[ لقد تعقد الوسط كثيراً ]

108 2 3
                                    

المشهد الأول :( منزل العائلة)
* كان جومالي في غرفة أكين يعطيه الدواء ، أخيراً أكين إستجاب للعلاج ، لابد إنه فكر في كلام كارما ، وكل ما أراده هو أن يتعافى بسرعة لكي يخرج من هذا المنزل ، و لاحظ جومالي إنه تحسن كثيراً بالفعل عن ذي قبل ، و لكن فجأة بدأ أكين في الضحك ! لم يفهم جومالي ماذا أصابه ، جاءته نوبة ضحك لم يستطيع أكين نفسه أن يوقفها ، خاف جومالي كثيراً و أتصل بالعم سلامي ، و لكنه أخبره بألا يقلق ، بضعة أيام و سيكون بخير ، و يكفي إنه بدأ يتعافى ...
خرج جومالي من الغرفة ، و ترك أكين مازال يضحك ، ثم حاول الاتصال ب ياماش مجدداً و لكن مازال لم يلتقط ، قلق كثيراً و ارتدي معطفه لكي يذهب إلى المقهى ويتحدث مع صالح ، و لكن قبل أن يخرج صادفه عند الباب ، فقال له : هل حاولت الاتصال بالطفل يا بني ؟ إنني لا أستطيع الوصول إليه .
صالح : هناك مناطق في أفغانستان لا يلتقط فيها الهاتف يا أخي ، ولكن لابد أنهم بخير ، لا تقلق.
جومالي : لمن تقول لا تقلق يا هذا ؟ أنظر إلى وجهك أولاً ، لماذا لا تتصل بهذا رشيد لكي نطمئن عليهم ؟
صالح : لقد ذهبوا اليوم يا أخي ، بالتأكيد لن يدعهم رشيد يذهبون في هذا الوقت المتأخر .
* ثم أثناء حديثهم أتي ميكي ركضاً إليهم و قال و هو يلهث من الجري : يا أخوتي ، هناك هجوم في الحفرة ، عندما سمعوا ذلك فزعوا وركضوا علي الفور ليعرفوا ماذا يحدث
المشهد الثاني : (مزار شريف)
* بعدما دخل ياماش إلى ساحة المباراة ووقف بين عبدول وفيصل قال : كارما خذي عبدول و إذهبي إلى الخارج . ثم همس إلى رشيد وقال : قل لرجالك أن يخرجوا بهدوء من هنا .
* نظر إليه رشيد وهو يحاول معرفة ما يدور في راسه . كان ياماش يحاول أن يتمالك أعصابه من الغضب.
ـ تحدث رشيد مع رجاله وقال بالأفغانية : اذهبوا إلى الخارج .
* ثم إلتفت ياماش إلى فيصل ، و أومأ له برأسه و هو يحاول أن يبدو هادئاً ، فأومأ له الآخر وعلى وجهه إبتسامة ساخرة.
ـ ثم خرج ياماش مندفعاً إلى الخارج .
قال له رشيد عندما أتي : ماذا سنفعل الآن ؟ لقد أدخل بضاعته إلى عشيرتنا ، هل تريد مني أن أتركه هكذا ؟
ياماش : ليس الآن ، وليس هنا ، علينا أن نستعد للرحيل الآن ، كارما من كان يتحدث من أرغستان يا إبنتي ؟كارما : إنه أخي نچيب .
ياماش : حسناً ، ليتصل بيه أحداً الآن .
* أخرجت كارما هاتفها على الفور ، واتصلت بنچيب و قالت : أخي نچيب ، إلى أين وصلوا بالشاحنات الآن ؟
* شد ياماش الهاتف من يدها قبل أن يجيب نچيب عليها ، ولكن قبل أن يتكلم معه قال لها : هل يتحدث التركية ؟
قالت كارما بإستياء : نعم .
ياماش : حسناً ، طاب يومك يا أخي نچيب .
قال نچيب من أرغستان : من يتحدث معي ؟
ياماش : أنا ياماش كوشوفالي ، لابد إنك سمعت بي من قبل .
نچيب : نعم ، بالطبع ، و لكن هل يمكن أن أكلم والدي الآن ؟ هناك أمراً ضرورياً.
ياماش : أخي نچيب ، والدك بجانبي و يسمعني أساساً ، رجاءاً إستمع إليّ أنت أيضاً ، رجاءاً لا تفعلوا شيئاً الآن ، لن تهاجموا الشاحنات ، فقط أوقفوهم ، أين هم في أرغستان الآن ؟
نظرت كارما إلى عبدول و همست له : الله الله ، لقد سألت هذا السؤال أساساً.
ياماش : حسناً سدّوا الطريق عليهم لكي لا يستطيعوا الخروج ، ولكن دون سلاح رجاءاً يا أخي ، يعني لا أريد سدّاً بشرياً ، يمكنك أن تصنع سداً بشيئاً آخر ، أريد منكم أن تغلقوا حدود أرغستان .
