الفصل الرابع و العشرون كاتبة و رسام

84 9 0
                                    

مارك

لم يمر على قدومي يومان فقط و لم تكن هذه التجربة الأولى لي فقد سبق و ان كنت متدربا عند أكثر من محامي لكن و للمرة الأولى أشعر بكل هذا الارهاق ، لم اكن ذلك الشخص الاجتماعي لكنه و رغم علمه بذلك جعلني  أقوم بعمل لطالما كرهته و ها انا الآن أجري مقابلة مع أحد النبلاء محاولا فهم تفاصيل قضيته ثم وجب علي ارجاع تقرير مفصل لهاري تلك لم تكن المقابلة الوحيدة فقد سبق و اجريت اكثر من عشر مقابلات خلال يومان فقط 

انتهيت من المقابلة الأخيرة اخيرا لكن كان علي اللحاق باحد المحامين الذي كان بالمحكمة من اجل قضية ما كون مدربي مشغول بأعماله السياسية ، لم أكن اعرف تفاصيل تلك القضية لكني قد نفذت طلبه و ذهبت 

لم أكن من محبي ارتداء الأزياء الرسمية لكني كنت مجبرا ذلك الرجل الغريب قد فرض هذا على الجميع و جعل جميع العاملين بشركة جاكسون يضعون تلك البدل الرسمية ، كنت أحمل دفتري بآخر القاعة أتابع تفاصيل المحاكمة و التي اتضح لي بعدها انها قضية لها علاقة بالأموال و كلا الطرفين من النبلاء لكن ما لفت نظري كانت تلك المحامية و التي بدت مختلفة كانت تتحدث في ثقة رغم هدوئها حتى تحركاتها كانت مدروسة و قد كانت لها الأفضلية بهذه القضية حتى ان الحجج التي قدمتها كانت دامغة لقد اذهلت جميع من بالقاعة رغم اني كنت احد متدربي شركة المحامي الآخر الا اني كنت أتعلم من تلك السيدة أكثر لقد اعجبت بها بمجرد رؤيتها تؤدي عملها 

على الناحية الأخرى كانت تقف تلك الفتاة  و التي سبق و أن التقيتها بمكتب جاكسون ، كانت تضع نفس الشارة التي تضعها تلك المحامية و قد تأكدت حينها انها متدربة بمكتبها ، كانت قد تعرفت علي لكنها تجاهلتني و قد كان كل همها متابعة القضية باهتمام و تدوين الملاحظات 

انتهت الجلسة و قد انتهت بفوز تلك السيدة كما توقعت تماما ، قررت الخروج و انتظار السيد اندرو محامي شركة جاكسون بالخارج حين مرت تلك السيدة و متدربتها ،على عكس ما بدت عليه داخل المحكمة فقد بدت لطيفة و هي تبتسم بينما كانت تتحدث و متدربتها لكن فجأة شعرت بنبضات قلبي تتسارع حين التقت نظراتنا فجأة ، لطالما كنت ذلك الفتى الخجول رغم تظاهري بتلك القسوة ، اشارت الى متدربتها ثم قدمتا نحوي 

" مرحبا " قالت 

" مرحبا ... " أجبت في توتر

" أكان السيد أندرو مدربك ؟ من الجيد رؤيتك مجددا " قالت المتدربة و التي لا اذكر اسمها حتى 

" لا لكني أتيت بأمر من المحامي هاري ، مدربي " 

ما ان قلت ذلك حتى اختفت تلك الابتسامة التي كانت على محياها صمتت لبرهة ثم قالت 

" لابد انكما قد تعرفتما بالفعل بمكتب جاكسون لقد أخبرني بذلك ، اذا أنت هو متدرب هاري يا لها من صدفة ، لقد شعرت بشيئ من هذا القبيل ، شعرت و كأني أعرفك حين لمحتك من بعيد ، تبدو مختلفا لكنك تشبه شخصا أعرفه رغم انك لا تشبهه في طريقة ارتدائك للملابس " قالت لتقترب مني ثم قامت بتعديل ربطة عنقي بينما تلك المتدربة قامت بوضع كتاب ما عند حافة الدرج الذي كنت أقف عنده لتعدل ربطة حذاءها

" شكرا لك ، آه لقد تعلمت منك الكثير بهذه المحاكمة  " قلت 

" لدي فكرة بشأن تدريبك ، سأود جعلك تنافس سالي يوما ما ، ما رأيك " قالت لتنظر الى المتدربة و التي كانت تبتسم لتومأ برأسها

" سيسرني هذا ، لقد سبق و أن تحدثنا بمكتب السيد جاكسون بدا و كأنه قد استهان بي سيكون من الرائع مواجهته فأنا شخص عنيد " 

ابتسمت لا شعوريا ثم اقتربت من تلك الفتاة و قلت

" تلك كانت الحقيقة ، أنا رجل لا يهتم بالأحاسيس فقط المنطق و من المنطقي ان شخصا اكثر خبرة سيفوز على شخص بلا خبرة " 

" هل تتحداني اذا ؟ " قالت ، تلك النظرات و التي جعلتني اشعر بالحماس لفعل شيئ ما لأول مرة 

" أعترف ان مدربتك عبقرية لكني أثق بما في جعبتي كما اني اثق بذلك الرجل ، هاري فأنا احترم دهائه ، لكن سأفكر في عقاب لك ان خسرتي " 

" موافقة " قالت و تلك الابتسامة لازالت مرتسمة على شفتيها بينما كنت أنظر في عينيها

***

ساره

" يسعدني رؤية تلك الشرارة بينكما ،  الجيل الجديد مليئ بالحماس و التحدي ، اه عن ماذا اتحدث فكلانا من نفس الجيل تقريبا ، لا يهم سأخبر هاري بهذا " قلت متدخلة لكني و في الآن نفسه لاحظت ريشة رسم بحقيبته و قد كانت على وشك السقوط 

" لقد اتى السيد اندرو سأغادر ، سررت بالتعرف عليك سيدتي " قال 

" وداعا ، اوه ريشتك على وشك السقوط من الحقيبة ، عليك تعديلها " قلت لأواصل سيري باتجاه سيارتي و قد كان علينا العودة الى المكتب 

" هل أخذت الملاحظات ؟ " سألت  بينما كنت أقود السيارة 

" لقد فعلت " أجابت باختصار مجددا تلك الفتاة كانت قليلة الكلام 

" أخبريني سالي ، ماهي هواياتك ؟ "

" اوه ، لم اتوقع هذا ، لكن ... أحب الكتابة و العزف على آلة الكمان " 

" أود قراءة أحد رواياتك اذا " 

" اه لا أعلم ، ربما لن تعجبك " 

" سوف تعجبني أثق بهذا "

" كيف ؟ "

" لا أعلم فقط شعرت اني سأحبها ، هل تكتبين الروايات الرومنسية ؟ "

" لا ، أفضل روايات الحروب و الأكثر سوداوية و احيانا الخيالية "

قالت ذلك لأبتسم ثم همست "لابد انه سيكون هو المسؤول عن الجزء المتعلق بالمشاعر في رواياتك " 

December RainWhere stories live. Discover now