[ المباراة ]

103 3 2
                                    

المشهد الأول :( منزل العائلة)
* بمجرد خروجهم من البوابة ، وجدوا متين يركض إليهم ، توقف أمام السيارة و قال : الحمد لله ، لحقت بكم
* خرج ياماش و كارما من السيارة.
ياماش : ماذا حدث يا متين ؟
متين : جئت ل أتمني حظاً موفقاً للفتاة يا أخي.
* إبتسمت كارما و أمسكت بيد متين و قبّلتها.
مسح متين علي رأسها و قال : ستأتين مجدداً ، أليس كذلك ؟
كارما : سآتي يا أخي.
متين : هيا مع السلامة ، إتصلي بي عندما تصلين ، حسناً ؟
* أومأت برأسها و صعدوا إلى السيارة مجدداً و ذهبوا.
كارما : أريد أن أمر علي المشفي أولاً.
ياماش : أنا أتصل بالأولاد و أطمئن عليها كل يوم ، لا تقلقي.
كارما : أريد أن أذهب و أطمئن بنفسي ، هل هناك مشكلة ؟
* نظر إليها بغضب و هو يتأفف .
كارما : أنظر ، إن كنت ستغضب من الآن يمكننا الرجوع مجدداً ، ليأتي معي عمي جومالي أو صالح بدلاً منك.
ياماش : يا صبر.
كارما : ماذا ستفعل ؟ هل سنرجع إلى المنزل ؟
صرخ ياماش في وجهها و قال : سنذهب إلى المشفي
* ذهبوا إلى المشفي و أطمئنوا علي السيدة فسون ، حتي أن الأطباء قالوا إنها أصبحت بخير ، و لكن عليها أن تظل تحت المراقبة بضعة أيام أخري.
ـ خرجوا من المشفي ، و الآن أخيراً سيذهبون إلى أفغانستان ...
المشهد الثاني :(كابول)
* كان رجال فيصل رحماني يحيطون بالمنزل ، منتظرين أن يخرج إليهم ، خرج فيصل و معه نزات من جانب و حكيم زوج إبنته من الجانب الآخر ، و صعدوا معه إلى السيارة.
فيصل : نزات ، هل أنت متأكد أن رشيد ينتظرنا في مزار شريف يا بني ؟
نزات : بالطبع يا أبي ، لقد كنت معاهم هذا الصباح.
فيصل : ها ، و من الذي سيلعب المباراة هذه المرة ؟ هل إبن أخيك هذا الولد الشقي عبدول ؟
نزات : لا أعرف يا أبي ، لم يكن هناك عندما ذهبنا.
فيصل : من إذاً ؟ هل الفتاة حفيدة خليل إبراهيم مجدداً ؟
نزات : عباسي قال إنها ذهبت إلى عائلتها في اسطنبول يا أبي.
فيصل : حسناً ، سنري إذاً... حقاً ، ماذا فعلت في أمر عباسي يا بني ؟ ألم يجده رجالك بعد ؟
نزات : إنهم يبحثون يا أبى.
صرخ فيصل في وجهه و قال : نزاااااااات ، أنا لا يقال لي هذا الهراء ، هل تظن إنك مازلت في حضن والدك يا هذا ؟ ستجد لي هذا الكلب ، هل فهمت ؟
* إرتعش نزات من الخوف ، و كاد أن يفقد السيرة علي السيارة ، فحملق بيه حكيم لكي يجاوبه .
نزات : حسناً يا أبي ، سأجده.
المشهد الثالث : (مزار شريف)
* كان رشيد و فيض الله رئيس عشيرة مزار شريف داخل الخيمة التي حضّرها رجال فيض الله من أجل إستضافة رشيد و رجاله ، كانوا يتناقشون حول المباراة ، حتي دخل عليهم عبدول و معه اسكندر ، و حولهم بعض رجال فيض الله يتوجهون إليهم بالسلاح .
فيض الله : ماذا تفعلون يا أولاد ؟ هذا عبدول حفيد عمكم رشيد ، و إسكندر إبن صديقي المقرب ، أنزلوا هذه الأسلحة اللعينة .