قالت كارما مازحة : ربما عليهم أن ينثروا المسامير على الأرض لكي تثقب عجلات سياراتهم مثلاً ، هل تتذكر ذلك يا هذا.
* قالت ذلك و نكزت عبدول في كتفه ، و لكنه لم يكن في حالة تسمح له بالمزاح أبداً.
ياماش : نعم هذه فكرة جيدة ، انثروا مسامير علي الأرض يا أخي ، ولكن لتكن في مكاناً لا يوجد به شبكة إتصال بالطبع ، لا نريد أن يعرف فيصل إنكم حاصرتوهم ، و لا تخرج رجالك إليهم قبل أن نأتي .
* ثم أعطي الهاتف ل رشيد ، و ذهب إلى السيارات مع باقي الرجال ليستعدوا.
ذهب عبدول خلفه و قال وهو يستشيط غضباً : ما هذا الآن ؟ هل هذا هو الحل الذي لديك ؟ أن نحاصرهم فقط ؟
ياماش : حسناً ، تريد أن تحاسبهم ، فهمت ، و لكن هل ستفعل ذلك وأنت تقف مكانك هنا في مزار شريف ؟
أريد أن نكسب بعض الوقت فقط ، الآن فيصل يعرف بأننا عرفنا بأمر دخول بضاعته ، فمن الطبيعي أن نذهب سريعاً .
عبدول : علي أساس سنستطيع اللحاق بهم إن ذهبنا الآن
ياماش : لذلك أريد من رجالكم أن يعطلوا الشاحنات ، هل فهمتني ؟
* يبدو أن عبدول فهم قصده ، بل و عجبته الفكرة أيضاً ، و لكن لم يقل شيئاً ، و تابع حزم الأمتعة من أجل الذهاب.
ـ أما فيض الله كان مازال يتحدث مع فيصل في مكان المباراة .
فقال له فيصل : لن أنسي لك هذا يا فيض الله ، لقد جردتنا من سلاحنا يا هذا ، وجعلت ولداً في عمر أحفادي يرفع السلاح في وجهي ، كما إن أحد رجالي قطع عنقه وسالت دماءه ، رأيت هذا ولم تفعل شيئاً ، لقد خالفت طفلة رشيد فضل الله القواعد والقوانين ، ماذا فعلت أنت ؟ فيض الله ليكن في علمك ، لن ينتهي الأمر هنا .
* قال ذلك ثم خرج مندفعاً و وراءه الرجال ، ومن ضمنهم ذلك الرجل چلال الدين خليل .
* كان فيصل غاضباً للغاية ، و لكن عندما رأي رشيد و رجاله و هم يرحلون ، إبتسم و أشار لهم بيده مودعاً
ـ كان فيصل يدرك تماماً إنهم لن يستطيعوا أن يلحقوا بشيء ، و حينما يصلون إلى أرغستان ، سيكون رجاله قد قاموا بتسليم البضاعة إلى الروس منذ وقتٍ طويل .
ـ ثم صعد إلى سيارته الفاخرة و معه نزات وحكيم وبدأوا رحلتهم إلى كابول .
ـ بينما رشيد و رجاله ذهبوا في طريقهم ، وأثناء ذلك كان ياماش يشرح لهم خطة الهجوم .
ثم قال : كارما ، أين الخريطة التي كانت معك ؟
* أخرجت كارما الخريطة من حقيبتها و أعطتها لعمها علي الفور ، لقد كانت منبهرة بعض الشيء ، لم يسبق أن إتبعت خطة من قبل ، كل ما تعرفه هو الهجوم فوراً.
ـ فتح ياماش الخريطة و قال : الآن سيذهبون من هذا الطريق إلى مقاطعة خلم ، و منه إلى مقاطعة بل خمري ، و نحن سنسلك نفس الطريق لكي نصل إلى أرغستان ، أليس كذلك ؟
رشيد : نعم .
ياماش : حسناً ، أي مقاطعة ستكون ملائمة أكثر للهجوم ؟ خلم أم بل خمري ؟
رشيد : بل خمري أفضل.
ياماش : سنذهب و ننتظرهم هناك إذاً ، هل نحن مستعدون ؟
قال عبدول : ما دام إننا سنهاجمهم ، لماذا لم نفعل في مزار شريف ؟
ياماش : لا يمكن ، كنا سنسبب لفيض الله المتاعب .
ثم تابع : كارما ، ماذا يوجد في هذه الحقيبة غير الشطائر و العصير و ما شابه يا إبنتي ؟
قالت كارما و هي مستاءة : توووبـة ، هناك أسلحة بالطبع ، و قنابل غاز أيضاً.
عبدول : ماذا عن القنابل اليدوية ؟ ها نعم ، منزل خليل إبراهيم ، تذكرت.
ياماش : و ذهب البعض منها علي مصنع نظام أيضاً.
قال كارما بعصبية: إيييه حسناً ، ذهبت إلى الجحيم ، أليس لدينا غيرها ؟
أمسك عبدول بحقيبته و قال : بالطبع يوجد .
ياماش : هيا بسم الله .
المشهد الثالث :( أرغستان)
* ركض نچيب لكي يخبر رجاله بما عليهم فعله ، فذهبوا على الفور وسدّوا حدود أرغستان من أولها وآخرها ، لكي لا يستطيع أحداً آخر الدخول ، وبالطبع لن يستطيع أحداً الخروج ، ثم توقفوا عند مقاطعة أرمزاي ، و نفذوا فيها الخطة ، ثم اختبئوا وإنتظروا مرور الشاحنات .
المشهد الرابع :( الحفرة)
* صعد كُلًا من جومالي و صالح إلى السيارة ، وعندما وصلوا إلي البوابة ، قابلوا عليشو ، لقد جاء لكي يخبرهم أيضاً .
فقال له جومالي : إذهب و كن مع النساء يا بني .
* ف أومأ عليشو برأسه و ركض إلى المنزل .
ـ ثم تابعوا سيرهم إلى الحفرة.
ـ توقف جومالي فجأة بالسيارة عندما سمعوا صوت رصاص يدوي في الأرجاء ، ف خرجوا من السيارة ، و استعدوا بالسلاح ، ف أتي ميكي مجدداً ركضاً إليهم و أشار ناحية الشمال و قال : من هنا يا أخي.
* ف ركضوا إلى حيث قال ، و عندما دخلوا إلى ذلك الشارع وجدوا الكثير من الرجال يطلقون الرصاص من البنادق و الرشاشات و ليست مجرد أسلحة ، ف عرفوا علي الفور أنهم أفغان ، ولابد أن يكونوا رجال عديم الشرف عباسي ، ف ذهبوا و انضموا إلى لعبة المطاردة هذه ، و لكن الغريب في الأمر ، إن هؤلاء الأفغان جزءاً منهم فقط هو من كان يهاجم رجال الحفرة ، بينما الجزء الآخر كانوا يدافعون عنهم ، لقد تعقد الوسط كثيراً ، و لم يفهم رجال الحفرة بما فيهم جومالي و صالح ، أيهما سيهاجمون ؟
ـ فلم يستطيعوا فعل شيء سوي المشاهدة و الإنتظار ، ثم رأي صالح وجهاً مألوفاً له ، ف ركض إليه و قال : عابدين ، أليس كذلك ؟ من رجال رشيد فضل الله.
عابدين : نعم يا أخي ، نحن هنا لحمايتكم ، رجاءاً إخبر رجالك بهذا.
صرخ صالح في وجهه و قال : حباً في الله يا هذا ، كيف سنميزكم من بعضكم أساساً ، جميكم تشبهون بعضاً.
عابدين : فلتذهبوا إذاً ، نحن سنتولي الأمر.
صالح : ماذا تقول يا بني ؟
صرخ جومالي من علي بعد و قال : صالح ، مع من تتحدث أيها الغبي ؟
صرخ صالح أيضاً لكي يسمعه جومالي و قال : لا تقلق يا أخي ، إنهم رجال رشيد فضل الله.
جومالي من علي مسافة : و لماذا يقاتلون بعضهم إذاً ؟
* قلب صالح شفتيه و رفع كتفيه مما يعني : لا أعلم .
ـ ثم إشتد القتال أكثر من ذي قبل ، لقد إنضم إليه المزيد من الرجال فقال عابدين : اللعنة .
صالح : من هؤلاء يا هذا ؟
عابدين : إنهم رجال فيصل أيضاً.
* كانوا يتحدثون و هم مازالوا يتابعون قتالهم مع رجال عباسي..
ثم تابع صالح : أليس هؤلاء رجال ذلك المدعو عباسي ؟
عابدين : و ما الفرق يا أخي ؟ عباسي رجل فيصل أساساً.
* ولكن ما رأوه كان عكس ذلك ، لقد كان رجال فيصل يطلقون علي رجال عباسي ، نظر صالح و عابدين إلى بعضهم البعض في ذهول .
ـ و كان جومالي مازال مختبئ خلف إحدى الجدران ، يحاول أن يفهم الأمر أولاً لكي لا يرتكب خطأً فيما بعد ، و لكن نفذ صبره ، فخرج و وقف في منتصف الشارع ، و صرخ و هو يطلق الرصاص علي الجميع : من أنتم أيها ال*** ؟ هل أنتم معنا أم ضدنا ؟
* ثم تعالت أصوات إطلاق الرصاص من حوله ، فتلقي رصاصة في أعلي ظهره ، لم يكن جومالي ، بل صالح ...
ـــــــــــــــــــــــ
إنتظروا الجزء القادم قريباً 🖤






الحفرة الموسم الخامسNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