[ وردة عمها ]

215 5 1
                                    

المشهد الاول : (منزل السيدة مليحة)
* ذهب جومالي إلى العنوان الذي أعطته له ياسمين ، و هو منزل السيدة مليحة ، ذهب و لكن قبل أن يطرق الباب ، وجد الباب المقابل له ينفتح و تخرج كارما منه.
لقد رآها جومالي ، رأي إبنة أخيه كهرمان أخيراً .
نظر إليها و عينه إمتلئت بالدموع عندما وجدها كما وصفها عليشو بالضبط .
إقترب منها ، و أخذ رأسها بين يده و قبّلها ، و قد وجدها تحمل رائحة أخيه أيضاً مثل أكشين ، ف لم يستطيع أن يتمالك نفسه ، ف بكي ثم عانقها ، و كانت رأس كارما بالكاد تصل إلى صدر عمها جومالي.
جومالي : إنكِ تشبهين أباكِ كثيراً.
* لم تستطيع كارما أن تقول شيئاً ، لقد كانت تحاول كبح دموعها. ف أومأت برأسها فقط .
جومالي : هيا بنا الآن ، سنكمل حديثنا في المنزل ، إن الجميع في إنتظارك.
كارما : لا ، عليّ أن أسافر إلى أفغانستان ، لا يمكن أن أظل هنا.
جومالي : أفغانستان ؟! ماذا تفعلين في افغانستان يا إبنتي ؟
*وقد تذكرت فجأه أكين الذي يعاني في الداخل ف قالت
كارما : عمي أولاً علينا أن نذهب إلي المشفي.
جومالي : لماذا ؟ هل أُصبتي ؟
* و قد ذعر كثيراً و فحصها بعينه جيداً .
كارما : لا ليس من أجلي ، أنظر ، سأُريك أحداً و لكن أقسم إنك لن تفعل له شيئاً .
* نظر إليها بقلق ، ثم قال : حسناً لن أفعل.
دخلت إلى الغرفة التي ينام بها أكين ، و جومالي من خلفها و كانت حالته سيئة للغاية ، لقد تحول وجهه إلى الأزرق ، و بدأ يسعل و كأنه يختنق . عندما رأه جومالي فزع كثيراً و قام بهزه ، ثم قال له : بني ؟ أكين ؟ من فعل بك هذا ؟
ثم حمله علي الفور و ركض بيه الي السيارة ، و كارما من خلفه.
كارما : هل سنستطيع أن نذهب بيه إلى المشفي ؟
جومالي : طبعاً يا إبنتي.
كارما : لقد كان يتعاطي المخدرات.
* صُدم جومالي ونظر إليها مُتهجناً .
كارما : ليس بإرادته بالطبع ، رجال عباسي قاموا بخطفه ، و من ثم أحقنوه بالمخدرات ، لقد سمعتهم ، كانوا يقولون إنهم عندما ينتهون من عملهم ، سيلقوه في الحفرة ، ليموت بمجرد وصوله إليكم ، مثل أبيه .
* ثار جومالي من كلامها كثيراً و قال : مثل أبيه ؟ من هذا ال*** ؟ من أين تعرفيه ؟
قالت كارما غاضبة : حقاً ؟ مادام إنه يهمك كثيراً هكذا لماذا طردتموه إذاً ؟
جومالي : ليس أنا من طرده يا إبنتي ، إنها أمي ، طردته لأنه....
كارما : أعرف ، و لكن ليتها قتلته بدلاً من ذلك.
منذ متي و عائلة كوشوفالي يدعون أحداً آخر يعاقب أبنائهم ؟ إن كان جدي موجوداً ما كان سيوافق علي هذا أبداً . علي كل حال أظن من الأفضل أن نذهب بيه ربما إلى عيادة خاص أو ما شابه.
* صمت جومالي قليلاً يحاول استيعاب ما قالته، ثم قال.
جومالي : سنذهب بيه إلى عمي البيطري إذاً.
كارما : البيطري ؟!
المشهد الثاني : (أمام مقهي الأصدقاء)
* كان كل سكان الحفرة تقريباً يحتشدون أمام المقهي
كانوا ينتظرون نساء عائلة كوشوفالي لكي يطمئنوا عليهم
و قد دخلت السيارة بهم ، و مرت من أمام المقهي .
قال متين بسعادة : أمي ، أنظري ، إنهم ينتظرونك.
السيدة سلطان : توقف يا بني.
* توقف متين بالسيارة ، و خرجت السيدة سلطان لكي تطمئن سكان الحي.
و خرج باقي النساء أيضاً من خلفها ، و قد فرحوا كثيراً برؤيتهم .
المشهد الثالث : (منزل العم سلامي)
*وصل جومالي و كارما إلى منزل العم سلامي البيطري ،
نزلوا من السيارة ، و دقت كارما علي الباب ، بينما جومالي يحمل أكين ، ف فتح رجلاً عجوزاً جداً ، يبدو فوق السبعين من عمره ، فتح الباب عابساً .
