[ستصبح أباً لأولادك أولاً]

119 4 11
                                    

المشهد الأول :(منزل العائلة)
* كانت السيدة سلطان و سعادات يعدّون الإفطار ، و خرجت إيفسون لتساعدهم أيضاً ، و لكن دون أن تتحدث إلى أحد .
السيدة سلطان : إتركي من يدك يا سعادات ، و إذهبي و نادي صالح للطعام .
سعادات : لقد خرج مع چومالي يا أمي .
السيدة سلطان : يا إلهي ، هل نجلس نحن فقط هكذا علي الطاولة مع الرجل ؟
ثم توجهت بالحديث إلى إيفسون و قالت : ألم يأتي ياماش بعد ؟
* و لكن إيفسون لم ترد عليها ، حتي ربما لم تنتبه لها ، فقط وضعت آخر طبق علي الطاولة ، و بعدها جلست علي الطعام لتتناول الفطور بمفردها .
ـ نظرت السيدة سلطان و سعادات إليها في قلق و لكنهم لم يفعلوا شيئاً .
ـ بعد ذلك نزلت داملا و ياسمين معاً ، جلسوا علي طاولة الطعام ، و بعدهم أكين و معه اسكندر .
ـ ثم دق الباب و ذهبت سعادات لتفتح .
سعادات : أخيراً عرفتي طريق البيت ؟ انظري إلىّ ، أمي تدللك كثيراً الآن و لكن إن تماديتِ في هذا أقسم إن غضبها سيكون سيئاً للغاية ، و في النهاية ستجدين نفسك محبوسة في المنزل مثلنا .
* قالت كل ذلك أثناء دخول كارما من الباب و خلع معطفها و حذائها ، و عندما إنتهت .
كارما : صباح الخير .
* ثم أمسكت بوجهها بقوة و قبّلتها عدة قبلات من خدها ، ثم دخلت إلى الداخل .
فابتسمت سعادات و قالت : المحتالة ، و كأنني لم أقل شيئاً .
* دخلت إلى سفرة الطعام و رمت السلام علي الجميع ثم جلست معهم .
السيدة سلطان : أين چومالي ؟
كارما : عند أخي متين ، هو و عمي صالح .
السيدة سلطان : و ياماش ؟
إبتسمت كارما و قالت : إنه بالخارج .
إندهشت السيدة سلطان و قالت : كيف هذا ؟
* و قبل أن تقول شيئاً دق الباب ثانيةً ، و قامت سعادات مجدداً لتفتح .
ياماش : صباح الخير يا أختي .
قالت سعادات مندهشة : صباح الخير .
* دخل إلى الصالة ، إلى حيث كانوا يتناولون الفطور .
السيدة سلطان : تعال و إجلس يا بني .
* كانت السيدة سلطان مستاءة منه و لكن أجلت هذا من أجل الضيف .
ثم توجهت إلى كارما و قالت : لماذا لم يأتوا معك إذاً يا إبنتي ؟
كارما : لا أظن إنهم سيأتوا ، لقد تناولنا الإفطار عند أخي متين ، و كنا سنذهب إلى المقهى بعد ذلك ، و لكنني أتيت لآخذ حقيبتي أولاً .
* و فجأة إبتسم أكين ، ثم تحولت إبتسامته إلى ضحك ، مما آثار قلق السيدة سلطان و سعادات و ياسمين و داملا أيضاً ، و خافوا أن يفهم اسكندر الحالة التي يعاني منها ، أما ياماش فكان متفاجأً ، لقد ظن إنه تعافي تماماً ، حتي إنه كان ناقماً عليه بسبب هذا .
حاولت السيدة سلطان الإبتسام و قالت : عساه خيراً يا بني ؟
توجه أكين إلى كارما و قال : إبنتي ، هل قلتي إنك تناولتي الإفطار معاهم في منزل أخي متين ؟
كارما : نعم .
أكين : ماذا تفعلين الآن إذاً ؟ إجلسي مع ياسمين قليلاً لعل شهيتها تنفتح قليلاً .
