقا باحدى الجدران و قد كان رمز الدولة التي أسسها هاري والتي كانت تظهر رمز العدالة ، لقد قيل ان المراهقين هنا يتعرضون لتدريب قاس لكني و في  الحقيقة لا ارى الا مدرسة عادية كغيرها من مدارس النبلاء بالاظافة الى التدريب العسكري لقد كان كل شيئ منظم  و كأني قد انتقلت الى عالم آخر بمجرد دخولي هذه الأكاديمية ، صادفت أحد الطلاب و الذي كان مارا بذلك الممر الذي كنت اتمشى به ، لم امنع نفسي من سؤاله و قد كان مرحبا بذلك 

" هلا دللتني على معسكر التدريب ؟ أنا مساعدة هاري " قلت بعد ان اظهرت شارتي

" حسنا اذا هيا اتبعيني "

" النبلاء يعارضون فكرة تواجدكم هنا لابد أن هذا المكان جحيم بالنسبة لكم " قلت و بينما كنا في طريقنا الى المعسكر 

December RainWhere stories live. Discover now