الفصل الواحد و العشرين حقيقة بيلا

84 10 0
                                    

مضت ساعات قد علمت خلالها أني على حق ، انتهت المحاكمة لصالحنا ، كان ذلك متوقعا منذ البداية ، كنت أقف عند مدخل المحكمة انظر لتلك الفتاة التي صارت محط انظار الجميع لقد اتهمتها بتلك الاتهامات الباطلة و قد أحسنت لعب تلك اللعبة حتى ساره كانت تعلم أني لم أتعامل بنزاهة و هذه المرة الأولى التي افعل بها هذا 

اقتربت من ساره و التي كانت شاردة لكن و ما ان ظهرت فجأة حتى استدارت الى الناحية الأخرى ظننت انها لم ترد رؤيتي بعد ما حدث لكن و بعد لحظات تبين لي أنها كانت تخفي وجهها فقط محاولة أن لا تظهر تلك الدموع التي كانت تنهمر على خديها 

" هل تبكين بسبب الخسارة ؟" سألت 

" أنا لا أبكي " قالت في حدة لتظهر وجهها ، كانت عيناها شديدتا الاحمرار 

" هل هذا بسببي ؟"

" ما الذي تنوي فعله الآن ؟" 

" ماذا تعنين ؟ "

" تعلم قصدي ، كما انك تعلم انها فتاة بريئة و أنت قمت بتوريطها و بسببك ستسجن المسكينة أتمنى أنك قد خططت لمساعدتها "

" لقد تحدثنا بشأن هذا لا أحب أن أشرح خططي لأحد ، لكن علي ان اعترف ، لم أتوقع ذلك منك لقد أبليت حسنا ساره "

" مجددا تستهين بي "

" انا لا أفعل ، لقد اخبرتك انك ابهرتني منافس جيد لي " 

" يمكنك اعتبار ما فعلته استسلاما هاري ، لقد قررت التضحية بتلك الفتاة لكن لن أنساها سأساعدها حين يحين الوقت "

" ماذا تعنين ؟ "

" فعلت ذلك لاستطيع الامساك بالحبال التي تحرك الدمية و تقودها  و هاري لقد صرت دميتي الآن ، اما ان تحقق ما اخبرتني به و بصدق و أن تحقق العدالة التي ضحى من أجلها العشرات و الا فأنشردليلا يثبت عدم نزاهتك بهذه المحاكمة ، و ان اردت رؤية أدلتي فهي عبارة عن تسجيلات تظهر أحد أتباعك و هو يجبر الطاهي على الشهادة ضد موكلتي بالاظافة الى الحارس "

" اذا معنى هذا اني فقط ربحت لأنك من اراد هذا ساره ؟ "

" بالضبط اما ان تحقق الحلم الذي نريده أم ان نهايتك ستكون على يدي ، لا تستهن بي أستطيع فعل الكثير خاصة و أن الريشة لا تزال بحوزتي أيضا و كلانا يعلم ان الريشة البيضاء لديها من القوة ضعف الريشة الزرقاء 

" حسنا اذا ، لابأس بهذا مادامت لنا أهداف مشتركة الآن لكن أتسائل هل حقا تستطيعين أذيتي ؟ "

" أتريد ان تجرب ؟ "

" سيكون من الممتع اللعب معك آه مجددا اتأكد انك فتاة أحلامي حقا ، لكن هل ستستطيعين السيطرة بهذه البساطة ؟ " 

***

ساره

" أستطيع فعل الكثير لكني سأشاهدك الآن فقط الا ان تخلف بوعدك حينها سوف أتدخل " قلت في ثقة فعلبة الشطرنج لم تنتهي بعد كما كان يعتقد لكن و رغم ذلك لازالت تلك الابتسامة الغريبة على شفتيه تماما كما في السابق كانت تلك التعابير الغامضة على وجهه تسبب الرعب لي و لعل ذلك الانفجار الذي حدث فجأة من خلفي قد زاد من خوفي 

فجأة سمعت صوتا مدويا على مقربة منا ، التفتت سريعا الى المحكمة و التي كانت تحترق وسط ذهول الجميع ، شعرت بقلبي الذي صار ينبض بسرعة أكثر ، عاودت النظر الى هاري و الذي كان يبتسم مستمتعا بما حدث ، اقترب مني اكثر ثم همس 