* خفض الرجال أسلحتهم ، ثم أشار فيض الله لهم ، ف خرجوا من الخيمة مجدداً.
رشيد : لماذا جئتم ؟ و خاصة أنت ، هل أنت أحمق يا بني ؟
اسكندر : لقد سئمت من الجلوس في هذا المنزل هكذا مثل الحيوان ، هل هربت من السجن في هرات حتي أسجن في مكاناً آخر ؟
رشيد : و أنت يا بني ؟ علي أي أساس أبقيك معه ؟
عبدول : عليّ أن أحضر هذه المباراة يا جدي.
* غضب رشيد كثيراً من مجيئهم و أخذ يقلب كف علي كف. ثم قال له : علي ماذا تنوي يا ولد ؟ إياك أن تفعل شيئاً.
عبدول : لا تقلق ، لن أفعل شيئاً حتي يبدؤون هم أولاً.
صرخ رشيد بيه وقال : أفرغ هذه الحقيبة الآن.
* تسمّر عبدول مكانه و أمسك بالحقيبة بشدة و لم يفرغ شيئاً.
رشيد : ستضيعنا يا بني ، لماذا لا تفهم ؟ هذه هي الطريقة الوحيدة التي ستبقينا في أمان ، بعيداً عن سفك الدماء.
عبدول : وهل سنحمي أنفسنا علي حساب الفتاة ؟
علا صوت رشيد و نهض واقفاً في غضباً و قال : كيف تجرؤ علي قول هذا ؟ هل تظن إنني من الممكن أن أضحي بحياتها من أجلنا ؟
عبدول : ماذا إذاً ؟ منذ البداية و أنت تجعلها تقوم بالأعمال التي تنافسه ، لأنك تعرف جيداً أنه لا يمكنه المساس بها من أجل خليل إبراهيم ، و لكن الرجل مات ، حسناً لقد كنت غاضباً من رحيلها في البداية ، و لكن كنت أظن إنه سيكون في صالحها ، و لكن هذه الحمقاء لم تكف عن مضايقة الرجل ، و ذهبت و أعاقت عمله في اسطنبول أيضاً ، لقد أرسل رجاله إلى أرغستان ليهددنا يا جدي ، ماذا حدث الآن حتي يريد الإتفاق ؟ إنه يعد لها فخاً ، و نحن نساعده في ذلك.
مسح رشيد علي وجهه في نفاذ صبر و قال : هل تظن ذلك حقاً ؟ هل تظن أن رشيد فضل الله رجلاً وضيعاً و عديم الشرف هكذا حتي يقدم فتاة صغيرة ككبش فداء إلى فيصل رحماني و رجاله ؟ ألا تري إنها كانت تقفز إلى أي عمل أساساً ؟ سواءً كان يخصه أم لا ؟ حسناً يا بني ، و لكن لا تقلق ، فيصل لا يعرف إنها ستأتي اليوم ، نزات كان يبحث عنك ظناً بأنك أنت من سيلعب هذه المباراة هذه المرة .
عبدول : حسناً ، أنت تثق بإبنك الخائن إذاً ، أقسم يا جدي إن حدث شيئاً اليوم ، سأبحث عنه أولاً و أفجّره بهذه.
* و أشار إلى الحقيبة المعلقة علي كتفه ، ثم خرج من الخيمة و هو يستشيط غضباً.
ـ جلس رشيد حزيناً و دفن رأسه بين كفيه ، ثم أتى صديقه فيض الله و ربت علي كتفه و قال : لا تقلق يا أخي ، برأيك هل سأسمح أن يحدث شيئاً كهذا في مقاطعتي ؟ هذا الولد لا يعرف ماذا يقول .
رشيد : نزات لا يفعل بنا شيئاً كهذا يا أخي ، كما إنه يحب الفتاة كثيراً لن يفرط بها ، و لكن مع الأسف لا أستطيع أن أشرح هذا لهم ...
