[كل شيء سيصبح علي ما يرام ]

158 3 2
                                    

المشهد الاول:(أرغستان)
عبدول : حسناً يا جدي ، أنا سأفعل.
رشيد : أنت ؟!
عبدول : نعم ، هل تظن إنني لن أستطيع النجاح في هذا ؟
رشيد : استغفر الله يا بني ، و لكن كارما تتقن هذه الأعمال أفضل منك.
عبدول : و لكنها ذهبت يا جدي ، ذهبت إلى عائلتها ، و لن تفكر بنا مجدداً.
رشيد : قالت إنها ستأتي عندما نستعد للهجوم .
عبدول : حقاً ؟ لقد نسيت أساساً إنها إتفقت مع اسكندر علي أن تهربه من (هرات) يا جدي.
رشيد : كان من الخطأ أساساً أن نتفق معه علي هذا ، ولكن تعرف كارما ، لقد تطوعت بتهريبه علي الفور ، من أجل أن يأمر رجاله بالانضمام إلينا ، هل رأيت هذا ؟
عبدول : هذا لأنه ظن إننا سنفعل دون أن يطلب يا جدي
رشيد : هل أنت أيضاً تقول هذا ؟ يا بني هذه الأمور ليست بهذه البسيطة ، عندما تحكم ، يجب عليك أن تفكر في النتائج أولاً ، لأنك لست بمفردك ، نحن عشيرة يا بني هناك نساء و أطفال علينا أن نفكر بهم .
ـ علي كل حال ، حسناً يا بني ، إذا كنت تظن إنك ستنجح بهذا دون أن تعرضه و تعرض حياتنا للخطر ، إذهب إذاً ، في رعاية الله.
* عانق عبدول جده و خرج من الخيمة ولكنه كان غاضباً ، كارما التي علمها كل شيء منذ قدومها إلى أفغانستان ، الآن جده يفضلها عليه ، هو لا يكرهها بالطبع ، و لكنه مازال غاضباً منها لأنها تركتهم و ذهبت ، لقد نسي إن لديها عائلة أخرى ، نسي إنها ليست أفغانية وإنها ليست أخته الحقيقية كما يعرف الجميع ، مازال لم يعتاد على غيابها بعد .
المشهد الثاني :(منزل العائلة)
* عندما ذهبت كارما إلى غرفة ياسمين لتطمئن عليها ، وجدت أكين يصيح في الغرفة و ياماش يحاول أن يهدئه ، فركضت لتحضر الحبل و العم سلامي ، أتي العم سلامي و هو يتمتم قائلاً : يا إلهي ، لم الأحق علي إصابتكم يا عائلة كوشوفالي.
ـ حضر العم سلامي الحقنة ، و عندها دخل جومالي و صالح أيضاً ، قال العم سلامي : هيا أمسكوه جيداً.
ـ دخلت كارما بالحبل إلى الغرفة ، فقال ياماش : ما هذا ؟ ماذا ستفعلين ؟
كارما : سنربطه في السرير.
ياماش : أبدا ، لن أسمح لأحد بهذا.
جومالي : إبتعد يا بني ، إن لم نفعل سيهرب مجدداً ، إعطني هذا الحبل يا إبنتي.
ـ و كانت ياسمين واقفة في ركن صغير في الغرفة ، تنظر إلى أكين و تبكي ، و عندما لمحتها كارما تركت لهم ربط أكين و أخذتها إلى غرفة أكين التي ترقد بها داملا .
ـ عندما قاموا بوضع أكين في السرير و أعطاه العم سلامي الحقنة ، قال لهم : حسناً ، هيا إلى الخارج جميعاً.
ياماش : أليس من الأفضل أن نذهب بيه إلى المشفي يا عمي ؟
العم سلامي : أنتم لم تستطيعوا السيطرة عليه و هو وسطكم يا بني ، هل تريد إرساله إلى مشفي ؟
جومالي : هيا يا بني نتركه ليرتاح ، أساساً هناك شيئاً نريد أن نخبرك بيه.
* قلق ياماش و قال : هل هناك شيئاً آخر غير هذا ؟
* و أشار إلى أكين.