* نكزنته ياسمين في قدمه لكي يصمت .
أكين : ماشاء الله و كأنك لم تأكلي شيئاً منذ أكثر من أسبوع .
* إبتسمت له كارما ابتسامة صفراء ، و كأنها تتوعد له .
قال اسكندر مازحاً : لا تعبث مع إبنتنا يا بني ، و إلا ستجد أفغانستان بأكملها أمامك .
* فضحك الجميع .
ياماش : إنه محق يا أمي ، كارما عندها عائلة كبيرة جداً في أفغانستان ، إنهم يحبوها كثيراً.
* إبتسمت السيدة سلطان ، و ربتت علي ظهر حفيدتها ، إنها تجلس بجانبها ، و هذا المكان الذي خصصته السيدة سلطان لها .
إبتسمت سعادات أيضاً و قالت : بالطبع سيحبونها ، هل يعقل ألا يفعلوا .
ياماش : صحيح .
* قال ذلك و نظر إلى كارما و إبتسم ، و لكنها لم تنظر إليه .
ـ بالطبع ليس هناك داعي لتتظاهر ، في النهاية اسكندر يعرف ما حدث بينهم ، ثم نهضت من علي الطاولة و دخلت غرفتها ، ثم خرجت مجدداً و حقيبتها علي ظهرها .
كارما : جدتي ، سأذهب إلى المقهى .
السيدة سلطان : حسناً يا إبنتي ، و لكن ليس هناك بيات خارج المنزل بعد الآن .
كارما : حسناً ، هيا مع السلامة .
ياماش : كارما ، انتظري قليلاً ، سآتي معك .
كارما : حسناً سأنتظر في الخارج .
* نهض ياماش و صعد إلى غرفته و أخذ معطفاً آخر ثم خرج ، هذا الأمر لم يستغرق الخمس دقائق ، و لكنه عندما خرج لم يجدها ، إنها لا تريد أن تحتك بيه كما أخبرها متين .
ـ عندما بعدت عن المنزل قليلاً ، أخرجت هاتفها و إتصلت بأحدهم ...
كارما : إستعد سنخرج الآن .
الطرف الآخر : هل أنتي مجنونة ؟! هل سنذهب في الصباح هكذا ؟
كارما : نعم ، ما المشكلة ؟ سأنتظرك في (ديري) .
الطرف الآخر : حسناً .
* أغلقت الهاتف ثم اتجهت إلى (ديري) .
ـ أما ياماش ، فقد ركب سيارته و ذهب إلى المقهى لكي يلحق بها ، كان يريد أن يتحدث معها و يصالحها ، فلا يمكن أن تظل علاقتهم بهذا السوء ، و لكن أين هي ؟ .
ـ و أما أكين بمجرد أن أنهي طعامه هو و اسكندر ، نهضوا سوياً ليذهبوا إلى المقهى أيضاً لكي يودع اسكندر الجميع قبل ذهابه .
ـ و لكن السيدة سلطان كانت قلقة عندما رأت أكين يخرج من المنزل ، و لكنه قرأ وجهها و قال لها دون أن تتكلم : لا تقلقي ، لن إذهب إلى أي مكان هذه المرة .
* فابتسمت له و أومأت برأسها .
ـ و تذكرت أن عليها التحدث مع إيفسون ، لا يمكن أن تتركها في هذه الحالة ، فذهبت لكي تبحث عنها ، فوجدتها في غرفتها .
فتحت السيدة سلطان الباب و قالت : هل أنتي متفرغة ؟ أريد التحدث معك قليلاً .
* كانت إيفسون ملقاه علي الفراش مثل الموتي ، و لكنها فقط ترمش بعينها و تنظر إلى السيدة سلطان .
إيفسون : و أنا أريد النوم قليلاً .
السيدة سلطان : هل ستنامين مجدداً ؟ لقد إستيقظتِ للتو .