المشهد الرابع :(طهران)
* كان ياماش و كارما في سيارة بها صندوقاً خلفياً مقفول السقف و لكن ليس بيه باب ، و كانت متهالكة بعض الشيء ، تصدر أصواتاً عند كل حركة .
ياماش : حباً في الله متي سنصل إلي أفغانستان هذه ؟ هل مازال أمامنا الكثير ؟
كارما : ماذا تقول يا عمي ؟ لم ندخل أفغانستان بعد ، نحن في طهران الآن.
ياماش : آي ، هل أمامنا وقتاً طويلاً حتي نصل ؟
كارما : نعم ، إن كنت تريد دخول الحمام يمكننا أن نتوقف عند هذه الشجرة هناك.
ياماش : أي شجرة يا إبنتي ؟ من قال إنني أريد دخول الحمام أساساً ؟
كارما : لماذا تسأل إذاً ؟
ياماش : لقد سئمت ، كما إنني لا أثق بهؤلاء الرجال ، من أين تعرفيهم ؟
كارما : إنهم رجال عمي رشيد الذين في اسطنبول ، لقد أخبرهم أننا سنأتي إليهم لذلك أتوا لتوصيلنا.
* ثم فتحت الحقيبة و أخرجت منها شطيرة ، و بدأت بإلتهامها علي الفور ثم قالت.
كارما : هل تريد واحدة ؟ هناك عصير أيضاً .
نظر إليها ياماش و هو مندهشاً و غاضباً في آن واحد و قال : ما هذا ؟ كأنكِ ذاهبة في رحلة مدرسية ، ألا تخافين يا إبنتي ؟
كارما و فمها محشو بالطعام : من ماذا ؟
ياماش : هل أنتي واثقة من نفسك إلى هذه الدرجة ؟
كارما : بالطبع واثقة ، و لكن ليس من نفسي فقط ، ستري عندما نصل ، كما إنك موجوداً معي ، وعمي رشيد و رجاله موجودون ، وعمي فيض الله و جميع عشيرته موجودة ، و أراهن إنني سأجد عبدول و أسكندر هناك أيضاً ، ها و أخي نزات ، نعم هو في جماعة فيصل رحماني و لكن أنا متأكدة إنه سيفعل ما بوسعه لحمايتنا ، يعني ليس هناك ما يدعو للقلق.
ياماش : لا أعرف سوي رشيد و اسكندر فقط ممن عددتيهم الآن.
كارما : ليس هناك مشكلة ، سأعرفك بهم عندما نصل.
المشهد الخامس :( مزار شريف)
* كان عبدول يتآكل من كثرة التفكير و القلق ، أتي اسكندر و جلس بجانبه و قال : إن كنت تقلق هكذا ، تعالي لنذهب و نأخذها.
عبدول : من أين ؟
اسكندر : ما رأيك أن ننتظرها في هرات ؟ لابد أن تكون اقتربت منها الآن.
عبدول : هل تمزح يا أخي ؟ هل سنرجعك إلى السجن مجدداً ؟
اسكندر : في غور ماچ إذاً.
عبدول : حسناً.
* نهض عبدول علي الفور و دخل إلى جده مجدداً .
عبدول : جدي ، سأذهب لأخذ كارما من غور ماچ .
رشيد : حسناً ، هل اسكندر سيذهب معك ؟
عبدول : نعم.
رشيد : إنتبهوا علي أنفسكم إذاً.
* أحس عبدول أن جده مهموم و كلامه أغضبه بشدة ، فذهب إليه و قبّل يده و هو يبكي و قال : أنا آسف يا جدي لم أقصد أن أغضبك ، أنا أعتذر..
رشيد. : لا بأس يا بني ، هيا الآن.
* عانقه ثم خرج و أخذ اسكندر و بعض الرجال و ذهبوا إلى غور ماچ..
المشهد السادس :( بل خمري)
* كان فيصل رحماني و رجاله قد قطعوا أكثر من نصف المسافة الآن عندما رن هاتف حكيم .
حكيم : نعم يا أخي ؟ ماذا ؟ هل أنت متأكد ؟ ألم تستطيع أن تعرف من بداخلها ؟ حسناً أغلق.