صالح : هيا إلى غرفة المكتب.
* أحس ياماش أن هذا الموضوع أكثر جدية من كل هذا.
ـ ذهبوا إلى غرفة المكتب ، و لكن لم يتحدث أحداً منهم ، نظر إليهم ياماش منتظر أن يقول أحدهم شيئاً ، و لكنهم كانوا ينظرون إليه فقط ، فقال لهم : هل ستخبروني الآن بما تريدوه أم اسأل أنا ؟
صالح : ماذا تريد أن تعرف يا إبن أبى ؟
ياماش : أولاً ، ماذا أصاب أكين ؟ حالته غير طبيعية ، ماذا فعلتوا له حتي يريد ترك المنزل ؟
* مسح جومالي علي وجهه و حاول أن يتماسك ثم قال : يا طفل ، حسناً سنخبرك بهذا ، و لكن هناك موضوعاً أهم بكثير الآن .
* قاطعه صالح و قال : لنخبره يا أخي ، سيعرف أساساً.
* علا صوت ياماش و قال : أي ، ليخبرني أحدكم أي شيء ، هيا.
صالح : حسناً يا بني ، عندما إختفيت فجأة من المنزل ، في اليوم التالي أتي بريداً إلى المنزل ، من سوء الحظ إستلمته السيدة سلطان .
ياماش : أي ، ماذا كان في ذلك البريد إذاً ؟
صالح : فلاشة .
جومالي : كان هناك محادثات بين أكين و أزار و ذلك التمساح ، و عندما نصب الفخ لنا و دخلنا جميعاً إلى السجن.
* بدأ وجه ياماش بالأحمرار ، و عينه أيضاً ، و حاول أن يضبط أعصابه.
تابع جومالي: عندما خفطوا النساء من المنزل ، و ذهبنا للبحث عنهم بينـ..
قاطعه ياماش : نعم يا أخي ، لنتخطي هذا رجاءً.
صالح : أكين خطط معاهم لقتل أبي يا أخي.
* صعق ياماش مما قاله صالح ، ماذا يعني خطط لقتل أبيه ؟ هل له يداً في قتل جده أيضاً ؟ هل كان متعاوناً معاهم ؟
ـ بدأ جسده يرتعش ، و العرق يتصبب منه من كل مكان ، و أمسك برأسه من شدة الألم.
تابع جومالي : عندما عرفت أمي بذلك ، وضعت حقيبته أمام المنزل ، و بالطبع لم نخبر ياسمين ، هذه الفتاة المسكينة لن تحتمل ، و لكن منذ عدة أيام فقط وجدناه هكذا ، لقد خطفه عديم الشرف هذا الذي يدعي عباسي و جعلوه يتعاطي المخدرات .
صمت ياماش قليلاً ثم قال : لماذا بحثتوا عنه يا أخي ؟
* تفاجأ صالح و قال : ماذا تقصد يا ياماش ؟ هل كنت تريد أن يقتله الرجل ؟
جومالي : لسنا نحن من وجده علي أية حال .
ياماش : من إذاً ؟
صالح : كارما.
ياماش : من كارما ؟ هل تلك الفتاة الصغيرة التي في الداخل ؟ حسناً ، من تكون أساساً ؟ سألتكم عدة مرات وأنتم تراوغون بالكلام .
* صمتوا قليلاً و نظروا إلى بعضهم .
تابع ياماش : يا أخوة .
جومالي : أخي كهرمان عـ..
* قاطعه دخول كارما المفاجئ ، نظرت إليهم جميعاً حتي تري إذا كانوا أخبروه بشيئاً أم إنها لحقت في الوقت المناسب.
ـ ولكن يبدو أن ياماش سمع ما يكفيه ، لم يقل جومالي سوي أخي كهرمان فقط ، و لكن إلتفت إليها ياماش و هو مصدوماً ، و يتمالك نفسه لكي لا يبكي .
كارما : الجميع بإنتظاركم من أجل الطعام.
* تقدم منها ياماش و دموعه تنساب علي وجهه ، و بدأ في التمعن في ملامح وجهها.
