[ الحرب خدعة ]

93 3 3
                                    

المشهد الاول : (شيشلي) في اليوم السابق
* كان عباسي كالعادة يستلقى على ظهره شارداً في الفراغ ، حتى طرق أحد رجاله الباب ، لكي لا يفزع مثل المرة السابقة ، ف سمح له بالدخول
أحد الرجال : أخي ، رضا بالخارج و يريد مقابلتك.
نهض عباسي سريعاً وقال : هذا الغبي ، ارسله لياتي إذاً
دخل رضا متحمساً وقال : لديه أخبار جيدة يا أخي .
عباسي : هل أنت معتوه يا هذا ؟ لماذا جئت إلى هنا ؟ أليس لديك هاتفاً ؟
رضا : لا تؤاخذني يا أخي لقد تحمست كثيراً .
عباسي : حسناً ، ماذا لديك ؟
رضا : الفتاه تتجهز من أجل المباراة يا أخي .
انتبه عباسي فجأه وقال : هل أنت متأكد يا هذا ؟
رضا : نعم يا أخي ، لقد رأيتها تدخل نادي الألعاب الرياضية اليوم من أجل التمرين .
عباسي : هل أنت أحمق يا بني ؟ هل معنى هذا إنها تتحضر من أجل المباراة ؟
رضا : وأيضاً رجال رشيد فضل الله منتشرين في الحي منذ الصباح ، أليس هذا كافياً ؟
* صمت عباسي قليلاً وبدأ في التفكير ثم قال : حسناً إذهب الآن ، ولكن دون أن يراك أحداً .
* خرج رضا وترك عباسي غارقاً في التفكير.
المشهد الثاني :( كابول)
* كان فيصل رحماني يؤدي فريضة المغرب في أحد المساجد المشهورة في كابول ، وبالطبع الكثير من رجاله حوله ، يحرسونه داخل المسجد وخارجه ، وبعد الأنتهاء من الصلاة ، خرج من المسجد وبجانبه نزات وحكيم كالعادة ، وقبل أن يصعدوا إلى السيارة ، نظر فيصل إلى نزات وقال : إذهب أنت الآن يا بني ، لديك عملاً في الصباح الباكر .
نزات : لا بأس يا أبي ، سأوصلك أولاً .
فيصل : ليس هناك داعي ، حكيم سيقوم بتوصيلي .
نزات : حسناً إذاً ، طاب يومك يا أبي.
* أومأ له برأسه ، و ظل يراقبه بعينه حتى ذهب بعيداً عنهم ، ثم قال : حكيم ، اتصل برجالك ليسبقونا إلى المنزل .
* ثم صعد إلى السيارة وانطلقوا .
ـ وأثناء سيرهم قال حكيم : ماذا هناك يا أبي ؟
فيصل : لقد اتفقت مع الروس أننا سنسلمهم البضاعة في الغد .
إنتفض حكيم وقال : في الغد ؟ سيكون في موعد المباراة.
ضحك فيصل ضحكة ماكرة وقال : أعلم يا بني ، سنذهب نحن إلى المباراة وباقي الرجال سيسلمون البضاعة للروس .
حكيم : وكيف سيحدث هذا يا أبي دون أن تمر على أرغستان ودامان ؟
فيصل : ستمر أساساً يا بني ، برأيك هل سأعتمد علي نتيجة مباراة سخيفة من أجل القيام بعملي ؟
حكيم : من سيسلم البضاعة للروس إذاً ؟
فيصل : ليس شخصاً بالتحديد ، ليسلمها أحد الرجال .
حكيم : وماذا عن رجال رشيد فضل الله يا أبي ؟
قال فيصل بنفاذ صبر : حكيم ، أقسم إن لم تكن زوج إبنتي لكنت ألقيتك من السيارة الآن ، سيكونوا جميعاً في المباراة يا غبي .
حكيم : ها نعم ، وبالطبع لن نخبر نزات بذلك ؟
فيصل : أجل لن نخبره .
المشهد الثالث : (مزار شريف) هذا الصباح
* كان شاهين يقف بعيدا يراقب الجميع منذ أن بدأ فيض الله في التحضيرات من أجل حضور رشيد فضل الله ورجاله ، ومن أجل تحضيرات المباراة أيضاً ، ظل شاهين واقفاً يراقب المكان ، لقد كان رشيد ورجاله أول من وصلوا إلى مزار شريف ، وبعدهم عبدول و اسكندر ، ثم أتى بعد ذلك الكثير من السيارات التي خرج منها كارما وياماش ، و أخيراً فيصل رحماني ورجاله ، و مع إقتراب موعد المباراة ، اتصل شاهين بعباسي ليخبره بآخر التطورات كما طلب منه بالأمس .
شاهين : مرحباً يا أخي .
عباسي : ها ، ماذا هناك ؟
شاهين : كما قلت ، إنها الفتاة حفيدة خليل ابراهيم .
عباسي : هل جاءت بمفردها ؟
شاهين : معها ياماش كوشوفالي.
عباسي : هذا رائع ، ألا تستطيع التسلل داخل المباراة و..
قاطعه شاهين و قال : للأسف ، لقد وضع فيض الله هذه المرة قواعد تمنع دخول السلاح إلى ساحة المباراة ، لا يمكنني أن أفعل شيئاً .