" بما انك ستشاهدين أتمنى ان تكون الالعاب النارية التي صنعتها قد نالت اعجابك " 

قال ذلك ثم غادر في هدوء و كأن شيئا لم يحدث ، اتجهت بدوري الى السيارة لتقلني الى المكتب ، لقد كان يوما صعبا و مليئا بالمفاجآة 

***

هاري

كانت الساعة السادسة مساءا حين كنت أجلس عند النافذة أمسك بكتاب بين يدي بينما كنت شارد النظر الى احدى الصور التي كانت عليه ، سمعت طرقا خفيفا على الباب ثم دخلت فتاة كنت أشعر و كأننا قد التقينا من قبل 

" مرحبا ......  هاري " قالت في صوت مرتجف بينما كانت تقف عند الباب

" هل التقينا من قبل ؟"سألت 

" انا بيلا ، صديقة ساره "قالت لترتسم ابتسامة على شفتي

" لابد انك قد تزوجتي من ذلك الفتى و ها انت الان هنا لطلب مساعدتي لتأمين اجراءات الطلاق حسنا لأكون صريحا هذا ليس اختصاصي "

" لا ، لم أتزوج أنا هنا من أجل أن اعطيك شيئ لابد انك تبحث عنه "قالت حينها اقتربت منها ثم وضعت الكتاب على المكتب بينما هي اخرجت من حقيبتها قرصا كتب عليه اسمي 

" لابد انك تبحث عن التسجيل الذي كان بحوزة ساره ، ما كان يجب ان تفعل ذلك أنا اعتذر نيابة عنها أرجوك لا تؤذي صديقتي " 

كان باد عليها علامات الحزن لكن و ربما بسبب عملي و الذي بسببه استطعت التعرف على اناس كثر استطيع تمييز ذلك ، كانت تنظر لي بعينان لامعتان ، ابتسمت مجددا ثم وضعت يدي اسفل ذقنها و همست لها

" أشعر برغبة ملحة في أن أعرف سبب مجيئك الى هنا بيلا " 

" لقد أخبرتك...."

" لا ، ذلك لم يكن صحيحا ، اوه أيضا هل هذا الكتاب منك ؟ لقد وجدته اليوم أمام مكتبي عليه نفس الرائحة رائحة العطر الذي تضعينها الآن ، اعترف اني قد حاولت استخدام هذه الاستراتيجية من قبل و فشلت لهذا لن تنطلي علي الحيلة خدع العطر عادة ما تفشل "

" هل ... قرأت الكتاب ؟"

" بلى ، لقد أعجبني اعترف شكرا على الهدية "قلت لأجلس الى مكتبي بينما هي ظلت متسمرة في مكانها

" اذا ...."

" اوه وجدت رسالة به أيضا ، هل قمت بوضع رسالة رومنسية بالكتاب ؟ لقد ظننت انها هدية من ساره لكن ، اعرفها جيدا هي لن تكتب أشياء من هذا القبيل "

" انها من ساره ..."

" اه توقفي ، أعرفها أكثر من أي شخص آخر مستحيل .... ساره لن تكتب رسالة لتعبر بها عن مشاعرها تلك الفتاة لا تحسن التعبير عن المشاعر حتى بالكتابة لهذا فهذه الرسالة منك ، شكرا على اهتمامك بي رغم اني لا احد نفسي جذابا الى هذا الحد ، ان كان هذا كل ما لديك يمكنك المغادرة "

" ماذا ستفعل بالتسجيل؟ "

" لا أعلم لكن لم يكن من الصواب سرقة شيئ كهذا من صديقتك المقربة ، لقد علمت ذلك منذ ذلك اليوم حين التيقتك بالمقهى علمت انك تحسنين وضع الأقنعة و لعب دور المنافق ، بصراحة أمقت هذا النوع من البشر كما انك لا تعلمين أن ساره هي الفتاة التي قد قدرت لي سواءا أحببت ذلك أم لا لكن من الجيد انها فتاة صريحة على الأقل "


December RainWhere stories live. Discover now