* أغلق الهاتف و توجه إلى فيصل و قال : أبي ، هناك سيارة خرجت هذا الصباح من اسطنبول و كان بها رجال رشيد فضل الله .
فيصل : حقاً ؟ يا لها من مصادفة ، و أين هي الآن ؟
حكيم : لقد مرت من مقاطعة هرات الآن .
ضحك فيصل ساخراً و قال : هل هي متوجهة إلى مزار شريف يا تري ؟ نزات ، لقد أرسلوا للفتاة يا بني.
* كان نزات غارقاً في كرسيه يتصبب عرقاً ، و لم يجاوبه
تابع فيصل و قال : إعطني الهاتف إذاً يا بني.
* فأعطاه حكيم هاتفه ، فتحدث مع بعض رجاله ، كان نزات خائفاً من أن يفعل شيئاً ، ماذا لو أن أمر هذه المباراة بأكلمه خدعة ، و كل ما أراده هو مجيء الفتاة إلى هنا ؟ إن لم يخطط لقتلها بالتأكيد سيساومها من أجل أن تبحث له عن عباسي ، و بالطبع بمجرد أن يراها عباسي سيحاول قتلها أيضاً ، يا إلهي ماذا فعلت أنا ؟ ...
المشهد السابع :(غور ماچ)
* كان ياماش و كارما مازالوا في الطريق ، حتي إن كارما تعبت و نامت ، و لم يجد ياماش أحداً يسأله إذا كانوا إقتربوا أم مازال الطريق طويلاً.
ـ ثم رأي مجموعة من الرجال علي بعد عشرون ميلاً ، يبدون مثل قطاع الطرق ، كانوا يقفون في منتصف الطريق و معهم الكثير من الأسلحة.
ـ إنتفض ياماش و أيقظ كارما ، و أخرج سلاحه بسرعة
فتحت كارما عينها و قالت : ماذا يحدث ؟
ياماش و هو يستعد للهجوم : سيهاجمونا يا فتاة ، إختبئ خلفي .
ثم تابع و هو يوجه صراخه للسائق بالأمام : لا تتوقف يا هذا ، لا تتوقف.
* توقفت السيارة أمام الرجال بالضبط ، و الغريب أن كارما إبتسمت لهم و قفزت من السيارة علي الفور ، عانقت الصغير و قبّلت يد الكبير منهم ، و الرجال الذين كانوا يبدون مخيفون منذ لحظة واحدة ، الآن أصبحوا يبتسمون و يتمازحون أيضاً ، و تعالت أصوات ضحكاتهم .
ـ ظل ياماش في السيارة مصدوماً ، لقد تلفت أعصابه .
ـ ثم ظهر اسكندر وسط هذا الحشد و مد يده لياماش لكي يخرج من السيارة ، و علي وجهه نفس الابتسامة ، خرج ياماش و هو ينظر حوله ، و مازال مصدوماً ، أما كارما فقد نزلت دموعها من فرحتها لرؤيتهم .
قال اسكندر مازحاً : ماذا حدث يا فتاة ؟ لقد أصبحتي رقيقة جداً بعدما ذهبتي إلى عائلتك .
إبتسمت له و قالت : زال البأس يا أخي ، لا تؤاخذني لم أستطيع أن أكون موجودة.
إبتسم و قبّل رأسها ثم قال : لا بأس يا إبنتي.
ثم تابع : هيا إلى السيارات الآن.
* صعدوا هذه المرة إلى سيارات ذات صندوقاً مفتوحاً ، كما أن حالتها كانت جيدة بعكس السيارة التي كانوا بها.
ـ جلست كارما بجانب عبدول فقال لها بالأفغانية : من هذا الصديق يا إبنتي ؟
كارما : إنه عمي ياماش يا هذا.
عبدول : تمزحين ، أليس كذلك ؟
كارما : لا ، لماذا ؟
عبدول : لم أتخيل أن ياماش كوشوفالي بجلالة قدره سيكون رجلاً أشقر.
* ثم نظروا إلى ياماش و انفجروا في الضحك.