عباسي : من قال لك أن تفعل شيئاً يا بني ؟ فقط عكر الجو ، ألا تستطيع أن تفعل ذلك ؟
شاهين : سنرى يا أخي .
عباسي : حاول أن تمنع رجوعهم إلى إسطنبول قبل يومين على الأقل ، كل ما أحتاجه هو يومين فقط .
شاهين : حسناً يا أخي .
المشهد الرابع : (مزار شريف) الآن .
* كانت كارما واقفة تنظر إلى الرجل الذي أهدر دمه على الارض و هي في حالة ذهول ، الجميع في حالة صمت ، حتى فيصل ورجاله ، عندما نظرت إليه ، كانت نظرته لها مليئة بالشر ، فنقلت بصرها إلى عمها رشيد و اسكندر و ياماش و عبدول ، فكانت نظرتهم كلها خوف مما يمكن أن يحدث الآن ، ففي أحسن الأحوال ستعتبر هذه المباراة لاغية ، كأن لم تكن ، لأن كلاهما كان يحمل سلاحاً ، وسينتقلوا إلى نقطة البداية مجدداً ، و هي حرباً بعد يومين علي جماعة فيصل عندما يدخل بضاعته ، ولكن بينما كان الجميع مشغولاً بما حدث للتو ، تسلل شاهين خلسة وأخذ قصافة الأظافر من يد الرجل الملقي على الأرض ، لكي يثبت إنها هي فقط التي لم تلتزم بقواعد وقوانين المباراة ، ثم فجأه نهض فيصل رحماني من مكانه وهو يستشيط غضباً ، ونهضت معه جميع رجاله ، و وقفوا أمام رشيد فضل الله لكي يحاسبه علي ما حدث ، فنهض رشيد أيضاً ورجاله ، وفيض الله ، واسكندر والجميع ، فستغل ياماش هذا الحشد و صعد إلى الحلبة وأخذ إبنة أخيه إلى الخارج ، وركض عبدول خلفهم ، وقال : إدخلوا إلى هنا بسرعة.
* دخلوا إلى خيمة تغيير الملابس.
ثم تابع و هو يهز وجهها : كارما هل أنتِ بخير ؟ إبنتي هل تسمعيني ؟
ياماش : لقد دخلت في حالة صدمة . كارما تحدثي يا إبنتي
ثم تابع وقال : يا بني أحضر كوباً من الماء .
* ركض عبدول وأتى بكوب الماء ، فأخذه ياماش وسكبوا علي وجهها .
استفاقت قليلاً ثم قالت : ماذا سيحدث الآن ؟ هل سيدخلون بالبضاعة إلى أرغستان ؟
* ثم نظرت إلى عبدول وياماش لتبحث عن إجابة منهم ، ولكن لم يرد أحداً.
ثم تابعت : لقد كان يحمل سلاحاً يا أخي ، أنت رأيته ، أليس كذلك ؟ أين عمي فيض الله ؟ أريد أن أخبره بذلك.
* نهضت من مكانها و لكن عبدول أجلسها مجدداً و قال : عليكِ أن تذهبي الآن ، نحن سنحل الأمر.
ياماش : حسناً ، كيف سنخرج من هنا ؟
عبدول : سأذهب و أتحقق من الطريق أولاً ، ثم تأتون خلفي .
أومأ ياماش برأسه موافقاً و قال : حسناً .
كارما : مرحباً يا أصدقاء ، هل أنا غير مرئية ؟ ليكن في علمكم أنا لن أذهب إلى أي مكان .
ياماش : لا تستمع إليها ، يكفي أن تخرجنا من هنا و نحن سنتولي الباقي.
* هم عبدول لكي يخرج من الخيمة ، فأمسكت بيه كارما و لكمته في وجهه ، ف سال الدم من فمه ، ولكنه لم يفعل شيئاً و قام فقط بإبعادها عن طريقه لكي يذهب ، و لكنها ظلت تضربه و تقول : من أنت حتي تطلب مني أن أهرب يا هذا ؟ ذهبت ليومين فقط ، هل ستعتبروني ضيفة بعد الآن ؟ وهل أصبحت رجلاً و ستحميني أيضاً ؟
* أدرك ياماش للتو أن عليه التدخل بينهم قبل أن تقتله الفتاة ، فركض لكي يفصل بينهم ، و لكن إبنة أخيه كانت مصرة ، بالكاد استطاع فصلهم ، ثم رن هاتف عبدول في هذه اللحظة ، فأخرج هاتفه و هو ينهج و يتنفس بصعوبة و قال : نعم يا أبي.
نچيب من أرغستان : أين جدك يا بني ؟ لماذا لا يرد علي هاتفه ؟
عبدول : هل حدث شيئاً يا أبي ؟
نچيب : رجال فيصل دخلوا بالبضاعة إلى أرغستان الآن.
* صدم عبدول و كاد أن يفقد وعيه ، كانت كارما تتابعه ، فعندما رأته هكذا ركضت إليه و فتحت مكبر الصوت.
فتابع نچيب : نحن لم نهاجمهم بعد ، إذهب إلى جدك و أخبره بالأمر. ثم أغلق الخط.
* نظر عبدول إلى كارما و عينه مليئة بالدموع ، ف عانقته و جهشوا في البكاء سوياً.

