غرفة البيانو

213 14 0
                                    

" ما هذا ؟ " 

همس ، كان ينظر بعينان دامعتان لقد خسر كل شيئ، الشخص المناسب لأحقق نجاحي أولائك الضعفاء هم من يسهل استغلالهم و قد كان رجل الأعمال ذاك متمسكا بي لذلك كان علي أن اقدم عرضا مناسبا له 

" أنه المبلغ الذي عليك دفعه مقابل خدماتي "

" لكني لا أملك المال الآن " 

" انت تملك ، أعطني ثروتك مقابل حريتك ، أضمن لك انك ستكون حرا خلال شهر واحد فقط "

" جاكسون لم يخبرني عن هذا المبلغ"

" جاكسون لا يعلم عن هذا ، ان كنت سترفض عرضي فأؤكد لك انك لن تغادر السجن أبدا " قلت لأعاود أخذ الورقة التي كتب عليها المبلغ الذي احتاجه 

" مهلا ، سأفكر في الأمر "

" الآن اما نعم ام لا ، هذه وثيقة ستقوم بتوقيعها حينها ستغادر السجن " 

بتردد قام بحمل القلم ثم وقع تلك الوثيقة لقد كان حله الوحيد ، غادرت الغرفة بعد أن وعدته أني سأخلصه من ذلك العذاب لقد كانت أمنيته أن يعاود رؤية أبنائه و عائلته ، تلك المشاعر السخيفة التي تلازم الشخص الضعيف أما الأقوياء هم من تجردوا من تلك المشاعر لتترك التحكم للمنطق و العقل فقط 

مرت أيام و أوشك شهر مارس على الانتهاء و لم تنشر بعد الرواية ، أعترف اني كنت أنتظر أن أقرأها بفارغ الصبر لكني قد وعدت نفسي أن أتخلى عن التفكير فيها تلك القصة لم تعد لي أبدا تخليت عنها كما تخليت عن الموسيقى و الحب 

لقد اخترت تلك الوظيفة منذ سبع سنوات ، قررت أن أصبح محاميا بعد أن فشلت في أن اكون موسيقيا مشهورا كما أردت ، اما الكتابة فقد كانت الشيئ الوحيد الذي فشلت فيه لقد كرهت فكرة تلك العلاقة التي تربط الرواية بتلك الفتاة ، لقد ظننت ان ايجاد فتاة احلامك سيكون أمرا رائعا لكن ذلك لم يجعلني سعيدا ، اكتشفت اني شخص أناني فعلا لقد دمرت حياة شخص آخر بسبب تلك الرواية و الآن و بعد أن غادرت تلك الجامعة و انتهت مهمتي مجددا يتم ارسالي لذلك المكان ، و كأن القدر يحاول الانتقام مني بسبب الخطايا التي ارتكبتها في حق تلك الفتاة 

" هل وصلت الجامعة ؟ اياك و الهرب أتسمعني أقسم أني سأنتقم منك ان فعلت هاري " صاح جاكسون و الذي كان  يتحدث لي عبر الهاتف كان يعلم أني قد أهرب من هذا المكان رغم انه لم يكن يدرك السبب ، مجرد محاضرة ستنتهي بعد ساعتان ثم سأغادر 

كانت تلك الجامعة قد اتفقت و جاكسون على جعلي القي محاضرات بها كون جاكسون مدير مكتب المحاماة الأشهر و كوني الآن بطلا في انظارهم بعد ان انهيت مهمتي بنجاح و تم القبض على الطلاب الذين قد تورطوا في قضية المخدرات و التي بسببها كان علي ان اعيش دور طالب جامعي لجمع معلومات عنهم 

رغم أني كنت اظهر بتلك الصورة امام الجميع محامي شجاع و ذكي أحد الابطال الذين انقذوا هذا البلد من احد اخطر تجار المخدرات لكني و في نظر أقلية يعرفون حقيقتي كنت الشر بعينه 

بتلك القاعة الشاسعة كنت أقف استعدادا لالقاء محاضرتي لكن و في حقيقة الأمر كنت أبحث بعيني عنها صار الكل يعرفني لقد سبق و أن جلست الى جانبهم بتلك المدرجات لكني الآن اتقمص دور الأستاذ لقد نجحت دائما في التظاهر و تضليل الآخرين ، كنت اشعر بتلك العينان تراقبني لكني و رغم ذلك واصلت التحدث في ثقة وسط اعجاب العشرات من الطلاب كانت الشخص الوحيد الذي يكرهني ، وقد كانت هي تلك العينان اللتان تراقبانني 

انتهيت من القاء المحاضرة و قد اجتمع العديد من الطلاب حولي للتحدث لي و عن تلك البطولات السخيفة التي قمت بها لكنها غادرت في هدوء بعد ان رمقتني بنظرة مليئة بالكراهية

انهيت من عملي أخيرا ، و لا أعلم لما أجد نفسي أعود الى تلك الغرفة مجددا لكن هذه المرة لم أجرأ على فتح الباب ، كنت احمل حقيبتي بيدي اليمنى بينما انظر الى مقبض الباب و الذي تحرك فجأة ليفتح و تظهر هي أمامي و كأنها كانت في انتظاري بغرفة الأشباح تلك و الذي لطالما كانت تخاف الاقتراب منها لكنها قد اكتسبت الكثير من الشجاعة بالفعل 

" ألن تدخل ؟ " سألت لأتقدم خطوتان الى الأمام ثم أغلقت الباب بعد ان دخلت الغرفة 

" اذا لما أتيت ؟ " قالت 

" أردت التأكد أني لم أؤذيك و أنك سعيدة حتى و بعد أن غادرت ، بعد أن علمت الحقيقة ، كل ما في الأمر أني لم أستطع مواجهتك فقط " 

" لا يهم لن أعاتبك على أية حال ، لكن لما أنت هنا الآن ؟ "

" لا أعلم ، ربما اردت سؤالك عن الرواية لما لم تنشر بعد ؟ "

" لأنها تذكرني بخطأ قد ارتكبته بالسابق لهذا لم ارد أن تنشر بل قمت بالتخلص منها ، اه لقد أتيت الى الغرفة لآخذ النسخة التي اخذتها انت من دار النشر لا أريد أن تبقى اية نسخة ، النسخ التي كتبتها أنت  تفي بالغرض لن أعرض عملي للبيع "

" أريد أن تنشر الرواية التي كتبتها انت ن أنا حقا اريد ذلك و بشدة "

" ذلك لن يحدث "

" بسببي أليس كذلك ؟ اعلم أني قد اقترفت خطأ لكن على الأقل كلانا قد عاش ما كتب بتلك القصة لقد كانت القصة التي لطالما تمنيناها لذلك كلانا لن ينسى ذكرى شهر ديسمبر لكن الحياة تمضي و لم أستطع الحفاظ على علاقتنا ، مجددا اهرب الى العمل ، آسف لكن المال و العمل أهم بالنسبة لي ستفهمين ذلك حين تخصلين على عمل ساره "

" لكني لم أطلب منك تفسيرا أبدا " قالت و قد بدت هادئة غير مبالية بكل ما حدث فقط غادرت الغرفة حاملة روايتها ، تلك الرواية التي لطالما خفت أن أكتب نهايتها لأني ظننت اني قد أعيشها يوما 

December RainWhere stories live. Discover now