نظرت كارما إلى عمها جومالي في استنكار.
جومالي : عمي سلامي ، لا تؤاخذني و لكن الأمر جاداً للغاية .
* الرجل لم يقل شيئاً ، و أفسح الطريق لجومالي ليدخل إلى الداخل ، و لكنه مازال لا يفهم شيئاً .
و دخلت كارما من بعده ، ثم همست إلى عمها.
كارما : عمي ، ما هذا ؟ هل هذا العجوز سيعالج أكين ؟
إنه بحاجة إلى تعليق المحاليل .
جومالي : ششش اصمتي يا إبنتي سيسمعك.
العم سلامي : لقد سمعتها أساساً ، و لكني إندهشت عندما قلت لها (إبنتي) كنت أظنها صبياً.
كارما : و أنا كنت أظن أن سمعك ضعيفاً ، و لكن إتضح أنه نظرك أيها الجد .
جومالي : كارما ،كفي
* نظر إليها العم سلامي باشمئزاز و تمتم بكلام لم تسمعه .
وضع جومالي أكين فوق سرير صغير ، كان مثل سرائر المشفي ، كل الغرفة كانت تبدو كغرفة مشفي.
جومالي : رجاءاً يا عمي إفعل ما بوسعك.
العم سلامي : لا تقلق يا بني.
* أتت كارما و همست في أذن عمها جومالي ثانيةً .
كارما : عمي ، ثلاجة الرجل فارغة ، إنه لا يستطيع الاعتناء بنفسه ، فهل سيعتني ب أكين ؟ حباً في الله يا عمي دعنا نأخذ الولد و نذهب من هنا.
العم السلامي و قد استشاط غضباً : ما شأنك بثلاجتي أيتها القزمة .
كارما : لا تؤخذني أيها الجد لقد نسيتُ إنك تسمع جيداً
العم سلامي : من هذه المصيبة يا جومالي ؟
جومالي : إنها إبنة أخي كهرمان يا عمي.
* و كان يبدو سعيداً و هو يقول هذا ، علي الرغم إنها أصبحت جملةً غريبةً عليه.
العم سلامي : يا للأسف ، لم يكن كهرمان هكذا أبداً.
قالت كارما ساخرة : نعم ، لقد سمعت إنه كان رجلاً طيباً جداً ، رحمه الله .
جومالي : علي كل حال ، عمي سلامي ، لن أوصيك ، إبن أخي أمانةً لديك.
العم سلامي : حسناً يا بني ، لا تقلق ، سأتصل بك إن حدث شيئاً.
كارما : لا تقلق يا عمي جومالي ، أنا سآتي لأطمئن عليه كل يوم.
العم سلامي : لا تأتي.
كارما : سآتي.
* أخذها جومالي من ذراعها و خرجا من المنزل .
ذهب جومالي إلي سيارته و لكن كارما ألتفتت لتذهب في اتجاه معاكس.
جومالي : إبنتي ؟ إلى أين ؟
كارما : لقد قلت لك إنني سأذهب إلى أفغانستان يا عمي
جومالي : ماذا تقولين يا إبنتي ؟ من الذي سيدعك تذهبين ؟
* و فجأة علا صوتها وقالت : أنا لم أطلب أذناً من أحد.
* ذهب إليها جومالي و جذبها من ذراعها.
صرخت في وجهه و قالت : أترك، من تظن نفسك ؟ من أنت يا هذا ؟ هل تظن إنك تستطيع أن ترغمني علي البقاء هنا لأنك عمي ؟ أنا لا أعرفك يا هذا.
* فتح باب العم سلامي و قال : إخفضي صوتك أيتها البلاء ، هناك مريض بالداخل ، أذهبي و تشاجري في حيّك
كارما : أيها الجد ، حباً في الله أغلق هذا الباب ولا تتدخل
العم سلامي : جومالي ، هل أنت متأكد إنها ابنة كهرمان ؟ إنها تشبهك كثيراً.
* تفاجأ جومالي ، وقد كان يفكر في ذلك للتو من طريقة شجارها. و كاد يبتسم رغما عنه و لكن تابع العم سلامي و قال :إنها عديمة التربية مثلك.
* تهجم وجه جومالي و مسح علي وجهه و قال.
جومالي : توبة استغفر الله.
* العم سلامي قال ذلك ثم أغلق الباب بقوة ، و كان هناك مصباح صغير يضئ أمام المنزل ، قام بإغلاقه أيضاً.
جومالي : إبنتي تعالي ل نتحدث في مكاناً آخر ، دعينا لا نزعج المريض.
كارما : ليس هناك حاجه للحديث يا عمي ، إبن أخيك بالداخل ، وما شاء الله يعالجه طبيب بيطري ، و عائلتك في المشفي ، حتي ربما إنها وصلت الي المنزل أيضاً ، و الآن إلى اللقاء لقد سررت بلقائك كثيراً ، إعتني بنفسك جيداً ، حسناً ؟
* عانقته سريعاً ثم ذهبت.
لم يعرف جومالي ماذا يفعل ، إنها تذهب.
