الفصل الرابع و الثلاثون الحقيقة

58 8 2
                                    

كان يوما ممطر و كئيبا لقد كثر استعمالي للمظلة مؤخرا فقد جاء الشتاء أخيرا ، كنت أتمشى بالشارع حاملة بعض الأغراض التي اشتريتها لتجهيز العشاء ، وصلت المنزل أخيرا ،أخرجت المفاتيح من جيبي ثم التفتت خلفي بعد ان شعرت بأحدهم يقترب مني

" أعتذر على قدومي بهذه الساعة سيدتي " قال ذلك الفتى ، مارك 

" لابد انك تريد الحديث عن أمر مهم لتأتي بهذه الساعة المتأخرة " 

فتحت الباب ثم أشرت له بالدخول ، وضعت الأغراض جانبا ثم دخلت مكتبي و هو تبعني ،كان يبدو  مرتبكا شعرت ان لهاري علاقة بالأمر لوهلة ظننت أن ذلك المجنون قد أخبره بشيئ ما جعله يشعر بالقلق فرغم معرفتي به لسنوات لازلت لا استطيع توقع أفعال ذلك الرجل 

" اذا ، أنا أستمع مارك" 

" قال هاري انك الشخص الذي يستطيع مساعدتي ، لقد التقيت بشبح فتاة لها جناحان، و قد قدمت لي ريشة بيضاء وضعتها على البيانو بغرفة الموسيقى بالجامعة ، كانت الساعة متأخرة حينها و قد كنت و سالي بتلك الغرفة لكني كنت وحدي حين لمحتها ، كان يبدو ان هاري يعلم هويتها لكنه لم يخبرني لهذا أنا هنا "

قال ذلك في تردد لكني اكتفيت بالابتسام ربما لأنه لا علاقة لهاري بهذا لأول مرة لست مضطرة لتصحيح أخطاء ذلك الرجل لقد فعل الصواب لأول مرة بارسال هذا الفتى لي 

" غريب أمرك حقا ، صحيح المظاهر خداعة ، أعترف اني ظننتك تشبهه في البداية فقد كنت تبدو عنيدا و متسلطا مثله، تلك الوشوم بجسدك ، الطريقة التي كنت تمسك بها السجائر بين أصابعك ، تسريحة الشعر الفوضوية تلك ، أعترف كنت تذكرني به حين كان في مثل سنك لكن الآن صرت أرى مدى اختلافك عنه ، تلك الريشة البيضاء لا تمنح لأمثال هاري لابد انك الشخص المناسب ليكون الوريث ، سأروي لك الحكاية منذ البداية و لك الحق في تصديق ما سأقوله ام لا "

" لابد انها حكاية لا يمكنني تخيلها ، مجددا اعتذر عن مجيئي بهذا الوقت لكن كان علي القدوم "

" لا داع للاعتذار كل مرة ، تلك الفتاة التي قد قابلتها كانت بطلة روايتي و هاري ، كائن غريب على شكل فتاة لها جناحان أحدهما كان أبيضا و الآخر أزرق اللون ، اختلفت تسميات تلك الفتاة لكن كان هاري يطلق عليها اسم فتاة الغاب فقد وجدها الأمير دانيال بالغابة ، دانيال أو ويليام كلاهما كان نفس الشخص لكن هاري هو من اطلق عليه اسم دانيال فقد احب ذلك الاسم رغم انه لم يحب شخصيته بقدر حبه لفتاة الغاب ، كانت تعرف بقوتها الخيالية فقد كانت قادرة على هزيمة جيش بأكمله و قد استغل الأمير ذلك لصالحه ، كان يعتقد انه بامتلاك قوة كتلك سيحكم العالم ، فقد كان هدفه السيطرة من الأساس بطريقة ما كانت روحه قد تجسدت في هاري لهذا السبب شعرت بالرعب من فكرة تولي هاري الحكم لكن بعدها تيقنت انه سيكون الشخص المناسب فدانيال عرف بعدله و قوة شخصيته و عزيمته و قد آمنت بهاري أيضا ، كان الأمير معجبا بجناحها الأزرق فقد كان لونه يعكس النور بطريقة ساحرة فقد رأى القوة و الصلابة بذلك الجناح و الى حد ما كان ذلك صحيحا فقد كانت قوة الأميرة تكمن في جناحها الأزرق و الذي كان قادرا على قتل جيش بضربة واحدة فقط ، غريب أليس كذلك ؟ "

December RainWhere stories live. Discover now