ـ لم يفهم ياماش ما يقولون و لكن لاحظ إنهم يتحدثون عنه فقال : ماذا هناك ؟ هل تسخرون مني ؟
كارما : إستغفر الله يا عمي ، كان يتساءل من تكون فقط
ياماش : وضحك بعدما عرف ، أليس كذلك ؟ عساه خيراً يا بني ؟ هل أبدو لك أحمقاً ؟ ترجمي له ذلك.
قال عبدول : ليس هناك داعي ، أنا أعرف التركية جيداً ، أما عن إن كنت تبدو لي أحمقاً أم لا فـ...
* وضعت كارما يدها علي فمه و أسكتته قبل أن يكمل ، كما إن اسكندر تدخل و أنهي الخلاف.
المشهد الثامن :( مزار شريف)
* كان رشيد و فيض الله و رجالهم ينتظرون مجئيهم في قلق ، لقد إقترب وقت المباراة ، ثم أخيراً رأوا السيارات قادمة من بعيد ، ف تقدموا منها سيراً ، و عندما توقفت السيارات ، قفزت كارما و ركضت إلى رشيد فضل الله و قبّلت يداه ، و فيض الله زاكر أيضاً .
ـ إبتسم لها رشيد ، و حاوط وجهها بيده و قال : ما شاء الله يا إبنتي ، أراكي في حالة جيدة ، ثم توجه إليه ياماش و صافحه.
رشيد : ياماش كوشوفالي ، لمن أدين بهذا الشرف ، أهلاً و سهلاً بك في بلدنا يا بني .
ياماش : سلمت يا أخي .
رشيد : سأكون سعيداً جداً لو أتيت معنا بعد المباراة لنستضيفك في أرغستان أيضاً.
* و قبل أن يرد ياماش عليه ، قفزت كارما إلى الحديث فجأة و قالت بكل حماس : بالطبع سنأتي ، أنا أشتاق إلى أخي نچيب و الجميع هناك كثيراً .
* لم يستطع ياماش أن يقل شيئاً ، فأومأ برأسه موافقاً .
ـ ثم ظهر فجأة في هذا التجمع العائلي السعيد ، وجه فيصل رحماني و رجاله متجهون إليهم ، لقد اقترب وقت المباراة و لابد من حضور الجميع.
ـ فتجمد وجه رشيد و جميع من معه عند رؤية فيصل ، و ظلوا ينظرون إليه قليلاً منتظرين ماذا سيقول هذا العجوز.
همس ياماش إلى كارما و قال : من هذا الرجل ؟ هل هذا عباسـ .
كارما : فيصل رحماني يا عمي.
ياماش : يبدو رجلاً خطيراً .
* تقدم فيصل إليهم بينما رجاله في الخلف و علي وجهه إبتسامة ماكرة و قال : ها قد أتت الفتاة الصغيرة مجدداً ، مرحباً بكِ يا طفلتي.
* عندما توجه فيصل بالحديث إلى كارما ، قلق ياماش كثيراً ، و كان يفكر أن عليه أن يفعل شيئاً الآن ، و لكن فجأة ركض جميع رجال رشيد و إلتفوا حولها و هم يتوجهون بأسلحتهم في وجه فيصل ، حتي أصبحت غير مرئية ، فكان عبدول هو من يقف أمامها مباشرةً فقال ل فيصل : إبتعد يا هذا ، هذه المنطقة محظورةً عليك ، إذهب و قف بجانب رجالك ، فأنت لا تسوي شيئاً بدونهما .
* ثم أتي رشيد و وقف في الأمام.
رشيد : عبدول ، خذ كارما من أجل الأحماء يا بني .
* ذهب عبدول و كارما و أخذت معها عمها ياماش أيضاً و دخلوا إلى الخيمة.