ـ بالطبع ياماش لم يفهم شيئاً ، لقد كانوا يتشاجرون للتو ، ماذا حدث الآن ؟ ياماش : كارما ، ماذا حدث ؟كارما : لقد خدعنا فيصل يا عمي ، إستغل إنشغالنا بالمباراة ، و أدخل بضاعته إلى أرغستان

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ـ بالطبع ياماش لم يفهم شيئاً ، لقد كانوا يتشاجرون للتو ، ماذا حدث الآن ؟
ياماش : كارما ، ماذا حدث ؟
كارما : لقد خدعنا فيصل يا عمي ، إستغل إنشغالنا بالمباراة ، و أدخل بضاعته إلى أرغستان.
* نهض عبدول بسرعة و خرج من الخيمة ، ف خافت كارما أن يذهب و يواجهه فيصل قبل أن يسأل رشيد أولاً ، فذهبت خلفه.
ـ كانوا مازالوا يتحدثون عن أمر المباراة ، و كان فيض الله هو من يحكم بينهم لكي يحل هذا الخلاف ، ثم أتي عبدول مندفعاً إليهم ، و لكن قبل أن يصل أمسكت كارما بملابسه من الخلف و قالت : إنتظر ، أنا سأخبره
* إنتبه الجميع إليهم أساساً و توقفوا عن الحديث ، و إندهش رشيد من حالة عبدول هذه ، ثم أقبلت عليهم كارما وشبّت علي أطراف أصابعها لكي تستطيع الوصول إلى أذن عمها رشيد و أخبرته بالأمر .
ـ تجمد رشيد في مكانه ، و لم يعرف ماذا يفعل ، فقط كان يحملق في فيصل بغيظ ، بينما الآخر يبتسم له في خبث ثم قال : عساه خيراً يا رشيد ؟ هل تلقيت خبراً سيئاً ؟
* لم يرد رشيد و كأنه قد إبتلع لسانه ، ثم أتي عبدول يحمل سلاحاً رشاشاً ، و وجهه إلى رأس فيصل مباشرةً ، و لحسن الحظ أن فيض الله رئيس عشيرة مزار شريف قد سبق و أمر بتفتيش الجميع قبل دخول ساحة المباراة ، و لكن ركض جميع رجال فيصل و التفوا حوله ، و لكن فجأة دخل ياماش ركضاً إليهم ، و صرخ في وجه عبدول مما أسمع الساحة بأكملها و قال : توقـف .
ثم ذهب و وقف بين بينه و بين فيصل كالعازل ....

ــــــــــــــــــــإنتظروا الجزء القادم من القصة قريباً جداً 🖤

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

ــــــــــــــــــــ
إنتظروا الجزء القادم من القصة قريباً جداً 🖤

الحفرة الموسم الخامسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن