[هل الدواء كافياً لنتعافي؟]

106 7 4
                                    

المشهد الأول :(توباكابي)
* صعد متين و ميدات و السيدة سلطان مع موظف الأمن إلى غرفة إيفسون ، و عندما وصلوا إلي باب الغرفة سمعوا صوت الضجيج بالداخل ، ففتح موظف الأمن الباب ، و ركض متين و ميدات إلى الداخل و أمسكوا ب ياماش ، بينما ماسال عندما رأت جدتها ركضت إليها علي الفور و أرتمت في حضنها ، عانقتها السيدة سلطان و مسحت علي شعرها لكي تطمئنها ، لقد كانت خائفة من أباها و أمها.
ـ و كان متين يحاول جاهداً تهدئة ياماش و لكن دون فائدة ، لقد كان مثل الثور الهائج .
ـ و فجأة جاء ميدات من الخلف و ضرب ياماش بالسلاح علي رأسه ، فنزل ياماش علي الأرض فاقداً الوعي .
ـ ظل متين ناظراً إلى ميدات بدهشة و لم يقل شيئاً.
قال ميدات : ماذا ؟ ألم ترد أن تهدئه ؟ أنظر ، لقد هدأ تماماً .
متين : هل أنت مجنون يا بني ؟ سيجلبون لنا الشرطة الآن .
ميدات : ما المناسبة يا روحي ؟ لم نفعل له شيئاً ، و لكن هيا لنحمله معاً قبل مجيء الشرطة .
* حملوه سوياً ثم أوقفهم موظف الأمن لكي يتفقده أولاً ، و عندما وجده مازال علي قيد الحياة ، سمح لهم بالنزول بيه إلى أسفل .
ـ و كانت السيدة سلطان مازالت تحتضن ماسال ، و بعدما أخذ متين و ميدات ياماش أمسكت بيدها ثم نظرت إلى إيفسون تنتظر منها أن تأتي معهم أو تسمح لإبنتها بالذهاب معها .
ـ و لكن إيفسون كانت في حالة صدمة ، تضع يدها علي فمها و لا تقل أو تفعل شيئا .
قالت السيدة سلطان : إبنتي ، لقد أتيت لكي أعتذر منك ، ماذا تقولين ؟
* نظرت إيفسون إلى إبنتها و تذكرت حالة ياماش ، ف أخذت معطفها و حقيبتها و ذهبت معهم .
المشهد الثاني :(مرمريس)
عباسي : لم أكن أعرف إنك رجلاً مهماً بهذا القدر يا سيد چلال .
چلال الدين : حقاً ؟ ماذا كنت تظنني ؟
عباسي : لقد أسرك الأب فيصل يا أخي ، ماذا بعد ؟ و لكن إتضح إنك مثل والدك المرحوم .
ضحك چلال بسخرية و قال : مازلت تقول الأب فيصل يا هذا ؟ إنسي ذلك العجوز المخرف ، أنت الآن مع چلال الدين ، و ستعرف معني هذا قريباً ..
نظر إليه عباسي بإنبهار و قال : و الله إنني عرفت من الآن يا أخي ، لقد أقتحم الرجال منزل الرجل و قضوا علي الجميع ، ثم سحبوني من أيديهم مثل الشعرة من بين العجين ، حلال عليهم و الله .
چلال : حسناً يا أخي ، دعنا نتحدث في المهم.
ثم إعتدل في جلسته و تابع : أنت تعمل مع فيصل رحماني منذ فترة طويلة و بالطبع تعرف كل شيء عن عمله ، أليس كذلك ؟
عباسي : عن أي فترة طويلة تتحدث يا أخي ؟ لقد كان والدي يعمل لديه منذ إن كان شاباً ، هو من أقام زفافه ، ثم بعد ذلك أخذني ضمن رجاله ، كان عمري وقتها خمسة عشرة عاماً ، لقد كنت أحبه كثيراً ، و لكن للأسف لم أكن أعرفه جيداً .
قال چلال بنفاذ صبر : عباسي ، أنا لا أحب الثرثرة يا أخي ، عندما أسألك سؤالاً واحداً ، أنتظر منك جواباً واحداً أيضاً يا هذا ، لن تحكي لي قصة حياتك ، إتفقنا ؟
أحرج عباسي و قال : حسناً يا أخي .
چلال : أنا أعرف إن نشاطه هو المخدرات ، و لكن لمن يصدرها ؟ لا أعرف شيئاً عن هذا ، و ماذا عن الذين يساندوه في كابل و ضواحيها ؟ و أهم شيء ، لماذا أعطي بضاعته لأبي ؟ و هل كانت معه حقاً ، أم لا ؟
عباسي : تمهل يا أخي ، سأخبرك بكل شيء ، و لكن لنتفق أولاً ، إن أخبرتك كيف تحارب فيصل و تهزمه علاما سأحصل في المقابل ؟
ثار چلال و قال في غضب : لقد أخذت المقابل مقدماً يا هذا ، أنظر فوقك ، إنك تري نور الشمس من جديد ، بدوني كنت ستموت و تتعفن في تلك الزنزانة في أفغانستان .
عباسي : لا تؤاخذني يا أخي ، و لكن لولاي لما رأيت ذلك النور أيضاً .
چلال : ماذا تريد في المقابل إذاً ؟
إبتسم عباسي و قال : البضاعة التي كانت مع والدك المرحوم ، هذا أولاً ، و ثانياً ، هناك حي يدعي (كوشوفا) و يقولون عنه (الحفرة) أيضاً ، هل تعرفه ؟
چلال : لا ، ما بيه ؟
زادت ابتسامة عباسي خباثة و قال : هذا الحي هنا في اسطنبول ، سأدلك علي كم شخصاً اريد القضاء عليهم ، فكما تري لقد فقدت رجالي .
چلال : إتفقنا ...
المشهد الثالث :(مشفي حي كوشوفا)
* خرجت كارما من المشفي غاضبة مما قالته ياسمين ، كانت تود الذهاب إلى مكان تستطيع البكاء فيه و لكن لا ينبغي أن تتركهم و تذهب.
ـ وقفت مع الشباب في الخارج قليلاً ، ثم أتي ميكي ركضاً إليهم و قال و هو يلتقط أنفاسه : ألم تجدوه بعد ؟
كارما : عن من تتحدث ؟
ميكي : أكين .
ضربت كارما بيدها علي جبهتها و قالت : يا إلهي هل كنت تبحث أنت أيضاً ؟ تعال يا أخي ، أكين بالداخل منذ زمن .
علا صوت ميكي غضباً و قال : لماذا لم تخبريني يا فتاة ؟ هل أنا رأس فجلة هنا ؟
كارما : ميكي ، لا ترفع صوتك يا أخي ، أنا أقف هكذا بصعوبة أساساً .
تغير مزاج ميكي علي الفور و قال مازحاً : الله الله ، إذا لم يعجبك الوقوف اجلسي إذاً .
* قال ذلك و ضحك لكي يستفزها .
ـ و حاولت كارما أن تتماسك و لكنها لم تستطيع ، ف استعدت لكي تهجم عليه و لكنه أحس ذلك و ركض علي الفور و لكنها أمسكت بياقته من الخلف و بدأوا يتمازحون ، و لكن كان مزاحاً ثقيلاً إلى حداً ما ، و كان الشباب يضحكون و يشجعون ، و تحول أمام المشفي إلى ساحة مصارعة بين كارما و ميكي ، و لكنهما كانا يمزحان بالطبع .
ثم أثناء التشجيع قال سالم من بينهم : أفضل شيئاً في هذه المباراة ، أن من سيقع سيُنقل إلى المشفي مباشرةً .
* فأخذوا الشباب يضحكون .
ـ ثم فجأة جاءت سيارة متين و وقفت أمام المشفي ، ثم خرج متين و ميدات بسرعة ، و ركض ميدات إلى الداخل لكي يأتي ب نقالة ، و عندما رأت كارما و ميكي و الشباب ذلك إلتفوا حول السيارة ليروا ماذا يحدث .
ـ فأخذ متين أقرب رجلاً إليه و حمل ياماش معه و وضعه علي النقالة ، ثم دخلوا بيه إلى المشفي ، و كارما و ميكي خلفهم .
ـ وقفوا أمام الغرفة التي دخل إليها ياماش لا يفهمون شيئاً ، فركضت كارما إلى متين و قالت : ماذا حدث له يا أخي ؟
نظر إليها متين نظرة معاتبة فهمتها و قال : لا شيء ، إنه بخير .
* ثم تركها و خرج وقف في الخارج .
ـ تعرف كارما أن متين غاضباً منها لأنها كانت تريد البقاء في أفغانستان ، و ليس لهذا بالأساس ، و لكن لأنها أخبرته بالعكس و كذبت عليه ، خرجت وراءه لكي تعتذر له و لكن رن هاتفها ، و صعقت عندما رأت إن المتصل هو اسكندر ، ترددت قبل أن ترد عليه و لكنها ردت في النهاية .
اسكندر : أخيراً ، لماذا لا تردون علي الهاتف يا فتاة ؟
كارما : لا تؤاخذني يا أخي لم أسمعه .
