الفصل 70 نور آخر النفق

33 8 1
                                    

هاري

" اذا ... ما رأيك بذلك ؟ هل يجب ان اسجن فقط ؟ لقد قتلت العديد من الارواح منها المذنبة و منها البريئة ... بصراحة الشخص البريئ الوحيد الذي قتلته كان مارك "

" سأكتفي بسجنك فقط " قالت ، حينها و لأول مرة شعرت اني لم اتوقع ما حدث بلى لطالما كنت اجيد توقع جميع السيناريوهات قبل الاقدام على اي شيئ لكن اعترف اني كنت واثقا من انها ستتفهم لكنها لم تفعل 

" شكرا لك ثم و بطريقة ما سوف اغادر السجن حين تخفف العقوبة ، هذا وارد "

" سأغادر الآن "

" ماذا عن مارك و والدك ؟ اوه مهلا أيعقل انك لم تصدقي ذلك؟ سبق و ان اخبرتك اني حقا لا اهتم افعل ما أشاء و ما اراه صحيحا "

" حتى و ان قتلتني بيديك هاتين ، لن اصدق ذلك ، حتى و بعد ان رأيت موت مارك بعيني لازلت لا اصدق "

" اوه هذا عاطفي ، ألهذه الدرجة تثقين بي ؟ حسنا اذا لنذهب لرؤية والدك لا اعتقد انه سيقبل بتزييف موته فهو لا يطيقني "قلت لأشير الى سالي كي تتصل ببقية المساعدين لأخذ جثة مارك بينما أنا غادرت الغرفة و ساره تبعتني 

طوال الطريق كانت هادئة و لم تنطق بكلمة الى ان وصلنا السجن المكان الذي كان به والدها ، لم امنعها من الدخول و تركتها تكتشف حقيقة ما حدث ، كنت واثقا من قراري و جعلتها تشاهد والدها ميتا أمام عينيها ، كان ملقا على الارض غارق في دمائه لم يكن يوجد اي دليل يدحض حقيقة موته 

كانت تنظر له في صدمة ، اقتربت منه ليسرع حارسان بحملها بعيدا عنه 

" هل صدقت ذلك ؟ سأمنحك الفرصة لقتلي ، انتقمي لوالدك "قلت 

" أيها الوغد ، لقد كنا سنتزوج ماذا حدث ؟ لما تغيرت فجأة ، كان يجب ان اعلم انك مجنون و انك لن تتغير ابدا "صاحت حينها ابتسمت أخيرا قد ابدت ردة فعل ، اقتربت منها ثم همست لها

" لن تحضني والدك ، و لن تودعيه ، سأسمح لك بذلك فقط ان اخذت بثأرك مني ، هيا افعلي ذلك و ليرتاح ضميرك لا استحق العيش "

" مستحيل ... لن ألوث يدي بدماء أحد "

" لك هذا اذا " قلت ليدفع احد الحراس والدتها حينها اتسعت عيناها من هول الصدمة

" فرصتك الأخيرة ، اما ان أقتل انا او تموت والدتك ، فقط اختاري " قلت لأرمي بمسدس نحوها ثم اقتربت من والدتها و التي كانت مقيدة لأضع سكينا اسفل رقبتها 

***

سالي

اقتربت من البيانو ثم شرعت في العزف عليه لقد مر وقت طويل منذ ان عزفت على البيانو ، ذلك المجنون هاري قد علمني ذلك هو لازال مصرا ان اتعلم البيانو و الشطرنج و ان اصبح امهر منه حتى ، تلك الثقة قد اثقلت كاهلي حقا ، على الجهة الاخرى كانت جثة مارك على السرير ، مرت دقائق لم اتصل بمساعدي هاري و قررت ان ابقي على الجثة بهذه الغرفة ، ، مرت ساعة بالفعل لأقترب منه ثم وضعت يدي على صدره ، لم يكن من المفاجأ لي أنه أمسك يدي فجأة و بعد ان فتح عينيه 

" اللعنة عليك سالي ، لم تذرفي دمعة واحد على موتي "قال

" اوه حقا ؟ لا اعتقد ذلك سأذرف الدمع حين تموت فعلا ، لقد علمت انك و هاري تستخفان بعقل ساره حينها ، اعترف اني صدقت في بداية الأمر لكن قلبك كان لايزال ينبض رغم ان هاري قد تعمد اصابتك بقلبك لولم اقترب منك لما صدقت انها حقيقة رغم ان ساره لم تصدق ذلك لأنها تثق بهاري لكني لا اثق به كثيرا "

" لقد صرت مثله سالي ، على اية حال و بصراحة لقد اقتنعت ، لقد قبلت لعب ذلك الدور يجب ان يقنع هاري ساره بوجهة نظره اتعلمين لماذا ؟ سبق و ان كنت محاميا لاحدهم و قد دافعت عنه مسبقا و قد نجحت ان اسجن قاتلا ثم يحدث و انه قد غادر السجن بعد 3 سنوات ، قابلت موكلي و قال انه لا يشعر بالعدالة لقد قتل شقيقه ثم تم العفو عن القاتل ، قال انه تمنى رؤية قاتل شقيقه ميتا كي يشفى غليله و هذا ما يريد هاري فعله ، اللعنة نحن البشر لا نفهم باللين و حين يطبق الاعدام حينها ستنخفض نسبة القتل و الاجرام عامة لقد عشت ذلك و رأيت حسرة المظلومين لذلك قررت ان ادعم هاري لكن كلاهما كان عنيدا ، ساره لا تستسلم بسهولة تود اصلاح منظمة بأكملها و بمفردها هي لا تعلم انه و ان تم استفتاء الشعب سينجح رأي هاري دون شك "

" هل مات والدها ؟ لا اصدق ان هاري قد يفعل ذلك "

" بصراحة لم اكن اعلم بشأن والد ساره ظننت انه سيتظاهر بقتلي انا فقط لقد فاجأني ذلك الاتصال ايضا 

" أيجب ان نلحق بهما ؟"

" ذلك لن يكون الحل المثالي ، قد نزيد الامر سوءا سأكتفي بالانتظار هنا ، رغم اني اشعر بالحماس لرؤية تلك المشاجرة كلاهما عنيد يرفض الاستسلام ، ترى من سيستسلم اولا ، كان من الممتع لي مشاهدة مناقشة لأذكى شخصان قد قابلتهما فساره فتاة فريدة من نوعها و كأنها بطلة رواية خيالية ، لك الفتاة لم تكن حقيقية بالنسبة لي و اما هاري ، ذلك المجنون يجعلني اشعر بالحماس للتطلع للمزيد انه اشبه بنفق مظلم اريد و بشدة معرفة نهايته لكن ما صرت اثق به مؤخرا ان آخر ذلك النفق سيكون النور و السلام و ذلك ما جعلني اثق بفلسفة ذلك الرجل ما وراء الظلام و العتمة الا النور و السلام لقد عاش حياة مليئة بالمتاعب و المغامرات حقا 


December RainWhere stories live. Discover now