الفصل 61 صديق

45 7 1
                                    

" اهذه جميع الأدلة التي استطعت تجميعها؟ " قال 

" بلى ، اقترح ان تتم محاكمته بأقرب وقت ممكن "

" آه حقا؟ لا بأس لكنه سيموت على أية حال سواءا تمت محاكمته ام لا " قال ذلك و قد كان يبدو هادئا للغاية ، مجددا يتحدث عن الموت و كأنه شيئ قد اعتاد مواجهته لوهلة اول ما خطر ببالي حينها اني سأكون السبب ، السبب وراء موت احدهم مجددا 

" ماذا؟ ألم يعجبك القرار سالي ؟ " سأل 

" لما تقرر انت مصيره ، على القاضي ان يصدر الحكم على المجرمين "

" هذا صحيح لكن في دولتي العدالة هي ان ينال كل مجرم عقابا ملائما له ، لا اظن انه سيستطيع مقاومة ذلك الدواء ان وضعته بطعامه ايضا ، لقد نجى مارك بأعجوبة "

" اتنوي جعل جوي يأكل من نفس الطعام؟ 

" بالطبع ، أليست تلك هي العدالة ؟ يجب ان تحرصي ان يعاقب ذلك الرجل فقد حاول قتلي و الاهم انه و بسبب كان ليموت حبيبك ، أرى انك لازلت تخشين الموت سالي ، ظننت اني قد صنعت منك وحشا يهابه الجميع ، تلك المشاعر السخيفة مجددا ، يجب ان تلغى ، تجردي من تلك الحساسية و الا ستكونين مجرد فريسة سهلة للذئاب ، الذئاب محيطة بنا من كل صوب ، و ان ترددتي ... سيكون الموت مصيرك و الاهم انه سيكون مصير أحبائك أيضا "

" لكن ، يجب ان يعود القرار للقاضي "

" غبية ، ارى ان مارك قد استطاع التأثير عليك ، تلك العدالة التي يصنعها القضاة من النبلاء ليست الا عدالة مزيفة قد زينت باسم القانون ، اما عدالتي انا فهي المناسبة " قال ثم غادر السجن المكان الذي كان به جوي ، لقد كان مساعد هاري لكن رغم تلك السنوات التي عملا بها معا ، هاهو الآن يتخلى عنه بسهولة و ينوي جعله يتناول طعاما مسموما ، لا اعلم ما كان علي فعله او حتى التفكير ه فقد كان عقلي مشوشا ، ذلك اللعين يستطيع جعلي أشعر بذلك الشعور مجددا ، كان شعور عدم الثقة كم من السيئ ان لا تعلم ما تريد بسببه كنت اعيش صراعا بداخلي ذلك الجانب الخير مني ضد الجانب المظلم الذي يسعى هاري لاظهاره 

***

هاري

كانت تنظر الى شاردة و بينما كنت أبتعد شيئا فشيئا ، تلك المعانات ، انها الخطوة الأولى لصناعة بطل منقذ ، لقد مررت بذات التجربة من قبل حين قمت بقتل ضميري و التخلص منه ، كنت في سن السابعة عشر تقريبا و حين بكيت بسبب فتاة ، شعور الشفقة الذي شعرت به حينها لقد اشفقت على نفسي و منذ تلك اللحظة لم احب احدا اكثر من نفسي حينها ايضا قد قررت ان اكون انانيا ، و ذلك الصراع الذي عشته ، بين جانب بسيط طيب القلب و جانب آخر كان مقيدا بداخلي ، جانب مظلم يريد التحرر و قد اطلقت العنان لتلك الكراهية بداخلي ، لم يكن احد الى جانبي ليساعدني كي اسيطر على ذلك الظلام الذي غرقت به لكن لولا تلك الكراهية لما ولدت القوة عقليتي لن تتغير أبدا لكن بالنسبة لسالي فأنا سأساعدها كي ترى النور مجددا حين يطغى الظلام و حين تغرق في ذلك البحر العميق من الكراهية سأكون اليد التي ستمد لها و تخرجها يجب ان تجرب ذلك ، ان تتخلى عن المشاعر التي جعلتنا جميعا نخطأ ، كانت تلك فلسفتي التي اعتز بها ، أن اعاقب كل مخطأ ، أن يقتل كل قاتل و ان يعذب كل معتد ، ان يعيش الألم كل شخص قد اذاق الألم لشخص آخر تلك هي العدالة لا أحد يوجد بمرتبة اعلى من الآخر جميعنا سواسية 