ضحك فيصل ساخراً و قال : ما شاء الله لديك حفيداً مثل الأسد ، لماذا لا تجعله يلعب هذه المباراة ؟
رشيد : أنت من طلبت مباراة مصارعة يا فيصل ، إن كنت طلبت حرباً فعبدول يحب اللعب بالأسلحة و المتفجرات كثيراً ، كان قد أنهي عشيرتك الآن ، و لكن كارما هي من تحب المقاتلة بالأيدي ، ماذا نفعل ؟
ضحك فيصل و قال : ولدك الصغير هذا ينهي عشيرتي ؟! حسناً ، و لكن سيكون مؤسفاً أن ينهي عمه وسطهم يا رشيد ، أليس كذلك ؟
* قُبض قلب رشيد ، و نظر إلى إبنه نزات الذي يقف بالخلف ، ثم قال مغيراً الموضوع : ألم نذهب إلى مكان المباراة يا فيض الله ؟ هيا لقد تأخرنا.
* ذهبوا في مجموعتين سيراً علي الأقدام ، لقد كان مكان المباراة قريباً منهم .
ـ دخلت كارما إلى خيمة بجانب ساحة القتال لكي ترتدي ، و كان عبدول و ياماش يقفون بالخارج ، ثم رأوا رجلاً طويلاً و ضخماً خارجاً من الخيمة التي في طرف فيصل ، يرتدي ملابس المصارعة أيضاً ، نظروا إلى بعضهم في ذهول ، و قال ياماش : هل هذا الذي ستقاتله كارما ؟ لا يمكن.
* ثم ذهب إلى رشيد و قال له : لا يمكن أن تقاتل إبنة أخي هذا الرجل ، إبحث عن حلاً آخر.
رشيد : لا تقلق يا بني .
صرخ بيه ياماش و قال : لا تقل لي لا تقلق ، هل نظرت إليه ؟ إنه مثل الحيوان ، لا يمكن أن تقاتله ، حسناً إن كنت تريد هذه المباراة ، سأذهب و أقاتله أنا ، لن أعرّض حياة إبنة أخي لهذا الخطر أبداً.
* ثم ذهب إلى الخيمة ثانيةً ، كانت كارما قد إرتدت ملابسها و قال لها : إخلعي هذه الملابس ، لن تلعبي هذه المباراة.
كارما : ماذا حدث ؟ عبدول هل هناك شيئاً ؟
عبدول : أظن أن عمك محقاً يا إبنتي ، لقد قلت لجدي هذا أساساً.
* ثم دخل نزات بسرعة إلى الخيمة لكي لا يراه أحداً ، و عانق كارما ، ثم قال لها : لا تخافي من هذا الرجل يا إبنتي ، ستربحين.
صرخ عبدول في وجه عمه و قال : أخرج من هنا يا هذا قبل أن أفرغ هذا في رأسك.
أخفضت كارما سلاح عبدول و قالت : لا تفعل رجاءاً يا أخي .
نزات : هل تحملين شيئاً معكِ ؟
كارما : أليس هذا ممنوعاً ؟
* أخرج نزات من كم ملابسه شفرة صغيرة و أعطاها إليها ، ثم قبّل رأسها ، و خرج بسرعة من الخيمة مجدداً.
ياماش : أليس هذا الرجل من رجال فيصل رحماني ؟
كارما : ليس تماماً.
* نظر إليها عبدول بغضب ، ثم خرج من الخيمة أيضاً.
تابع ياماش : سألعب أنا هذه المباراة.
كارما : لا يمكن ، هناك قواعد ، ينبغي عليك أن تكون أفغانياً ، كما هل تظن إنك ستكون أفضل مني ؟
ياماش : تباً لهذه المباراة ، هل أهتم أنا إن كنت أفضل منك أم لا ؟ إن خسرت فليكن.
كارما : إن خسرت سيدخل فيصل و رجاله بالمخدرات إلى أرغستان ، ربما هذا لا يعنيك و لكنه يعنيني كثيراً ، هذا بلدي و هذه عشيرتي ، هل فهمت ؟
ثم دخل رجلاً من رجال رشيد و قال : كارما ، ألن تأتي ؟
* فتركت عمها ياماش و خرجت معه إلى حلبة المصارعة.
ـ ركض ياماش خلفها و هو يكاد أن يبكي ، و يتخيل أن كان جومالي هو من جاء إلى هنا ، كان قد أطلق علي الجميع الآن ، ليته هو من جاء.
ـ كان الحشد كبيراً للغاية ، إنهم جميع سكان مزار شريف ، جاءوا ليشاهدوا هذه المباراة ، كما إن رجال فيصل و رشيد و فيض الله لا بأس بهم أيضاً .
ـ ولقد أعطي فيض الله أمراً ، أن الجميع سيفتشون قبل دخولهم إلى المباراة ، لن يدخل أحداً بسلاح .
ـ ذهب ياماش و جلس بجانب اسكندر ، و صعدت كارما إلى الحلبة ، و كذلك الرجل المنافس لها ، و لكن قبل أن تبدأ المباراة تقدم فيصل من كارما و كان معه نزات ، و أشار لها بيده لكي تنزل ، لم تقلق منه كارما مادام معه نزات ، نزلت و وقفت أمامه ، و لكن نهض عبدول و رشيد و ياماش و اسكندر علي الفور و قبل أن يأتوا إليها ، أشارت لهم بيدها و قالت : حسناً ، لا يوجد شيئاً.
نظر إليهم فيصل ساخراً و قال : ما هذا ؟ هل من الممكن أن أذي فتاة في عمر أحفادي.
كارما : نعم ، ماذا هناك ؟ هل تريد أن تتراجع ؟
ضحك فيصل و قال : لا يا إبنتي سأسألك عن أحداً فقط .. هل ترين ذلك الرجل الأنيق الذي يجلس هناك ؟
كارما : يبدو إنه ليس أفغانياً .
فيصل : هل تعرفيه ؟ اسمه چلال الدين.
نظرت إلى الرجل بتمعن و قالت : لا ، لم أراه من قبل ؟
* نظر فيصل إلى داخل عينها ليتحقق من صدقها ، و تهجم وجهه فجأة و نظر إلى نزات و قال : هل رأيت ؟ لقد أرسلت وجلبته خصيصاً لأتأكد من هذا.
ثم تابع : حسناً يا إبنتي ، حظاً موفقاً.
* صعدت كارما مجدداً إلى الحلبة ، لتبدأ المباراة....

* كان ياماش قلقاً و خائفاً للغاية ، كان يتمالك نفسه بصعوبة ، و لكن ليس هو فقط ، لقد رأي عبدول و هو يبكي من شدة خوفه علي صديقته الوحيدة ، علي الرغم من أنها كانت تبلي حسناً ، لقد مضي عشرة دقائق تقريباً ، و لم يتمكن هذا الرجل من لمسها حتي ، كان كافيا...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

* كان ياماش قلقاً و خائفاً للغاية ، كان يتمالك نفسه بصعوبة ، و لكن ليس هو فقط ، لقد رأي عبدول و هو يبكي من شدة خوفه علي صديقته الوحيدة ، علي الرغم من أنها كانت تبلي حسناً ، لقد مضي عشرة دقائق تقريباً ، و لم يتمكن هذا الرجل من لمسها حتي ، كان كافياً لها أن تري جميع من تحبهم أمامها يقومون بتشجيعها هكذا لكي تصبح في حالة رائعة ، عندما نظرت إلى ياماش تذكرت عمها سليم ، لقد حضر مباراة لها من قبل ، و كان جالساً في غاية القلق مثله تماماً .
ثم فزع عبدول و قال : كارمـااا ، إنتبهي
* إلتفتت كارما إلى الرجل سريعاً ، لقد كان ممسكاً ب قصافة أظافر صغيرة و متجهاً إليها ، ثم في أقل من الثانية كانت كارما أخرجت شفرتها و غرزتها في عنقه دون أن تشعر .
ـ وقع الرجل علي الأرض ، و الدماء تسيل من رقبته ، لقد كان الجميع يهتفون منذ قليل و لكن الآن ، لقد عم الصمت علي الجميع ، ليس علي وجوههم سوي تعبير الصدمة ، لقد قتلت رجلاً من رجال فيصل أمام عينه...
ــــــــــــــــــــــ
إنتظروا الجزء القادم قريباً جداً 💜

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now