اسكندر : هل الوضع سيء إلى هذه الدرجة ؟
كارما : أي وضع ؟
اسكندر : لا تراوغين يا إبنتي ، علي أي حال أخبري ياماش إنني سآتي في أول طائرة آتية إلى اسطنبول ، حسناً ؟
* قال ذلك ثم أغلق الخط ، و لم تعرف كارما ماذا ستفعل ، يبدو أن اسكندر سيأتي ليأخذ ياسمين حقاً ، لا لا ما دام قال إنه سيقابل عمي ياماش فمن المؤكد إنه سيحل الأمر ، و لكن كيف سيفعل و هو في هذه الحالة ؟ كما إنه من الممكن إن يوافق علي مسألة الطلاق من أجل معاقبة أكين ، يا إلهي عليّ أن أمنع هذا و لكن كيف ؟؟
ـ و أثناء كل هذه الأفكار المبعثرة قد قطع أفكارها ذلك الشبح الأسود مجدداً ، هناك أحداً يراقبها ، و لكن أصرت هذه المرة أن تكشف عن وجهه ، ركضت خلفه و لكنه كان سريعاً للغاية ، و لم يسبق ل كارما أن رأت شخصاً يتنقل و يقفز بهذه الخفة و السرعة من قبل ، لقد أحست بالغيرة منه و الإعجاب في نفس الوقت ، و حاولت أن تفكر أثناء ركضها خلفه ، يا تري من رجال من ؟ من المستحيل أن يكون من رجال فيصل ، فهؤلاء حمقي بلا استثناء ، من إذاً ؟؟
ـ ثم ركض و قادها خلفه إلى مبني منزل مهجور ، وقفت في وسط ساحة كبيرة في المنزل تنظر حولها فلم تجد أحد ، لقد كان هنا بالضبط ، أين ذهب ؟
صرخت و قالت : من أنــت ؟ أخرج أمامي إن كنت رجلاً .... أين أنت يا هذا ؟؟
ثم دخل متين قلقاً و قال : كارما ؟! ماذا تفعلين هنا ؟
كارما : أخي متين ، كيف جئت إلى هنا ؟
متين : لقد ركضت خلفك عندما رأيتك تركضين ، ماذا يحدث ؟
كارما : كان هناك أحداً يراقبني ، لقد جاء إلى هنا ، و لكن لا أعرف إلى أين ذهب .
متين : إنتظري .
* أخرج متين سلاحه و بدا أكثر جدية ، ثم نظر إلى أطراف المكان ، ثم رجع إليها و قال : لقد خرج من الجهة الخلفية .
ثم تابع : هيا بنا ، و في المرة القادمة لا تذهبي للمطاردة هكذا بمفردك .
كارما : و لكنك لا تتحدث معي يا أخي ، ماذا أفعل ؟
ضربها متين علي كتفها بخفة مازحاً : أيتها المشاكسة ، هل أصبحت أنا المذنب الآن ؟
* إبتسمت كارما و عانقته علي الفور و كأنها كانت تنتظر هذا العناق بفارغ الصبر ، كانت تبتسم في البداية و لكنها أجهشت في البكاء بعد ذلك ...
ـ و أما عن ياماش ، فقد أفاق من الإغماء ، و قاموا بتضميد يده ، ثم دخلت إليه السيدة سلطان و معها إيفسون ، لقد جاءوا للتو .
ـ و عندما رآهم ياماش أصبحت حالته أفضل ، و خرج من الغرفة لكي يطمئن علي أكين ، و لكنه إطمئن بمجرد أن رأي الشباب يقفان علي الباب في الخارج ، تقدم منهم و سألهم عن حالته ، و عندما أخبروه إنهم يبقوه فقط حتي يذهبوا جميعاً معاً إلى المنزل ، ذهب إلى غرفة ياسمين أيضاً لكي يتحدث مع الطبيب عن أمر خروجها ، و لكن عندما رآه چومالي و صالح فزعوا من منظره.
ـ ركض إليه چومالي و أمسك بوجهه و قال : ما بك مجدداً يا طفل ؟ لقد إتصلت بك مراراً .
و أشار صالح إلى يده و قال : ما هذا يا بني ؟ هل ذهبت إلى إشتباك بدوننا ؟
ياماش : لا تمزح يا هذا ، لدي حساباً سأصفيه معك لاحقاً ، لا تظن إنني سأنسي .
صالح : بكل سرور يا سيد ياماش .
ياماش : كيف حال جرحك ؟ ألم يلتئم بعد ؟
صالح : ما شأنك يا بني ؟ لم يلتئم و لن يلتئم ، هل هناك مشكلة ؟
ياماش : يوجد ، يوجد مشكلة بالطبع .