***

ساره

آه هذا مزعج حقا ، و ياللسخرية مجددا  وحيدة لما لا يوجد أحد الى جانبي لاختيار فستان زفافي معي ؟ لا أهل و لا صديق لقد كنت وحيدة دوما ، اللعنة كيف يستطيع ان لا يشعر بذلك ، ذلك المجنون غريب الأطوار القوة حقا لا يمكنها ان تملأ الفراغ الذي أشعر به لأول مرة ، حتى ان صاحبة المحل لم تتوقع اني العروس ربما بسبب هيئتي و ربما بسبب اني كنت عروسا وحيدة 

" أتنتظرين أحدهم سيدتي ؟ " قالت احدى العاملات بالمحل 

" لا ، أردت ان القي نظرة على فساتين الأعراس "

" كان يجب على العروس ان تأتي لتجربة الفساتين ، لابد انها تثق برأيك لترسلك مكانها "

قالت لأبتسم ثم اجبت

" انا هي العروس "

" اوه أعتذر كل ما في الأمر انه عادة ما تأتي العروس مع صديقاتها او ربما عائلتها او زوجها لهذا السبب قد..."

" لابأس لا داع للتبرير " أجبت و قبل ان انهي كلامي شعرت بتلك اليد توضع على كتفي ، لقد كانت سالي 

" كان يجب ان تنتظري قدومي أعتذر على التأخير لكن حبيبك المجنون قد طلب مني أعمال اظافية بالمكتب " قالت حينها بدأت العاملة في استعراض تصاميم المحل ، و بينما كنت صامتة اشاهد تلك الفساتين دون ان ابدي رأي بأي منها بينما سالي كانت تقوم بذلك مكاني و كأنها هي العروس بدت مختلفة و متحمسة الى حد ما ، كانت الابتسامة لا تفارق محياها و هي تشير لي الى الفساتين التي اثارت اعجابها لكن في الحقيقة لم يعجبني شيئ ، ربما لأني لم ارتدي فستانا من قبل عدى مرة واحدة فقط او ربما لأني لا احسن اختيار تلك الاشياء ، لا اعلم لما لم اتخيل نفسي ارتدي ذلك الفستان من قبل ، و لم افكر اني قد أجد شخصا مختلفا على الكل ليكون زوجا لي ، لقد خطط ان أعيش حياتي وحيدة 

" أرى انه يجب ان نستعين بروميو ذلك الفتى لديه نظرة مختلفة سيساعدنا على اختيار الفستان الأجمل " قالت سالي لكني و دون أن اجيب غادرت المحل 

كان طقسا كئيبا كالعادة ، سماء تلك المملكة لم تسعد بعد لازالت حزينة حتى و بعد ان صارت دولة مستقلة و حتى و بعد ان انقشعت سحب الظلم و الألم لازالت أشعر بالكئابة 

" لما تهربين ؟ هيا قلي شيئا " قالت و بعد ان لحقت بي

" شكرا لك ، لولاك لكان الوضع اسوء بكثير ، ربما هو مهم ان يحصل المرء على اصدقاء "

" سبق و أن اخبرتك من قبل حين كنت متدربة عندك ، قلت اني وحيدة ايضا و اني لم احصل على صديق أبدا ، كلانا كان وحيدا لابأس ان  صار كل من صديق الآخر "

" مارك كان على حق ... شكرا لك مجددا "


December RainWhere stories live. Discover now