الفصل 58 لعبة شطرنج

35 6 0
                                    

مارك

" أنت غريب حقا ، أعجز عن فهمك و فهم الطريقة التي تفكر بها ، الفتاة المسكينة انها منغمسة التفكير في حل لانقاذ والدها و ها أنت هنا تخطط لطلب يدها "

قلت و قد كنت أجلس الى مكتبه اكمل احدى رسماتي و بينما هو كان فقط ينظر من شرفة مكتبه الى الشارع، كان الثلج قد كسى شوارع العاصمة لقد اقترب شهر ديسمبر بالفعل ، كان يمسك بسيجارة  بين اصابع يده اليسرى و كوبا من القهوة باليد الأخرى 

" لما لا ، هي تعلم ان والدها على خطأ لن يتغير شيئ فأنا لم اظلمه "

" لكنه يظل والدها ، اعتقد انه من الخطأ التحدث لها بشأن الزواج بهذا الوقت ، من المنطقي ان ترفضك "

" اه سيكون ذلك سيئا حقا ، مجددا سأشعر اني شخص مثير للشفقة ان رفضت ، سبق و ان عشت الرفض من قبل و ان تكرر الأمر ..."

قال و بعد ان طأطأ رأسه فجأة حينها وضعت القلم ثم اقتربت منه و وضعت يدي على كتفه ثم قلت

" سيكسر قلبك ان تكرر الرفض مرة اخرى " قلت ذلك لكنه انفجر ضاحكا فجأة ثم ألقى بسيجارته من النافذة لينفث الدخان بوجهي ثم قال ضاحكا

" لن يكسر قلبي أبدا و لن أشعر باليأس و الحزن كما تقول سا فتى لن يكسرني احد و لا حتى ساره لا تتحدث معي بعاطفة لأني اكره ذلك ، يثير اشمئزازي "

" أيها ال..."

***

هاري 

مرت أيام لم ارى خلالهم ساره فقد اختفت فجأة لقد كانت تستعد ، تحاول جميع ادلة رغم انهدامها لم تستسلم و قد كنت اشعر بالفضول لمعرفة ما الذي ستفعله خلال المحاكمة و بعد غياب طويل ، قررت ان اعود كمحام و قد عينت قاضيا لطالما وثقت به فقد كان معلمي ذات يوم كان رجلا عادلا و نزيها ، جاء ذلك اليوم الموعود و قد كان اليوم الذي التقينا به بعد ذلك الاختفاء المفاجأ

كنت واثقا لكنها لم تكن كذلك فقد دخلت المحكمة كما و أنها المجرم هذه المرة ، بدأت المحاكمة و بدأت أضع كل أوراقي الرابحة و قد قدمت جميع الادلة ما عدى ذلك التسجيل ظننت اني سأقضي عليها بذلك فقط و انه لا حاجة للتسجيل لأنها قضية سهلة للغاية لكن ما حدث لم يفاجأني لقد توقعت ذلك ، كانت منافسا شرسا يأبى الاستسلام و قد أظهرت ادلة تدحض خاصتي في البداية لم اقلق بشأن ما كانت تقدمه لكن ، كانت تلك المحاكمة و كأنها ساحة حرب او ربما هي اشبه بلعبة شطرنج و قد كان خط دفاعها صلبا للغاية رغم هشاشة الجوهر و قد اضطررت للستدلال بذلك التسجيل كحل أخير ، لم اكن اعلم ما علي تقديمه بعد ذلك المقطع لكنه كان بمثابة حجة دامغة ، مرت سويعات و انتهت المحاكمة و قد القى القاضي حكمه ، كنت لأحكم عليهم بالاعدام أو ربما تركهم يتعفنون بين جدران السجن لكن ما صدر من القاضي كان غريبا فقد اصدر حكما بالسجن مدة ثمان سنوات و نفي تلك المجموعة من النبلاء خارج البلدة ، لقد فعلتها ، انقذت والدها من بين يدي ، مجددا لم يكن ذلك مفاجأ أعترف اني شعرت بالغضب حينها لهذا السبب اكره المحاكمات احيانا لأن الحكم لا يكون عادلا في بعض الأحيان ، تم أخذ المتهمين الى السجن و قد غادرت بدوري بعد ان تجاهلت معلمي القاضي و الذي كان يريد التحدث لي لكني أشرت لجورج كي يتبعني الى الخارج لنغادر حينها اوقفني صوتها و قد كانت تنادي باسمي حينها نظرت الى جورج ثم اشرت الى السيارة

" يمكنك الانتظار هناك " قلت 

" مجددا تلقي الاوامر ، سأنتظرك هناك بارادتي انا لا بأوامرك " قال و قد كان منفعلا ذلك الطفل الغبي لا أعلم لما جعلت منه مساعدا لي ، ربما بسبب اصرار مارك و ثقتي بهذا الأخير الذي رشح لي صديقه جورج 

" كما لو أنك تملك خيارا آخر " قلت و بعد ان دفعته الى السيارة و أحكمت غلق الباب ، لقد كان خائفا و قد كان ذلك واضحا ، مجرد طفل مثير للمتاعب و مشاغب و قد كان التساهل لا يجدي نفعا معه 

أخرجت سيجارة من العلبة التي كانت بجيبي طوال الوقت لكنها فجأة أخذت مني تلك السيجارة الغير مشتعله و قالت

" ألن تقلع عن هذا الشيئ ؟ خذ يمكنك تجربة هذا سيساعدك على ازالة التوتر و القلق ، يمكنك كتابة ما تريد عليها " قال و قد كانت تمد لي ورقة بيضاء لكني لم آخذها فقط اكتفيت بوضع يدي بجيبي البنطال خاصتي

" أكان عادلا برأيك ؟ " سألت

" ربما ، لا أعلم حقا لكني اشعر بالرضى من الممتع ان أنقذ الاشخاص الذين احبهم " قالت و قد كانت تبتسم لقد كانت سعيدة لكن لا احد غيري كان ليلاحظ ذلك فقد كانت تلك التعابير الباردة على وجهها لا يمكن تفسيرها لكني و لسبب ما كنت ارى تلك الابتسامة التي لا يمكن لأحد غيري رؤيتها 

" لقد نلت مرادك ، رغم اني لا اشعر بالرضى الا اني معجب بما فعلته لقد كان فوزا لك رغم اني قد استطعت سجنه على الأقل "

" لقد استخففت بي مجددا و لم تلعب تلك اللعبة جيدا ظننت انها سهلة و انك تستطيع الفوز ببساطة لقد كنت مغرورا "

" أهنئك ، اوه بالمناسبة أود دعوتك الليلة لنلتقي بغرفة البيانو يجب ان نتحدث "

" بشأن المحاكمة؟ "

" لا ، لقد تحدث و والدك ألم يخبرك بما قلته؟ "

" لا ، لم يفعل ما الذي تحدثتما بشأنه ؟ "

" بل انا من تحدث هو قد اكتفى بالاستماع فقط ، سأخبرك الليلة ، أراك لاحقا " 

December RainWhere stories live. Discover now