جومالي : لماذا أنقذتي الولد إذاً ؟ يبدو إننا لا نعنيكي في شيئاً.
* وقفت كارما و إلتفتت إليه ، ثم قالت : من أجل ياسمين يا عمي ، تمام ؟
جومالي : ماذا عن النساء ؟
كارما : لأنني أنا من تسببت في أخذهم ، هل هناك شيئاً آخر ؟
* لم يستطيع جومالي التفكير في شيئاً آخر ، ف صمت.
و ألتفتت كارما ثانيةً لتذهب.
جومالي :حسناً ، ألا تستطعين البقاء إلى أن نجد الطفل أيضاً ؟
* تسمرت كارما مكانها ، و نظرت إليه.
كارما : أي طفل ؟
جومالي : ياماش.
* رجعت إلى سيارة جومالي و جلست بها في صمت.
ثم ركب جومالي و إنطلقوا بالسيارة.
جومالي : قلتِ من الذي خطف أكين يا إبنتي ؟
كارما : عباسي .
جومالي : و النساء أيضاً ؟
كارما : نعم .
جومالي : من هذا ال*** إذاً ؟
كارما : إنه **** من أفغانستان .
* نظر إليها و قد تأكد من إنها تشبهه كثيراً . ثم قال : من أين تعرفيه إذاً ؟ ماذا تعملين أنتي يا إبنتي ؟
* اعتدلت كارما في جلستها ، و قالت بتفاخر.
كارما : أنا إسمي كارما كوشوفالي ، نصف تركية و نصف أفغانية ، إنني الذراع الأيمن لزعيم أكبر عشيرة في ارغستان ، رشيد فضل الله ، بينما جدي هو إدريس كوشوفالي صاحب حي كوشوفا و أب الحفرة ، ألا يكفي هذا ؟ أنا أعرف عديمي الشرف هؤلاء جيداً .
* ظلوا يتحدثون طوال الطريق ، كان جومالي لا يستطيع الإنتظار حتي يتعرف علي إبنة أخيه ، التي جاءتهم فجأة و لم يسمعوا بها من قبل.
وصلوا إلى الحي ، و كان جومالي يظن أن النساء قد وصلوا إلى المنزل ، و لكن عند مروره من أمام المقهي وجدهم يجلسون مع أهالي الحفرة.
نزلوا من السيارة ، وإذ بالجميع بدأ يحملق في كارما ، و إلتفوا حولها ، و بدأ جومالي يعرفها علي أهالي الحي .
جومالي : طبعا هذا عليشو إنتي تعرفيه أساساً.
* أومأت برأسها موافقة ، و إبتسمت إلى عليشو.
عليشو : مرحبا بكِ يا كارما.
كارما : مرحبا يا أخي.
جومالي : أما هذا ميكي.
* تقدم ميكي و هو مصدوماً بعض الشيء ، و سلم عليها
جومالي : و هذا متين .
* تقدم متين و إبتسم لها و قال : مرحباً بكِ يا إبنتي.
*إنتبهت كارما فجأةً و قالت : هل متين أخو أخي كمال ؟
* إندهش متين و نظر إلى جومالي ثم قال : نعم.
* تقدمت إليه و قبّلت يداه.
زادت دهشة متين ، و كان يريد أن يسألها من أين تعرف أخاه ، و لكن الوقت ليس مناسب لهذا ، و ربما كان جومالي يريد أن يسأل نفس السؤال ، لقد قبّلت يد متين بينما لم تقبّل يده هو !!
كان ميدات يقف في الخلف و هو خائف ، ماذا سيقول جومالي عندما يقدمه لها ؟
وكانت سعادات تنظر إليه و تعرف ما يدور في رأسه ، لان هذا ما كان يدور في رأسها أيضاً ، هل يعلم صالح بأمر هذه الفتاة لذلك سافر إلى الخارج ؟ و ماذا لو رجع ؟ إنها فتاة صغيرة و لكنها ليست مثل أكشين ، يا تري هل ستأخذ هي بثأر والدها ؟
و أثناء حديث سعادات مع نفسها ، كان جومالي يعرف كارما علي أبناء و بنات أعمامها .
ادريس الصغير : هل ستبقين معنا إذاً ؟
قال جومالي : نعم يا بني ، لماذا تسأل؟
ادريس الصغير : لكي تعلمني القتال يا عمي.
* ضحكوا جميعاً ، ثم قامت كارما بحمل الصغير و قالت له : هل تريد أن تتعلم القتال يا قطعة الأسد ؟
* اومأ لها برأسه موافقاً .
قالت كارما مازحة : حسناً ، ستبدأ بمناداتي ب معلمتي إذاً
* و أثناء ذلك ظهر فارتولو علي بُعد مترين منهم ، لقد جاء من أفغانستان للتو ، كان ذاهباً للبحث عنها ، ليته ذهب مع عليشو إلى سنوية السيدة مليحة في ذلك اليوم.

إنتظروني في جزءاً جديداً 🖤




الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now