إيفسون : و سأنام مجدداً ، هل هناك مانع يا سيدة سلطان ؟
دخلت السيدة سلطان إليها قليلاً و قالت : عليكِ أن تستيقظي لكي تعتني بإبنتك علي الأقل .
إيفسون : داملا تعتني بها ، إنها تحبها كثيراً ، هيا رجاءاً إغلقي هذه الأنوار و أخرجي إلى الخارج .
* قالت ذلك و هي تضع رأسها تحت الوسادة و من فوقها الغطاء .
ـ بالطبع لم تستطيع السيدة سلطان أن تفعل شيئاً ، فخرجت من غرفتها و هي تفكر في حلاً آخر لهذا الوضع .
المشهد الثاني :(مقهى الأصدقاء)
چومالي : يا إلهي ، لقد أصبحت أري فياض أكثر من زوجتي و إبنتي .
* فضحك متين .
صالح : ماذا تقصد ؟ هل قضيت الليل هنا ؟
چومالي : أنا و متين .
صالح : لماذا ؟
چومالي : هل كنت سأذهب إلى المنزل بدون الفتاة ؟
تضايق صالح و قال : عليّ أن أتحدث مع ياماش ، كارما تقول أن الأمر سيحل مع الوقت و ما شابه و لكن ليس هناك وقتاً لهذا ، الفتاة عيد مولدها بعد يومين ، و لا نستطيع أن نحتفل بيه في منزل متين ، لا تؤاخذني يا أخي .
متين : لا أنت محق ، ما فائدة الاحتفال بعيد ميلادها من دون جميع عائلتها ؟
چومالي : إنها سترجع إلى المنزل سواء تصالحت مع ياماش أم لا ، لقد كانت غاضبة فقط ، لذلك أرادت الخروج من المنزل .
صالح : هل الأمر بتلك البساطة يا أخي؟ إنني لم أخبر سعادات بما حدث ، إن عرفت ستقيم القيامة ، أنت لا تعرفها بعد ، لقد حشرتني البارحة بأسئلتها حتي اضطررت أن ألفق موضوعاً طويلاً عريضاً و ألهيتها بالحديث .
إبتسم چومالي و قال : إنها تهتم بكارما كثيراً.
* ف أومأ صالح برأسه .
فتابع چومالي و قال : و أنت أيضاً .
* عندها تذكر صالح الوضع الحساس الذي بينه و بين كارما ، و الذي أصبح يندم عليه في كل لحظة ، فحزن كثيراً ، و وضع عينه في الأرض خجلاً .
ـ فنهض چومالي من مكانه و داعب شعر صالح و ضم رأسه إليه ثم قبّل رأسه و قال : لا تقلق يا بني ، سنحل الأمر .
* قال ذلك ثم خرج وقف في الخارج .
ـ تجمد وجه صالح و أحمرت عيناه و كاد أن يبكي ، لقد تذكر عندما داعب والده شعره منذ عدة سنوات ، لقد فعلها چومالي بنفس الطريقة ، لم يقولوا عبثاً أن الأخ الأكبر هو بمثابة أباً آخر ...
إلتفت چومالي إليهم و قال : لقد أتي الطفل .
* خرج ياماش من سيارته و قال : صباح الخير يا أخي .
چومالي : صباح الخير يا سيد ياماش ، تفضل.
* أفسح چومالي له الطريق بكل فخامة ساخراً بالطبع لكي يدخل ، و ياماش يعرف إنه يسخر منه أيضاً ، و لكنه لم يكن في مزاج يسمح له بذلك ، عندما دخل إلى المقهي ، مسح المكان بعينه باحثاً عن كارما ، و لكنها غير موجودة .
ياماش : أين كارما ؟
صالح : لماذا ؟
ياماش : صالح ، رجاءاً لا تفعل .
متين : ياماش ، علينا أن نتحدث قليلاً .
ياماش : أعرف ما تريد قوله يا أخي ، و أعرف إنني مدين لك بإعتذاراً أيضاً ، و لكنني سأتحدث إلى إبنة أخي أولاً .