نفخ چومالي في ممل و قال ساخراً : يا أولاد ، ألا يمكننا الإنتظار حتي نصل إلى المنزل ؟
ثم علا صوته و تابع : لا تتلفون أعصابي يا هؤلاء ، هل سنحمل كل دقيقة واحداً منكم إلى غرفة طوارئ ؟ لقد أمتلئت المشفي بعائلة كوشوفالي ، توبة إستغفر الله .
ياماش : حسناً يا أخي ، لقد إتصلت بالشباب ليجلبوا السيارات ، ألن تخرج ياسمين اليوم ؟
چومالي : ستخرج يا بني ، لقد تحدثت مع الطبيب منذ قليل ، سأدخل و أخبر سعادات لكي يتجهزا الآن .
* ذهب چومالي إلى غرفة ياسمين ، فنظر صالح إلى ياماش و قال : ماذا حدث ليدك يا هذا ؟ ما المشكلة هذه المرة ؟
ياماش : هل تريد أن تعرف حقاً ؟
صالح : نعم .
ياماش : أنتم ، هذه العائلة ، سأقول لك شيئاً يا أخي ، أنا لن أموت برصاص أعدائي ، أنتم من ستقتلوني ، أصبحت أعرف هذا جيداً .
* قال ذلك ثم تركه و ذهب إلى غرفة أكين ، و عندها رأي متين و كارما يجهزان أكين للخروج أيضاً ، وقف قليلاً حتي إنتهوا ثم قال : أين كنتم ؟ لم تكونوا موجودون عندما استيقظت.
كارما : كنا نستنشق بعض الهواء في الخارج قليلاً .
نظر إليهم ياماش بقلق و قال : حسناً إذاً .
و بعدما ذهب ياماش من أمامهم قال متين : لماذا لم تخبريه بما قاله ذلك الرجل اسكندر لك ؟
كارما : سأخبره في المنزل .
متين : هل قال لك متي سيأتي ؟
كارما : لا ، و لكن بالكثير سيأتي في الغد .
متين : عليكِ أن تخبريه بسرعة إذاً .
ثم تابع : لا تقلقي سأفعل ما بوسعي .
* إبتسمت له كارما ابتسامة حزينة ثم ذهبوا إلى السيارات ليلحقوا بالباقية .
ـ و خرجت ياسمين و معها سعادات من جانب و داملا من الجانب الآخر ، و جلسوا في السيارة ، بينما خرج ياماش و هو يحمل ماسال و معه إيفسون و السيدة سلطان .
ـ و خرج بعدهم أكين و معه چومالي و صالح و باقي شباب الحفرة بما فيهم عليشو و ميكي و ميدات ، و صعدوا أيضاً إلى السيارات و انطلقوا ، و كانت كارما في سيارة متين أساساً ، يا إلهي ، هل كل هؤلاء كانوا في المشفي ؟! و لكن الحمد لله أخيراً رجعوا إلى المنزل ....
المشهد الرابع :(منزل العائلة)
* عندما وصلوا إلي المنزل ، كان ياماش يتوقع أن يكون هناك مشكلة ما ، ربما هاجموا المنزل ، أو هدموه و ما شابه ، و لكن الشكر لله لم يحدث أيا من هذا .
ـ ولكن لا يدري لماذا لم يطمئن قلبه لهذا السكون ؟ هل يشعر بشيئاً ما ؟ أم إنه لم يعتاد علي هذا فقط ؟ ثم خطر على باله أن يتفقد هاتفه ، و يا ليته لم يفعل .
ـ لقد إتصل بيه الكثير ، چومالي و السيدة سلطان و متين و كارما و ميكي ، و لكن ما أدهشه أن اسكندر أيضاً كان من بينهم!
ـ ماذا يريد يا تري ؟ هل يريد أن تذهب كارما مجدداً إلى أفغانستان ؟ لا ، و الله لن أرسلها .
ـ كان سيعاود الإتصال ب اسكندر و لكن لفت نظره إنه أرسل إليه مقطع فيديو وسط هذا.
ـ فقام بفتحه ، و هنا كانت المشكلة التي إنتظرها ياماش .....

ـــــــ   ـــــــ   ـــــــ   ــــــــ   ـــــــ   ـــــــ   ــــــإنتظروا الجزء القادم قريباً 💥🇵🇸

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ـــــــ ـــــــ ـــــــ ــــــــ ـــــــ ـــــــ ــــــ
إنتظروا الجزء القادم قريباً 💥🇵🇸

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now