ثم توجهه إلى إخوته بالكلام و قال : هل حقاً ؟ إبنة أخي ؟ أبنة أخي كهرمان ، أليس كذلك ؟ إبنته.
* ثم إلتفت إليها مجدداً و قال : يا إلهي كيف لم أستطيع أن أري هذا من قبل ؟
أنتي ، أنتي تشبهين أخي كثيراً ، أين كنتي يا إبنتي ؟
* ثم إنفجر في البكاء وقام بعناقها بشدة .
ياماش : هل تعلمون ؟ عندما كنت في ذلك المكان ، لقد رأته ، رأيت أخي كهرمان ، جاء إلىّ و مد لي يده ، كنت واقعاً علي الأرض و مد لي يده ليرفعني يا أخي .
* ثم قبّل رأس إبنة أخيه ، كانت مازالت في حضنه.
ثم تابع : مثلما حدث عندما وجدتيني .
* كان جومالي و صالح واقفين يشاهدون و يبكون فقط
ـ و كانت كارما حزينة للغاية ، لم يكن هناك داعي لمعرفة عمها أساساً حل موعد رحيلها .
قال ياماش و هو ينتفس بصعوبة : أين كنتي يا إبنتي ؟ أخبريني ، أين كنتي تعيشين ، و مع من ؟
* ثم دخلت السيدة سلطان و قالت : يا إبنتي لقد أرسلتك إليهم من أجل الطعام ، لماذا تأخرتم هكذا ؟
ياماش : أمي إنتظـ..
السيدة سلطان : هيا يا بني بالتأكيد إنك جائعاً للغاية ، تتحدثون فيما بعد ، هيا
* ثم أخذت كارما و دخلت.
قال ياماش غاضباً : لماذا لم تخبروني عندما سألتكم أول مرة ؟ لقد أخذت الفتاة معي إلى قاع جهنم ، هل تعلمون أين كانت إيفسون ؟ لقد عرضت حياة الفتاة للخطر.
جومالي : كنا ننتظر أن نأتي إلى المنزل أولاً يا بني.
ياماش : منذ متي إذاً و أنتم تعلمون بأمرها ؟
صالح : منذ عدة أيام فقط يا أخي ، أنا و عليشو عرفنا أولاً ، عندما وجدنا مذكره العم مجاهد.
ياماش : هل كان عمي يعرف بهذا أيضاً ؟
صالح : نعم ، إتضح أن السيدة مليحة أخبرته قبل وفاتها.
ياماش : السيدة مليحة ؟! يا إلهي لقد كنا في منزل المرأة قبل أن نأتي إلى هنا ، و لكن ما العلاقة ؟
صالح : هل ندخل الآن و نخبرك فيما بعد ؟ إنهم ينتظرونا.
ياماش : صـالح .
صالح : حسناً ، عندما كانت كارما في عمر الثلاث سنوات ، وجدتها السيدة مليحة بالصدفة و أرادت أن تتبناها من الملجأ ، و لكن...
قاطعه ياماش و قال : الملجأ ؟ هل كانت في الملجأ يا أخي ؟
* ثم وضع رأسه بين كفيه و أجهش بالبكاء و قال : اللعنة ، علينا اللعنة جميعاً ، كيف هذا ؟ ثلاث سنوات يا أخي ، حباً في الله ماذا تقول ؟ هل تربت إبنة أخي كهرمان في الملاجئ ؟
* نظر جومالي و صالح إلى بعضهم ، لقد إنهار عندما عرف بأمر الملجأ فقط ، ماذا لو عرف الباقي ؟
ـ ذهب إليه جومالي ، و عانقه ثم قال له : حسناً يا إبني الجميل لقد مضي أساساً ، هي معنا الآن ، هل كنت ستصدق هذا ؟ لم ينتهي نسل كهرمان يا بني ، لم ينتهي.
* بكوا قليلاً و هم متعانقان ، ثم أخذه جومالي هو و صالح إلي الطعام ....
ــــــــــــــــ
إنتظروا الجزء القادم قريباً جداً ❤

الحفرة الموسم الخامسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن