[ لا يوجد حماس ]

155 4 4
                                    

المشهد الأول :(منزل العائلة)
* كان أول من وصل من المجموعة التي كلفت بالبحث عن ياماش ، هما ميدات و ميكي ، أتوا ركضاً إلى المنزل ، طرق ميدات الباب و عندما فتحت له سعادات دخلوا علي الفور ، ثم ذهبوا إلي غرفة المكتب المنفصلة عن المنزل.
كانت سعادات مندهشة و لا تعرف شيئاً ، ثم بعد نصف ساعة تقريباً ، أتي متين و كارما ، و لكن عندما فتحت سعادات الباب صاحت قائلة : أخيراً ، إبنتي ، لقد متنا من القلق .
كارما : لا تقلقي يا أختي سادش ، إبتعدي قليلاً فقط .
* كانوا متحمسون للغاية ، أبعدت سعادات قليلاً ثم دخلت هي و متين مسرعين إلى غرفة المكتب أيضاً .
ـ ركضت سعادات خلفهم و قالت : هل وجدتوه ؟
متين : إن شاء الله يا أختي.
كارما : لقد جعت كثيراً يا أختي .
سعادات : عندما تعملين عمل الرجال ستجوعين بالطبع ، إنتظري سأعد لكِ شيئاً.
* ذهبت سعادات ، و دخل بعدها علي الفور صالح و جومالي إلى الغرفة و هم يركضون ، ثم جلس الجميع ليستمع إلى صالح .
جومالي : هيا يا بني ، أخبرنا ، إنه في بورصة إذاً ؟
صالح : نعم ، إنني لم أراه بعيني و لكن عديم الشرف وضع جيشاً من الرجال أمام المستودع .
جومالي : حسناً ، توكلنا علي الله ، هيا.
* قال ذلك و قام علي الفور ، و لكن صاحت بيه كارما : عمي ؟ ماذا تفعل ؟ هل لديك خطةً إذاً ؟
صالح : حبا في الله إجلس يا هذا.
جومالي : ماذا يا سيد صالح ؟ سنذهب و نأخذ الطفل ، بهذا القدر ، لسنا بحاجة إلى خطة أو ما شابه .
كارما : عمي ، كيف كانوا يبدون هؤلاء الرجال ؟ هل هم أفغان ؟
* صمت صالح لوهلة يحاول إستيعاب إن كارما تدعوه ب عمي ، ثم قال : لا ، ليسوا أفغان.
جومالي : هل هذا يعني شيئاً يا سيدة كارما ؟
كارما : لا ، لقد سألت فقط.
متين : هل تقولين إن من خطف ياماش ليس ذلك الرجل المدعي عباسي ؟
كارما : إن لم يكن هو ، سيكون أحداً من ابتاعه يا أخي ، ليس لدي شكاً في هذا ، و لكن هذا يعني أن عباسي في أزمير كما أشار الجهاز ، و ذلك في حالة إذا أردنا أن نذهب إليه و *** .
* صمت الجميع و نظروا إلى بعضهم ، بينما دخلت سعادات بصنية الشاي و بعض الفطائر ، نظرت إلى كارما و قالت : هل ستذهبين معاهم يا إبنتي ؟
كارما و فمها مملوء بالطعام : لا ، سأذهب بمفردي أساساً.
سعادات : ها ها ها ، يا لها من دعابة سيئة.
ميكي : لقد ذهبت الفتاة بمفردها و أخذتكم من منزل الرجل في أقل من ساعة يا أختي ، ماذا تريدين بعد ؟
سعادات : أصمت يا هذا . حسناً فلتأكلي جيداً إذاً.
* قالت هذا ثم خرجت من الغرفة.
جومالي : يا أصدقاء ، هل هناك شيئاً آخر ؟
صالح : ليس هناك شيئاً سوي أن نكون هادئين يا سيد جومالي .
جومالي : غيره ؟
صالح : ميدات ، إذهب و أخبر الرجال و قل لهم أن ينتظرونا أمام المقهى. هيا ، بسم الله.
* قام صالح و بعده جومالي و الجميع و خرجوا من الغرفة ، و لكن وجدوا السيدة سلطان أمامهم.
قالت السيدة سلطان و هي غاضبة : الحمد لله على السلامة يا إبنتي ، هل تذكرتي مكان المنزل أخيراً ؟
كارما : ما العلاقة يا جدتي ؟ أخي متين جاء معي أساساً .
جومالي : أمي ، رجاءاً هذا ليس وقته .
* ثم ذهبوا إلي السيارات لينطلقوا ، و أتت سعادات مسرعة لتضع بعض الطعام في حقيبة كارما ، ثم قالت : إبنتي ، إنتبهي علي نفسك ، تمام ؟
* عانقتها كارما ثم إنطلقوا بسياراتهم .
المشهد الثاني :(قرية أزمير المخيفة)
* كان المكان مظلماً ، ولكن يبدو إنه منزلاً قديماً و بيه الكثير من الحشرات التي تنتشر في الظلام .