* أحس متين أن ياماش يبدو نادماً حقاً و يود الاعتذار لها ، فقال : إنها في منزلكم .
ياماش : إنها ليست في المنزل ، لقد سبقتني إلى هنا ، إلى أين ذهبت إذاً ؟
علا صوت صالح قليلاً و قال : هل يمكن أن تكون ستتأخر قليلاً لأنك أتيت بسيارتك بينما هي ستأتي علي قدمها ؟ أو لأنها مازالت لا تعرف المكان هنا جيداً و يمكن أن تكون ضاعت قليلاً في إحدى الشوارع و ما شابه ؟ أو يكون أوقفها بعض الشباب من الحي ، أو حتي توقفت من أجل شراء الطعام ؟ ألا يمكن أن نتوقف عن الظن السيء قليلاً حتي نتأكد أولاً ؟
ياماش : يمكن ، لا تؤاخذني يا أخي .
ثم تابع و قال : صالح ، هل أصبحنا أعداء الآن يا أخي ؟
نهض صالح و جلس أمام ياماش و قال بصوتاً أرق : إن آخر ما أريده هو عداوتك يا إبن أبى ، و لكنك ....
فقاطعه ياماش و قال : مخطئ ، أعرف هذا ، و لكنني سأصلح كل شيء ، أعدك
ربت صالح علي كتف أخيه و قال : أنا متأكد من هذا يا أخي .
* ثم رن هاتف ياماش .
ياماش : نعم يا أمي .
السيدة سلطان : بني ، عليك أن تجد حلاً لوضع زوجتك ، إنها ترفض التحدث معي .
ياماش : حسناً يا أمي سأفعل لاحقاً ، و لكنني لدي عملاً الآن ...
صرخت السيدة سلطان و قالت : و هذا عملاً أيضاً ، ليس هناك عملاً أهم من ذلك يا بني .
ياماش : حسناً يا أمي ، سأحل الأمر .
السيدة سلطان : الآن ، ستأتي الآن ، ستكون أباً لأولادك أولاً قبل أن تصبح أباً للحفرة ، هل فهمت ؟
ياماش : حسناً ، فهمت يا أمي .
* أغلق الهاتف ، و مسح بيده علي وجهه .
صالح : ماذا حدث ؟
ياماش : إيفسون .
صالح : ألم تتحدث معها ؟
ياماش : لا ، لم أتحدث مع أحداً سوي عليشو.
صالح : عليشو !
* ثم أتت سيارة أكين و خرج منها أكين و اسكندر ، و عندما رأي ياماش أكين مجدداً ، لم يتحمل و صعد إلى سيارته و ذهب إلى المنزل ، و لكنه ودع اسكندر قبل ذهابه .
ـ رحب صالح باسكندر و أدخله إلى المقهي و معه أكين .
اسكندر : لقد إتصلت بالرجال لكي يأتوا ، سنذهب بعد قليل .
چومالي : هل اتفقتم علي شيء في النهاية ؟
اسكندر : مع الأسف ، ياماش رأسه مشوش قليلاً ، و لكنني سأحل أمري بنفسي .
أكين : أمر ماذا ؟ أنا لا أعرف شيئاً .
اسكندر : ليس هناك داعي يا بني ، إن إحتجت شيئاً سأخبرك بالطبع ، و علي كل حال هذا الأمر سيطول قليلاً .
* ثم جاءت سيارة بيضاء كبيرة ، و خلفها ثلاث سيارات سوداء آخرين و لكنهم ذو حجم طبيعي ، توقفوا أمام المقهى ، و خرج منهم بعض الرجال و انتظروا اسكندر في الخارج .
ـ ودّع اسكندر جميع من بالمقهى ، ثم صعد إلى سيارته الكبيرة البيضاء ، و صعد أيضاً جميع رجاله ، و بدأوا رحلتهم إلى أفغانستان .
*************
إلى اللقاء في الجزء القادم ...

الحفرة الموسم الخامسWhere stories live. Discover now