ـ كان هناك فتحة صغيرة في أسفل الباب ، فُتحت و وُضِع طبقاً من الطعام و زجاجة مياه بداخل الغرفة ، و حينها الضوء الناتج عن الفتحة أظهر جدران المنزل ، لقد كانت سوداء من آثار الحريق ، و ليس الجدران فقط ، الأثاث بأكمله يبدو محروقاً و مخيفاً .
ـ ذهبت إيفسون زاحفة لتأخذ زجاجة المياه ، كانت ظمأة و جسدها يرتعش بشدة ، حتي إنها فتحت زجاجة الماء بصعوبة ، و قد أصبحت هزيلة للغاية كأنها نحفت عشرات الكيلوهات في هذه المدة القصيرة ، كما إنها لم تكن في حالتها الطبيعية أبداً ...
المشهد الثالث :(مستودع مهجور في البورصة)
* دخل نظام إلى المستودع و كان سعيداً للغاية و هو يسمع أنين ياماش من الألم .
ـ و قد أصبح وجه ياماش منتفخاً و محتقناً بالدماء الزرقاء
إن ذلك المقنع يتقن عمله جيداً ، لم يترك ياماش بمفرده أبداً .
ـ إقترب نظام من ياماش و علي وجهه إبتسابة سخيفة ، ثم قال له : ماذا نفعل بك يا هذا ؟ هل تعلم لقد بدأت أن أشفق عليك ، أنظر ، لقد مر أكثر من أسبوعين و أنت هنا ، و لم يعثر عليك أحداً بعد.
ـ و في هذه اللحظة سمع نظام صوتاً من الخارج ، إنه ليس صوت الرصاص ، بل هو موسيقي ...
إنها الأغنية المفضلة لياماش (لا يوجد حماس)
لقد بدأت الحفلة :
ـ نظر ياماش إلى نظام و بدأ في الضحك بصوتاً مرتفع ، بينما نظام مازال مصدوماً ، و لا يعرف كيف سيتصرف
ـ ضرب الرجل المقنع ياماش علي رأسيه لكي يفقد الوعي و يكف عن الضحك .
نظام : إبقا هنا حتي آتي بالسيارة من الخلف ونذهب.
* قال ذلك و ركض من الباب الخلفي علي الفور ، بينما رجاله في الخارج يواجهون مصيرهم من رجال الحفرة . ـ كانوا يقاتلون جيداً ، و كأن هذه الأغنية تعمل معاهم أيضاً كما تعمل مع ياماش .
ـ كان رجال نظام يسقطون واحداً تلو الآخر ، و لكن ذهب صالح لكي يبحث عن ياماش ، و بالصدفة رأي نظام و هو يركب سيارته .
صرخ صالح و قال : توقف يا هذا . توقف
* ثم صعد إلى أحدي السيارات و ركض خلفه ، علي أمل أن ياماش في هذه السيارة .
ـ و كان الباقية منشغلين مع رجال نظام ، و كارما الوحيدة التي كانت تعتمد علي موهبتها في القتال ، دون الحاجة إلى التصويب بالسلاح ، و كانت فقط تكتفي بأن تضع الرجل في إتجاه عليشو المختبئ بالقرب منهم ، ليصوب عليه .
متين : كارما ، أليس لديكِ سلاحاً يا إبنتي ؟
كارما : يوجد يا أخي ، هل تريد ؟
* و أخرجت له سلاحاً من حقيبتها.
متين : لماذا لا تستخدميه إذاً ؟
كارما : حسناً.
* ف جاء أحد رجال نظام أثناء حديثهما ، ف ألقت عليه السلاح ف صدم وجهه ، ثم نظرت إلى متين و هي سعيدة و قالت : لقد أصبته في وجهه .
* نظر إليها متين في ذهول ، هل هذه الفتاة غبية إلى هذه الدرجة ؟
ـ كان صالح مازال خلف نظام ، ثم قطع عليه الطريق و أوقفه ، فتوقف ، ركض إليه و لكمه في وجهه و نظر في السيارة فلم يجد أحداً.
صرخ صالح في وجهه وقال : لماذا تهرب إذاً يا هذا ؟
* ثم رجع إلى سيارته ، و لكنه رجع إلى نظام ثانيةً و أطلق النار علي رأسه ، ثم ركب سيارته و عاد مجدداً إلى ذلك المكان.
ـ وقد سئمت كارما من القتال مع رجال نظام فذهبت لكي تبحث عن ياماش أيضاً.
ـ و كان هذا المستودع داخل مصنع كبير جداً ، و بيه الكثير من المكينات و المعدات ، و بيه الكثير من الممرات أيضاً ، ف دخلت كارما إلى هذه الممرات التي تقود إلى المستودع ، و عندما دخلت وجدت رجلاً يرتدي ملابس سوداء ذات تصميماً غريباً ، و أمامه شخصاً فاقد الوعي ، بالتأكيد ياماش.
فأخرجت سكينها و صوبت نحو ذلك الرجل ، و لكنه إلتفت إليها علي الفور و أمسك بالسكين قبل أن يصل إليه ، و إتضح هنا إنه كان ملثماً .
ـ نظر إليها بتمعن من بداية رأسها حتي قدمها ، و يبدو إنه قد قبل التحدي ، فخلع ردائه من علي كتفيه ، ثم وقف علي قدماً واحدة ، و أشار إليها بأصبعه لكي تأتي .
ـ ذهبت إليه ، و يبدو إنها كانت تراجع في عقلها كل حركات القتال التي تعلمتها من كمال في هذه اللحظة ، و من ثم بدأت المعركة ، كانت كارما تقاتل بشكل جيد و لكن ذلك المقنع كان أفضل بكثير ، كانت تري نظرة السخرية في عينه ، و قد أكمل سخريته عندما حاول التحرش بها أثناء القتال ، مما أثار جنونها و جعلها تقاتل بوحشية دون أن تفكر.
ـ و بدأ ياماش يفيق ببطء في هذه اللحظة .
ـ صدمت كارما وجهه الرجل بقوة في أحدي الحوائط ، و دون أن تنتظر تأثير ضربتها أخذت تصدمه بالحائط عدة مرات ، و لكنه تفادي ضربتها الأخيرة و عكسها عليها ، وعلي الرغم من إنه إختل توازنه ، إلا إنه كان مازال يقاتل بشكل جيد ، و لكن جاءت فرصة كارما أخيراً ...
ـ لقد وجدت حبلاً ، ويبدو إنه الحبل الذي كان عمها مربوطاً بيه ، فأخدته و أثناء القتال قد لفت الحبل حول قدم ذلك المقنع ، إنها الوضعية الأحب إلى قلبها .
ـ وكان ياماش يري قتالهما بنصف عين ، و لكنه كان يتابعه بحماس ، و عندما أدرك الفخ الذي تعده كارما أخذ طرف الحبل و ربطه في أحدي الشاحنات الموجوده بالمستودع ، ثم صعد إلى الشاحنة و أبتعد بها ، ف زحف ذلك المقنع و علّق في الهواء من قدماً واحدة ...
ـ ثم خرج ياماش من الشاحنة و قال لها : أحسنتي .
* أخذت كارما حقيبتها من الأرض و خرجت من المستودع و ياماش خلفها ، ينظر إليها من حيناً إلى آخر ، و لكنه ليس بحال يمكّنه من الحديث بشكل مطول ، كان بالكاد يستطيع المشي ، ثم تركته و دخلت إلى المصنع .
ـ كان جومالي و صالح ينظرون حولهم ، لقد قضوا علي نظام و رجاله و لكن أين ياماش ؟
ـ وجدوه يخرج إليهم من خلف المصنع و هو يضع يده علي عينه ، فركضوا إليه علي الفور و عانقوه.
ـ كانت الأغنية مازالت مستمرة فقال ياماش لصالح : ماذا حدث يا أخي هل غيرت طريقة دخولك ؟
صالح : أردت أن أعرف تأثير هذه الاغنية.
* ثم قلد رقصة ياماش المعتادة ، و ضحكوا معاً ..
ـ خرجت كارما و ميكي من المصنع و معهم الكثير من المعدات يحمّلونها إلى الشاحنات ، و تبعهم باقي رجال الحفرة.
ياماش : ميكي ، ماذا تفعلون يا بني ؟
ميكي : و الله يا أخي ليس لدي فكرة عن هذا.
ياماش : هل نحن وضيعون هكذا يا أخي ؟ سيكتشفون سرقة هذه الأشياء .
جومالي : يا طفل ، هذه ليست سرقة ، إنها غنيمة الحرب ، أليس كذلك يا وردتي ؟
كارما : نعم ، و لكنه محق بالطبع ، سيكتشفون سرقة المصنع و هذه الشاحنات لذلك..
* ثم أخرجت جهاز تحكم من جيب سترتها و ضغطت على زراً أحمر، ف إنفجر المصنع إنفجاراً هائلاً ، و من حسن الحظ إنهم كانوا علي بعد مناسب منه.
ـ نظر إليها ياماش في ذهول ، و قال في غضب : هل أنتِ مجنونة ؟
كارما : لماذا ؟ هكذا لن يكتشف أحد السرقة ، يا أصدقاء هل مازال هناك أحداً بالداخل ؟
ياماش : أليس متأخراً قليلاً ؟ كان عليكي تسألي قبل أن تفجري المكان .
كارما : ما العلاقة ، عددنا مكتمل أساساً ، نحن ثمانية و عشرون فرداً ، و أصبحت أنت التاسع و العشرون ، ليس هناك حاجه للسؤال.
جومالي : هيا يا إبنتي .
* صعدوا إلى السيارات و الشاحنات التي أخذوها كغنيمة حرب و ذهبوا في طريقهم ....
ـــــــــــــــ
إنتظروا جزءاً آخر قريباً جداً 💜










الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now